سيد المتفائلين"محمد" صلى الله عليه وسلم !. نبدأ بهذا العظيم لأنه
قدوة المتفائلين وسيدهم لم يرى الظلام
يوما رغم وجود السواد من حوله آمن حينما رأى الحياة نورا
وازداد سرورا لأنه كلكل غسق الليل بمصباح الإيمان فعاش
سعيدا وملأ حياته أملا بوحي آي القرآن وحارب اليأس
والقنوط ورمى التشاؤم بسيف التفاؤل ولم يستسلم
قط للمتشائمين والقانطين !
_ متفاءل وهو يرى حول الكعبة (360)صنما ! وأين هذه الأصنام اليوم ؟.
_ متفائل وهو يرى المشركين يطوفون حول الكعبة عراة وتهراق الخمور
وتقرب القرابين للأصنام!واليوم الملايين من المسلمين يطوفون
حول الكعبة ولا تجد مشركا يجرؤا الدخول لحدود الحرم فكيف بالحرم !.
_ متفائل وهو يرى بيوتات المشركين حول الكعبة وهو وحده
في غار حراء يوحد الواحد الأحد! حيث كان عليه السلام
يذهب إلى غار حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من
مكة فيقيم فيه شهر رمضان ويقضى وقته في العبادة والتفكر
والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة،
وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك وظلم للضعفاء
واستعباد للعبيد ووأد للبنات، ولكن ليس لديه طريق واضح،
ولا منهج محدد لمواجهة ذلك، وكان إختياره لهذه العزلة
من تدبير الله له، وليكون إنقطاعه عن شواغل الأرض
وضَجَّة الحياة وهموم الناس التي تشغل الحياة، وكانت نقطة
تحول وإستعداد لما ينتظره من الأمر العظيم، لحمل الأمانة
الكبرى وتغيير وجه الأرض، وتعديل مسار التاريخ ...
قدّر له الله سبحانه وتعالى هذه العزلة قبل تكليفه
بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهراً
من الزمان يتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون،
حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن له الله سبحانه.
من غار حراء شع نور النبوة فشق حجب الظلام
وتألق في كل الأرجاء، وبدد بكلمة التوحيد جحافل الشرك،
وقصم بناموس العدل ظهر الظلام،
فاستقام الميسم وظهر الحق واستعلى الإيمان، فتحطمت الأصنام
والأوثان تحت سنابك خيول النصر، ولقد صدق من
قال: خلاصة الدين في الغارين: في غار حراء
تعبد وتأمل في الحياة وتفكر في الكون وتعلم للقرآن وتدبر لآياته
، وفي غار ثور مرابطة ومجاهدة وتوكل وسكينة
وجهاد لأعداء الله.أرأيت كيف كان حبيك صلى الله عليه وسلم
يتعبد الله في ذلك الوقت المظلم بالشرك والكفر كان
يعبدالله لوحده لوحده فحسب!! ألا يأخذك ذلك المشهد
الروحاني لنبيك وأنت تتخيل صورة الزمان المليء بالمنكرات
يعج عجا وكان حبيبك في غار حراء يعبد ربه لم يخنع لوهجات
النفس ليحدثها بالإحباط واليأس وهو يرى من حوله يكفرون
بالله ويشركون به بل كان يتطلع لمستقبل جميل للحمحمة
الجاهلية كان يتضلع بالإيمان كيما يواجه الضلام الرابض في قلوب
أؤلئك المشركون وتحقق حلمه بأبي هو وأمي فأسلم من
أسلم وبناء بيت الإسلام بتفاؤله وثقته بربه عليه السلام
متفائل وقد وضع عليه سلا جزور الإبل من قبل كفار قريش وأين ؟
بجوار الكعبة! وليس هذا فحسب بل وهو ساجد لله تعالى!
وأنت اليوم تصلي بجوار الكعبة بأمن وأمان!.
متفائل وهو يرى أصحابه يعذبون ببطحاء مكة كبلال
وعمار بن ياسر فلا يلبث أن يقول بنفس راضية متفائلة
"صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة".