سؤالٌ يراود الكثير من الأمهات
لماذا نُجهد أنفسنا في
تعليم الطفل أشياء
في سن صغيرة وهو سوف يتعلمها بنفسه عندما يكبر، وللإجابة على هذا السؤال نبدأ بتعريف التعليم المبكر
التعليم المبكر هو:
مصطلحٌ
يطلق على
تعليم الأطفال من
الولادة
وحتى عامهم الثامن أو التاسع، والتعليم المقصود
هنا هو التعليم عن طريق الأنشطة والألعاب والخبرات الحسية والحياتية وليس التعليم الأكاديمي.
هناك أربعة أسباب رئيسية تدعونا للاهتمام
بالتعليم المبكر سوف نتناولها بالتفصيل:
1- الوصلات العصبية وزيادة كفاءة المخ:
يولد جميع
الأطفال بعددٍ محدد من الخلايا العصبية
في المخ، تكون هذه الخلايا غير متصلة
ببعضها البعض، وخلال العامين الأول والثاني
من عمر الطفل يتكون ما يسمى بالوصلات العصبية،
والتي تعتبرُ بمثابة شبكة الاتصالات بين جميع
خلايا المخ هذه الوصلات التي تتكون في أول
عامين هي نفسها التي تستمر مع الطفل بقية حياته
وتساهم في تحديد ذكائه وسرعة وكيفية تعامله
مع المعلومات وقدرته على التركيز والتعلم،
وقد أثبت العلماء أنه يمكن زيادة عدد هذه الوصلات العصبية بتعريض الطفل لخبراتٍ حسية ومثيرات
وأنشطة متنوعة خلال عاميه الأول والثاني.
2- نظرية العقل الممتص:
أطلقت “ماريا منتسوري”
(مؤسسة منهج المنتسوري التعليمي) على عقل
الطفل في الست سنوات الأولى من عمره
“العقل الممتص” أو “العقل المستوعب”،
وشبهته بالإسفنجة لقدرته الهائلة على امتصاص
كل ما يتعرض له، لذلك تعتبر السنوات الست
الأولى من حياة الطفل فرصة ذهبية لغرس كل
ما هو جيد، فكل شيء يراه ويسمعه،
ويعيشه الطفل يخزن في عقله، ليس هذا فقط
بل ويساهم أيضًا في تشكيل وعيه وشخصيته.
فإذا كنت تتمنين طفلًا منظماً، فعليكِ أن
تحرصي على النظام أمام طفلك، وإن كنت تريدين
طفلًا هادئًا فتحلي بالهدوء، وابتعدي عن العصبية.
3- الفترات الحساسة:
من أهم المبادئ التي تقوم عليها فلسفة
المنتسوري هو اغتنام الفترات الحساسة للتعلم،
وهي فترات يكون لدي الطفل فيها شغفٌ كبير
لتعلم شيئاً ما، وتمتاز باهتمام الطفل الشديد
بالشيء الذي يحب أن يتعلمه حتى يصل إلى إتقانه
.مثال على ذلك اللغة، فلدى الطفل فترة حساسة
لتعلم اللغة من
الولادة وحتى ست سنوات،
بعدها يصبح تعلم اللغة أصعب ودرجة الإتقان
أقل .وهكذا يمر الطفل بفترةٍ حساسة لتعلم النظام،
تعلم القراءة والكتابة، تعلم الآداب العامة،
وتعلم التفكير المنطقي، فلا ينبغي أن نفوت
على الطفل هذه الفترات الهامة.
4- قدرة الطفل على التركيز تبدأ من أعوامه الأولى:
كم من أمهات يشتكين من أطفالهن في سن المدرسة
بسبب عدم قدرتهم على التركيز وضعف انتباههم
فللتعليم المبكر أهمية أخرى وهي بناء قدرة الطفل
على التركيز، فالطفل الصغير يسهل تشتيت انتباهه،
و لكن إذا اهتممنا بالفترة الأولى وجعلنا الطفل
يندمج في أنشطة تساعده على التركيز خاصة
بعد إتمام عامه الأول سوف ينمو لدى الطفل
القدرة على التركيز لفترات طويلة، وتلازمه
هذه القدرة طوال حياته فالتعليم المبكر ليس رفاهية،
ولكنه الأساس الذي تبنى عليه شخصية
و مستقبل أبنائنا.