03-12-2018, 06:47 AM
|
|
|
|
|
أوجه التشابه والاختلاف بين الهوس والفصام
رغم أن الفصام ليس نوعًا واحدا ، وكذلك الحال بالنسبة للهوس ، الا أن هناك بعض القواسم المشتركة فى أنواع الفصام
وكذلك الأمر بالنسبة للهوس . كما أن هناك تشابه شكلى يجمع الفصام بالهوس لكن المحتوى يختلف تماما فى كل منهما
فاضطراب التفكير موجود فى الفصام كما هو موجود فى الهوس لكن شتان بين هذا الاضطراب فى هذا وذاك. واضطراب المشاعر
والانفعالات توجد فى الإثنين ؛ لكن مسار الاضطراب هنا غير مساره هناك ، والسلوك مضطرب هنا وهناك لكن الصورة
التى يأخذها فى الفصام تكاد تختلف نوعيًا عن الصورة التى يأخذها فى الهوس . تفكك تام فى حالة الفصام وتركز وتماسك
حول بؤرة البهجة والمرح والاندفاعية المتهورة فى البؤرة الهوسية .
فالفصام عبارة عن مرض عقلى مزمن يصيب عدداً من وظائف العقل تبدو فى استجابات المريض فى علاقته بالواقع ، وفى تفكيره
وفى مشاعره وتصرفاته . حيث يبتعد بدرجات متفاوتة عن الواقع ، ويصنع لنفسه واقعًا متخيلا ، يعتقد اعتقادًا راسخًا فى وجوده
غالبًا ما لايكون له علاقة بالواقع الفعلى المعاش ، كما أن مشاعره تتميز بعد الانسجام أو التطابق مع الأحداث التى تمر به
حيث يبتهج فى موقف يستعى الحزن ، ويحزن فى المواقف التى تستحق الفرح ، أو تتبلد مشاعره ، وتتجمد ، أو تتطرف بشكل
مبالغ فيه ولا يوجد مايبرره فى الواقع . لكن أهم ما يميز الفصام هو اضطراب مجرى التفكير فى شكله وفى محتواه
كما يصاحب الفصام تدهور عقلى في بعض الحالات.
ويمكن ايجاز أهم الأعراض التى تظهر فى مرض الفصام فى الآتى :
1- اضطراب التفكير : ويعنى هذا أن الفصامى يفقد القدرة على التفكير بشكل واضح ومنطقي ومترابط.
ويقتنع بأفكار غير صحيحة لا علاقة لها بالواقع اقتناعاً تاماً؛ كالاعتقاد بأن هناك كائنات فضائية
تتحكم فى أفعاله أو أن هناك من يغرس فى مخه أجهزة تنصت لمراقبته أو لسرقة أفكاره ، أو أن مذيع التلفاز
يقصده شخصيًا بحديثه أو أن مخابرات أجنبية تراقبه عبر الأقمار الاصطناعية.
2- اضطراب المشاعر : تتميز المشاعر بالشكل الذى سبق ذكره سواء عدم ملاءمة المشاعر للأحداث
وعدم التجاوب الانفعالى مع الآخرين والتبلد ، وعدم المبالاة.
3- اضطراب الإدراك : مريض الفصام يتميز بوجود الهلاوس ، التى تعنى الاستجابة لمثيرات ليست موجودة فى الواقع
ولكنها يدركها من الداخل ؛ حيث يبدأ المريض بسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة على أرض الواقع.
وهي ليست أفكار أو تصورات تراوده وإنما هو ادراك فعلى, كأن يسمع من يتحدث إليه معلقاً على أفكاره وأفعاله أو متهجماً
عليه أو موجهاً له الأوامر أو غير ذلك. وقد يكون المتحدث شخصاً واحداً أو مجموعة من الأشخاص يتحدثون
فيما بينهم عن المريض. ولذلك كثيرا ما نلاحظ أن الفصامى يحدث نفسه ، لكنه فى الحقيقة يتحدث الى هذه الأصوات
التى يسمعها أو للمشاهد التى يراها ، ولا تكون موجودة فى الواقع ، لكنها موجودة فى ذهنه وجود فعلى .
4- اضطراب السلوك : يأخذ الفصامى بعض الأوضاع الغريبة كتعابير وجهية معينة بشكل مستمر
أو الإتيان بحركات متكررة تبدو لنا وكأن لا معنى لها أو السلبية التامة ، وتنفيذ كل ما يطلب منه بشكل
آلى وكأنه بالفعل آلة تعمل ما يراد لها عمله دون تفكير أو ارادة.
5- اضطراب اللغة والكلام : يعانى مريض الفصام من صور مختلفة من أضطرابات اللغة أو الكلام ، وفى الكثير من الأحيان
يمكن تمييزهم من خلال الاستماع لما يقولونه حيث يظهر الاضطراب الواضح فى بناء الجملة أو فى دلالات الأفاظ.
ومن هنا يمكن القول بأن الفصام مرض ينتاب الشخصية ككل ، يصيب الجانب المعرفى كالإحساس والإدراك والتفكير
وكذلك الجانب الوجدانى العاطفى ، بالتناقض وعدم الملاءمة ، أو المبالغة والتطرف أو فى البلادة وعدم التجاوب والتفاعل العاطفى
وينعكس هذا الاضطراب فى السلوك والتصرفات التى يقوم بها المريض . هذا باختصار ما يتعلق بالفصام الذى يتمثل اضطرابه
الأساس فى التفكير ثم فى باقى جوانب الشخصية تتفتت فيه الشخصية ليعمل كل جانب بمعزل عن الآخر ، فلا توجد
علاقة تجمع بين ما يدركه وما ينتابه من شعور ، أو ما يتصرف به ازاءه.
أما الهوس فهو اضطراب وجدانى فى الأساس يستشعر فيه المريض حالة من السرور المبالغ فيه والاندفاعية ، والانشراح غير المبرر
وسعيه لفرض هذه الحالة على الآخرين والسيطرة عليهم ، والهوسى عامة يتميز بالنشاط الزائد والمرح والغرابة ، ويكون مليئا ً
بالحيوية ، وقد يظل أى منهم فى حركة لا تهدأ واستثارة لا تنقطع . لايكاد ينتهي من شيء أو عمل حتى يبدأ في الأخر
وقد يبدأ في عمل قبل أن ينتهي من الأول وقد يصل نشاطه إلى درجة العدوان والتحطيم ، وأفكاره غير منتظمة فهو ينتقل
من فكرة إلى فكرة بسرعة دون داع وتتميز لغته بالإغراق فى التفاصيل التي ليس لها أهمية يتحدث بصوت مرتفع وبشكل متواصل
لديه أفكار مبالغ فيها عن ذاته ، يستمتع بشكل هوسى بالشراء , أو فى بعض الأحيان الانخراط بلا وازع بالممارسات
الجنسية الشاذه ، يتدخل بوقاحة فى شؤون الآخرين.
من هنا يمكننا أن نقول بأن الهوس يتسم بالخصائص التالية :
1- حالة من الانشراح المزاجي أو سهولة الاستثاره بشكل شاذ ومستمر.مع تقدير غير واقعى ومبالغ فيه لقدراته الذاتيه ولأهميتة .
2- قلة الحاجة للنوم والشعور بالراحة بعد النوم لمدة ثلاث ساعات فقط وفى بعض الأحيان يظل مستيقظًا لعدة أيام متتالية .
3- زيادة الحديث عن المعتاد أو الإلحاح الشديد ليستمر فى الكلام.
4- تطاير الأفكار حيث ينتقل وبحيوية شديدة من فكرة الى أخرى قبل أن يتم الفكرة الأولى نتيجة
ضغط يستشعره بكثرة الأفكار التى يسعى لتوصيلها قسرًا للآخرين .
5- القابليه للتشتت : من السهولة جدا لفت انتباهه لمثيرات خارجيه عديمة القيمه
6- زيادة النشاط الموجه لهدف سواء اجتماعيا أو بالعمل أو بالمدرسه أو جنسيا .
7- انخراطه المفرط فى أنشطه ساره أو ممتعه له .
8- اضطراب مزاجي شديد قد يتطلب التنويم بالمستشفى لتفادي إيذاء الذات أو الآخرين .
وعدم الواقعيه المبالغ بها المصحوبه بالشعور بإمكانية تحقيق المستحيلات.
9- إنعدام الاستقرار (القابلية للتغير) :عند منع الشخص الذي يعاني من نوبة الهوس من تنفيذ
بعض مخططاته يمكن أن يسبب ذلك تغيير مفاجئ بالحاله المزاجيه حيث ينتابه حالة من الغضب العنيف
وقد يحاول الاعتداء على الأشخاص أو الأشياء التى تحاول منعه من تنفيذ ما يريد .
10- الإثارة النفسية الحركية : اذ يكون الهوسى اكثر عرضه للاثاره النفسية الحركيه كالنشاط الزائد بصوره مبالغ بها
مصحوب بسلوك طائش أو متهور كالاتصال تليفونيا بصديقه بعد منتصف الليل ,والاستمتاع بشراء أشياء قد لا يكون
بحاجه لها بالتو (هوس الشراء ) أو الشروع بتنفيذ مشروع عمل أو مشروع تجاري مقدر له الفشل قبل النجاح .
11- اضطرابات اللغه : حديث الهوسي يكون عاليا , سريعا وبدون توقف وغير مترابط ويصعب
تفسيره , ويقوم بإلقاء نكات بغير محلها ,أو بإطلاق ضحكات صاخبه بالهواء .
12- اضطرابات النوم : لا يحتاج مريض الهوس إلا إلى سويعات للنوم بكل ليله واثناء النوبه قد لاينام على الإطلاق لعدد من الأيام المتتاليه .
13- الاضطرابات المعرفيه :نقص السيطرة على الذات.
14- تقدير الذات المبالغ فيه: فالرجل ينظر الى نفسه كبطل للعالم والمرأة تنظر لنفسها كملكة جمال العالم .
15- تأتيهم الأفكار بأسرع مما يستطيع التعبير عنها .
16- بعضهم يرى إن ذاته جذابه للغايه مما يشجعه على الانخراط بنشاط جنسي غير مشروع .
17- أفكار متطايرة: تجده ينتقل من موضوع لاّخر .
18- القابلية للتشتت وصعوبة التركيز : الأفراد د المهووسين لديهم قابليه عاليه للتشتت لأي حدث
صغير من حوله ,محادثه عفويه ,صوت طائره ويشد انتباهه ويقطع أي محاولة للتركيز .
19- سوء العلاقات الاجتماعية : تؤدي الأحكام غير الصائبه أثناء نوبة الهوس لاضطراب أداؤه المهنى واضطراب علاقاته الأسرية والاجتماعية .
والهوس يجعل مؤشر الشخصية كله مضبوط عل الهوس بالصورة الموضحة ، الجوانب المعرفية كالإحساس والإدراك والتفكير
أو المشاعر والعواطف والشعور الزائد بالحبور والاندفاعية والتهور فى السلوك . وهو ما يختلف عن الفصام الذى تتفكك فيه الشخصية وتتحلل .
وكما ذكرت محور اضطراب الفصام الأساس هو التفكير ، رغم أنه ينعكس على الانفعالات والعواطف والسلوك بينما
محور الاضطراب فى الهوس هو الوجدان رغم انعكاس ذلك على التفكير والسلوك أيضا . وحالات نادرة التى يصاحب
فيها الفصام الهوس ، ذلك لاختلاف طبيعة كل منهما عن الآخر ، لكن يمكن الانتقال من حالة الهوس
الى حالة الفصام أو العكس أثناء مسيرة العلاج النفسى المتعمق . علما بأن كلا منهما ينتمى الى فئة الأمراض العقلية الذهانية .
د. صلاح الدين السرسي
H,[i hgjahfi ,hghojght fdk hgi,s ,hgtwhl g,pi hgjahfi hgYks ,hghojght ,hgtwhl
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:16 PM
|