حكايات ليبية في قصة تتناقلها الأجيال الليبية تسرد صراعًا دار بين «الغول» والأخوات السبع الآتي حاولالغول النهم أكلهن.
تختلف الرواية من راوٍ إلى آخر، فمثل هذا التراث القصصي لن نمسك له جذورًا سوى خبرات الشعوب منذ ما قبل التاريخ وصولاً للحاضر،
حيث يتكوّن هذا التراث داخل مجتمعات متجاورة الأفكار والجغرافيا،
مكوّنة بالمقابل منظومة تراثية تصور عقائد وفنون وأعراف وأخلاق ومعاناة تلك المجتمعات.
سبع صبايا في قصبايا أنلود أنلود وناكلهم:
تقول القصـة، وحسب ما ذكر باللهجة الليبية، إنّ رجلاً فارقت زوجته الحياة وتركت له سبع بنات جميلات،
وفي يوم من الأيام المعتمة حيث الغيوم تخفي شمس النهار، قرر الرجل الطيب الرحيل لأداء فريضة الحج،
وتقول الحكاية إنه حاول توفير كل ما يلزم من طعام وشراب وحطب ليكفي الفتيات طوال فترة غيابه؛ ولأنه كان يحرص على سلامتهن.
قام بربط *** أمام باب البيت، موصيًا بناته بالحذر وعدم فتح الباب لأي زائر غريب.
وفي ليلة من الليالي استيقظ الغول يبحث عن طعامه، وهنا يقول الراوي الذي يسرد القصة باللهجة الليبية
«سمعنا وسلمنا يا الله»، وقد سمع الغول من أهل القرية بسبع صبايا جميلات وحدهن بالبيت دون حارس لهن سوى الله،
وبينما يسير الغول نحو بيتهن، تقول القصة إنه كان يغني:
«سبع صبايا في قصبايا أنلود أنلود ونأكلهم». ثم تفاجأ الغول برد من ال*** الذي يحرس البيت قائلاً:
«سيدي وصاني عليهن والله والله ما تذوقهن». فرد الغول مرعوبًا يتمتم بخوف:
«يا كيدي على ركبي.. يا نبيح ال*** علي».
وبعد هذه الحادثة همّ الغول لمحاولات وحيل ماكرة للإمساك بالصبايا دون أن يتضرر من حارس بيتهم «ال***».
فتنكر في اليوم الثاني بزي امرأة وطرق الباب مدعيًا أنه خالة الفتيات المسكينات اللاتي رفضن فتح الباب طاعة لأوامر أبيهم الغائب،
وفي محاولة أخرى قام الغول بالتعريف عن نفسه مدعيًا أن والدهم من رغب في زيارة «الخالة» لهن؛
لكن ال*** يحول دون الوصول إليهم. فرد البنات وأشرن على الخالة العودة في الليل للمبيت معهن.
راحت أصغر الأخوات تنبه الأخريات بأن الطارق ليست خالتهن، وأن أحدًا من والديهن لم يذكر ذلك من قبل،
هاجمت الفتيات الصغيرة المسكينة. ثم قامن بذبح ال*** ورميه في الشارع.
هنا تكرر القصة ما يردده الغول من غناء وهو في طريقه للبيت والمفاجأة كانت رد ال*** الميت بنفس الكلام!
وهكذا توالت الأحداث، حيث أمرت الخالة الفتيات بحرق جثته، لكن أصغرهن أخفت أذني ال*** في مكان ما داخل البيت.
لم يفلح الأمر حيث الغول لازال يسمع ال*** يردد «سيدي وصاني عليهن والله والله ما تذوقهن»،
حتى تم دفن وردم رماد ال*** في حفرة عميقة جدًا، تزامن الأمر مع عودة الأب الصالح من الحج،
وتهافتت الفتيات المرعوبات تحكين له عما حدث، ففهم الأب أنه الغول وباشر في حفر حفرة عميقة أمام باب البيت وأخفاها بحصير ثم وضع التراب عليه.
جاء الغول يغني سعيدًا بدفن رماد ال*** ولم يكمل كسر باب البيت حتى وكان قد وقع في الحفرة العميقة دون رجوع.
يقول بعض المهتمين بالقصة، حسب الرواية الحضرية، إنها من التراث الليبي وآخرون يقولون إنها من الشمال التونسي.
إلا أنّ القصة مشهورة أيضًا في التراث الشعبي الأمازيغي. مع اختلاف في نهايتها وبعض التفاصيل المتعلقة بجزئية النجاة من الغول.
لكن كل الروايات تتفق على سعي الغول للنيل من «الصبايا السبعة».