في صخب النهار وضجيج الحياة (وجعلنا النهار معاشا) تشعر بتيه وإرهاق تود أن ترتاح، تشعر بتعب بل من شدة التعب ستسقط أرضا.. تحاول أن تلملم أوصالك وتسند ظهرك المنهك على أقرب جدار ، وتتنفس الصعداء، تهمس لنفسك حمدا لله أني لم اسقط
يسدل الليل أستاره ويأوي الكل إلى فراشه وأنت.
أنت..
نعم أنت
مازلت منهكا وتود أن تسند ظهرك لكن هذه المرة على فراشك لتسكب عبراتك وتتكلم آهاتك..
في تلك اللحظة كفكف دمعك وتوضأ وضوءك للصلاة واضطجع على شقك الأيمن وقل بقلب شجي هذا الدعاء.
(اللهم أسلمتُ نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت)
....
معا لنتأمل روعة ذلك الفضاء روعة أن تحيا بالدعاء
(أسلمت) سلمت ذاتي وشخصي لك يا إلهي منقادة تابعة لحكمك فلا أملك تدبير أمر نفسي ولا أستطيع جلب ما ينفعها ولا دفع ما يؤذيها مستسلمة لك ياربي
(فوضت أمري) متوكلة عليك في أمري كله، أنخت رحال أحزاني على أبوابك
(ألجأت) معتمدة في أموري عليك يا إلهي لتعينني على ما ينفعني فقوتي منك استمدها فأنا عبد ضعيف
(رغبة) فيما عندك من ثواب وعطاء (ورهبة) خوفا من عذابك
فلا شيء ينجيني من عذابك إلا رغبتي فيما عندك من ثوابك
(آمنت بما أنزلت) في القرآن ، إلهي أعلن لك خضوعي واستسلامي بكل ما أمرتني به ونهيتني عنه وأستقي منهجي من هدي نبيك، فقرآني وسنة نبيي هي النور الذي استنير به في كهوف أيامي المظلمة هما الدليل في دروب حياتي المعتمة، هما الزاد الذي أحمل في سفري
فهل بعد هذا ستخاف أو تخشى السقوط ، كلا ولن تذوق مُرَّ اليأس ولا القنوط.