عندما طُعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -، أراد ألا يحرم من شرف الصحبة مع النبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال لابنه عبد الله :
انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل : عمر يقرأ عليك السلام ولا تقل أمير المؤمنين، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا وقل : يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن بجوار صاحبيه، فقالت عائشة -رضي الله عنها- :
كنت أريده لنفسي ولأؤثرنه اليوم على نفسي، فلما أقبل قيل : هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال : ارفعوني، فأسنده رجل إليه فقال : ما وراءك ؟ قال : الذي تحب يا أمير المؤمنين ، أذنت .
قال: الحمد لله ما كان شيء أحب إلي من ذلك، فإذا أنا مت فاحملوني، ثم سلم وقل : يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت فأدخلوني، وإن ردتني فردوني إلى مقابر المسلمين.
وهكذا كانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- تؤثر الآخرين على نفسها .
عمر بن الخطاب والدنانير
أخذ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أربعمائة دينار فجعلها في صرة، فقال للغلام : اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع، قال : فذهب بها الغلام فقال : يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك .
قال: وصله الله ورحمه، ثم قال : تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفدها .
فرجع الغلام إلى عمر وأخبره، فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل، فقال : اذهب بها إلى معاذ بن جبل، وتله في البيت ساعة، حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه، فقال : يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك .
فقال : رحمه الله ووصله، ثم قال : تعالي يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، واذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ، فقالت : نحن والله مساكين فأعطنا، ولم يتبق إلا ديناران فرمى بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك، فسُر بذلك وقال : إنهم إخوة بعضهم من بعض .
إيثار حتى الموت
أصيب الحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل، وعياش بن أبي ربيعة* – رضي الله عنهم – بجروح شديدة، وبينما هم راقدون في خيمة الجرحى، طلب الحارث ماء ليشرب فأحضر رجل له الماء، وكان الماء قليلا، وقربه من فم الحارث ليشرب، ولكن الحارث لاحظ أن عكرمة ينظر إلى الماء فعرف أنه يريد أن يشرب، فقال الحارث للرجل :
أعطه له، فلما ذهب الرجل بالماء إلى عكرمة، كان إلى جواره عياش، فلما هم عكرمة أن يشرب، لاحظ أن عياشا ينظر إلى الماء، فقال عكرمة للرجل :
أعطه له، فلما وصل الرجل إلى عياش، وجده قد مات، فرجع الرجل بالماء مرة أخرى إلى عكرمة، فوجده قد مات فعاد به إلى الحارث فوجده قد مات أيضا، ماتوا جميعا وكل منهم يؤثر أخاه على نفسه بشربة ماء حتى في اللحظة الأخيرة .
إيثار بالشهوات
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه كان مريضا، فاشتهى سمكة طرية، فالتُمست له بالمدينة، فلم توجد حتى وُجدت بعد كذا وكذا يوم، فاشتُريت بدرهم ونصف، وشويت، وحُملت له على رغيف، فقام سائل على الباب، فقال للغلام : لفها برغيف، وادفعها له .
فقال الغلام : أصلحك لله، اشتهيتها منذ كذا وكذا يوم، فلم نجدها، فلما وجدناها، واشتريناها بدرهم ونصف أمرت أن ندفعها له، نحن نعطيه ثمنها .
فقال : لفها، وادفعها إليه .
فقال الغلام للسائل : هل لك أن تأخذ درهما وتدع هذه السمكة ؟
فأخذ منه درهما، وردها، فعاد الغلام وقال له : دفعت له درهما وأخذتها منه .
فقال له : لفها، وادفعها إليه، ولا تأخذ منه شيئا، فإني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : ” أيما امرئ اشتهى شهوة فرد شهوته ، وآثر بها على نفسه غفر الله له ”
رحيل /سمو /معاذير غربة خلود حكاية عشق و عين هيبة شموع
أما عن كفة الأصحاب ، أنا حظي عظيم
محاطة باصدقاء* مثل النور
ياربّ لا تجعلني أرى فيهم حزناً ولا همَّاً ولا تعباً ،
واجعلني أرى فيهم فرحاً و سروراً
[/LEFT]
6 أعضاء قالوا شكراً لـ aksGin على المشاركة المفيدة: