11-15-2021, 01:47 PM
|
|
|
|
حب الله وتجديد الإيمان
الإنسانُ بفطرته محبٌّ وأسير لمن أسدى إليه إحسانًا، ويكون الحب أشدَّ عندما تعظم النِّعم، وأعظم النعم: النعم الباقيةُ التي لا تنفد ولا تبيد، ولا تُعَدُّ ولا تحصى، وهذا النوع من النِّعم لا يجده البشر إلا في خزائن الله، قال -تعالى-: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، ولقد عدَّ لنا القرآنُ كثيرًا من النِّعم على سبيل الإجمال في مواضعَ قليلةٍ، وفصَّل في مواضعَ كثيرة؛ حتى يتركَ للقلوب والعقول مساحةً من التدبر والتفكر في هذه النعم التي بدورِها تجدِّد الإيمان، وتزيده في القلب، ومن أمثلة مواضع الإجمال قولُه -تعالى-: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53]، وقوله -تعالى-: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما مواضع التفصيل، فمنها قوله -تعالى-: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32 - 34]، وقوله -تعالى-: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164]... إلى غير ذلك من الآيات، ويكفي في هذا الموضع سورةُ الرحمن، وسورة النِّعم "النحل".
هذه النعم تستوجب الشكرَ، والشكر الحقيقيُّ يترجم في صورة عمل، قال -تعالى-: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13].
وحبُّ الله من أعلى المنازل التي تحرِّك الإيمانَ في القلب، وتزيده قوة، وهي رُوح الإيمان والأعمال، فإذا خلَتِ القلوبُ منها، فهي كالجسد الذي لا رُوح فيه، يقول العلامة ابن القيِّم عن منزلة المحبة: "وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها شَمَّر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروَّح العابدون، فهي قُوتُ القلوب، وغذاء الأرواح، وقرَّةُ العيون، وهي الحياةُ التي من حُرِمَها فهو من جملة الأموات، والنورُ الذي من فَقده فهو في بحار الظلمات، والشِّفاءُ الذي من عُدِمه حلت بقلبه جميعُ الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعَيشُه كلُّه همومٌ وآلام، وهي رُوح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال، التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا رُوح فيه، تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها، وتوصلهم إلى منازلَ لم يكونوا بدونها أبدًا واصليها، وتبوِّئُهم من مقاعد الصدق مقاماتٍ لم يكونوا لولاها داخليها، وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب، وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب، تالله لقد ذهب أهلُها بشرف الدنيا والآخرة؛ إذ لهم من معية محبوبهم أوفرُ نصيب، وقد قضى الله يوم قدَّر مقاديرَ الخلائق بمشيئته وحكمتِه البالغة أن المرءَ مع من أحبَّ، فيالها من نعمةٍ على المحبين سابغة ..."؛ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 3/7.
كيف نصل إلى محبة الله؟
إذا كانت المحبةُ لها هذه المكانةُ العالية في إحداثِ تغيير عميق في قلوبنا وحياتنا، فكيف نصل إليها؟
ولعظم هذا الأمر جمع لنا الإمامُ ابن القيم مجموعةً من الأسباب التي أراها نقطةَ تحول في حياتك؛ كي تُولدَ من جديد في عالم الإيمان والقرْب من الرحمن، وهذه الأسباب هي:
1- قراءة القرآن بالتدبُّر والتفهُّم لمعانيه وما أريد به؛ كتدبُّر الكتاب الذي يحفظه العبدُ ويشرحه ليتفهَّم مرادَ صاحبه منه.
2- التقرُّب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض؛ فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
3- دوام ذكرِه على كل حال؛ باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبُه من المحبة على قدر نصيبِه من هذا الذِّكر.
4- إيثار محابِّه على محابِّك عند غلبات الهوى، والتسنُّم إلى محابِّه، وإن صعُب المرتقى.
5- مطالعة القلبِ لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلُّبه في رياض هذه المعرفة ومباديها، فمن عرَف اللهَ بأسمائه وصفاته وأفعاله، أحبَّه لا محالة.
6- مشاهدة برِّه وإحسانه وآلائه ونِعَمه الباطنة والظاهرة؛ فإنها داعيةٌ إلى محبته.
7 - وهو من أعجبِها: انكسارُ القلب بكليَّته بين يدي الله تعالى، وليس في التعبير عن هذا المعنى غيرُ الأسماء والعبارات.
8- الخَلوة به وقت النزول الإلهي؛ لمناجاته وتلاوةِ كلامه، والوقوف بالقلب، والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم خَتْم ذلك بالاستغفار والتوبة
9- مجالسةُ المحبين الصادقين، والْتقاط أطايب ثمراتِ كلامهم، كما يُنتقى أطايبُ الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجَّحت مصلحةُ الكلام، وعلمت أن فيه مزيدًا لحالك ومنفعةً لغيرك.
10- مباعدةُ كلِّ سبب يحول بين القلب وبين الله - عز وجل.
هذه عشَرة أسباب لتنال أفضلَ مطلوبٍ؛ فاجعلها منهجَ حياتك.
pf hggi ,j[]d] hgYdlhk hgYdlhk
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
11-15-2021, 02:27 PM
|
#2
|
رد: حب الله وتجديد الإيمان
جزاكم الله خيرا
في ميزان حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اسم مؤقت على المشاركة المفيدة:
|
|
11-15-2021, 02:39 PM
|
#3
|
رد: حب الله وتجديد الإيمان
أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-15-2021, 04:59 PM
|
#4
|
رد: حب الله وتجديد الإيمان
جزااااك الله خير
اشكر لك روعة الطرح
لكِ أعذب زهور اليآسمين
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ صمت الذكريات على المشاركة المفيدة:
|
|
11-15-2021, 07:12 PM
|
#5
|
رد: حب الله وتجديد الإيمان
شكرآ جزيلا على الكلمات الرائعة
بارك الله فيك ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
ودي يسبق ردي
غـــــزلان
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ خلود المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
11-16-2021, 01:13 AM
|
#6
|
رد: حب الله وتجديد الإيمان
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المحبوب على المشاركة المفيدة:
|
|
11-16-2021, 12:53 PM
|
#7
|
رد: حب الله وتجديد الإيمان
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ هيبة مشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
11-16-2021, 02:00 PM
|
#8
|
رد: حب الله وتجديد الإيمان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمت الذكريات
جزااااك الله خير
اشكر لك روعة الطرح
لكِ أعذب زهور اليآسمين
أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-16-2021, 02:00 PM
|
#9
|
رد: حب الله وتجديد الإيمان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غزلان
شكرآ جزيلا على الكلمات الرائعة
بارك الله فيك ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
ودي يسبق ردي
غـــــزلان
أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-16-2021, 02:00 PM
|
#10
|
رد: حب الله وتجديد الإيمان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحبوب
جزاك الله الف خيررر
أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:29 AM
| | | | | | | | | |