أحب الشاعر أبو العتاهية جارية اسمها عتبة، قال فيها: عُتبَ ما للخيال خبرين
ي.. وما لي؟
لا أراه أتاني زائرا مُذ ليالي
لو رآني صديقي رق لي أو رثى لي
أو يراني عدوي لانَ من سوء حالي
وأبو العتاهية من مواليد الحجاز وقد نشأ بالكوفة وسكن بغداد، وقد دفعه حبه لعتبة أن يقول فيها الشعر لكنها لم تقابله بمثل ما يكنه لها،
حيث واجهته بالصد والهجران، إلى أن كاد يفقد عقله فسمي بـ “أبو العتاهية”.
وقد أوصله اليأس من هوى عتبة إلى الزهد، فصار علامة في شعر الزهاد.
ومن بدائع ما قال في هجران عتبة:
يا إخوتي إن الهوى قاتلي فبشروا الأكفان عاجلِ
ولا تلوموا في اتباع الهوى فإنني في شُغلٍ شاغلِ
وإذا كانت عتبة هي جارية الخليفة المهدي في العصر العباسي، وكان أبوالعتاهية واسمه إسماعيل بن القاسم،
دميم الشكل فربما كان ذلك سببا في نفران عتبة منه،
ويروى أن الخليفة قد سمع بتغزله فسجنه عقابا على إنشاده الشعر في جاريته وقد أطلق سراحه بعد أن مدح الخليفة.
ومن أشعاره في الزهد قوله:
ما يجهل الرشد من خاف الإله
ومن أمسى وهمته في دينه الفكر
فيما مضى فكرة فيها لصاحبها
إن كان ذا بصر بالرأي معتبر
أين القرون وأين المبتنون بها
هذي المدائن فيها الماء والشجر