اتى صوتها المرتجف ك امرأة راقصة على المسرح للمرة الاولى بحياتها ترقص : ليس جميل لا تذكرني بهـ
شهقت محتفلًا بعيد زواجنا وحيدا بين الشموع وقطع من الظلام الدامس الذي يغطي المكان والكرسي امامي فارغ لا يشغله احد لا امرأة ارستقراطية ولا امرأة بسيطة وهما بكلتا الحالتين لن يسطتيعا العيش مع انسان فقير مثلي
كانت أَميل الزوجة الغنية التي تعرفت عليها بأحد المكاتب التي شهدت لنا الكثير من اللقاءات
ـ اميل ربما لن يعجبك ذلك البيت الصغير !
ـ لا لايهم دمت تفهمني وافهمك ستسير الحياة بالشكل الجميل بغض النظر عن المكان الذي نعيش به اليس كذالك ؟؟
ضحكت بوهن حين لاح لنا ذلك البيت الاقرب للكوخ اكثر من كونه منزل
ـ ربما ربما !
وانخرطنا بالحياة نتقاسم الحياة صغيراتها وكبيراتها كانت كالربيع الذي لم تحرقه شمس ايار ولم ترهقه امطار ديسمبر
بل كانت ، مشعة ، مذهلة ، لطيفة ومتكبرة !
احببتها بشغف ، بحجم الفضاء و بالقدر الذي تجهل
احببتها بقلب الصبي ، الطفل والشيخ الكبير .....
ولم ادرك اسرافي لحبها ابدا فلقد كانت يدي مبسوطة بحبها كل البسط !
احببتها بالقدر الذي كان يحتم علي نسيان انها امرأة عقيمة بالقدر الذي جعلني اعود لها متناسيًا انها ستحرم اذناي من كلمة " بابا"
احببتها بقدر صمتها الصاخب والعالي ازعاجه صمتها الذي اخفى انها امرأة ناقصة !
لكنها كانت معادلة متكافئة يا أميل فامرأة مثلك لا يليق لها البوح بهكذا امر ، وعاشق احمق مثلي لا يحق له بان يرى بك عيبًا ....
نعم ، كنتِ كاملة بعيني يا أميل كاملة بالقدر الذي يرضي رغباتي ويرضي ذلك القلب العنيد .
اقف أمام الطبيبة مذهولًا جزعًا تلقي علي كلماتها كأنها جلاميد تسقط من اعلى القمة على جسدي لتحطمه وتجعله فتاتًا غير أبهة لشظاياي التي توزعت باسفل المنحدر
ـ زوجتك عاملة عملية ازالة للمبايض يبدوا انها متعرضة لحادث ما !
ـ حقًا ..... متأكدة ؟! ..... ما الحل ارجوك ؟!
ـ العوض من الله اصبر واحتسب !
بخوف حقيقي اردفت وقد نسيت احجام القهر الذي بداخلي
ـ وهي كيف حالها ؟!
ـ بخير حمدًا لله لكن يبدو انها مستغرقة بالنوم الان عد غدًا سأسجل لها خروج
خرجت وانا اتمايل لكثرة الاطنان المحملة بالالم والتي تترسخ من على منكبي وانطلقت لانخرط بالحياة وانسى !
حملت الشتات وما تبقى من ذلك الصبر الجميل لآتي لك للمرة الثالثة بعد العشرون لتمسحي على ظهر فقري بأصابع تواضعك وللتلقفيني بحضن رقتك وبعد الآلاف من الكلمات وابيات الشعر التي احفظ حتى تقبلي العودة للمنزلنا لكوخنا و وشاح حُبنا اللئيم
نظرت للسيارة بتقزز كعادتك وركبت بجانبي صامته و فرح عارم يرقص باطراف اصابعي
" نحن عدنا معًا" !
وبين تلك الهزات العنيفة التي تهز اجسامنا بفعل السيارة التي تتمنى الموت
ـ لما عدت ؟!
وبدأ موشح خاص بنا محتمًا علي سماعه ، لكن صوتها المتناثر بين صوت السيارة المزعج وبين الهواء الداخل من النافذة بدى مكسورًا غائرًا ومنطفئًا وكأن حمائم سلامٍ تسكن حنجرتها كأنها امرأة هادئة رزينة كانت توبخني بشكل مهذب لا يليق بشخص اميل الواثقة !
لكنها كانت المرة الاخيرة التي نتكلم بها بتلك السيارة المهترئة
والمرة الاخيرة التي نختض بها معًا
كانت اخر مرة اوبخ منك واخر مرة اسمع تأفئفك حين تدخلين السيارة ......
ـ لماذا ؟!
ـ ربما تستحق أنثى كاملة غيري .
ـ كاملة انت يا اميل كاملة !
بصوتها الذهبي ولهجة حمقاء قالت:
ـ وانا لا ارتضي بالنواقص اما ان تكون كاملا والا فانت لا تليق بي !
وغادرت نحو الاختفاء ولم تعد غادرت كما تغادر الاصوات والنسائم .......
و اصبحت حاضرة بالذاكرة وحسب وتبقت مكانها الاماكن تذكرني بصوتها
العتيق ، حين سألتها مرة عن البدايات التي جمعتنا وقال لي :
ـ ليس جميلًا لا تذكرني به
انتهى يا اميل لن اذكرك به فها انا اتذكره بمفردي واظن انه كافيًا جدًا ليشعل ثورة بالذاكرة نيرانها انتِ !