01-05-2018, 09:29 AM
|
|
|
|
|
السلطان العثماني مراد الأول
الملكُ العادل والسُلطانُ الغازي الخُداوندگار أبو الفتح غيَّاثُ الدُنيا والدين مُراد خان الأوَّل بن أورخان بن عُثمان القايوي التُركماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: الملكُ العادل أبو الفتح غازى سُلطان مُراد خان أول بن اورخان بن عُثمان؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Sultan Murad Han I ben Orhan Gazi)، ويُعرف اختصارًا باسم مُراد الأوَّل أو مُراد الخُداوندگار (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: مُراد خُداوندگار؛ وبالتُركيَّة المُعاصرة: Murad Hüdavendigâr)؛ و«خُداوندگار» كلمة فارسيَّة يُقصد بها الإشارة إلى حاملها بِأنَّهُ حاكمٌ بِأمر الله أو بِفضل الله، لِذا اشتهر هذا السُلطان بِأنَّهُ «مُرادُ الله». هو ثالث سلاطين آل عُثمان وأوَّل من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم، بعد أن كان والده أورخان وجدِّه عُثمان يحملان لقب «أمير» أو «بك» فقط. والدته هي نيلوفر خاتون ابنة صاحب يني حصار البيزنطي،[ِ 2][ِ 3][ِ 4][ْ 1][ْ 2] فهو بهذا أوَّلُ سُلطانٍ عُثمانيٍّ صاحب جُذورٍ تُركمانيَّة - بيزنطيَّة.
تولَّى الحُكم بعد وفاة أبيه السُلطان أورخان سنة 1360م، وكان عُمره 36 عامًا وقتها، واستمرَّ حُكمه 31 سنة تمكَّن خلالها من توسيع نطاق إمارته حتَّى أصبحت قوَّة إقليميَّة كبيرة. كانت باكورة أعماله فتح مدينة أدرنة في تراقيا ونقل مركز العاصمة إليها من بورصة، ثُمَّ تابع فُتوحاته وتوسُعاته في جنوب شرق أوروپَّا، فضمَّ الكثير من البلاد إلى مُمتلكاته وإلى ديار الإسلام، وأجبر أُمراء الصرب والبلغار وحتَّى الإمبراطور البيزنطي يُوحنَّا الخامس پاليولوگ على الخُضوع له ودفع جزية سنويَّة لِلدولة العُثمانيَّة. ولمَّا بلغت الأخيرة مبلغًا كبيرًا من القُوَّة والازدهار خضعت لها الإمارات التُركمانيَّة في الأناضول بعد أن تبيَّن لها عدم جدوى مُقاومتها وصحَّة مُحالفتها، إلَّا إمارة القرمان التي حاول أميرُها علاءُ الدين بن علي الداماد إثارة حمية الأُمراء المُسلمين المُستقلين وتحريضهم على قتال العُثمانيين لِيُقوِّضوا أركان مُلكهم الآخذ في الامتداد يومًا فيومًا، فكانت عاقبة دسائسه أن هاجمه العُثمانيَّون واستولوا على مدينة أنقرة عاصمة إمارته، فاضطرَّ إلى مُهادنتهم بِدوره.[1]
وسَّع مُراد الأوَّل غزواته وفُتوحاته في شبه جزيرة البلقان التي كانت في ذلك الحين مسرحًا لِتناحُرٍ دائمٍ بين مجموعةٍ من الأُمراء المسيحيين الثانويين. فاستولى سنة 1383م على مدينة صوفيا في بلغاريا، ثُمَّ سالونيك في مقدونيا، وشنَّ عدَّة غارات على عديدٍ من القلاع والحُصُون في شمال بلاد اليونان، فاضطَّرب لِذلك المُلوك المسيحيُّون المُجاورون وطلبوا من البابا أوربان الخامس أن يتوسَّط لدى مُلوك أوروپَّا الغربيين لِيُساعدوهم على مُحاربة المُسلمين وإخراجهم من أوروپَّا خوفًا من امتداد فُتُوحاتهم إلى ما وراء جبال البلقان، فلبَّى البابا نداءهم ودعا إلى حملةٍ صليبيَّةٍ لِلدفاع عن القارَّة الأوروپيَّة ضدَّ المُسلمين. وفي 19 جُمادى الآخرة 791هـ المُوافق فيه 12 حُزيران (يونيو) 1389م، التقت الجُيُوش العُثمانيَّة بِالقوى الصربيَّة - تُساندُها قوىٍ من المجر والبلغار والأرناؤوط (الألبانيين) - في سهل قوصوه (كوسوڤو)، فدارت بين الفريقين معركةٌ عنيفة قُتل فيها السُلطان مُراد غدرًا على يد جُندي صربي تظاهر بِالموت، ولكنَّ العُثمانيين لم يلبثوا أن نظَّموا صُفوفهم تحت قيادة بايزيد بن مُراد، فهزموا القُوَّات الصليبيَّة هزيمة شنعاء.[2]
كان مُراد الأوَّل أوَّل سُلطانٍ عُثمانيٍّ يموت في أرض المعركة، والوحيد من سلاطين بني عُثمان الذي قُتل في الحرب، وأُضيف إلى ألقابه بعد وفاته لقب «السُلطان الشهيد». تكمن أهميَّة مُراد الأوَّل بِنجاحه في الارتقاء بِالإمارة العُثمانيَّة إلى طور الدولة، وقد مهَّدت وضعيَّة فُتوحاته السبيل لِتطوير النظام الإنكشاري وإحداث تغييرات هامَّة في نُظم الإمارة، ما ساعد على وضع أُسس الهيكل المركزي فيها.[3] وكما كان حالُ والده وجدِّه من قبل، عاش مُراد حياةً زاهدةً أقرب إلى حياة المُتصوفين، فكان لباسه لِباس الدراويش عكس ما تُصوِّره اللوحات، واشتهر بِقلَّة كلامه وحُبِّه مُجالسة العُلماء والتفقُّهبِالشريعة الإسلاميَّة، وقد وصفه المؤرخ الفرنسي «كرينارد» بِقوله: «كَانَ مُرَاد أَحَد أَكبَر رِجَال آل عُثمَان، وَإِذَ قَوَّمنَا تَقويمًا شَخصيًّا، فَقَد كَان في مُستوى أَعلَى مِن كُلِّ حُكَّامِ أوروپَّا
توطيد دعائم حُكمه
بعد أن أصبح مُراد حاكمًا جمع جُندًا كثيرًا من ولايته ومن قره سي وفقًا لِعاشق زاده باشا،[ْ 7] وبدأ بِاستعدادات العودة نحو الرُّوملِّي. ولكنَّ الدُول المُجاورة والأعداء تحرَّكوا على الفور للاستفادة من تغير الحاكم في الإمارة العُثمانيَّة. فاستعاد البيزنطيُّون مدينتيّ چورلو وبورغاس ومالقره. كما طرد القرمانيُّون الحامية العُثمانيَّة من جماعة الآخية المُتمركزة في أنقرة، والذين كانوا قد انضموا قبل وقتٍ قصيرٍ إلى الدولة العُثمانيَّة. وتمرَّد الشاهزاده إبراهيم باشا بن أورخان، الأخ غير الشقيق لِمُراد، وحاكم مدينة أسكي شهر. وحرَّض البيزنطيُّون الشاهزاده خليل خاطب ابنة الإمبراطور يُوحنَّا الخامس پاليولوگ وحفيد الإمبراطور السابق يُوحنَّا السادس قانتاقوزن من طرف الأم وكانوا سببًا في تمرُّده على أخيه هو أيضًا. كذلك، أخذت إمارة القرمان تُعدُّ جيشًا لِلهُجُوم على الإمارة العُثمانيَّة لِلحيلولة دون تمدُّد نُفوذها إلى بلادها. عقد مُراد في البداية مُباحثاتٍ مع قادته المُتمرِّسين والعُلماء والوُجهاء وغيرهم، في سبيل إيجاد حل لِتلك المشاكل في ذلك العام. وبدأ بِالهُجوم على أنقرة وسيطر على المدينة وقلاعها، ثم صفَّى المُفسدين فيها. ثُمَّ استولى السُلطان على أسكي شهر، وعاد لِبورصة وقام بالاستعداد لِحرب إمارة القرمان، وعلى الفور اتجه نحوها، وقد قال المُؤرِّخ العُثماني شُكر الله صاحب كتاب «بهجة التواريخ»: «تقدَّم جيشُ القرمان وتقابل الجمعان، وكُسِّرت الرِّماح، وتحطَّمت السُيُوف، وصارت الدُّرُوعُ حِطامًا. إن كُنَّا قد تمكنَّا من جُنُودِ القرمان فقد سقط أيضًا من التتر والتُركمان عددٌ لا يُحصى. وترك رجالُ قرمان بك عتادهم وهربوا».[ْ 8] في تلك الأثناء قبض مُراد على أخويه إبراهيم وخليل اللذان أشهرا العصيان في أسكي شهر وبيله جك، وقتلهُما.[ْ 9] كانت العادات حتَّى ذلك الوقت تقضي بِتعين أحد أخوة الأمير العُثماني كبكلربك وسنجق بك، ولكن قتل مُراد لِإخوته غير الأشقَّاء وصغر سن أبناءه جعلهُ مُضطرًا لِتعين أشخاصٍ من خارج السُلالة السلطانية. فمنح مُربيه لاله شاهين باشا لقب بكلربك وعيَّنهُ قائدًا لِلجيش، وكذلك عيَّن قره خليل خيرُ الدين باشا الجندرلي قاضيًا للعسكر. فتح أدرنة
مقالة مفصلة: فتح أدرنة
بعد أن استقر الوضع في الأناضول اتجه مُراد نحو الروملِّي في عام 1361م واستعاد الأراضي التي أخذها البيزنطيين. ثُمَّ جمع مجلس حربه وتقرَّر فتح أدرنة وضمِّها إلى الممالك العُثمانيَّة. كان تقدُّم فرق الإغارة في الجيش تحت قيادة الحاج إيل بك وغازي أفرنوس نحو ديمتوقة وإبسالا وكاشان سببًا في منع وُصُول المُساعدات من البلقان لِنجدة المدينة البيزنطيَّة، وأيضًا مُقدمة لِلسيطرة عليها. كما انتصرت الوحدات العُثمانيَّة بقيادة لاله شاهين باشا على الجيش البيزنطي المُختلط في «صازلي دارا» مما مهَّد الطريق لِفتح أدرنة.[ْ 10]
كان العُثمانيُّون قد ضربوا حصارًا على مدينة أدرنة في أواخر أيَّام السُلطان أورخان، وتُوفي الأخير أثناء الحصار، فواصل خلفه مُراد الأوَّل حصار المدينة حتَى سقطت في يده.[10][11] هُناك خلافٌ بين المُؤرخين، سواء المُسلمين أم الغربيين، حول تاريخ فتح أدرنة، فقال البعض أنَّ ذلك تم ما بين سنتيّ 1361 362م، وقال آخرون في سنة 1367م، وقال غيرهم سنة 1371م.[ِ 5] على أنَّ الرأي الأرجح هو القائل بِأنَّ فتح المدينة حصل في سنة 1361م كحدٍ أدنى، أو سنة 1363م كحدٍ أقصى،[ِ 6] على اعتبار أنَّ المصادر العُثمانيَّة تقول بِأنَّ فتح المدينة تزامن مع حُدوث كُسُوفٍ لِلشمس، وهو ما حصل حوالي سنة 1361م.[ِ 7] وبِجميع الأحوال، فإنَّ السُلطان مُراد أرسل مُربيه البكلربك لاله شاهين باشا لِإتمام فتح المدينة واستخلاصها لِلمُسلمين، فشدَّد الأخير الحصار عليها، حتَّى اضطرَّ قائد الحامية الروميَّة فيها «تكفور»، أن يخرج لِقتال العُثمانيين، فاشتبك معهم في قتالٍ قليلٍ جنوب شرق المدينة، فانهزم وعاد إليها هاربًا. ولمَّا رأى أنَّ الاحتفاظ بِالمدينة أمرٌ ميؤوسٌ منه، وافق على تسليمها لِلمُسلمين، وانسحب منها سرًا في إحدى القوارب. أمَّا الأهالي فإنهم فتحوا أبواب مدينتهم لِلعُثمانيين شرط أن يُعاهدهم لاله باشا ويُعطيهم الأمان على أنفُسهم ومُمتلكاتهم ومُقدساتهم وكنائسهم، وأن يظلُّوا مُقيمين في مدينتهم، فأعطاهم ما طلبوا.[ِ 8] وِبهذا، دخلت ثالث أهم المُدن البيزنطيَّة آنذاك (بعد القُسطنطينيَّة وسالونيك) ضمن حُدود ديار الإسلام.
hgsg'hk hguelhkd lvh] hgH,g hgH,g hgsg'hk
|
01-05-2018, 10:32 PM
|
#2
|
رد: السلطان العثماني مراد الأول
سلمت يدآك ع آلطـرح الانتقاء المميز
الله يعطيك العافية يآرب
دمتى بكًل خير
|
|
|
01-06-2018, 12:41 PM
|
#3
|
01-06-2018, 06:32 PM
|
#4
|
رد: السلطان العثماني مراد الأول
الف شكر لك على الروعة وجمال الانتقاء
سلمت يداك على طرحك الاكثر من رائع
و الله يعطيكِ الف عافيه...
وفي انتظار جديدك القادم
بكل الشوق
.*. دمت بسعاده لاتغادر روحك.*.
|
|
|
01-07-2018, 04:24 PM
|
#5
|
رد: السلطان العثماني مراد الأول
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ.
تسلم ايدك على الطرحً الراقيُ
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ ..
لــكْ ودّيْ وَأكآليلَ ورْديْ ..
|
|
تسلم يدينك غلاتي امجاد على الأهداء الرائع
اشكرك ياخياط على هذا تكريم الرائع ما قصرت ربي يسعدك
شكرا على تكريم الرائع ما قصرتي شموخي ياقلبي
|
01-07-2018, 09:40 PM
|
#6
|
01-07-2018, 09:40 PM
|
#7
|
رد: السلطان العثماني مراد الأول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MS HMS
*,
،
/،
طرح رآئع وراقي
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
|
|
|
01-07-2018, 09:40 PM
|
#8
|
رد: السلطان العثماني مراد الأول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلال العمر
الف شكر لك على الروعة وجمال الانتقاء
سلمت يداك على طرحك الاكثر من رائع
و الله يعطيكِ الف عافيه...
وفي انتظار جديدك القادم
بكل الشوق
.*. دمت بسعاده لاتغادر روحك.*.
أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
|
|
|
01-07-2018, 09:40 PM
|
#9
|
رد: السلطان العثماني مراد الأول
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملاك الورد
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ.
تسلم ايدك على الطرحً الراقيُ
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ ..
لــكْ ودّيْ وَأكآليلَ ورْديْ ..
أشكرك على مرورك الرآآئع
تتعطر وتشرف متصفحي بحضورك
لكِ أعذب زهور اليآسمين
دمتِ بكل خير
|
|
|
01-08-2018, 01:51 PM
|
#10
|
رد: السلطان العثماني مراد الأول
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:06 PM
| | | | | | | | | |