الدرس الرابع
كتاب
الطهارة - بـاب الاستنجـاء
تعريف الاستنجاء:
📌 هو إزالة الخارج من السبيلين بماء أو حجر. فإن كان بالحجر يسمى استجماراً، وإن كان بالماء يسمى استنجاءً.
يستحب عند دخول الخلاء والخروج منه قول الدعاء الوارد:
(اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث دخولاً، وغفرانك خروجاً).
🔹عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله ﷺ إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) متفق عليه.
🔸قوله (إذا دخل الخلاء) أي كان يقول هذا الذكر عند إرادة الدخول لابعده.
🔸الخلاء: المكان المعد لقضاء الحاجة، وسمي بذلك لأنه يُتخلى فيه أي ينفرد.
🔸الخبث: ذكران الشياطين، والخبائث: إناثهم.
🔸 إذا كان في البر فإنه يقول هذا الذكر إذا شمر عن ثيابه ، وهذا مذهب الجمهور . [ فتح الباري : 1-294]
وأن يقول عند خروجه: غفرانك.
🔹عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله ﷺ إذا خرج من الخلاء قال غفرانك) رواه أبوداود.
الحكمة من قوله (غفرانك) عند الخروج:
قيل: لما تخفف من أذية الجسم تذكّر أذية الإثم، فدعا الله أن يخفف عنه أذية الإثم، كما منّ عليه بتخفيف أذية الجسم.
وقيل: في حمده إشعاراً بأن هذه نعمة جليلة، ومنّة جليلة، فإن انحباس ذلك الخارج من أسباب الهلاك، فخروجه من النعم التي لا تتم الصحة بدونها. [ نيل الأوطار 1/83 ]
يستحب أن يقدم رجله اليسرى دخولاً واليمنى خروجاً:
للقاعدة الفقهية :
🔸 قال النووي : (يستحب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم كالوضوء والغسل والخروج من الخلاء، ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك كالاستنجاء ودخول الخلاء..). [ شرح مسلم : 3-160]
دليل القاعدة الفقهية :
🔹عن عائشة رضي الله عنها قالت (كان رسول الله ﷺ يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله) متفق عليه
🔹وعنها قالت (كانت يد رسول الله ﷺ اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى) رواه أبوداود.
🔻🔺🔻🔺🔻🔺
يتبع👇👇
كتاب
الطهارة - بـاب الاستنجـاء
يحرم استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة:
🔸سواء في الفضاء أو البنيان. وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والألباني رحمهم الله.
🔹لحديث أبي أيوب قال: قال رسول الله ﷺ : «لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها بغائط أو بول، ولكن شرقوا أوغربوا»
🔹وعن سلمان قال: (لقد نهانا رسول الله ﷺ أن نستقبل القبلة بغائط أو بول). رواه مسلم
🔺 (القبلة) المقصود الكعبة.
🔺قوله (شرقوا أو غربوا)
قال النووي : هو خطاب لأهل المدينة ممن إذا شرقوا أو غربوا لا يستقبلون القبلة ولا يستدبرونها.
📌(ذهب أكثر العلماء إلى التفريق بين البنيان والفضاء، فقالوا: يجوز في البنيان دون الفضاء ،
لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (رقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي ﷺ يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة) .
والصحيح الأول.
والجواب عن حديث ابن عمر: أنه فعل، وحديث أبي أيوب قول، والقول أقوى من الفعل.
📌يستحب لقاضي الحاجة أن يبتعد:
🔺لحديث المغيرة بن شعبة قال (.. فانطلق رسول الله ﷺ حتى توارى عني فقضى حاجته). متفق عليه.
🔹وعنه (أن النبي ﷺ كان إذا ذهب إلى الغائط أبعد) رواه أبوداود.
🔺قال ابن القيم (وكان إذا ذهب في سفره للحاجة، انطلق حتى يتوارى عن أصحابه، وربما كان يبعد نحو الميلين).
يستحب أن يطلب لبوله موضعاً رخواً:
🔸لأنه أسلم من رشاش البول.
قال ابن القيم (وكان يرتاد لبوله الموضع الدّمث وهو اللين الرخو من الأرض ). [زاد المعاد: 1-171]
يجوز أن يبول قائماً والأفضل قاعداً:
🔹لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (من حدثكم أن رسول الله ﷺ كان يبول قائماً فلا تصدقوه ما كان يبول إلا قاعداً) رواه الترمذي.
📌ويدل على الجواز:
🔹حديث حذيفة قال (أن النبي ﷺ أتى سباطة قوم فبال قائماً) متفق عليه.
(لكن يشترط لجواز البول قائماً:
🔺 أن يأمن الناظر
🔺 ويأمن التلويث).
🔺 قول عائشة رضي الله عنها : من حدثكم أن رسول الله ﷺ كان يبول قائماً فلا تصدقوه... هذا مستند إلى علمها، فيحمل على ما وقع منه في البيوت، وأما في غير البيوت فلم تطلع عليه، وقد حفظه حذيفة وهو من كبار الصحابة رضي الله عنهم. [ فتح الباري 1/394 ]
🔸قال ابن حجر: الأظهر أن النبي ﷺ بال قائماً لبيان الجواز، وكان أكثر أحواله عن قعود.
قال النووي : في النهي عن البول قائماً أحاديث لا تثبت .[ شرح مسلم 3-166]
🔺 (السباطة) هي ملقى التراب والكناسة ونحوها.