فى مرحلة ما قبل النضج
يغمرنا إعتقاد بأنّ السعادة
تكون فى الصحة والجمال والمال
وكل الأشياء التى يمكن أن نستحوذ عليها
وحين ننضج وتظهر لنا
الأمور على حقيقتها
نكتشف على سبيل التدرج
أنّ السعادة فى العطاء
وفى جعل الناس حولنا سعداء
نظنّ أن العطاء العظيم
يكون فى إطعام الطعام
وتقديم المال لمن يحتاج إليه
وحين نكبر و ننضج
يتبين لنا أن العطاء الحقيقي
ليس عطاء المال
وإنما أشياء أخرى أهم من المال
أول المستفيدين من إسعاد الناس
هم المتفضلون بهذا الإسعاد
يجنون ثمرته عاجلاً فى نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم
فيجدون الإنشراح والإنبساط والهدوء والسكينه
ارفع مصباحك عالياً
فإذا طاف بك طائف من همّ
أو ألم بك غمّ فامنح غيرك معروفاً وأسد له جميلا
تجد الفرح والراحه
أعط محروماً
انصر مظلوماً
أنقذ مكروباً
أطعم جائعاً
عدٍ مريضاً
فوالله لتجدن السعاده تغمرك
من بين يديك ومن خلفك
إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء
الأخلاق صدقه جاريه فى عالم القيم
وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس
على الآخرين لا يعلم قيامها إلاً علام الغيوب
وكلكم تعلمون قصة البغيه التى أسقت
ال*** بكفها بشربة ماء وأثمرت دخول جنه عرضها السموات والأرض
لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل
يحب الجمال غنيّ حميد
يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع
والخوف هلموا إلى بستان المعروف
وتشاغلوا بالغير عطاء وضيافه ومواساه
وإعانه وخدمه وستجدون السعادة طعماَ وذوقاً
اذا كنت تمشي في الظلام ومعك مصباح
يضيء لك الطريق فلا تتأخر في رفع المصباح
عالياً ليهتدي معك الآخرين
فالإنسان لا يعمل لنفسه
ولكن يعمل لنفسه وللآخرين
وإن كره احد الإنتفاع بضوء مصباحك
فليذهب للسير وحده فلن يضرك شيئا