01-25-2015, 11:13 PM
|
|
|
|
الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
إن المسلم بقواه الكامنة، وملكاته المدفونةفيه، والفرص المحدودة المتاحة له، يستطيع أن يبنى حياته من جديد".
كلمات سطرتبأحرف من ذهب، صاغها الشيخ محمد الغزالي يرحمه الله يبصر الدعاة بطريقهم، ويبث فيهمروح المثابرة والإرادة والعزيمة.
ثم خاطب المسلم منا بقوله: "فلا تعلق بناءحياتك على أمنية يلدها الغيب، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. إن الحاضر القريبالماثل بين يديك، ونفسك هذه التي بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتفحواليك، هي وحدها الدعائم التي يتمخض عنها مستقبلك، فلا مكان لإبطاء أو انتظار".
ومن هنا يدرك الدعاة إلى الله أن أول عوامل النجاح، وتحقيق الأهداف الكبرى هو: التخلص من وهم (لا أستطيع مستحيل)، وهو بعبارة أخرى: التخلص من العجز الذهني، وقصورالعقل الباطن، ووهن القوى العقلية. وتلك هي روح المبادرة، فإن الأخذ بالأسبابالشرعية والمادية يجعل ما هو بعيد المنال حقيقة واقعة، وقديماً قيل: "نصف الحياةحلم ونصفها الآخر حقيقة".. وكثيراً ما تتحول الأحلام إلى حقيقة أو العكس، "فأحلامالأمس حقائق اليوم".
المثابرةإرادة
"لا يوجد صعب تحت الشمس" عبارة قالها الناس في كل زمان ومكان. فمادامت هناك إرادة وتصميم وعزم بلغ الإنسان أعظم ما يتمنى. وصدق الإمام البنا حينقال: "إن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إن صحت رجولته".
فما الإرادة ؟
الإرادة في اللغة: "أراد الشيء، بمعنى أحبه وعني به ورغب فيه"(1)
والإرادةهي القوة الخفية لدى الإنسان وهي تعني اشتياق النفس وميلها الشديد إلى فعل شيء ما،وتجد أنها راغبة فيه ومدفوعة إليه.. والإرادة قوة مركبة من: رغبة + حاجة + أمل.
ورحم الله الإمام البنا حينما أكد ضرورة توفر تلك الإرادة في العاملينللإسلام بقوله: "إن تكوين الأمم، وتربية الشعوب، وتحقيق الآمال، ومناصرة المبادئتحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل إلى قوة نفسيةتتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلونولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقديرله، يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه، والمساومة عليه والخديعة بغيره".
بل إنالامام البنا لم يقف بالإرادة وتوافرها عند حدود دعاة الإصلاح فقط، بل يجعلها منملامح الشخصية المسلمة التي تسعى الدعوة لإيجادها في أرض الواقع فقال: "نحن نريدنفوساً حية قوية فتية، وقلوباً جديدة خفاقة، ومشاعر غيورة ملتهبة، وأرواحاً متطلعةمتوثبة. إن الإسلام يريد في الفرد وجداناً شاعراً يتذوق الجمال والقبح، وإدراكاًصحيحاً يتصور الصواب والخطأ، وإرادة حازمة لا تضعف أمام الحق، وجسماً سليماً يقومبأعباء الواجبات الإسلامية حق القيام، ويصبح أداة صالحة لتطبيق الإرادة الصالحةوينصر الحق والخير".
فعلى قدر تحقق تلك الإرادة في نفوس أصحاب الدعوات وحملةالرسالات، وأتباعهم، يكون نجاح تلك الدعوات في الوصول لأهدافها.
روح المثابرة: أخي الحبيب.. قد يتوقف الإنسان في أحد منعطفات الحياة، ولكن من لديه غاية لا يتوقفأبداً، وهذا هو الذي دفع الصحابة للعمل من أجل الفردوس الأعلى.
ولنا في الحبيبصلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في المثابرة وقوة الإرادة. ففي حالات السلم نجدهيعلنها قوية: ( والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمرفي شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته، حتى يظهره الله أو أهلك دونه )وفي حالات الجهاد نجده يعلنها أيضاً قوية: ( والله لأقاتلنهمحتى تنفرد سالفتي ).
ومن أثر تلك المثابرة والإرادة القوية، تربت أجيالالصحابة الكرام، فنجد كلمات أبي بكر رضي الله عنه وقت الردة خير تعبير عن أثر تلكالتربية النبوية : " أينقص الدين وأنا حي! والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونهلرسول الله لقاتلتهم عليه"، وقوله: "ولو خالفتني يميني لجاهدتها بشمالي"(2)
وفيسيرة الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز يرحمه الله ما يوضح لنا قصة إنجازورواية مجد، فها هو يروي عن نفسه فيقول: "إن لي نفس تواقة كلما وصلت إلى شيء تاقتإلى ما هو أعلى منه، وقد وصلت إلى الخلافة، وقد تاقت نفسي إلى الجنة"، ويقول أيضاًعن نفسه في رواية أخرى: "إن لي نفسا تواقة، لقد رأيتني وأنا بالمدينة غلام معالغلمان، ثم تاقت نفسي إلى العلم وإلى العربية والشعر، فأصبت منه حاجتي وما كنتأريد، ثم تاقت نفسي وأنا في السلطان إلى اللبس والعيش والطيب، فما علمت أن أحد منأهل بيتي ولا غيرهم كان في مثل ما كنت فيه،ثم تاقت نفسي إلى الآخرة والعمل بالعدل،فأرجو ما تاقت نفسي إليه من أمر آخرتي".
المثابرة طريق لا نومفيه
جاءنا عن الحبيب المصطفى قوله "ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعةالله الجنة"، ولكن لابد للسلعة الغالية من بذل ثمن مناسب يليق بها.. ومن يخطبالحسناء لم يغله المهر..!! وسيدفع من أجل (عينيها) كل ما يستطيع بطيب نفس، وسلعةالله غالية.. بل غالية جداً وعزيزة.. فمن رغب فيها بجد، فليعزم على ألا ينام في عرضالطريق.
ولقد طلبت السيدة خديجة رضي الله عنها من حبيبها وقرة عينها محمد صلىالله عليه وسلم أن ينام.. فقال لها: ( مضى عهد النوم ياخديجة ) !!
نعم.. مضى عهد النوم، ولا راحة في الطريق حتى يضع الدعاةأقدامهم في الجنة. نطق بذلك الفاروق عمر "الراحة للرجال غفلة"، وأكد المعنى نفسهالإمام أحمد بقوله: "لا راحة للمؤمن إلا في الجنة".
فلا تعرف عيون المشتاقينالنوم أو الغفلة، ولا تعرف عيون الخائفين الراحة أو السكون، بل هو الجد والعملوالاجتهاد والمثابرة الدائمة.
فحاول أخي الداعية، أن تكون يقظاً على الدوام.. يقظاً مع الله.. مشدوداً إليه.. واستمت في مواصلة الرحلة مهما حدث، وامض في إصراروملء قلبك ثقة بربك الكبير المتعال.. فإذا أنت هناك!! في جنة الخلد مع الحبيبالمصطفى.
الطموح كنز لايفنى
لا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً، ولذلك كان الطموح هو الكنز الذيلا يفنى، فكن طموحاً وانظر إلى المعالي، فإن الرجل الواحد بوسعه أن يبني أمة إن صحترجولته.
وهذا ما يفسر لنا سر تحول العرب بعد دخولهم الإسلام، فبعد أن كانواأناساً خاملي الذكر، أصبحوا بالإسلام قوة جبارة تحكم العالم بالعدل والسلام، وخرجمنهم علماء في شتى مجالات الحياة، رغم ما بهم من عجز، إلا أنهم كانوا قادرين علىتفجير ما لديهم من طاقات ولو كانت محدودة، فأناروا العالم بنور العلم الذي بهداهتقدم الغرب، وصنعوا حضارتهم الحالية التي ننبهر من روعتها؛ رغم أنها وليدة حضارتناالإسلامية والتي نجهل قوتها الكامنة.
صور رائعة
1) تجربة الإمام الشافعي: فقد ولد الإمام الشافعي سنة 150 هجرية، فيالعام نفسه الذي توفي فيه الإمام أبوحنيفة. وعندما شب محمد بن إدريس الشافعي دفعتبه أمه إلى مكتب في مكة لحفظ القرآن، وكانت الأسرة فقيرة، فلم تجد أمه ما تدفعهللمعلم.. فكان المعلم مهملاً في تحفيظه القرآن، ولكن الشافعي هذا الفتى الصغير كانيستمع إلى ما يحفظه المعلم لرفاقه فيحفظه، حتى إذا قام المعلم من مجلسه جلس الشافعيليحفظ قرناءه ما قرأه عليهم المعلم!
لاحظ هذا معلمه فقال: ما تبغي؟ فقال لهالشافعي: أُعَلِّمُ قرنائي، على أن تعلمني أنت.. وأكفيك أمر الصبيان. وافق المعلمعلى هذا، وأعفاه من الأجرة، واستمر هذا الحال حتى حفظ الشافعي القرآن وهو ابن سبعسنين(3).
2) ابن الأثير: كان مقعداً، ومع ذلك ألف كتبه الرائعة "كجامع الأصولوالنهاية في غريب الحديث... الخ".
3) ابن القيم: أتدري كيف كتب كتابه القيم (زادالمعاد)؟ لقد كتبه وهو مسافر، متحدياً مصاعب السفر ومشاقه.
4) شيخ الإسلام ابنتيمية يرحمه الله، كتب غالب فتاواه الكبرى وهو في السجن، رغم مرارة الظروف وقلةالمعين.
5) توماس أديسون: إنه مخترع الكهرباء الذي قام ب 1800 محاولة فاشلة قبلأن يحقق إنجازه الرائع، ولم ييأس بعد المحاولات الفاشلة التي كان يعتبرها دروساًتعلم من خلالها قواعد علمية وتعلم منها محاولات أدت به في النهاية إلى اختراعالكهرباء .
hgYvh]m >> ,fkhx hgaowdm hglsglm hglwllm hgaowdm hgYvh]m ,fkhx
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-25-2015, 11:55 PM
|
#2
|
رد: الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-26-2015, 12:07 AM
|
#3
|
رد: الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
.
جزاك الله خير
ربي يحفظك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-26-2015, 04:58 AM
|
#4
|
رد: الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايماني
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-26-2015, 07:24 AM
|
#5
|
رد: الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي
.................................
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-26-2015, 01:42 PM
|
#6
|
رد: الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَجَعَل مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَسنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِـي الْدُنَيــا وَالْآخــــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَـــــــطـاء وَدُي قبَلْ رَديُ
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-27-2015, 10:12 PM
|
#7
|
رد: الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
"ﻓﻴﺾَ ﻣَﻦَ ﺍﻟﺠَﻤــﺎﻝْ ﺍﻟَﺬﻱ ﺳﻜﺒﺘﻪْ
ﺗِﻠَﻚَ ﺍﻟَـﺄﻧــﺎﻣﻞْ ﺍﻟَﺎَﻟﻤَــﺎَﺳﻴَﺔَ ..!
ﻃًﺮّﺡٌ ﻣٌﺨﻤﻠَﻲ ..,
ﻛُﻞْ ﺷَﺊَ ﻣﺨﺘﻠﻒْ ﻫُﻨــﺎ
ﻳﻌﻄَﻴﻜـًﻢ ﺍﻟﻌﺂﻓﻴﺔ ..ﻭﻟـﺂﺣﺮَﻣﻨﺂ ﻣﻨَﻜـًﻢ
ﺑﺈﻧﺘﻈَﺂﺭَﺟَﺪﻳِﺪﻛًـﻢ ﺑﺸﻐﻒَ
"
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-28-2015, 11:44 AM
|
#8
|
رد: الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
شموخ وايليه
كم راقت لي همساتك الرقيقه
وكم اشرق بدر حرفي من خلال آطلآلتك المنيره
لا عدمت حضورك الرائع
لك مني كل الشكر والتقدير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-28-2015, 11:44 AM
|
#9
|
رد: الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
القيصر
كم راقت لي همساتك الرقيقه
وكم اشرق بدر حرفي من خلال آطلآلتك المنيره
لا عدمت حضورك الرائع
لك مني كل الشكر والتقدير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-28-2015, 11:44 AM
|
#10
|
رد: الإرادة .. وبناء الشخصية المسلمة
اميرة الاحساس
كم راقت لي همساتك الرقيقه
وكم اشرق بدر حرفي من خلال آطلآلتك المنيره
لا عدمت حضورك الرائع
لك مني كل الشكر والتقدير
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:16 AM
| | | | | | | | | |