12-18-2014, 06:06 PM
|
|
|
|
|
الاحزان العادية...
الاحزان العادية...
صعد "عمران" سلالم منزلة في إنهاك تام، وهو يمني نفسه "بغدوة" محترمة،
ينام بعدها نوم القيلولة؛ ليعرف كيف يواصل عملة الآخر بعد المغرب..
خلع حذاءه على باب المنزل، ودلف.. كانت زوجته تقف في المطبخ،
فناداها بعلو صوته : "الغدا يا توحيدة".
سمع همهمة قادمة من المطبخ.. كان صوت زوجته "توحيدة" تحاول إفهامه أن الغداء في طريقه للتجهيز..
"توحيدة" هي المرأة الوحيدة التي عرفها في حياته.. لم يكن يحبها ولا يكرهها..
هي فقط أم العيال ليس إلا..
ألقى بجسده المكدود على الأريكة.. وأمسك بجهاز الريموت كنترول.. وترك التحويل
عند قناة تعرض فيلماً وثائقياً عن شخص يسمى "سيزيف"..
لم يكن يعرف من هو "سيزيف".. ولكنة سمع معد الفيلم يقول أنه بطل يوناني قديم،
قررت آلهة الأوليمب أن تعاقبه؛ لأنة قام بخداع إله الموت؛ فجر عليه ذلك عذاباً أبدياً..
آه.. ومن يعرف العذاب الأبدي كما يعرفه "عمران"؟
سرح عند هذه الخاطرة.ز وراح يسترجع شريط حياته..
بداية من ولادته لأسرة فقيرة، ومحاولاته الشاقة لإكمال التعليم، الذي ألحقه بة أبوه رغماً عنه.
. ثم تخرجه بعدها؛ ليبدأ في دوامة البحث عن وظيفة مناسبة،
توفر له لقمة العيش الكريمة..
في هذه اللحظة.. كان الفيلم يتحدث عن العذاب الذي فرضته آلهة الأوليمب على "سيزيف".
. والذي يتمثل في حمل صخرة ثقيلة على كتفيه؛ ليبدأ في الصعود بها من بداية الجبل إلى نهايته..
عانى "عمران" كثيراً ليجد وظيفة مناسبة بمرتب ضئيل للغاية.. قرر بعدها أن يتزوج من توحيدة جارتة..
هو فقط رآها مناسبة للعب دور ست البيت..
أصبح بعدها "عمران" مطالب بالإنفاق على شخصين؛ لا شخصاً واحداً.. الأمر الذي
جعله يعمل بكل طاقته؛ في محاولة منة لزيادة مرتبة، الذي يكاد يكفيه وزوجته..
يا رب الأكوان.. من "سيزيف" هذا الذي (فلقوا) دماغه به؟
تململ عمران على الأريكة، وهو يستمع إلى مُعد الفيلم، الذي راح يتفنن في وصف الألم الذي
كان يشعر به "سيزيف"؛ جراء حمله الصخرة الثقيلة على كتفه،
وكيف أن الصخرة أوشكت على فلق كتف "سيزيف"..
عندما قالت "توحيدة" لزوجها "عمران" أنها حامل في الشهر السابع.. حاول أن يظهر
لها سعادته؛ ولكنه أخفى داخله شعورا بالضيق؛ لزيادة المسئوليات، وتكاليف المنزل..
ومع مجيء المولود الأول؛ قرر عمران أن يبحث عن عمل آخر بعد الظهر؛ لكي يوفر له
مصاريف الطفل الجديد.. وهكذا وصل ليله بنهاره، وأصبح يشبه نفسه بـ "التور المربوط في ساقية"
.. هو لا يفعل شيئاً في الحياة سوى توفير الأموال..
حاول أن يلهي نفسه عن التفكير في صعوبة حياته.. فاستمع باهتمام قليل إلى الفيلم الوثائقي،
الذي كان يقول بأن آلهة الأوليمب لم تكتفِ بذلك العقاب على "سيزيف"؛ بل جعلته كلما اقترب
من نهاية الجبل؛ تدحرجت الصخرة مرة أخرى إلى القاع؛ ليحملها "سيزيف" من جديد!!
في تلك الأثناء؛ كان صوت طفل "عمران" الثاني يأتي من غرفة نومه باكياً.. فشتت انتباهه عن
الفيلم الوثائقي.. وتذكر هذا المولود عندما جاءته زوجته لتخبره بأنها حامل للمرة الثانية..
في هذه المرة؛ ثار "عمران" في وجه زوجته؛ لأنه لم يعد يتحمل مصاريف المنزل والأبناء.
. إلا أنه استسلم لقضاء الله بعد فترة!!
كان يشعر بأن صحته لم تعد كما كانت قديماً؛ جراء عملة المتواصل ليل نهار.. أصبح ينهج بشدة
أثناء طلوعه السلم.. وظهر قليل من الشعر الأبيض في فودية..
عندما وضعت زوجته الغداء أمامه؛ كان الفيلم الوثائقي قد انتهى، وبرزت صورة "سيزيف"
وهو يحمل الصخرة الثقيلة على كتفيه، وبدا التعب والإنهاك واضحين على وجهه..
بعد أن تناول "عمران" غداءه.. قرر أن يخلد قليلاً إلى النوم؛ ليواصل عمله الآخر بعد أن يستيقظ.
وعندما ألقى بجسده المنهك على السرير؛ لم يشعر بالراحة كما كان يتمنى..
بل شعر بألم فظيع.. في كتفه
hghp.hk hguh]dm>>>
|
12-18-2014, 07:28 PM
|
#2
|
رد: الاحزان العادية...
دُمتَ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـ
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدت
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
تـقبل خ ـآلص احترامي
لروحك أإلجمـيله
|
|
|
12-19-2014, 01:14 AM
|
#3
|
رد: الاحزان العادية...
طرح في قمّة الروعة
تسلم يمينك على جمال طرحــك
يعطيك ألف عافية
كل الــود
|
|
|
12-19-2014, 01:43 AM
|
#4
|
رد: الاحزان العادية...
طرح راقي وروعه لاهنت سراج
دوم متالق
|
|
|
12-19-2014, 04:05 AM
|
#5
|
رد: الاحزان العادية...
بكل ماخطه حرفك
وبكل ماجمعه فكرك
تبقى مميز
ثق بأني أستمتعت كثيرا من بين السطور
|
|
|
12-19-2014, 02:24 PM
|
#6
|
رد: الاحزان العادية...
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة ..
ودي وتقديري لسموك
|
|
غنج / تسلم الايادي ي عمري ع الاهداء الجميل
|
12-20-2014, 12:11 PM
|
#7
|
رد: الاحزان العادية...
يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع
وجهد أروع
ننتظر مزيدك
بشوووق
|
|
|
12-20-2014, 05:45 PM
|
#8
|
رد: الاحزان العادية...
*ﻣﻮﺿﻮﻉ*
ﻓﻲ*
ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﻋﻪ
ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺍﺿﻴﻌﻚ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ
ﻻ ﻋﺪﻣﻨﺎ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻭ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ
ﺩﻣﺖ ﻟﻨﺎ ﻭﺩﺍﻡ ﺗﺎﻟﻘﻚ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ
*
|
|
|
12-21-2014, 09:57 PM
|
#9
|
رد: الاحزان العادية...
طرح في منتهى الرووعة
حمل كل انواع الذائقة والابداع
سلمت الأنامل على جمال الإطراء
راقت لي أسطرك وماتحمله من تميّز ورقيّ اكاليل الزهر انثرها في صفحتك مودتي وتقديري
|
|
,
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ .
|
12-21-2014, 11:40 PM
|
#10
|
رد: الاحزان العادية...
يعطيييك العااافيه لا عدمنا هالتميييز والابدااع ,,
بأنتظااار جديدك الجذاب والمميز..
فشكـــــرآ لك على هـــــذا آلموضوع آلجميـل ..
ودي وعبير وردي لك..
تقــــديري وآحتــرآمي
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:38 AM
| | | | | | | | | |