حدثت قصة فرعون مع النبي موسى -عليه السلام-، حيث كان فرعون يقول لشعبه بأنّه ربهم الأعلى، فأمر الله تعالى موسى -عليه السلام- أن يذهبَ إلى فرعون ويدعوه لعبادة الله تعالى وحده، فاصطحب موسى -عليه السلام- أخاه هارون وذهب إلى فرعون لدعوته إلى الإيمان بالله، وعندما دخلا إليه أخبره موسى -عليه السلام- بأنه وهارون رسولا الله تعالى، وجاؤوا لدعوته إلى عبادة الله وحده، وطلبوا منه أن يترك بني إسرائيل ليذهبوا معهما، وعندما سمع فرعون هذا الكلام، طلب من موسى -عليه السلام- دليلًا على صدق نبوّته، فرمى موسى عصاه التي كانت بيده، فأصحبت ثعبان مبين، ثم أخرج يده من جيبه فزال عنها البرص وأصبحت بيضاء ليس بها أي سوء، فقال فرعون لمن كانوا في مجلسه: ما هذا إلا ساحر جاء ليخرجكم من أرضكم ويُفسد عليكم دين آبائكم. أمرَ فرعون بجمع كلَّ السحرة والمشعوذين الموجودين في أرض مصر، واتفق مع موسى -عليه السلام- أن يخصّصوا يومًا يكون يوم النّزال بين موسى والسحرة، فاختار موسى -عليه السلام- يوم الزينة، وهو يوم العيد في مصر القديمة، وفي يوم الزينة اجتمع موسى وهارون -عليهما السلام- مع فرعون والسحرة، وأمر موسى السّحرة بأن يُلقوا ما في أيديهم قبل أن يلقي موسى، فألقى السحرة عِصِيّهم وحبالهم أمام الناس، وسحروا أعين الناس كي يتخيلوها بأنها ثعابين تسعى، فخاف موسى -عليه السلام- أن يُعجب الناس بهذا السحر، فألقى عصاه أمام الناس، فأصبحت بقدرة الله تعالى ثعبان حقيقي ضخم، فالتقف كلّ ما ألقى السحرة بسرعة كبيرة. عندما رأى السحرة هذا المشهد، عرفوا أنّ هذا ليس سحرًا، وأنّ ما أتى به موسى هو معجزة إلهيّة حقيقية، فسجدوا لله تعالى وآمنوا بربّ موسى وهارون، وعندما رأى موسى فعل السحرة، غضب غضبًا شديدًاـ وأمر بتعذيب السحرة ثم قتلهم، وازداد عناد فرعون ورفضه بإرسال قومه مع موسى وهارون -عليهما السلام-، فأنزل الله على فرعون وقومه أصناف مختلفة من العذاب مثل: الدم والضفادع والقمّل، وفي كل مرة كان فرعون يقول بموسى: أُطلب من ربّك ان يرفع عنّا العذاب حتى أُرسل بني إسرائيل معك ومع هارون، وكان فرعون في كلّ مرة يُخلف وعده ويكذب ولا يرسل بني إسرائيل مع موسى -عليه السلام-، كما كان يستحيي النساء ويقتل الأطفال كي يردّهم عن عبادة الله تعالى. في يوم أخذ موسى -عليه السلام- بني إسرائيل الذين اتبعوه وانطلق بهم خارج مصر، لكن فرعون وجنوده لحقوا بهم ليقتلوهم، وما إن وصلوا إلى ضفة البحر، خاف قوم موسى من الهلاك؛ لأن فرعون من ورائهم والبحر من أمامهم، فقال لهم موسى -عليه السلام- وكله ثقة بربّه: "إن ربي معي سيهدين"، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن يضرب البحر بعضاه، فإذ بالبحر ينغلق، وأصبح كل فرق مثل الجبل العظيم، وانطلق موسى ومن معه إلى الضفة الأخرى حتى وصلوها، وفي نفس الوقت مشى فرعون وجنوده على نفس الطريق، وإذ بالجبلين ينطبقان على فرعون ومن معه، فغرقوا جميعًا، وبهذا انتهت قصة فرعون مع موسى -عليه السلام-، وفي قصة فرعون عبرة عظيمة، إذ أن الله تعالى يُنجي عباده الصالحين، ويُهلك أعداءه، وفي قصة فرعون أيضًا إشارة عظيمة على أنّ الله تعالى قادرٌ على إظهار الحق وإهلاك الباطل