05-03-2016, 02:49 PM
|
|
|
|
|
خاص بالتراث اللبناني القديم
يسعد اوقات الجميع
موضوعي يختص بالتراث اللبناني القديم فقط
ياضمن صور عمراتية و تراثية و ادبية
بكافة المجالات
فقط عن لبناني الحبيب
نبذة عن معني اسم لبنان
و تاريخ بيروت
أسم لبنان ومعناه
“لبنان” لفظ مستمد من اللغات السامية القديمة، وقد بقي عبر العصور محافظا على أصله دون اختلاف يذكر.
فقد ورد باسم “لبنانا” و “لبان” عند الأكاديين. و “لبلانا” و “لبلاني” و “نبلاني” و ” لبنانو” عند الأشوريين والبابليين. و “رمنن” و “ربرن” في اللغات المصرية. و “لبنون” في الآرامية. وضبطه الفينيقيون والعبرانيون “لبنون” وعنهم اشتق اليونان والرومان الاسم “ليبانوس”.
اما العرب فقالوا “لبنان” بضم اللام وسكون الباء وفتح النون.
والاسم مشتق من جذر ثلاثي مشترك بين جميع اللغات السامية هو “لبن” ومعناه “أبيض”
وهناك ثلاثة تفسيرات تعلّل تسمية “لبنان”: منذ العصور القديمة كان الاسم “لبنان” يستعمل للدلالة على الكتلة الجبلية الممتدة من النهر الكبير الجنوبي (نهر Eleutherus” نهر الحرية) في الشمال، حتى تخوم أرض الميعاد في الجنوب. هذه الكتلة الجبلية تتألف من فرعين متوازيين: السلسلة الغربية والسلسلة الشرقية، تجمع بينهما هضبة البقاع التي يبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 950 مترا.
ولم يفرق أنبياء العهد القديم بين هذين الفرعين التوأمين، فاطلقوا الاسم “لبنان” على كليهما. ففي نشيد الأناشيد (4:7) نقرأ: “عنقك كبرج من العاج وعيناك كبركتي حشبون عند باب الجماعة، وأنفك كبرج لبنان الناظر الى دمشق”. “وبرج لبنان” في هذا النص هو “جبل حرمون” في السلسلة الشرقية من جبال لبنان الذي يطّل على دمشق. والمؤرخ اليهودي يوسيفوس، الذي دوّن في القرن الأول بعد الميلاد وكتب باليونانية، اشار الى جبل الشيخ وما يحيط بدمشق من جبال وتلال ودعاها باسم “لبنان”. ثم انه يذكر “منابع نهر الاردن الذي يتدفق من جبل لبنان”
وشعراء العرب يثبتون هذا القول ويلقبون نهر الأردن الذي ينبع من سفوح جبل الشيخ (حرمون): “ابن لبنان البكر”.
أما اسقف صور، وليم الصوري (حوالي 1130 – 1186). الذي أرخ للحملات الصليبية فهو بدوره يذكر أن نهر الأردن له منبعين في سفح جبل لبنان، احدهما اسمه “يور” أو “Jor” والآخر “دان” أو “Dain” ومن هذين الاسمين اشتق نهر الأردن “Jor-Dain” وبذلك يؤكد المؤرخ على ان اسم لبنان شمل السلسلة الشرقية أو جبل الشيخ (حرمون) بالإضافة الى السلسلة الغربية. لكن هناك من كتبة اليونان، من خصوا لبنان الغربي بالاسم “لبنان” وميزوه بالتسمية عن لبنان الشرقي الذي دعوه “لبنان القائم بازاء لبنان”= “Anti-Lebanos” والمعروف قديما ب “سيريون”. يقول العالم De Vaumas: “من طوروس وأرمينيا الى سيناء واليمن والحبشة، من كريت حتى زغروس، يملك لبنان كسيد لا على صحاري سوريا والمتوسط الشاسعة فحسب بل على الجبال التي تحدّها وتفصل بينها أيضا”. وهو يؤكد بذلك أن “لبنان الجبل” هو عملاق جبال المتوسط الشرقي وهو في الوقت ذاته “الجبل الأبيض” للشرق الأدنى. وتعود تسمية لبنان ب “الجبل الأبيض” لسببين : اما لبياض ثلوجه التي تكسو قممه في أكثر فصول السنة واما لطبيعة صخوره الكلسية البيضاء.
فالعلاّمة روبنسون E. Robinson يتبنى التفسير الثاني: قرب البحر… كل هذا الجانب من الجبل يبدو مكّونا من كتل ضخمة من الصخور البيضاء العارية. ان ظاهرة بياض صخور الجبل هذه، عندما ينعكس نور الشمس عليها، توضح بشكل كاف التسمية القديمة للبنان : ” الجبل الأبيض”. لكن الأب F-M. Abel يردّ هذا التفسير ويرجع بياض لبنان الى ثلوجه فيقول ” من الأفضل التسليم بأن هذا البياض هو بسبب الثلوج التي تدوم على القمم قسما من السنة “. ويسهب الأب مارتن اليسوعي في التفسير فيقول: لا ريب في أن أعظم شيء أثر التأثير البالغ في من سكنوا لبنان أولا، انما هو تكلل هامته بثلج دائم، يشتعل بياضا فوق أعلى رؤوسه، على رغم ما للشمس من الحرارة في مثل العرض الذي هو فيه. فأوجب عليهم المنظر المذكور بالطبع أن يسموه باسم مشتق من بياض اكليله، فأطلقوا عليه اسم لبنان لأن معناه البياض”
ونجد في “معجم التوراة” تفسيرا آخرا يشابه نظرية الأب مارتن : ” يكفي أن يظل لبنان مكللا بالثلج وقتا طويلا من السنة حتى تلفت هذه الظاهرة نظر الشرقيين، فتعطي للبنان هذه التسمية” ويؤكد ارميا على وجود الثلج في لبنان : ” هل يخلو صخر الصحراء من ثلج لبنان”. وفي شرحه لمؤلف النبي ارميا يثبت القديس ايرونيموس هذا التفسير بقوله : “ان لبنان معناه البياض”. كما أن بعض الجغرافيين والشعراء المسلمين سمّوا جبل الحرمون “جبل الثلج” ” وطور ثلجه” و ” بوفضة” (نسبة للونه الفضي).
وهناك غيرهم ممن يذكرون اللون الفضي لجبال لبنان المكللة بالثلج : ” ان سلسلة قمم لبنان تبدو من جهة البحر زرقاء في الصيف فضيّة مثلجة في الشتاء والربيع وذات منظر اخّاذ”. “وجبل القوقاز” يعني أيضا “الجبل الأبيض” للسبب عينه. وكلمة “هملايا” تعني في السنسكريتية “موطن الثلج”. وفي جزيرة كريت بعض قمم جبال Idea تسمى Leuca أي “البيضاء” بسبب الثلوج التي تغمرها. لبنان – جبل الطيوب
لاسم لبنان معنى آخر يرجعه البعض الى شجرة عطرية مشهورة هي شجرة “اللبان” أو “اللبنى”.
و “اللبان” يعني في العربية “البخور”. اما أوصاف هذه الشجرة فهي ان اوراقها كثيفة خضراء ولها زهر أبيض يشبه زهر الليمون واذا شقت قشرتها قطر منها صمغ بلسمي طيب الرائحة كالبخور، وكان القدماء يستعملون هذا الصمغ مكان البخور اذا لم يجدوا بخورا. كانت شجرة “اللبان” أو “اللبنى” التي سمّاها اليونان “Styrax”، تكثر في لبنان حسب قول عالم الطبيعيات الروماني بلين Pline (القرن الأول ميلادي): فينيقيا كانت تنتج “اللبنى أو Styrax Officinale التي يستعملها الأطباء وخاصة العطّارين”
يقول الأب مارتن في ” تاريخ لبنان” ان الكلمة اليونانية “Styrax” تشير على الأرجح الى عشتروت، ربّة لبنان، اذ ان هذه الشجرة مكرسة لها. والبخور يسمّى في اليونانية “ليبانوس” (Libanos) كذلك كلمة “ليبانومنسي “Libanomancie” تعني ” تبخير العبادة”. (Divinisation par l ensens). وفقد شجر”اللبنى أو “Syrax” شهرته وخصوصا تسميته، التي كانت تربطه بموطنه الأول لبنان، منذ أن نقل الى مواطن أخرى كايطاليا وفرنسا حيث أصبح يسمّى (Aliboufier) .
وفي نظرية التكوين الفينيقية للمؤرخ البيروتي سنخوني أتن، يظهر أن الأخوة العمالقة المدعوّين ” لبنان” و ” انتيلبنان” و” كاسيوس” و ” براثي” كانوا أول من ابتدع ذبائح البخور على شرف الآلهة. ويقول العالم Gruppe استنادا الى المعطيات السابقة ان اسمي ” لبنان” و ” انتيلبنان” يدلاّن على أنواع من الرحيق.
انطلاقا من هذه النظرية الأخيرة، يبدو أنه من الأصح القول، ان اسم شجرة ” اللبنى” هو المشتق من اسم “لبنان” وليس العكس. فالبياض الذي هو الفكرة الأساسية في الجذر “لبن” والذي نجده في لون زهرة “اللبنى” لا يقدم دليلا كافيا لتسمية هذه الشجرة بلون زهرها الأبيض، فلا بد من أن يكون بياضها قد نسب الى بياض لبنان موطنها الأصلي ذي القمم العالية البيضاء، فنسبت اليه وتسمّت باسمه من باب تسمية الجزء باسم الكل. فلبنان قد اشتهر في العصور القديمة بغاباته الكثيفة النضرة التي كانت تعبق بأريج أشجارها وخاصة شجر الأرز العطر الذكي، الذي جعل من لبنان “جبل الطيوب” كما يسميه ديودورس الصقلي. وكان الاقدمون يحرقون خشب الأرز لتعطير الذبيحة. يقول شاعر الأوذيس’ هوميروس واصفا كهف الحورية كاليبسو: ” نار كبيرة كانت تتوهج فوق الموقد. في البعيد كانت تفوح رائحة الأرز وهو يخترق فتعطر الجزيرة كلها”. أما فيرجيل فيذكر في الأنياذة: ” وسيرسي Circe أيضا ابنة الشمس المترفة، كانت توقد في قصرها الفخم الأرز العطري لكي تنشر نورا دجويا”. أما “الكتاب المقدس” قيتكلم بدوره عن الروائح التي تنبعث من غابات لبنان. فيقول العروس لعروسه في نشيد الأناشيد:” عرف أدهانك فوق جميع الأطايب! شفتاك تقطران شهدا ايتها العروس وتحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان”. ويذكر النبي هوشع أيضا عطر لبنان : “تنتشر فروعه ويكون بهاؤه كالزيتون ورائحته ***نان”. لبنان – اسم بطل مؤله
ورد في كوسموغونية المؤرخ البيروتي سنخوني اتن الذي عاش في النصف الأول من القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكتب ” تاريخ فينيقيا” أنه :” من جيوش ابن أيون وبرتوغون ولد أبناء آخرون فانون وقد دعوا : فوس (Phos) و بير (Pyr) وفلوكس (phlox) (النور والنار واللهب). وهؤلاء هم الذين ابتكروا النار بحك قطع من الخشب الواحدة على الأخرى وعلّموا الآخرين هذه الطريقة وكان لهم أبناء ذوو عظمة وسيادة بارزة وقد أعطوا أسماءهم للجبال التي كانوا حكّاما لها. ومنهم جاءت أسماء ” كاسيوس” و ” لبنان”” و ” انتيلبنان” و ” براثي”.
يبدو من هذا النص أن جبالنا كانت تحمل منذ أزمنة سحيقة اسم حاكم ” ذي عظمة وسيادة بارزة” هو ” لبنان”. ولا بد من التذكير بأن الفينيقيين كانوا يكرمون أبطالهم وبعد موتهم يتم تقديسهم وتخليد ذكرهم بالتأليه واطلاق اسمائهم على بعض الأماكن وخصوصا على الجبال والأنهر. فعادة تكريم الجبال والمرتفعات كانت شائعة عند الكنعانيين – الفينيقيين. وكانوا يقيمون مزاراتهم ومعابدهم على رؤوس الجبال التي اتخذت اسم ” طور” أي ” الثور” وهو مرادف لاسم الاله ” ايل” الفينيقي : ” ثم رفع صوته الاله ثور – ايل، أبوه، وأجاب: اسرع وارفع هيكلا من ذهب في وسط أعالي جبل صافون…” ويذكر أنبياء العهد القديم الأماكن المرتفعة في بلاد كنعان حيث تقدم الذبائح ويسكن الالهة: ” قد قلت في قلبك اني أصعد الى السماء. ارفع عرشي فوق كواكب الله واجلس على جبل الجماعة في أقاصي الشمال”. وتكاد لا تخلو قمة جبل من جبال لبنان في أيامنا الحاضرة من مذبح أو هيكل فينيقي قديم. وإذا افترضنا أن النصوص الدينية الفينيقية ليست الا مجرد أساطير وحكايات فان هذه الحكايات كانت ” الممثل الوحيد لحالة العصور الأولى التي عقبت نسيان التقاليد الحقيقية. هذا فضلا عن انها كانت مقبولة في القديم ومعتبرة في كل مكان نظير تاريخ غير مشكوك في صحته بل كانت التاريخ الوحيد الذي كان يعتقده الفينيقيون والآراميون. ومن هذا الوجه تكون الحكايات صورة مشخصة بكل امانة لحالة العقول في لبنان في تلك المدد المتطاولة”. ولا بد من أن تنطوي الأسطورة على بعض الحقائق التاريخية وعلى المؤرخ والباحث أن يستشف من خلال رموزها، الحقيقة الواقعية استنادا الى المعطيات المادية الملموسة والبحث العلمي الموضوعي، وأسلوب المقارنة. وفي هذا المجال، تجدر الاشارة الى أن ” لبنان” ذكر في عدة مراجع تاريخية على أنه ” مقام الآلهة” و ” الأرض الالهية” و ” جبل الله”… ففي ” ملحمة جلجامش” السومرية ( منتصف الألف الثالث ق.م.) وفي القسم الذي يروي رحلة البطلين ” جلجامش” و ” انكيدو” الى “جبل لبنان” كي يجلبوا خشب الأرز الثمين، يصف الشاعر الملحمي السومري ” جبل الأرز” فيقول: – رأوا جبل الأرز”
مقام الآلهة، قاعدة أرنيني ( أي عشتروت):
أمام الجبل ذاته، يحمل الأرز انتاجه الوفير
ظله لطيف، مفعم بالعطر…” ونقرأ في أحد النصوص المصرية التي يعود تاريخها الى الأسرة الفرعونية السادسة، أي الى منتصف الألف الثالث ق.م. ما يأتي: ” يجلبون لي أجود منتوجات “نغاو” من الشربين والعرعر وخشب المر… أجمل أشجار الأرض الالهية.
وبلاد “نغاو” هي منطقة نهر ابراهيم، أو نهر أدونيس، قرب مدينة جبيل، استنادا الى دراسة للعلامة بيار مونتي.
وعلى نصاب ” نباتا” الذي أقامه الفرعون المصري تحوطمس الثالث (حوالي 1475 ق.م.) في جبل بركال، يذكر الفرعون: ” في سبيل الوصول الى ثغور آسيا والتغلب على ملك ميتاني بنيت مراكب كثيرة من خشب الأرز من ” أرض الله” في جوار سيدة جبيل” وفي النصوص الأوغاريتية (رأس شمرا) يحمل لبنان اسم ” أرض ايل” و ” جبل ايل”: ” انكم تتجهون الى مجلس الجماعة قي ” جبل ايل” وعند قدميه تسقطون (علىوجوهكم) وتسجدون لمجلس الجماعة المنعقد…”
أما الاغريق فقد وصفوا فينيقيا ” بالمقدسة” وبأنها ” شاطىء الآلهة”. ويقول فيكتور برار: : كان القدامسة مؤهلين كليا للابقاء على نمط منتوجات : النسل الالهي” كانوا يؤكدون انتماؤهم اليه: أو لا يزالون يستعملون ” لغة الآلهة” كما يقول شاعر الأوذيسة؟ بالتأكيد كانوا يتثقفون بالكتابات الفينيقية أو يستمتعون بمطالعتها”. وتأتي شهادة الكتاب المقدّس لتؤكد أن لبنان هو ” جبل الله المقدس” حيث نقرأ في سفر حزقيال:
” يا ابن البشر أشد برثاء على ملك صور وقل له هكذا قال
السيد الرب: أنت خاتم الجمال ممتلىء حكمة وكامل بهجة.
كنت في عدن جنّة الله… أنا أقمتك وقد كنت في جبل الله
المقدس …”.
خاتمة البحث
– ان اسم لبنان يرتبط بمعطيات جغرافية طبيعية وليس بعرق أو عنصر أو سلالة أو شخص أو ما شابه ذلك. واجتهادا يمكن القول ان هذه المعطيات الجغرافية الطبيعية التي تتميز بوحدة في التنوّع، حققت كيانا لبنانيا قوميا سياسيا واقتصاديا هو حصيلة تطور تاريخي متكيّف مع الشروط البيئية. – وان أسم لبنان ظل خلال العصور وبثبات، متوافقا مع الوحدة الطبيعية الجغرافية لحدود لبنان المعاصرة. وان أي تغيير في هذه الحدود أو أية تجزئة في هذه الوحدة هو تشويه لكيان لبنان الطبيعي التاريخي وبالتالي تشويه لاسمه.
– وان اسم لبنان قديم جدا بل أقدم من أسماء جميع البلدان القريبة منه كاسم سوريا وفلسطين والعراق ومصر..أو البعيدة كاسم الصين واليابان وفرنسا وكندا.. – انه بين الأسماء الحالية لبلدان العالم يبقى اسم بنان هو الأقدم. – وان اسم لبنان مرتبط بالكتلة الجلية التي يتكون منها، ثبت من دون سائر الأسماء التي اطلقت عليه أو شملته في مراحل مختلفة مثل كنعان وأمورو وزاهي وآرام وفينيقيا وغيرها وفيما اضمحلت هذه التسميات ظل اسم لبنان معايشا العصور التاريخية منذ اربعة آلاف سنة الى اليوم. – وان لبنان طبع بطابع مقدس كما تشهد النصوص القديمة والكتاب المقدس نفسه. – وان اسم لبنان كاف بذاته لتعريفه. فهو لا يحتاج في ذلك الى أية صفة أو اضافة من خارجه. – وان اسم لبنان مدخل لمعرفة الذات اللبنانية, معرفة أساس وبداهة وهوية. وإذا كان اسم لبنان يشيع في نفوس حامليه افتخارا واعتزازا ينبعان من تراث حضاري تاريخي ذي أبعاد عالمية، فان واقع جهل اللبنانيين وتجاهلهم للتراث اللبناني من جهة، وعملية التجهيل المتعمدّة لهذا التراث ومحاولة تشويهه من جهة أخرى، عوامل تؤدي كلها الى تمزيق الوحدة البشرية اللبنانية وبالتالي الى تفتيت الوحدة الجغرافية الطبيعية للبنان والى تغيير هويته. ان ما يهب على لبنان من غربه حينا أو من شرقه حينا آخر، ومن جنوبه مرة ومن شماله مرة أخرى، ما استطاع يوما أن يمحو اسمه أو يطمسه. لكأن هذا الاسم الذي خطتّه الأنامل فوق رمل الشاطئ، هو الاسم ذاته الذي نقشته الأيدي في صخور الجبل، فتناقلته الشعوب والأمصار والأجيال بتواصل دائم ضمن جغرافية طبيعية ثابتة وآجال تاريخية مستمرة.
بيروت
تم بناء بيروت وإعادة بنائها على مدى قرون من الكنعانيين والفينيقيين والإغريق والرومان والعرب. في عام 4000 قبل الميلاد استقروا الكنعانيين والفينيقيين على طول الساحل الشرقي للبحر المتوسط، و من موانئهم في جبيل وصيدا وصور و انشئوا تجارة مع أوروبا وشمال أفريقيا المستعمر. وقعت لبنان تحت الحكم الروماني في 64 قبل الميلاد وأصبحت لاحقاً جزءا من الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو البيزنطية باعتبارها مستعمرة رومانية ، وكان اسمها كولونيا جوليا فيليكس أوغستا باريتوس. المدينة الأصلية كانت تقع في الوادي بين تلال الأشرفية و مستابية. جذبت مدرسة بيروت للقانون الشهيرة التي يقارب عمرها من 300 عاما الدارسين من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. وهنا وضع قانون جوستيان الشهير. ازدهرت باريتوس بوصفها مدينة رومانية جميلة مع العديد من المعابد والمسارح والمباني العامة و الكثير منها اختفى مع مرور الوقت ، ودمرت من قبل سلسلة من الزلازل. عدد قليل من الآثار الرومانية لا تزال موجودة أحدها الحمام العام الذي يقع وراء شارع البنك في يومنا هذا. تولى المدينة العرب المسلمين في القرن السابع، وفي القرن 12 وقعت السهول الساحلية والجبال مؤقتا تحت حكم الصليبيين. بيروت كانت تحكمها أيدي كثيرة، ومن حظها أن يتم ربطها بالتقلبات تجارة التوابل والحرير مع أوروبا، وفي القرن 16 على الرغم من أن المنطقة أصبحت جزءا من الإمبراطورية العثمانية ، كانت تحكمها قوى محلية مختلفة، أدت الزيادة في التجارة إلى تطوير المدينة، وبحلول منتصف القرن 19 ازداد عدد سكان بيروت وتوسعوا وراء أسوار المدينة، شكل المدينة المبشرون من العرب والغرب وتأثيرهم يمكن أن يحس في التعليم والهندسة المعمارية ، الخ. الجامعة السورية البروتستانتية ، التي تم تسميتها في وقت لاحق باسم الجامعة الأميركية في بيروت ، تأسست عام 1866 من قبل المبشرين الأميركيين.
في نهاية الحرب العالمية الأولى ، كانت قوات الحلفاء استولت على المدينة و ثم تم إعطاء الولاية لفرنسا من قبل عصبة الأمم، حقق لبنان استقلاله في العام 1943 و أصبحت بيروت عاصمة لدولة لبنان الكبير. وفي عام 1946 ، انسحب الفرنسيين تماما مخلفين وراءهم المجتمع اللبناني الذي تشرب الكثير من العناصر الفرنسية ؛ اللغة والشكل العام والعمارة وغيرها. أدت سلسلة من الحروب الأهلية إلى تدمير بيروت في العديد من المرات، ولكن هذه المدينة قد قامت مرة بعد مرة بإعادة تأسيس نفسها كمركز تجاري مهم ، وكذلك إلى وجهة سياحية رائدة.
لنبدأ ....
|
ohw fhgjvhe hggfkhkd hgr]dl hgr]dl fhgjvhe
|
05-03-2016, 02:58 PM
|
#2
|
رد: خاص بالتراث اللبناني القديم
يعطيك العافية
ورود الجوري تعانق روحك
لك مني ارق التحاااايا العطرة لسموك
|
|
|
05-03-2016, 03:20 PM
|
#3
|
رد: خاص بالتراث اللبناني القديم
|
|
|
05-03-2016, 03:23 PM
|
#4
|
رد: خاص بالتراث اللبناني القديم
بعد ظهر يوم جميل في عشرينات القرن الماضي
ترامواي وسيارة أمام مبنى مدرسة اللاييك
|
|
|
05-03-2016, 03:32 PM
|
#5
|
رد: خاص بالتراث اللبناني القديم
صبيحة عيد العمال الأول من أيار (مايو) سنة 1963: حبات البرد الكبيرة تغطي شارع الحمراء في بيروت في ظاهرة مناخية نادرة بهذا الوقت من السنة.
|
|
|
05-03-2016, 03:33 PM
|
#6
|
رد: خاص بالتراث اللبناني القديم
من تراث الأدب الشعري البيروتي
أنعود دولة؟
قصيدة من واقع الحال المزمن لرجل العطاء والمؤسسات عمر حوري (1912-1994) أرى المغضوب من ربي عليهم
غدوا في هذه الأيام دولة وقد كانوا الحثالة في البرايا
فصاروا في المعزة بعد ذلة
وصرنا، بالذي اقترفت يدانا
أقل الناس، ترهقنا المذلة
وبتنا نحن مغضوباً علينا
وباتوا أهل صولات وجولة
أنرضى بالهوان فلا نبالي
ترى أم أننا سنعود دولة
|
|
|
05-03-2016, 03:34 PM
|
#7
|
رد: خاص بالتراث اللبناني القديم
بيروت بريشة أعلام الرسم العالميين (7)
قلعة بيروت زيتية جميلة مؤرخة سنة 1851 للرسام والمستشرق الفرنسي Théodore Frère المتوفى في باريس سنة 1888عن 74 سنة. أسس سنة 1851 استديو للرسم في القاهرة وأصبح الرسام الرسمي للخديوي الذي منحه لقب بك وشارك في احتفال افتتاح قناة السويس. Collection: Ph. Jabre
Credit: Gabriel Daher
|
|
|
05-03-2016, 03:44 PM
|
#8
|
رد: خاص بالتراث اللبناني القديم
رائعة واكثر عيون ..
معلومات قيمة وصور انيقة ..
راق لي كل ماكان ..
تحياتي وتقييمي ياجميلة ..
|
|
أختلف جداً لو أشباهي مئات ،
مالإحساسي وذاتي اربعين ..
|
05-03-2016, 05:48 PM
|
#9
|
رد: خاص بالتراث اللبناني القديم
اسعدني تواجدك غيم
وميرسي لتقييمك
|
|
|
05-03-2016, 05:52 PM
|
#10
|
رد: خاص بالتراث اللبناني القديم
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:02 AM
| | | | | | | | | |