11-18-2016, 03:22 PM
|
|
|
|
|
روايةملامح الحزن العتيق الجزء الاول رواية طويلة
ملامح الحزن العتيق
الكاتبة أقدار
احياناً تُنْهكنا المشاعر بقدر ماينهكنا الوجع ..
الحب في غير موضعه مؤلم رغم انقيادنا له وتلذذنا بألمه ..!
واندفاع عقولنا خلف قلوبنا امرٌ يصعب علينا ان نوقفه ..
ولأن الحب ليس باختيارنا كما هو المرض والموت ..!
فنحن عاجزين عن مقاومة حكم الله والاعتراض على المكتوب ..!
وفي ملامح الحزن العتيق ..!
صورة واقعيه اكثر مما هي خيالية ..
مشاعر كثيرة .. بعضها باردٌ كالصقيع .. وبعضها نارها كالسعير ..
بعضها في محلها ..
وبعضها لا ..
وتأبى الا ان تتخذ مكاناً ليس لها ..
قد يرحمها قدرها وقد يصدها ..!
على هذا البياض سكبت لكم احداثٌ قد تكون مريرة وقد تكون عادية ..
انتم هنا الحكم ..
وانتم هنا الأهم ورأيكم سآخذ به اياً كان .. ومهماً كان ..
وقفتكم معي في .... ( مهلاً ياقدر ) ...
كانت كفيلة بأن اعود لكم بثقة اكبر ..
وحبٌ اقوى ..
وشوقٌ غامر لحروفكم ومتابعتكم وانتظاركم ..!
ملامح الحزن العتيق شبه مكتمله ..!
الأحداث الأخيرة انهكتني كثيراً فآثرت ان استعين بكم وبأفكاركم ..
اتمنى من العلي القدير ان اجد لديكم ذاته الترحيب الذي وجدته مسبقاً هنا بينكم ومعكم ..!
ملاحظة ..
كل ماورد في الرواية من اسماء للقرى والشركات هو من وحي خيالي فقط ..
فإن شاءت الصدفه ووجدتم اسماً مشابهاً فهو من محض الصفة فقط فلا تلوموني ولاتعتقدوا بأني قاصدة ..!
مرارة واقع .. وشقاء ايامٍ عصيبة ..!
صباحٌ جديد .. وشقاء يومٍ وليد بدأ من بداية ساعاته الأولى . هكذا هي الحياة شقاء ..
اليوم تحديداً ترغب في البكاء اكثر من أي وقتٍ مضى ..
الطريق طويل .. واسبوع مضى قصير جداً امام ماستعانيه في الأيام القادمه ..
في الجيمس والنوم يغلبها والعباية مضايقتها والدنيا عليها زحمة ..
تتخيل نفسها في سريرها ونايمه بكل راحه وهدوء بدون همسات اميرة اللي تدعي وتسب في عمتها ام زوجها ..
وبدون تربيت فاطمة مدرسة الدين لها وتلقينها محاضرة طويلة عريضة عن الصبر والتحمل ومحاولتها ارضاء زوجها وامه ..
وبدون لااله الا الله بصوت عالي تفزع الميت ...
لدرجة انها تحسب نفسها بيصير عليهم حادث والعم سعد يتشهد ..
حاولت شادن تمد رجولها اللي تحسها انشلت من كثر ماهي مثنيتها بالسيارة وماقدرت تمدها من المقعد اللي قدام مسبب لها زحمة ومضيق عليها المكان .
التفتت على سارة وهي شبه ميته .. وابتسمت .
هذي سارة صديقة عمرها من يوم عرفتها وهي نوامه ومحد يقدر يصحيها بسهولة ..
امها تقول نومها موت ..
واذا سألت عنها وهي نايمه تقول سارة ميته .
اكلوا مطب قوي وتجاوزه العم سعد بقدرة قادر وكل مدرسة صاحت ..
الا فاطمة تتشهد وتسبح وتهلل ..
امانادية المعروفة بخوفها المبالغ واللي محد يتحمله من البنات قعدت تصيح وكأن الموت قاب قوسين او ادنى منها ..
كعادتها عند أي مطب ولا جمل او ناقه يقابلهم بالطريق .
: يارب متى تتوب علينا من هالعنا ..؟
قالته نورة الحامل بالشهر السابع وهي فعلاً متأزمه من المشوار الطويل لقرية السبيل واللي تبعد عن جدة حوالي 300 كيلو .
رفعت سارة طرحتها عن وجهها قالت : وين يتوب علينا ونادية معانا وصوتها يشرد حتى الغنم اللي حوالينا ..
كتمت شادن ضحكتها حتى ماتحرج نادية .. ودقتها بكتفها يعني اسكتي ..
وابتسمت نورة اللي تحس بالمعاناة من صوت نادية وصراخها والملل من كثرة شكاويها وخوفها ..
قالت نادية بسخرية ممزوجة بخوف وترقب : ماعليه ماعليه ، انتي بس نامي وكبري قلبك وانسي إنا بطريق طويل ومجهول وارواحنا نشيلها على كفوفنا ..
زفرت سارة بآهه ممزوجة بملل من كثر ماتعيد وتزيد نادية بهالكلام : اوووه ، ياقلبي حتى انتي نامي وقوي قلبك ، واذا صار لك شي فهو مقدر ومكتوب ..
ردت ناديه باعتراض : اش حستفيد اذا نمت وانقلبت سيارتنا ولا صدمنا جمل ولا سيارة مقابلتنا بالطريق الضيق هذا ..؟
سارة وهي تلف براسها على الجهه الثانية في محاولة منها انها تعدله استعداد لنومه جديده : تستفيدين انك اذا جوك الملايكة يحاسبونك تردين بتركيز وانتي مرتاحه وشبعانة نوم مو تعبانه وتخربطين وتنسين اللي سويتيه بدنياك ..
شهقت فاطمة قالت : استغفر الله العظيم ، اللهم لاتؤاخذنا بما يقول السفهاء منا ، سارة اش هذا الكلام ؟ لاتنسين ان الانسان مايتكلم الا بعمله وقلبه .. والا يمدي كل كافر جاوب على كيفه عشان يدخل الجنه ..
ردت سارة وهي تعدل غطاها وتسند راسها على كتف شادن : الحين انا السفهاء الله يسامحك ،
: مااقصد ياسارة بس نخاف ربي يسخط علينا بسبب كلمتك ..
: ادري يافاطمه بس كيف اسكت هالخبله اللي وراك ..
تكلمت اميرة : بنات استهدوا بالله مو معقوله ياسارة كل ماشفتي نادية خايفه فتحتي سالفه طويلة عريضة ..
التفتت على ناديه قالت : بعدين انتي ياناديه الله يهديك وسعي صدرك وبالك وفوضي امرك لله ، وترى اللي ربي مقدره لك راح يصيبك لو كنتي بحضن امك ..
سكتت ناديه آسفه لحالها وحالتها .. وبقلبها " مو بيدي ياناس .. عمري ماتصنعت الخوف ولا تدلعت .. حكايات المدرسات اللي ضاعت ارواحهن على الطرق البعيده ماتفارقني ثانية وحده والموت بالنسبة لي رعب "
امتلا الجو روحانية وهدوء وسكينه بفعل تسبيحات فاطمة وتهليلها واستغفارها واللي اقتدى فيها الكل ونهجوا نهجها بهاللحظات ..!
اربع ساعات طويلة ومملة وتعيسة مضت عليهم في السيارة الواسعه لمن شافها من برا .. والضيقه والملل والتعب وقلة النوم على اللي راكبات فيها ويدورن الوسع والراحه ..
اخيراً وصلوا ..
المهم انهم وصلوا بالسلامه ..
السلامه في حال مثل هذا هي المرجوة والمطلوبة وغيرها كل شي يهون ..
نزلوا من السيارة وكل وحده معاها شنطتها وأكياس فيها اغراضهم تخص الشرح من وسائل تعليميه وكتب وأدوات وماالى ذلك .. وحافظات اكل عشان الفطور ووجبات سريعه للغدا اللي مايلحقون عليه في بيوتهم الا من بعد الساعه 6 المغرب او 7 .
: هاتي هاتي عنك يانورة ..
قالته شادن وهي تمد يدها لاغراض نورة
ردت نورة وهي تنتظر المساعده وبدون تردد سلمتها الاغراض وقالت من قلب : الله يجزاك خير ..
اخذت شادن نص اغراض نورة اللي يادوب تشيل عمرها والنص الباقي شالته سارة بحكم انهم اخف مدرستين معاهم ،، بنات ماتزوجوا وشباب وصغار بالسن والأهم همومهن اقل من هموم المتزوجات .
***
في مكان ثاني .. !!
كله هموم ومآسي..
الأمل مثل الطيف اللي يلوح من بعيد بعضهم يقدر يمسكه ويناله ويظفر فيه ويصير من اسعد الناس ..
وبعضهم يعتبره سراب يشوفه من بعيد وهو عارف انه مايقدر يوصله ويعيش وروحه على كفه ، مهموم .. وشبح الموت اقرب له من طيف الأمل ..
واقفه قدام غرفة الانعاش وهي تتضرع لله وتبتهل وتدعي يارب عافها .. ( يارب اشفها انت الشافي لاشفاء الا شفاءك .. شفاءً لايغادره سقماً ) يارب طفلتي بريئة وماتقدر على التحمل اكثر من كذا يارب الطف بها انت اللطيف الخبير .
طلع الدكتور من الغرفة وهو يشوفها مو معاه ... !
تمشي رايحه جايه قدام الباب ،
تنتظره وتتمتم بكلام قدر يعرف انها تدعي لبنتها وتكلم ربها وحس ان قلبه عوره عليها ..
وش يقول لها ..؟
وشلون يبث لها الخبر ..؟
كأنه اول مرة تواجهه صعوبه بهالشكل رغم انه اعتاد على مواجهة الصعاب وخاصة لمن ينقل خبر وفاة المريض لاهله ..!!
تنحنح عندها عشان تحس فيه . فزت بمكانها وبسرعه توجهت له .
: ها يادكتور طمني على بنتي . !!
تردد الدكتور ورد بارتباك : اااا ممممم ..
نزلت نظارته من فوق عيونه وقعد يمسحها بمنديل ويدعكها بقوووة ..
طالع فيها وقرر انه يقول وعلى الله .. : يا اختي ام ندى انتي تعرفين حالة بنتك من اول ماجبتيها مو مرتاحة بحياتها وووو .. بلع ريقه الطبيب السعودي اللي حس ان الحرمة اللي قدامه في مقام امه وحب يمهد لها الصدمه اللي راح يقولها والقنبله اللي راح يفجرها .. كمل بحنان فاض عليها ووصلها وعرفت مغزاه .. تعرفين ياخاله الطفلة ندى تعذبت كثير ولو عاشت اكثر ووضعها هذا حالتها بتسوء وبتتعب اكثر وهي طفله ماتتحمل
قاطعته ودموعها مغرقة غطاها اللي مو مبين شي من وجهها : ماتت ..؟
نزل راسه بالأرض قال : الطيحه قوية وراسها تأثر ماقدرنا نسيطر على النزيف الداخلي .. انتي انسانه مؤمنه ياخاله وان شاء الله ربي يبارك لك في اخوانها .
: اخوانها ...؟
وانهارت تبكي وراحت وخلته آسف لحالها ومحتار منها ومن آخر كلمة اطلقتها ...
ركبت مع اول ليموزين قابلتها عند بوابة المستشفى وتوجهت لبيتها اللي اجتمعت فيه جنتها بانتماء نايف وشادن له مع نارها وجحيمها اللي هي وجود صالح الزوج الثاني سبب شقاها وشقى عيالها .
***
قبل اذان المغرب بحوالي نص ساعه
دخلت البيت راجعة من المدرسة ..
زفرت بآهه من عمق تعبها ... وعيونها تبحث عن امها اللي تنوح داخل غرفتها ..
: يمه ..! ندى .. ! يمه وينكم ..؟
طلعت امها من غرفتها وهي تشهق ووجهها متورم ويدل على انها ماتبكي من فعايل زوجها اللي شادن اعتادتها ..
هالدموع غير ..
وهالحزن غير ..
ماقد شافته بوجه امها الا لمن توفى ابوها ..!
حطت يدها على قلبها وهي تشعر ان نبضه توقف ..
وتحس برعشة في اطرافها وهي تنتظر الكارثه ..
بكت امها وحاولت تتكلم بس الحزن الجمها والقهر اخرسها
قالت شادن بخوف : يمه لايكون نايف ....
قاطعتها الام الثكلى والمكلومة وهي تهز راسها وتمسح خشمها بمنديل قالت بصوت مبحوح : ندى ...
شهقت شادن وتهاوت على الارض من هول الخبر ..
رجولها ماعادت تقدر على الوقفه .
الصدمه والمرار والفقد والوجع ..
نزلت دموعها على خدها ..
على الرغم ان موت ندى ممكن يكون احسن لها واحسن لاهلها الا انها اعتادت عليها وعلى براءتها ووجودها في البيت واهتمامها فيها ..
ندى البراءة والضعف والطفله اللي بدون هموم ومآسي وماتعرف من الدنيا غير شادن الحنونة وماما الحبيبة .. ونايف الأخ العطوف .. وتعرف صالح الأب الشرير واللي صورته ترتبط في ذهنها فوراً بالخوف والبكا ..
: يمه اش صار لها مو تاركتها طيبه وتضحك ومافيها الا العافيه قبل ماامشي للمدرسة ..؟
اخذت امها منديل ثاني من العلبة اللي على الطاولة وجلست تمسح عيونها وخشمها وكأن شادن شالت بعض حزنها وبكاها وخففت شي من اللي بقلبها ..
قالت بصوت مبحوح : ابوها اليوم دخل علينا مو في عقله واخذ مني الخمسمية ريال اللي تركتيها عندي غصباً عني .. وهو خارج شاف ندى تبكي خايفه من صوته .. بكت وزاد نحيبها وكملت بحزن بالغ .. دفها ياشادن لمن شافها خايفه منه ... طاحت على راسها ودخلت في غيبوبة وماطولت ..!
صرخت شادن وبكت اكثر قالت ودموعها ماخذه مجراها على وجهها : يعني ذبح بنته ..
ذبح بنتك انتي يايمه ..!! ذبح اختي انا .. !!
تكفين يمه لاتسكتين ..
حاولت ام نايف تهدي نفسها وتوضح الصورة المؤلمة لبنتها الثايرة بلحظات حزن وقهر قالت وهي تشهق وتحاول تتماسك : كلمت خالك ابغاه يروح يدفنها ويروح معاي للشرطه
بس حلف ان تكلمت ولا جبت سيرة صالح ليسوي اللي مانرضاه ..
: حسبي الله ونعم الوكيل .. اش تتوقعين منه يايمه .. هذا صالح ماسكه مع رقبته ولو ضريناه راح يضره ويطالبه بفلوسه واخوك عاد يبيع ولده ولايفرط بريال حسبي الله ونعم الوكيل ...
آآآه بس ياويلي عليك يانايف ..
وينك عنا يانايف تركتنا ولا ندري عنك ..!
كملت مناحتها مع امها .. وكل وحده تحاول تشيل الهم لوحدها وتستفرد بالحزن عن الثانية ..
بس وشلون والمصيبة وحده والهم واحد والخوف مشتركات فيه مع الأسى والحزن ..
خسارة اذا البنت فقدت عزها وسندها ..
خسارة اذا راح الأب وخطفه الموت بعز شبابه وعز حاجتها له ..
وخسارة اذا راح الاخ السند اللي تحتاجه في ظل وجود صالح السكير وماتدري وين اراضيه بعد ليلة ماتنساها طول عمرها قضاها نايف بمضاربه مع صالح .. نتجت عنها كسر ضلعين لصالح وشرخ بجبينه اضطر انه يعمل لها ثلاث غرز بالمستشفى ..
ومن بعدها اختفى نايف لاحس ولا خبر ولا احد يدري هو حي ولا ميت .. وعلمه عند العليم الخبير ..
ومابقى غير صالح السكير العربيد واللي مايعرف من الايمان غير اسمه .. والخوف من ربي مايعرف له طريق او وجهه ..
v,hdmlghlp hgp.k hgujdr hg[.x hgh,g v,hdm ',dgm Nghld hgh,g hgpQg hgp.k hgujdr
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ MS HMS على المشاركة المفيدة:
|
|
11-18-2016, 03:23 PM
|
#2
|
رد: ملامح الحزن العتيق الجزء الاول
وجع الفراق والفقد ..!
بعد ثلاثه ايام من العزا وهطول الدمع ومرارة الحزن على ندى
والحسرة والخوف على الغايب ..!!
استسلمت عزيزة ( ام نايف ) للنوم بعد مااعطتها شادن حبتين بندول سكنت الصداع اللي يهاجمها بين فترة وفترة ..
انسحبت من الغرفة بهدوء وهي تمشي على اطراف اصابعها ..
واخذت جوالها .. دقت على اقرب الناس لها واللي دايماً تلاقيها وقت حاجتها لها ..
انتظار ..!
كان هذا جواب جوال سارة عليها ..
زفرت بآهه دلاله على الضيق والملل .. و " اكيد تكلم خالد هالوقت "
مااعطتها سارة فرصه تكمل تخمينها لأنها دقت عليها ..
: هلا سارة .. آسفه على الازعاج ادري تكلمين حبيب القلب ..!
: ههههههههههه لا عادي ماازعجتيني اصلاً هو تعبان ويبغى ينام ..!
: من يلومه والحين الساعه اثنين ونص الفجر .... اسمعي بتداومين ..؟
: ايوه خلاص خارجه الحين ..
: سلمي على البنات ..
: يوصل .. ها كيف امك اليوم ..؟
: ماعليها احسن من امس .. الحين تركتها تنام ..
: ياقلبي عليها مو سهل اللي شافته وتعيشه .. الله يصبر قلبها ويريح بالها .
: اللهم آمين ..
: طيب نايف للحين مارجع .. ؟
: المشكله ياسارة ماندري وين اراضيه .. !! وامي خايفه ان صاير له شي ..
: لا ان شاء الله مافيه الا العافية ..
اسمعي .. خالك ليه ماسأل عنه في المستشفيات او بلغ الشرطه بغيابه ..؟
: خالي مايبغى سيرة نايف بالمرة لأنه على قولته اعتدى على صالح واللي يعتدي على صالح معناتها اعتدى عليه هو وضر مصالحه الشخصية .. تخيلي ياسارة امس يقول لامي قلعته وليته هو اللي مكان ندى وافتكينا منه ..!
: ياربي هذا ماعنده قلب .. حسبي الله ونعم الوكيل ..!
: خليها على الله بس .
: طيب وصالح للحين مارجع ولا يدري عن بنته ..؟
: لا مارجع وعساه مايرجع ..!
: شادن حبيبتي انتبهوا منه .. ياخوفي لايقول انكم انتم اللي ذبحتوها ..!
: مايقدر يقول هالكلام .
قاطعتها سارة : يالله يالله ياشادن هذا ابو سعد عند الباب .. ان شاء الله اليوم راح امر عليكم اذا ربي رجعني ..
: ترجعين بالسلامه ان شاء الله واشوفك على خير ..
: ان شاء الله يالله مع السلامه
: الله معاك .. لاتنسين دعاء السفر ..
: اوكي .
قفلت من صاحبتها وسندت براسها على مخدتها في محاولة واستجداء للنوم ..!
الوحدة قاتلة ..
والتفكير في الأمور السيئة اللي تحيط بها شيء متعب لأبعد الحدود ..
ياليت فيه من يواسيها ويخفف همها عنها ..
..
فكرها مشغول بأشياء اكبر منها ..
موت ندى ..
غياب نايف عن البيت ..
خطر وجود صالح في البيت عليها ..!
خوفها على امها وعلى نفسها منه ..
حزن امها ومشوارها الطويل للسبيل ..
حضنت مخدتها وغمضت عيونها غصب ..
رفعت صوتها وكأنها تبي تطرد أي فكرة تهاجمها وتنغص عليها نومها قالت : ( ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني الى نفسي طرفة عين ) .لعل وعسى انها تصحى وتلا قي امها بكرة بحال احسن ونفسية مرتاحه اكثر من اليوم والايام اللي قبل ...
***
قرية السبيل ..
وفي المدرسة القديمة واللي جدرانها مشتققه وأسقف غرفها خشب وفوقه تراب ..
وتحديداً في صف سادس ابتدائي ..
نادية وهي منهمكه في الشرح ..
المسائل الرياضيه تخلي المدرس ينسى كل اللي حوله وينغمس مابين الأعداد وكأنه في متاهه ويدور على منفذ للخروج ..!
: يلا ياجهير قومي عند السبورة وحلي المسألة ..
وقفت جهير ووصلت السبورة وهي تتسحب خايفه تكون طريقة الحل اللي في راسها غلط ..
قالت بسرعه وهي تطالع ورى الباب الحديد المفتوح حتى الهوا يدخل لأن التكييف ماله اثر بالمدرسة ولا حتى المراوح : ابله شوفي فيه عقرب ورى الباب .. !!
وكأن نادية انصعقت بماس كهربائي ..
تجمدت بمكانها ..
والصورة والمنظر لا تحسد عليهم ..
رجعت تمشي بهلع لآخر الفصل ..
حاولت تبل ريقها بلعابها بس جميع عضلاتها مشلوله عن اي حركه .. الا المشي البطيئ ..!
قالت عذبه اللي جالسه في الصف الأول : ابلا انا اذبحها الحين ..
صرخت نادية بهلع : لا لا لا لا تقربين منها ... ياربي كيف حنخرج الحين ..
ردت عذبه وهي تحس ان مدرستها مرعوبة ويمكن تغيب عن الوعي بأي لحظة .. : ابله انا دايم اذبحها عادي ..
ردت وصدرها يعلو ويهبط وكأنها قاب قوسين او ادنى من الموت : لا لا لا .. فركت يدينها وطقطقت اصابعها قالت بقلق : ب ب بنااات ك ك كييييف نخرج .. ؟
طلعت مزنه مع الباب والعقرب بمكانها ماتحركت ..
: ابلا اطلعي والله ماتقرب منتس .. شفتيني انا طلعت وماتحركت .
تثنت نادية على الأرض ووجهها ممتقع الوان ودموعها متجمده بمكانها والخوف يرجف بأطرافها قالت بخنقه : لا لا خلوني هنا مزنه روحي نادي المديرة ..!
راحت مزنه ورجعت مع المديرة ونورة واميرة اللي كانوا جالسين معاها في الادارة ..
اميرة بهلع لمن شافت حال نادية اللي نساها وجود العقرب وخطرها : نادية اطلعي ماراح تسوي لك شي .
ردت نادية بعيونها ونظراتها اللي تنقلها مابين العقرب واميرة .. والضعف والخوف هم تعبيراتها ..
تكلمت نورة : خلاص يانادية ربك حطها بعيون مسلمين الحين تجي الخالة تموتها انتي لاتخافين واطلعي ترى خوفتي البنات معاك ..
وقفت عذبة ونزلت جزمتها ( الله يكرمكم ) وخبطتها بقوة وخبرة وكأنه امر معتاده عليه ..
قالت وهي تحركها بقطعة من كرتونة الطباشير اللي بجنب السبورة : خلاص ماتت .
دخلت ابلا سميحه على نادية ومسكتها بيدها لحد ماوقفت قالت : اهوه عزبة اتلتها مافيش خوف دالوأتي يالله اطلعي يانادية بأى خوفتي البنات .
ردت نادية : خرجوها برا الله يخليكم عشان اخرج ..
اخذت عذبه العقرب الميته واللي اختلطت اجزاءها ببعض من قوة الضربه وحطتها على قطعة كرتون كبيرة وطلعتها برا ..
خرجت نادية من الفصل ودموعها على خدها تترجم تعابير كثيرة بداخلها ..
فرحة بالنجاة ، ورهبة الموقف ، وصدمة من الواقع ، وخوف من الجاي والقادم ..!!!
اخذتها اميرة لغرفة المدرسات وجابت لها المديرة عصير ليمون تهدي فيها اعصابها ..!
وصارت نادية حديث جميع الطالبات والمدرسات ..
اللي تستهزيء منها واللي تحمد ربها على نعمة العافيه والصحه وقوة القلب .. واللي آسفه لحالها وتدعي لها بالشفاء والعافية ..
اضافت نادية لتاريخ كل المدرسات حدث رسخته الذاكرة من ضمن احداث قرية السبيل ومعاناة الطريق .. ومزجت مابين الفكاهه والعبرة ..
|
|
|
11-18-2016, 03:24 PM
|
#3
|
رد: ملامح الحزن العتيق الجزء الاول
فصلٌ ثاني ....!
قرية الأجواد ..
في القرية الصغيرة والبعيده عن النهضة والتطور والتقنية ..!
الاجواد قرية تبعد عن السبيل بمسافه قصيرة ..!
واقف قدام بيته الجديد ..
بهامته وطوله الفارع ..
سمار جبينه منعكسة عليه اشعة شمس العصرية ..
وهو يساوي الارض من قدام الرصيف الجديد اللي حول البيت .. !
حط يده على اعلى بطنه من الجهه اليمين ووقف باعتدال ..!
" آآآآه يالتعب .. اللهم اني اسألك العفو والعافية "
زفر بها ونزل الكريك ( اداة حفر ) من يده ..!
والتفت على الصوت اللي زهمه من وراه ..
: ياوليدي ارفق بنفسك تراك اهلكتها بالشغل .
جا عماد يمشي ناحية جدته ( ام ناصر ) ومسك يدها بدال الشغاله اللي تساندها وتعينها على المشي ..
قال : وش اسوي ياجدتي .. شغلي منيب تاكله على احد ..!
ردت الجدة ام ناصر بحدة : وهالعمال اللي انت مجمعهم وشو له تعطيهم فلوسك وهم مايخدمونك ..؟
: هذولا هم اللي سنعوه بس يبي له مساواة . . الا انتي وين بتروحين ..؟
: ابي اروح اسير على ام عبدالعزيز تقول خالتك مهيب صويحيه ..!
: علامها عسى ماشر ..؟
: السكر مرتفع عندها وتو رجل خالتك جابها من الطايف ..!
: لا لا ماتشوف شر ان شاء الله ..
: عماد ..!
: لبيه يالغاليه .
: وش سويت بموضوع بنت خالك ..؟
مسح جبينه اللي تكوم عليه العرق بقفا يده اليسار وقال : ابشري باللي تبين امس خلصت اوراقها وعن قريب بتقر عينتس فيها ..!
تهلل وجه ام ناصر وحست بالرضا والاطمئنان قالت من عمق قلبها : يالله ياكريم الوجه ارض عنه وخله لي واصلح له امره وشانه ..
سلم عماد على راسها وهو يبتسم قال : ايه هذا الدعا اللي انا ابيه مهب اللي انتي خابرته ..
: هههههههههه هذاك ادعي به كل وقت وكل ساعه ماعليّ منك ..
: اجل روحي لام عبدالعزيز قبل لا ازعل ثم ارجع في كلامي .
ضحكت الجده من طريقة تهديده قالت : توكلت على الله .. ناد لي هذي خلها تجيني ماعاد امشي الا وهي معي .
وقف عماد على باب البيت ونادى بصوته العالي : لسلي .. لسلي اطلعي تعالي بسرعه ..
جات الشغاله الاندنويسة بسرعه ومسكت يد ام ناصر ورافقتها تزور جارتها وام زوج بنتها ..!
وهو يراقبها بنظرة محبة وعرفان وبقلبه كالعاده امنيات انه يرد لها جمايلها عليه ويعينه ربه على كسب رضاها وودها ..
***
وبعد مضيُّ ايامٌ من الألم ..
دق التلفون وشادن نايمه على الكنبة اللي في الصالة ..!
شافت الساعه 12 الظهر .. وقامت بكسل ومدت يدها عليه ..
: الو ..
سمعت صوته الكريه والبغيض يتسلل لسمعها من ورى السماعه
وهو يقول بخبث : اوووه شادن الحلوة في البيت هالوقت ؟.. غريبة ماداومتي ؟
كشرت بقرف قالت : خير اش تبغى بعد اللي سويته ؟
شهق باستهبال : انا سويت شي ...؟ لا لا لا اكيد هالعجوز الخرفانه تكذب عليك وتتهمني .. تبغاك تكرهيني لأنها تغار منك ياعمري ..!
: حقيير وسافل وتااافه .
قفلت السماعه بقوة وهي تلعن الساعه اللي دخل فيها صالح حياتهم ..
" امي اللي خلت منك رجال قدام الناس تقول عنها عجوز خرفانه ياتاافه ..؟ الله لايسامحك ياخالي ليه تبلانا في هالبلوة "
وقفت على حيلها بعد ماطار النوم وتعكر مزاجها ..
دقت باب غرفة امها بهدوء ودخلت .
تأملتها وهي تعانق سجادتها باخلاص ووفاء .
" ليتك تعلمت دينك من امي ياصالح الطالح ..
شتان مابين الأرض والسماء ،
ومابين الوحل والماء الفرات ..
مابين الطهر والوباء "
سلمت امها على يمينها وشمالها ورفعت يدينها تدعي للميت والغايب والحاضر .. الزوج الحبيب اللي اخذته منها الدنيا وتغربلت بعده ..
وفلذات كبدها وقطع قلبها ..!
: يمه اجهز فطور ولا اسوي غدا ..؟
: لا حبيبتي لاتسوين شي جارتنا ام مشاري اتصلت تقول بتجيب لنا غدا وتجي تتغدى عندنا ..
: ترى الزفت هذا دق قبل شوي ..!
: اش يبغى ..؟
: ماادري عنه قفلت في وجهه قبل مااعرف اش يبغى ..؟
طالعتها عزيزة بشك وخوف قالت : ليه قفلتي قال لك شي ..؟
: كالعادة يمه ..
: حسبي الله ونعم الوكيل .. اش نسوي ياربي ..؟ الله يردك عليّ يانايف .. ياخوفي لايرجع اليوم ونايف للحين ماجا .. ومايلاقي احد يوقف بوجهه .
: يمه تراني بخلي سارة تقول لابوها يبلغ الشرطه عن غياب نايف .
ضربت عزيزة على صدرها قالت : لا الله لايقول ان فيه شي .. ان شاء الله يرجع لنا اليوم ..
: يمه نايف له اكثر من عشرة ايام غايب ..
: طيب اتصلي على ابراهيم صاحبه اسأليه عنه ..!
: اتصلي عليه انتي يمه .. نايف لو عرف اني كلمت صاحبه والله ليتجنن .
وقفت ام نايف وطبقت سجادتها وشرشف صلاتها قالت : اعطيني النوته اللي بمكتبة التلفزيون اتذكر اني سجلت رقم اهل ابراهيم لمن نام نايف عندهم زمان .
جابتها شادن واتصلت ام نايف على بيت صاحب ولدها ..
اول ماسمعت الو من الحرمه الكبيرة اللي ردت عليها ..
قالت : السلام عليكم ورحمة الله
: عليكم السلام ورحمة الله .. من معاي ..؟
: اختي انا ام نايف صاحب ولدكم ابراهيم .
: هلا بك اختي الله يعينكم .. ويساعدكم .. وان شاء الله ربي يفرجها على نايف قريب .
شهقت عزيزة ودمعت عيونها قالت : نايف فين ..؟ ويفرجها عليه من ايش ..
تخربطت الحرمة ولامت نفسها كثير لأنها صدمت ام نايف وفجعتها ..
: لاتخافين ياام نايف .. انا ماادري سمعت ابراهيم يقول انه في السجن موضوعه مرة بسيط .. اعذريني اختي والله اني حسبتك تعرفين بالموضوع ..
: يعني ولدي مسجون .. اش قضيته ..؟ ماتدرين ..؟
: اعتقد ان زوج امه .. أأأ اقصد زوجك له يد بالموضوع .. اتوقع متهاوشين وولدك ضربه هذا اللي فهمته .. بس ولا يهمك اختي الحين اخلي ابراهيم يكلمك ويقول لك على كل شي ..!
: الله يهديه ليه مابلغنا ..
: ابراهيم يحسبكم عارفين بالموضوع .. على العموم لاتخافين ان شاء الله موضوعه ماراح يطول .
مصيبة ثانية وهم جديد وقضية اكبر ..
دمعت عيونها وقلبها يبكي اكثر واكثر ..
قالت وهي تحاول تثبت صوتها اللي بدا يختل مثل شعورها واحساسها
: مشكورين الله يعافيكم ماتقصرون .. لاتنسين تخلين ابراهيم يطمني عليه .
: ولا يهمك الحين يدق عليكم ..
: يالله مع السلامه
: الله معاك .
التفتت على شادن اللي فهمت الموضوع وحضنت الخدادية وبكت بقوووة .. " حبس حامينا ورادع وقاحته وتصرفاته .. الحين من بينقذني منه .. ياربي رحمتك وسترك .."
: يمه .
شهقت عزيزة وهي تقرا افكار بنتها وخوفها وقلقها على اخوها وحياتها قالت : الحمد لله انه حي .. حسبته صاير له شي ..
قربت من شادن اللي تبكي بحسرة .. قالت بهمس : تدرين قضيته سهله .. اشوا انها مو مخدرات ولا سرقه او قتل او شي يفشل ويعيب ..!
رجعت خصلة من شعر شادن ورى اذنها وكملت
: اخوك دخل السجن وهو يدافع عن اهله وضرب صالح اللي يستاهل القتل يعني شي يشرف .
: ادري يمه بسسسسس ....
قاطعتها بوجع وقلة حيلة وهي تحاول تحميها وتطمن قلبها
: لاتخافين منه والله والله والله شوفيني حلفت بالله مايأذيك صالح وانا عايشة لك ..
قطع كلامهم صوت الباب اللي انفتح وتسكر بقوووة ..
وقفت شادن ودخلت غرفتها وانتظرت عزيزة لحد مادخل صالح وهو يطالع بغرفة شادن اللي قفلت بابها بقوة ..
قال : اش فيها كأنها شايفه جني ليه شردت ..؟
ردت عزيزة وهي قرفانه من نظراته الهايمه لغرفة بنتها ..
قالت : مالك دخل فيها ولو سمحت خذ اغراضك واطلع من بيتي الحين .
انفجر من الضحك ورمى نفسه على الكنبة
: هههههههههههههههههههههههههههههه الله يقطع شيطانك ياهالعجوز .. قومي بس سوي لي شاهي وثقليه خليني اروق ..
طلع بكت دخانه ودس زقارة في فمه وهو يحلم .. ويتأمل في باب غرفة شادن ..
انتبه للكرسي المتحرك حق ندى في زاوية الصالة ومطبق قال : هذا اش فيه هنا لايكون مكسور وتبغين واحد جديد .. نفض جيوبه وكمل : تراني طفران ماعندي فلوووس جيوووبي فاااااضية شوفي .
تكتفت عزيزة وطالعت فيه بحقد قالت : لا مو مكسور بنوديه لدار المعاقين يمكن يحتاجونه ..
وقف وهو مكشر قال : ليه بترمين بنتي بالدار ماتقدرين تقومين عليها .. ولا عيال خالد اهم من بنتي المسكينه .. بتتخلين عنها ياعزيزة عشانها معاقه ..
: بنتك ..؟ الحين بنتك ياصالح بعد مارميتها وقتلتها ..؟
: اييييش عيدي عيدي اللي قلتيه .. فين ندى ..؟
طالع يمين ويسار قال : لايكون سويتي لبنتي شي عشان تنتقمين مني لأني دخلت ولدك السجن .
: انت اللي قتلت ندى لمن دفيتها وطاحت على راسها .. بس ترى حق بنتي مارااح اسكت عليه .. وراح اطلب تشريح للجثه وادعي عليك عند الشرطه .
اخذ شماغه وهو يسب ويلعن ويتوعد ويهدد وطلع مع الباب ...
تنفست ام نايف بعمق وراحت لبنتها تطمنها انها بدت تخوف صالح وتهدده وتشغله عنهم لأول مرة ..!!
|
|
|
11-18-2016, 03:25 PM
|
#4
|
رد: ملامح الحزن العتيق الجزء الاول
في السيارة وهم راجعين لبيوتهم ..
سارة وهي مستعجله ومحرجة من نورة اللي بقت معاها : حبيبي اكلمك بعد شوي لسه ماوصلت .
قفلت سارة جوالها بعد ماردت على خالد حبيب الطفولة والعمر كله .. بالرغم انها مكلمته قبل الفجر الا انها تشتاق له ..
قالت نورة وهي تحاول تمد رجولها اللي شبه مقيده ومورمة من الحمل في جيمس ابو سعد : هذا خطيبك ياسارة .. ؟
: ايوه .
: الله يسعدكم ماشاء الله باين انه يحبك .
تكلمت سارة بأريحيه لأن الجمس ماباقي فيه الا هي ونورة قالت : انا بصراحة اموت عليه وخالد حب الطفولة والعمر كله ان شاء الله .. وهو امممم اعتقد يحبني ..؟
: اعتقد ..؟ وليه مو متأكده ..؟
: ههههههه خلودي مايحب يبين مشاعره .
: هههههههههههه يعني المهم يعرف انك تحبينه من صغرك ..؟
جمعت سارة اغراضها وحطتها بحضنها قالت : هالاكتشاف صار بعد الملكه ..
: ماشاء الله عسى الله يهنيكم انا والله ماعرفت زوجي الا من بعد الملكة ..
: اهم شي ربي يوفقكم وتتفاهمون .
: الحمد لله زوجي مافيه منه الله يخليه لي .
وصلوا بيت ابو مشاري ونزلت سارة قالت : يالله نورة مع السلامه اشوفك بكرة ان شاء الله .
: على خير ان شاء الله .. مع السلامه .
راحت سارة بسرعه دخلت البيت وقلبها يلهف على خالد ومكالمته ..
نزل مشاري اخوها مع الدرج ووقفت تسلم عليه قالت : فينك لنا يومين ماشفناك ..؟
: رحت للطايف عندي شغل .
صرت عيونها قالت : يعني عند رهوومه حبيبة القلب ..
: لا مارحت لخالتي ولا مريت عليهم .. بعدين تسأليني فيني ماقالت لك امي ..؟
: لا ماقالت لي اصلاً ماسألتها ..
: ولا اتصلتي وسألتي ..
: ممممم سوري كنت مشغولة ..
: ادري انك مشغولة ومو فاضية لأحد .. مو انا دقيت ثلاث مرات عليك وحصلته انتظار وحضرتك مافكرتي تردين ..
فتحت طرحتها وفكت الشباصة من شعرها وانسدل على ظهرها بأريحيه قالت : اكيد اني كنت اكلم خالد .
: الله ياخذ هالخالد ماادري اش عاجبك فيه ومخليك تتمسكين فيه للحين .
: مشاري لو سمحت ..!
: انتي تدرين اني مااطيقه .
: طالما انك ماتطيقه ليه ماتكلمت من البداية قبل لانملك ..!
: لأني توهقت فيه .. حسبته رجال ويستاهل اختي .. بس ماعرفته زين الا بعد الملكة .
: وليه ان شاء الله شو سامع عنه ..؟
: المشكلة اني مو سمعت .. اشر على عيونه وكمل : انا شفت بهذولي ياسارة وياليتني ماشفت .. ولا ياليتني شفت قبل ماتملكون .
اعطت الشغاله اغراضها تطلعها لغرفتها وتكتفت قالت : وايش اللي شفته على خالد يااستاذ مشاري ..؟
ناظر بعيونها برجاء قال : عندك استعداد تسمعين .. واذا قلت لك اللي شفته بتصدقيني ياسارة ..؟
صدت عنه ..
ماتبي تسمع عن خالد شي ..
ولاتبغى تصدق فيه شي ..
قالت ببرود : لا ماعندي ولاني مستعده اسمع في خالد شي ..! مشاري انا اعرف خالد اكثر منك .. واعرفك اذا حقدت على احد نسيت هند ولا اذكرك فيها .
رفع يده بيصفعها بس ردها وهو ضاغط على اسنانه ...
تعوذ من الشيطان الرجيم .. واستهدى بالله ووخر عن طريقها متجه للباب ..
طلع مع الباب وهو يتذكر هند ..
هند صدمة عمره ..
الصفعه اللي تلقاها منها صحته وافاقته من الجري ورى مشاعره ..
تنفس بعمق وهو يقفل البوابه وراه ويمشي لسيارته ..
ذكراها تطلع شياطين الانس والجن قدامه ..
فضل انه ينسحب ويبعد عن البيت حتى مايتسبب بأي اضرار للي حوله ..!
رن جوالها وطالعت الشاشة .. وتهلل وجهها ..
فتحت باب غرفتها وعبايتها عليها وطرحتها على كتفها ..
رمت اغراضها على سريرها ونزلت عبايتها وهي تسولف معاه
: كنت اكلم مشاري ..
: وش يقول لك ..؟
: كنت اسأله فينه له يومين ماشفته قال انه كان بالطايف ..!
: هو متى يتزوج ويفكك من شره ..؟
: هههههههههه مين مشاري ..؟
: ايه اجل مين ..
: من قال لك ان مشاري مضايقني .
: يعني كلامه عني مايضايقك ؟
فتحت عيونها بقوة قالت : اش عرفك عن كلامه عنك .
: شي طبيعي ان كلامه عني مايعجبك لأنه يكرهني .
: ياربي اموت واعرف اش بينك وبين مشاري اخوي .. واش اللي غير حالكم وانتم زمان اصحاب ..
: مافيه شي يبقى على حاله .
: انت عارف انه الحين معارض على زواجنا ..
: قلعته لايوافق المهم انتي توافقين .
فسخت صندلها ( الله يكرمكم ) قالت : خالد الا مشاري ترى ماارضى عليه .
: فكينا منه وقولي لي كيف دوامك اليوم .
: يعني ....زيّ كل يوم تعب وشمس وحر وقلق ناديه ...
راحت سارة تسرد له حكايات يومها بدقة متناهية ..
كانت تقول له ادق تفاصيل حياتها ..
يومياتها واحداثها ..
لأنها تعتبر نفسها ملكه وله لوحده ومن حقه هو ..
ولابد تطلعه عليها وعلى حياتها بحق وحقيقه .!
اياً كانت التفاصيل .. مهمه ولا العكس المهم ان خالد يعرفها لأن هذا من باب الاخلاص في نظرها ..!
***
اسبوع ثاني مر على وفاة ندى ورجعت شادن لمدرستها ..
كانت واقفه مع سارة بوسط الساحه المشمسة
قالت : ماعاد فيني ياسارة انا خايفه منه ..
ردت سارة وهي رافعه الكتاب بينها وبين اشعة الشمس : طيب والحل ..؟
: مافيه حل الا اني استأجر مع البنات هنا واوافق على كلام ناديه .
: لا لا ياشادن الله يخليك .. انتي ماتدرين نادية ترجع تداوم ولا لا .. بعدين صدقيني هذي مغامرة ويبغى لها تفكير وان سكنتي مع نادية هنا بتتجنن من العيشة هنا وبتجننك معاها ..
: ماشفتيه البارحه .. تمنيت الموت وانا بالوضع هذا .. لاسند ولا اهل ولا محامي عني ..
خلاص ياسارة ماعاد في بيتنا امان .. اتغرب واعيش مع بنات وبوسط قرية بعيده وعند ناس مانعرف منهم احد احسن من اني اعيش قرب صالح وشره ..!!
: فكري كويس ياشادن .. بتعيشين في قرية نائية مافيها من الخدمات شي ؟.. لاتلفون ولا مويه زي الخلق .. حتى الكهرباء ماتشتغل الا فترات في اليوم . . شادن الله يخليك دوري غير هالحل ..
: مانفعتني الخدمات في جده .. من اول ماادخل بيتنا لحد مااخرج واجي للمدرسة وانا في خوف ورعب..
هزت راسها بيأس ولوت فمها قالت : صدقيني ياسارة مافيه حلول . ابتسمت لصاحبتها اللي مو متخيله انها تقدر تعيش بدون ماتكلمها ولا تجي معاها ولا تروح لبيتها كل مااشتاقت لها .. وكملت : بعدين ياسارونة لاتنسين اني احب هالناس كلامهم يذكرني بكلام ابوي الله يرحمه .. ولمن كان يكلمني عن عاداتهم نفس عادات اهل السبيل .. !
سارة اللي شايله هم فكرتها وقرارها الصعب والجديد قالت بدون ماتعلق على آخر كلامها : طيب خالك وينه عنكم ... قولوا له على تصرفات صالح معاك .
: هه حبيبتي خالي يعبد الريال عباده .. وصالح يطلبه مية الف ريال مو الفين ولا ثلاثه .. تبغينه يروح يقول له ليه تسوي وليه ماتسوي ..؟
لا ياقلبي لو شفتي خالي كيف يرفع صالح عند النجووم وكيف يحترمه ويقدره عشان هذاك يحس انه زي الناس له احترام ووجود ومايطالب خالي بفلوسه . وازيدك من الشعر بيت لمن قالت له امي ان صالح بيأذيني وانه يدور الفرص حتى يعتدي علي رفع صوته عليها قال لاعاد اسمع هالكلام تفضحونا بالناس .. وان سمعته لاتلومون الا انفسكم ..
: خلاص ياشادن اتصلي على الشرطه وبلغيهم .. مافيه احسن من هالحل .
حطت شادن اصابعها على عيونها اللي تعبتها الشمس قالت : صعب ياسارة .. هذي سمعة وشرف وانا خايفه ان صالح ينتقم مني اذا بلغت عنه ويوسخ سمعتي مااستبعد شي عليه .. خليني اسكن هنا وانفد بنفسي لحد مايطلع نايف ويرجع لنا ويرَّجع لنا معه الامان زي اول . .
جاتهم فاطمه تمشي قالت : بنات ليه واقفين بالشمس ادخلوا شوفوا اذانــيكـم كيف حمرا .
قالت سارة وهي تتحسس اذنها الحارة من اشعة الشمس القوية في ساحة المدرسة : يالله داخلين .. احرقتنا الشمس واحنا ورانا زواج .
ابتسمت شادن قالت : يالله ماباقي شي وتتزوجين .
: ان شاء الله انا وانتي بنفس الشهر .
: ههههههههههههه ضحكتيني .. من هذا اللي بيخطبني ويتزوجني بهالسرعه .
: ماتدرين كل شي مقدر ومكتوب ويمكن نصيبك يجيك اليوم وبكرة تتزوجين .
: الله كريم .
قالت فاطمه وهي تمشي قدامهم : ترى نادية بكرة بترجع ولولا اني حاولت فيها ورحت لها في بيتها واقنعتها كان فصلت .
ردت شادن : لاااا مو معقوله .
قالت سارة : والله انا متوقعه ان نادية تبطل من التدريس من زمان .. خاصة بعد سالفة العقرب ياربي ياهذاك اليوم حتى واحنا بالسيارة كل ماغفت فزت مفزوعه وتصرخ الله يعين زوجها المسكين تلاقينه للحين ماينام ..!
قالت فاطمه بلهجة ناصحة : سارة لاتتشمتين .
: مااتشمت يافاطمه والله اني آسفة لحالها .. بجد احسها مسكينه الله يعافيها ويساعدها ..
ردت شادن : الله يستر كيف بسكن هنا اذا فيه عقارب وثعابين و اوووووه شوفوا شوفوا ...
التفتوا البنات على المكان اللي اشرت عليه شادن وهي ميته ضحك .. عنزة صغيرة تجري بوسط ساحة المدرسة وهي حاسة نفسها دخلت بالمكان الخطأ ..
تايهه وحايرة وتدور المنفذ اللي يرجعها لبر الامان .. وكل زاوية تروح لها تشوف عندها باب ولا مخرج ولا فتحه تخرجها من السور اللي مليان بشر ..
سوء حظها حطها في مدرسة وبكل زاوية مجموعة من الناس ..
شافوا اميرة مطلعه بنات فصلها ويضحكون على المنظر بالرغم ان البنات متعودات على الغنم وكل طالبه عند اهلها غنم ..!
الا انا المنظر مضحك ..
عنز في المدرسة وتجري باستخافاف وخوف ..
شافوا الخاله جات تمشي بالعصا وطردتها لحد ماخرجتها مع باب المدرسة ..
دخلوا البنات لغرفة المدرسات ميتين ضحك وكأن المنظر ولا في الخيال رغم انه عادي جداً .. بس غرابته على بنات المدينة واللي بعضهم ماقد شافوا عنز او غنم على الطبيعه الا في قرية السبيل ..
***
|
|
|
11-18-2016, 03:25 PM
|
#5
|
رد: ملامح الحزن العتيق الجزء الاول
***
حكم القسمة والنصيب ..
: يبه قلت لك سمعته مو كويسه وبس ..
: الحين يامشاري بعد ماملك على البنت جيت تقول لايمكن سارة تتزوجه .
: يايبه انت تدري اني من زمان ماني موافق بس اللي عرفته عنه قبل كم يوم خلاني ارفضه ومستحيل اخليه ياخذ اختي .
: قول لي اش سمعت ..؟
: مااقدر يبه .. الكلام ماينقال ..
: يعني غزلنجي .. يعرف بنات .. ولا مدمن ولا يسرق ولا ايش بالضبط فهمني ياولدي .
: يايبه الموضوع اكبر من هذا كله .. خالد .. استغفر الله العظيم .. المهم يبه ترى ماراح ياخذ سارة ..
رد ابوه بحكمه : خلاص صار زوج اختك.. وهي متعلقه فيه وانت تدري انها تكلمه بالساعات .
: هذا اللي كاسر ظهري يايبه وابيك تساعدني . قول لها لاعاد تكلمه لأنه ماراح ياخذها .
جلس ابو مشاري على الكنبه وهو تعبان قال : يامشاري ياولدي انا للحين ماادري عيب الرجال ايش بالضبط . بعدين خلاص طاحت الفاس بالراس وسارة صارت زوجته رسمي ..
: ااخخخخخ يايبه لوتدري باللي في قلبي .. النوم ماعدت اذوقه زي الناس هم سارة وزواجها ..
دخلت ام مشاري لابسه عبايتها وشنطتها في يدها قالت : مشاري يالله قوم ودنا لبريمان يالله .
التفت مشاري قال : يوووه كيف نسيت ام نايف الله يخزيك ياشيطان .. يالله يالله امشي يمه انا جاي وراك .
تكلم ابو مشاري : بتوديها تزور ولدها .
: اكيد يبه مسكينه مالها غيرنا .. حتى بنتها سمعت انها بتسكن في قرية السبيل عشان تفتك من شر صالح الله حسبي عليه .
: صالح هذا محد قدر يوقفه عند حده .. والله لولا اني ماابغى اتدخل فيهم وانا محد اشتكى لي لااروح اكسر راسه .
: الله يعينهم عليه هذا ابتلاء على قولة سارة .
طالع بساعته ووقف قال : يالله يبه بروح للحرمه اوديها تزور ولدها قبل ماتفوتها الزيارة .
طلع مشاري مع امه لام نايف اللي تنتظر اليوم هذا من اسابيع ..
***
هناك في المكان اللي مايتمناه لا عاقل ولا مجنون ..
الكآبة ماليه الدنيا عليهم ..
القيد قهر ..
والسجن عذاب ..
جالس يفكر بأخته وامه ..
من يوم ماجا وهو مايقدر ينام من الهم والتفكير فيهم ..
المدة طالت وهو بعيد عنهم وصالح مانوى يتنازل ..
وهذي فيها سجن سنه وهو مايقدر يعيش على هالوضع اكثر ..
ماهمه سجنه وبعده عن العالم والحرية كثر ماهمه انه بعيد عن امه واخته اللي تحت بطش صالح وطيشه وفساده ورذيلته ..
قلبه يحرقه وصالح حر ويمشي ويبطش باهله وهو مقيد بأسوار السجن .. ناداه مازن اللي تعرف عليه في السجن وشاف فيه الانسان الصالح بمعنى الكلمه ودخل السجن ظلم وبهتان .
: نايف وين رحت يااخوي .
: بهالدنيا يامازن
: لاتفكر وتتعب نفسك احمد ربك كلها ان طالت المدة سنه .. مو زي اللي مضى من عمره ثلاث سنين ظلم وباقي له ثلاث ..
: ادع ربك يامازن ان الله يظهر الحق ويفرجها عليك انت انظلمت والظالم يتمشى ويعيث في الأرض فساد وانت مسجون بتهمة مالك فيها ذنب . يمكن هذا امتحان من ربي .. ادع ربي وانا اخوك ترى المظلوم دعوته قريبه .
: مفوض امري لربي هو المنتقم الجبار .. هو الحق اللي مايضيع عنده الحق ياخوي .. واذا على صاحبي مصير رجله بتطيحه في شر اعماله لأن خطوته مو نظيفه ودربها فساد في فساد .. وربك ان امهل مايهمل .
: الله يظهر الحق وينول كل مجرم جزاه .
: اللهم آمين . تعال تعال خلنا نروح لابو سلمان شايب وجالس لحاله ماعنده احد وشكله زعلان لأن محد زاره اليوم .
: هالرجال شفت ابوي فيه رغم انه قتل ومحكوم عليه بمؤبد بس دفاعه عن شرفه ونفسه كفيل انه يكبره في عيوننا ومانعده مجرم .
قام نايف ومعاه مازن راحوا عند ابو سلمان اللي محكوم عليه بالمؤبد لأنه قتل رجال اعتدى على بنته الصغيره وقتله وللحين مابلغ ولده السن القانوني حتى يشوفون رأيه يسامح ولا يأمر بتنفيذ القصاص فيه .
: مساك الله بالخير ياابو سلمان ..
قالها نايف وجلس على طول بجنبه .
: هلا مساكم الله بالنور .
قال مازن وهو يجلس على طرف ابوسلمان الثاني : اش فيه مزاجك اليوم .. كأنك مو على بعضك . محد زارك ولا ايش ؟
: لا محد زارني وقلبي مشغول على بنتي الصغيرة .. الاسبوع اللي راح يقولون عندها حمى والدكاترة يعتقدون انها ضنك ..
دخل الشرطي قال : نايف بن خالد قوم لك زيارة .
وقف نايف وهو معتقد وجازم ان اللي زاره ابراهيم صاحبه كالعاده ..
وطلع وهو يتسحب .. وآخر شي توقعه وظنه انه يشوف امه قدامه ..
***
متمدد على الكنبة في بمكتبه ويقرا في كتاب عن السياسة والاقتصاد ..
عماد وقته كله مشغول ..
لايمكن يعطي نفسه لحظات للراحه او ينعم بالفراغ زي بقية الناس ..
يمكن لأنه يهرب من التفكير ..
ويمكن لأنه اعتاد على الانشغال .
قام عدل جسمه على الوضع اللي يريحه وحط تحت ظهره تكاية صغيره وقلب على صفحة ثانية ..
دقت عليه الشغاله الباب ووصلها صوته ..
: ايييييييه من ..؟
ردت الشغاله باتزان : مستر ماما كبيرة تبغاك .
قفل الكتاب بعد ماحدد الصفحة اللي وقف عندها وطلع لجدته اللي جالسة بصالتها ..
جلس عندها وحط يده على فخذها قال : ها يالغالية آمريني ..!
: مايامر عليك عدو وانا جدتك .. ابيك بسالفة .
ابتسم عماد وبانت اسنانه المصفوفة بدقة قال : عسى مهب نفس السالفه ..؟
عدلت ام ناصر جلستها وتعمدت اللهجه الجاده والحاده قالت : اليوم علمتني ام فهد مرة خالك ناصر تقول شافت وضحى بنت عبدالهادي عز الله وانا امك انها نعم النسب .. البنت مزيونه وامها ونعم السمعه وو .... تهدج صوت ام ناصر وكملت والدمعه بطرف عينها : ياوليدي دي اشوف عيالك .. لاتحرمني ....
قاطعها وهو يضحك ويحاول يغير مودها ويقلب الموضوع كالعاده لهزل : ههههههههههههههههه الله يخليتس لي بس .. وش تبين بالازعاج والغثا .. مايكفون عيال فوزية اذا جونا قلبوا بيتنا كن فيه جن مو اوادم .
ناظرت فيه يائسة ..
تدري انها ماراح توصل لنتيجه ..
قالت : لاتحدني على شين مايرضيك ياعماد .. تراني ابي اخطب لك واخليك توافق غصب عليك .. طاوعني ياوليدي واخذ لك مرة تسنعك وتراعيك وتجيب لك عيال قبل عمرك يروح ..
: الحين ورى ماتخطبينها لاحمد تراه طول ماجاه عيال وحرمته مهيب مريحته ودوم يشتكي منها ..
: احمد خله يجيني ثم يصير خير ..
: اوووه ذكرتيني فيه والله .. امس وانا في جده كلمني يقول هات امي لمنطقة فيها شبكه وده يكلمتس .
وبلهفه على ضناها اللي يعمل في السفارة السعودية بعمان قالت : ياوليدي وشلونه ..؟
: ماعليه طيب مستانس في عمان وماعاد يبي يرجع شكله بياخذ الجنسية .
: الله لايقوله .. يخلي جنسيته .. وش زينها السعودية ...
: حتى عمان وش زينها .
: ماقلت شي بس وراه يخلي جنسيته وياخذ جنسية غيره ..
قدر عماد انه يغير الموضوع برمته وينقلها لسالفه ثانيه كعادته لمن يفتح موضوع الزواج ..!
الزواج هو آخر شي يفكر فيه ..!
والزواج شي مستبعد من قاموس حياته ..!
والزواج بالنسبه له مستحيل
..
|
|
|
11-18-2016, 03:25 PM
|
#6
|
رد: ملامح الحزن العتيق الجزء الاول
فصلٌ ثالث ...
صفعةُ الحظ
وصلت البيت بعد المغرب لأن ابوسعد وقف بهم في الطريق يسوي البنشر اللي صار له ..
ولولا ان الله رحمه بواحد وقف له وساعده لحد ماخلص ولا جلسوا لآخر الليل . .
شافت سيارة صالح عند البيت وطالعت بسارة قالت : خلي تلفونك مفتوح وياويلك لو الاقيه انتظار بدق عليك بعد شوي ..
ردت عليها سارة بسرعه : طيب دقي طمنيني عليك ترى خالد اكيد بيدق عليّ .
: ياربي من هالخالد ماارتحت له
: اكيد ماراح ترتاحين له وانتي ومشاري تفكيركم واحد .
: هههههههههههه ياحليله مشاري لو بس مو خاطب بنت خالتك كان تزوجته وافتكيت من صالح وهمه .
: هههههههههههههههه ترى بقول له هالكلام ..!
: وجع لاتفضحيني في اخوك .. ياويلك لو قلتي له وربي لازعل . يالله يالله زعلنا ابو سعد .
نزلت شادن وأشرت لسارة انها بتكلمها ودخلت للبيت ..
***
: آآآه ياندى .. الله يرحمها .. ياليتك ماقلتي لي يايمه ..
تدرين انها بنتي مو اختي .. اخخ بس لو بيدي شي .. والله لآخذ حقها منه ..
قاله نايف وهو يعض على اسنانه من القهر .. وحاط راسه بين يدينه ..
نزلت دمعة امه اللي تحاول تثبتها بمكانها من اول ماوصلت قالت : لا حبيبي فكنا من شره يكفي اللي جا منك ولا تتعرض له من اليوم
ورايح .. يكفي انك بعيد عني ومسجون .
: يمه لاتخافين كلها كم يوم واطلع ..
شهقت عزيزة وبكت وهي تشوف ولدها وفرحتها مكبوله ومقيده بسبب قيد ولدها ..
قالت ودموعها ماخذه مجرى اعتادته على خدودها : وين كم يوم وانت لك الحين شهر تقريباً وهو ماتنازل .. هذا صالح اعرفه ماراح يتنازل ..
: لا يمه بيتنازل .. دعواتك لي بس ..
حط يده ع لى يد امه .. تنهد وقال : والله ماشلت همي كثر مانا شايل همك انتي وشادن ..
: ربك كريم يمه وهو اللي بيحمينا من شره .. الله يرحم ابوك لو ماقاطع اهله كان يمدي لها سند بغيابك .. ويمدي صالح خاف وماصار لنا اللي قاعد يصير ..
هز راسه والهم على وجهه ومالي قلبه قال : ترى صالح وسخ اعرفه ،
اخاف يستغل عدم وجودي في البيت ويسوي لها شي .. ثم والله والله يايمه مايشفيني فيه القتل . وانتي تعرفيني .
فتحت امه عيونها على وسعها " لايمكن نايف يوسخ يده بدم صالح القذر ويقضي على حياته بسببه يكفي اللي جاه منه .. "
: لاتخاف يانايف .. وترى شادن بتروح تسكن مع زميلاتها ا للي استأجروا في القرية لحد ماتطلع انت .. المهم لاتشغل بالك ولا تفكر .
: يمه ايش اللي تسكن هناك ..
: نايف مافيه حل الا هذا .. صالح وحش ةماله امان وهي هناك مع زميلاتها .. توكل على ربك وان شاء الله يفرجها علينا وعليك قريب ..
: الله كريم يايمه توكلت عليه واستعنت به وفوضت امري له ..
: يالله حبيب قلبي انا بمشي الحين يمدي شادن رجعت وماراح تلاقيني في البيت عاد انا من الفرحه اني بشوفك نسيت جوالي ..
: ارجعي يمه لا تلاقي صالح قدامها ..
وقفت عزيزة وسلمت عليه وحضنته ودموعها انهمرت اكثر .. وقلبها انعصر اكثر ..
كيف تروح وتخليه ..
كيف تتركه وهي تدري انه مو مرتاح وبيرجع للسجن ..
بس مابيدها حيله وماتقدر تسوي له الا الدعاء لعل الله يرأف بحاله وحالها ويرد لها فلذة كبدها حاميها وسندها وكافيها شر صالح من سنين بعد ربها ..
***
ضحك من قلبه وهو يشوف شهد تقلد وحده من مدرساتها ..
: اللي حتتكلم حوقفها في الشمس تلات ساعات . واللي تصير مؤدبة حديها درجات اكتر ولا اجيب لها هدية .
قال عماد وهو مستانس من حركاتها : تعالي تعالي اجل تلات ساعات .
جلست شهد في حضنه قالت بكل براءة : مو انا اللي تقوله هذي ابلاسعدية .. صافية تقول تراها مكاوية .
: وانتي وشو . ؟
: انا زمان جداوية بعدين صرت امممم امممم اممممم ايوه خلاص صرت اجوادية .
: ههههههههههههههههههههههههههههه .. اجوادية يقالك من الاجواد يعني .
: هههههههههههه ايوه .
دخلت فوزية وهي تبتسم من ولد اختها اللي نادراً مايضحك ..
واكثر شخص يضحكه ويسعده في البيت هي شهد اللي يعتبرها بنته ..
قالت : خير وش قالت هالشهد خلت ضحكك واصل لبرا .
هدت ضحكته ومسح على راس شهد قال : كل اللي تقوله شهد يونسني ويسعدني الله يصلحها ويخليها لاهلها .
قرب منها وباسها على خدها قال : يالله هاتي الرياضيات خليني اشرح لك .
فزت شهد وجابت كتابها .. ودخلت جدته مع الشغاله بعد ماكملت صلاتها ..
قالت ام ناصر اللي شكلها سمعت حديثه مع خالته : ياوليدي لو انك معرس يمدي معك ولدن سنين شهد . .
طالع بخالته فوزية واللي يعتبرها اخته قال : تعالي يافوزية صكي السالفه مثل مافتحتيها .
فتحت عيونها قالت : انا اللي فتحتها ..؟
: ايه انتي .. اقول ياجدتي ..
: يالبيه .
: لبى قلبتس .. اليوم تراني رحت وانهيت كل الاجراءات باقي بس الخطاب يوصل للمدرسة ويتم القرار .
طالعتهم فوزية قالت : وش خطابه وقراره ..؟
شرب بقية قهوته ووقف قال : عندك جدتي اسأليها على كيفك .
ردت فوزية بيأس : عز الله مااخذت منها لاحق ولاباطل بس تعال علمني بالسالفه .
لبس شماغه وحط عقاله عليه قال : اجل اصبري لين الموضوع يتم وتعرفين بنفسك .
جات شهد قالت : عماد وين رايح من يشرح لي ..؟
: خلاص شوي ارجع اشرح لك .. الحين تذكرت لي شغله بخلصها واجيك .
: يووه انا بعد شوي ابي انام .
نزل شماغه ورماه على التكاية قال : اجل نقعد عشان شهد بنت عبدالعزيز من اغلى منها .
انكبت على كتابها وبدا يشرح لها المسائل البسيطه عليه والصعبه على شهد وتشوفها ولا معادلة من النوع الصعب لطالبة ثانوية ..
***
:هلا واااااااالله .. حيا الله شادن .. اووه من زمان انتظرك خاصة ان عجوز الشؤم مو فيه ماادري وين انقلعت ..
دخلت تمشي بحذر وخوف .. وهي تطالع في انحاء البيت " لا لا مو معقوله يكون صادق .. فين تروح امي ..؟ لايكون سوى لها شي .."
دق جوال صالح اللي هلاَّ ورحب فيها ..
وفتح الخط وقعد يكلم ..
استغلت انشغاله وانسحبت بسرعه وطلعت لغرفتها وهي ماتدري ان صالح قد جهزها له ولنواياه الشينه ..
دخلتها بخوف وسكرت الباب وكأنه هو اللي بيحميها منه .. وووو المفتاح .. !
مو فيه ..
لا لا موجود بس مكسوور ..
الخبيث كسره حتى ماتقفل الباب ...
اش تسوي الحين .. ؟
سمعت صوته تحت يكلم واحد ويتلفظ عليه بكلام وقح مثله ..
طلعت جوالها بسرعه ودقت على سارة ..
: هلا سارة الحقيني امي مو فيه وصالح ناوي على شر كسر مفتاح غرفتي ..
تكفين سارة الحين تعالي انتي وابوك ولا مشاري ولا أي احد المهم تعالوا .
سارة بخوف وارتباك : طيب طيب برجع لك الحين لاتخافين ..
ارتجفت لمن سمعت صوته يكلم ويقول : الحين مو فاضي لك مشغول بشي اهم منك انت ووجهك لكن والله لاوريك الليلة .
بسرعه سحبت الصوفه اللي بعيد عن الباب بحيلها كله وكأن قوتها تضاعفت عشان تنقذ نفسها ..
ثبتتها ورى الباب وانطلقت للحمام وجوالها في يدها ..
اشوا ان مفتاح باب الحمام فيه ..
اكيد نساه ولو خطر على باله انها بتدخل الحمام ماترك مفتاحه ..
دقت على امها وهي ترتجف ..
" يمه تكفين ردي .. لاتخليني بوضع مثل هذا "
بس جوال امها مارد وخيب املها ..
رجعت دقت على سارة : سارة وينك احسه دخل غرفتي تكفين سارة انا محبوسة في الحمام .. وبيكسر الباب اكيد .
: خلاص انا وابوي عند الباب انا بدخل وابوي بيكلم صالح لحد ماتخرجين .. ماعليك لاتخافين .. شادن نبلغ الشرطه ..؟
: لا لا لا استني المهم اخرج .. اذا مافتح الباب بلغوا الشرطه تكفين سارة خايفه منه .
: لاتخافين يالله شوفي فتحت الشغاله ابوي بيدخل يناديه وانا بجي عندك الله يستر انتي بس لاتخافين مو مسوي لك شي ..
دخل ابو مشاري ونادى صالح بعالي صوته ..
نادى مرة ثانية وثالثه بصوت مفزوع وخايف وغاضب وثاير بنفس الوقت ..
: صالح وينك يارجال انزل تعال ابغاك بموضوع انزل ولا طلعت لك فوق ..
تلحلح صالح في مكانه وهو يتوعد الشغاله الصومالية اللي تجي تنظف البيت وتمشي .. لأنها فتحت الباب من غير ماتقول له وخربت عليه مخططاته ..
طلع من غرفة شادن اللي فتح بابها بسهوله لأن الكنبة الصعبه على شادن سهله على أي رجل وماكان يعيقه الا باب الحمام واللي يبغى جهد بسيط منه عشان يقدر يفتحه ..
نزل تحت وبنيته انه راح يصرف هالغثيث بنظره ويفتك منه ويرجع لدناءته ..
نزل مع الدرج وطلعت سارة تجري فوق .. بعد مالمحها لعن الساعه اللي عرفت فيها الشغاله بيتهم ...
: هلا هلا حيا الله الجار تفضل للمجلس اش جابك لقسم الحريم الله يهديك
: الله يهديك انت ويصلحك .. ماابغى اتفضل حبيت بس اوصل بنتي لصديقتها وارجع .
ابتسم صالح بخبث : اجل بتروح ..؟
: ايه ماشي بس انتظر البنات ينزلن .
: أي بنات ..؟
: بنتي وبنت خالد الله يرحمه ..!
: لا لا ياابومشاري بنتك تروح لكن شادن مااسمح لها .
كشر ابو مشاري وهو يحاول يتمالك اعصابه ولا يطلق عليه رصاصة ترديه ميت حتى يفتك ويفك الناس منه ...
قال بعصبيه : تسمح ولا ماتسمح .. اش يخصك انت ..؟
: شادن مثل بنتي وانا مسؤول عنها .
: شادن محد مسؤول عنها غير اخوها وامها وانت ماتمثل لها الا زوج ام فرجاء لاتخليني اغلط عليك ياصالح ولاتتدخل ..
: وانا قلت ماتطلع يعني ماتطلع ..!
: بس انا قلت تطلع غصب .
نزلت شادن وسارة ماسكتها بيدها لأن الخوف يشل وصالح وغد مايخاف ربه والخوف منه مرض اكثر منه خوف ..!
سحب يد شادن من سارة بقوة ورماها على الارض قال : ماتطلعين يعني ماتطلعين ..!
طلع ابو مشاري المسدس اللي كان بجيبه وجايبه معاه احتياط واستعداد لأي طاريء ..
قال : ابعد ياصالح عن بنت خالد .. اللي يمسها بأذى كأنه يمس بنتي وترى محد بيردني عنك الا الشرطه اذا اتصلت فيهم ...
دخلت ام نايف بسرعه ولهفه وقلبها يدق بقوة من لمن شافت سيارة صالح برا ..
: يمه شادن .. قطعت كلامها وسكتت بعد ما شلها المنظر وتجمدت بمكانها ..
شادن ورى سارة وابومشاري مشهر المسدس على صالح اللي رافع يدينه بخوف وماتكلم ..
انطلقت شادن من ورى سارة وراحت لامها
: يمه بنطلع من هالبيت ماعاد نبغاه .. تكفين يمه ماعاد فيه امان .
تكلم ابو مشاري : لولا اني ماابغى الفضايح كان وديته للمكان اللي يناسبه .. هذا مكانه السجن مو نايف ..
تحركت سارة وراحت لام شادن قالت بهمس : خالتي يالله تعالوا عندنا ..
: شادن تروح معاكم وانا بجلس هنا في بيتي محد بيطلعني منه ..
هزت شادن راسها بمعنى لا قالت وهي ترتجف وتبكي : لايمه ماراح اخليك هنا ..! خايفه عليك منه ..
مسحت على راس بنتها وكأنها تهديها وتطمن قلبها قالت : انتي روحي وبيننا اتصال لاتخافين علي .
طلعت شادن مع سارة وابوها ..
خوفها على امها موترها اكثر .. لأنها تعرف صالح زين ..
قوته مايعرف يشهرها الا قدام امها اذا نايف غاب عن البيت وتوارى عن نظره بعيد ..!
***
|
|
|
11-18-2016, 03:26 PM
|
#7
|
رد: ملامح الحزن العتيق الجزء الاول
***
بعد ماوصلت لبيت ابو مشاري ..!
وفي غرفة سارة ..
جالسة على سرير سارة .. ونشيجها مستمر ..
حاولت سارة تهديها على قد ماتقدر ..
: شادن حبيبتي اشربي عصير الليمون خلاص لاتفكرين فيه ولاتبكين .
ضمت سارة على يد صاحبتها ومدت عليها كاس العصير وهي تترجاها بعيونها وكلامها ..
شربت رشفه من العصير ونزلته على الكمودينو ..
قالت بقهر وهي تمسح خشمها بالمنديل : شفتي ياسارة حال البنت بدون ابو ولا اخو .. شوفي وش يسوون فيها امثال صالح ..
: الله يرحم ابوك ويرد لك اخوك .. خلاص الا مايفرجها ربي لاتضايقين نفسك ..
وبنصف ابتسامه باهته : تصدقين ..! لمن يكون نايف موجود في بيتنا عمره ماتجرأ وناظر فيني .. بس مجرد مايلاقيني لوحدي تظهر شياطينه ويبين على حقيقته الدنيئة ..
: الله ياخذه قولي آمين . الا ماينتقم ربك منه ..
: ماراح انتظر .. من بكرة بسكن مع البنات خلاص .
قاطعتها سارة : لا تفكرين الحين كثير .. بعدين ماتدرين يمكن نايف يطلع الاسبوع الجاي ولا اللي بعده ..
: وافرضي لاقدر الله نايف ماطلع بدري ..؟
: اسكني عندنا .. عادي احنا جيرانك وبمثابة اهلك ولا عندك شك بكلامي ..؟
: ماعندي شك ياسارة تدرين اني اعتبركم اهل بس لوكنتي بمكاني اش راح تسوين ..؟
ردت سارة بقلة حيلة : خليني اكلم ابوي اشوف اش سوى مع الحقييير هذا ..!!
خرجت سارة برا الغرفه بجوالها تكلم ابوها وتركتها مع همها وافكارها اللي حيرتها واحتارت معاها ..
غمضت عيونها وهي تذكر فضل الله عليها وتحمده الف مرة وتشكره انه انقذها من براثن حقد صالح وقذارته ..
مدت يدها على جوالها اللي بشنطتها .. وحصلت ثلاثه اتصالات من امها وعلى طول دقت عليها ..
: هلا يمه ..
ردت ام نايف بصوت متهدج تحاول تقاوم البكا وماتبين المناحه اللي سوتها بعد ضرب صالح لها..
قالت : هلا هلا حبيبتي ها كيفك الحين ان شاء الله ارتحتي .
شهقت شادن بقوة وبكت اكثر لمن عرفت ان امها تبكي بألم
قالت : يمه اكيد ضربك .. الله ياخذه .. حسبي الله عليه .. والله لاشتكيه على الشرطه ماعاد يهمني شي ..
قاطعتها امها وهي تحاول تثبت وتبين قوتها المتهالكه ..
: لا حبيبتي لاتشتكين ولا شي الحين اجيك واجيب لك اغراضك اللي تحتاجينها .. اجلسي عند سارة الليلة وبكرة يحلها ربك .
دخلت سارة عليها قالت : شادن ابوي يقول انه تركه في بيته وراح ..
قاطعتها شادن وردت على امها : خلاص يمه انا انتظرك لاتتأخرين برسل عليك سواق اهل سارة ..
: ان شاء الله مااتأخر .. مع السلامه ياعمري ..
: مع السلامه .
التفتت على سارة قالت : شكله ضرب امي ..؟
: الله ياخذه عنكم عاجل غير آجل .الحين امك ليه ماترفع عليه قضية خلع .. الحمد لله ماعندها منه عيال حتى ندى ارتاحت منه ومن شيل اسمه وابوته ..
تنهدت بوجع وخيال ندى اللي مايفارقها يزيد حضور وصورتها تتجلى قدامها بكل براءة
قالت : تدرين انه سبب اعاقة ندى لأنه 24 ساعة سكران والسكر يأثر على الجنين .. يعني تسبب بشقاها السنين اللي عاشتها وتسبب في حرمانها من الحياة ..
مسحت دمعتها اللي نزلت وذكرى ندى تزف الجرح وتيقظ وجع الذكرى ..
كملت وقالت : فكها ربي من اسمه ومن اعاقتها اللي سببها لها ..
ردت سارة بصوت حاني تمس به جروح صاحبتها لعلها تدملها ولا تخفف من وجعها : شادن عمري خلاص هدي نفسك وربي راح يفرجها وتتذكرين كلامي بكرة .. بعدين ابوي قال لي انه بيكلف لنايف محامي وراح يطلع لكم قريب ..!
: من هنا لين نايف يرجع اش اعمل طيب .. عدلت جلستها على السرير وتربعت قالت بحماس .. اقول لك .. خليني اقول لامي تجيب لي شنطة وملابس ..خلاص من بكرة بقول للبنات نسكن في القرية طالما حصلوا البيت .
رمتها سارة بالخدادية بعتب .. قالت : يعني مقررة وحاسمه امرك ..؟
: ان شاء الله .
زمت سارة شفايفها قالت : شكلي راح اسكن معاك !
ردت شادن بسرعه وصوت عالي : الله لايقوله .. انتي مو مضطره عندك اهل وبيت وترجعين تلاقين الراحه والامان مو مثلي مشرده ..!
: اش هالكلام .. مشردة عشان مشكله صارت .
: مشكلتي من زمان ياسارة .. من يوم صالح دخل بيتنا ..!
: لاتزعلين نفسك الحين .. المفروض انا اللي تزعل لأني بفارقك ..
: يالله يابنت الحلال .. المهم انا نتـقابل في المدرسة ونعرف اخبار بعض هناك ..
كشرت سارة وسوت نفسها بتبكي وهي تمزح حتى تغير المود والجو الكئيب قالت : ياحرام هناك مافيه جوال كيف ادق عليك ..؟ واذا انتهت الموية كيف تتحممي ..؟ وكيف بتنامين بدون صوت المكيف ؟.
خبطتها شادن على كتفها بابتسامه قالت : ياشيخه اذا على الجوال مو مهم يكفي اشوفك كل يوم واتطمن عليك .. وتجيبين لي اخبار امي هذا المهم . اما المويه والكهرباء فراح اعيش زي مايعيشون اهل القرية ...
رن جوال سارة وتهلل وجهها لمن عرفت انه خالد
ردت بحيا : هلا والله
: هلا والله سارة ها وشلونك اليوم .
: انا بخير .. انت كيفك ..؟
: بخير .. الا بسألك سارة ..
: اسأل حبيبي ..؟
: تذكرين الولد اللي جا عندكم مممم وش اسمه وش اسمه .. ايه ايه اعتقد اسمه عدنان ..!
: ايوه ولد جيراننا اش فيه ..؟
حك راسه وهو يسوق السيارة متوجه للاستراحه اللي يجتمع فيها مع اصحابه قال : لا بس ابي اعرف هم سعوديين ولا متسعودين .
: لا هم سوريين الاصل بس ماخذين الجنسية من زمان .
: وانا اقول وش هالزين في الولد طلع سوري ياحليله .
: بس لحد الحين ماعرفت ليه تسأل عنه ..!
: ها ..؟ هههههههههه ماادري جا في راسي وتذكرته على فكرة ترى الاسبوع الجاي مسوي لك مفاجأة ..!
: مفاجأة ايش ..؟ قول ..!
: لا ماراح اقول لك الا الاسبوع الجاي .. يالله ارجع اكلمك بعد شوي الحين بدخل عند العيال في الاستراحه واذا رجعت دقيت عليك ..
: اوكي حبيبي .
: فمان الله .
: مع السلامه .
قفلت وضمت الجوال على صدرها وكأنها تضمه من خلال جهاز الجوال ..
قالت شادن باستغراب : يسأل عن عدنان ..؟
: ايوه يقول تذكرته وقلت اسأل عنه .
هزت شادن كتوفها باستغراب .. وهي تمسح وجهها المتورم من البكا وتلم شعرها القصير بشباصة صغيرة قالت : تكفين سارة ارسلي السايق يجيب امي .
: اوووه صحيح نسيت .. وقفت وقالت : يالله الحين ارسله ..!
طلعت سارة من عندها ونزلت تحت ..
خلت شادن تفكر بمصيرها وحياتها اللي يوم عن يوم تتغير للأسوأ بفعل خالها اللي رمى صالح عليهم ونكب حياتهم وزعزع امنهم وامانهم ..
ضمت راسها بين يدينها وهمست " ياحي ياقيوم ارأف بحالي ولاتكلني الى نفسي طرفة عين .. لاحول ولاقوة الا بالله .. لاحول ولاقوة الا بالله .. لاحول ولاقوة الا بالله "
***
اليوم الثاني بالمدرسة وفي غرفة المدرسات تحديداً ..
فاطمة وشادن يسولفون بود ومودة .. وسارة تمشط شعرها وتزبط مكياجها الخفيف ...
: عند جد تتكلمين .. يعني بنصير اربع ..؟
: ليه من غيري انا وانتي وناديه .. ؟
: هذي سهير اللي جات امس .. فجعتها المسافه قالت انها بتسكن هنا اذا لقت احد يسكن معاها .
ردت شادن وهي تبتسم تحاول تخفي المها تحت هالابتسامه : يالله عشانكم وعشان احميكم قلت مايصير ثلاث ولايا لوحدهم لازم يكون معاهم احد يحميهم ..
اخذت سارة المسطرة الطويلة حقت نادية وخطبت شادن وهي تكلم فاطمه اللي تضحك ومعجبه بحركات شادن وتظاهرها بالقوة .. وفرحها بأنها راح تكمل العدد المطلوب حتى يسكنون هنا بدل المشاوير اللي اهلكت ارواح اغلب مدرساتنا في المناطق النائية ..!
قالت سارة بسخرية : وانتي تقدرين تحمين نفسك حتى تحمين فاطمه ونادية ..
تحسست شادن مكان ضربة المسطرة بألم قالت وهي تتأوه : أي بنت عورتيني وجع .. ايوه احميهم لازمهم وحده قوية مو زي فاطمه الهادية ولا نادية الخوافه ..
دخلت نادية الغرفه وسمعت آخر جمله قالت : خير اش فيه ..؟
نطت سارة وهي تلم شعرها المفتوح بشباصة قالت : اقول نادية .. ماادري كيف اشكرك على هالفكرة الجهنمية انك قررتي تسكنين بالقرية هذي وتفكينا من صراخك بالسيارة .. كون حضرتي مااقدر انام زين الا بالسيارة ..
وعلى فكرة تراه احسن لك واحسن لي انا ونورة المسكينه اللي ماتقدر تاخذ لها غفوة من صراخك .
ردت نادية ببراءة وهي ترمي كتبها وادواتها الهندسية على الطاولة قالت : اسكتي بس ياسارة حتى زوجي ماعاد يطيقني كل شوي يقول بوديك طبيب نفسي ولا شيخ يقرا عليك .
ابتسمت سارة قالت : لام الله من لامه .. بصراحه معاه حق يانادية انتي عندك مرض اسمه الرهاب ..
: بسم الله علي اش هالمرض .. حرام عليكِ لاتفاولي علي ..
صدت سارة عنها قالت بصوت هادي بس مسموع : هييييييي علينا .. الحين بتوسوس من جديد ..
التفتت عليها قالت : هذا يابنت الحلال الخوف الزايد عن حده .. يعني تخافين من اشياء تشوفينها مرعبه وهي بالنسبة لبقية الناس عادية ..
تأملتها نادية بعيون خايفه قالت : صدق ياسارة ولا تتريقين علي وتكذبين عشان اخاف اكثر .
: لا صدق والله وانتي باين ان مشكلتك نفسيه .
لوت نادية شفايفها بقلة حيلة قالت : الحين اقول بسكن هنا وافتك من المشوار والخوف من الحوادث بس المشكله هنا فيه عقارب وثعابين وحشرات تخوف اكثر .. يعني بالله لو رحت لطبيب نفسي ببطل خوف واشوف العقارب والثعابين ومااخاف منها ..؟
وقفت شادن وزبطت تنورتها وبلوزتها قالت : ندوش لاتفكرين بكلام سارة تتعبين .. اعملي زيي وطنشي كلامها .. على فكرة تراني قررت اسكن معاكم بس شدوا حيلكم وجيبوا عفشكم .
: والله صدق ..!
: ايوه ومن بكرة بجي معاكم ..!
: الحمد لله انو انتي اللي بتسكنين معانا مو غيرك .. والله محد يحن علي الا انتي وفاطمه ياشادن الباقين يخاصموني وهم يعرفون انو مو بيدي ..
: ماعليك من سارة تراها دايما تزعل عشانك بس ماعندها اسلوب .
: ادري ان قلبها طيب وهذا اللي مايخليني ازعل منها .
تكلمت فاطمة : يالله بنات تعالوا افطروا ولا مو جيعانين ..!
اجتمعوا البنات حول السفرة اللي حطتها فاطمه قالت سارة لأميرة اللي سوت لهم فطاير ولا اشهى : اميرة ماشاء الله عليك كيف تلحقين على الشغل والعيال وزوجك ونومك .
رشفت اميرة من كاسة الشاهي قالت : الحمد لله ربي ميسر لي لولا وجود عمتي عندي في البيت كان انا ممشية اموري وماعندي مشاكل لكن الله يساعدني عليها .
تنفست شادن بعمق قالت : محد خالي هم يااميرة .
ردت نادية اللي تعاني من الخوف والكوابيس وهمها يختلف عن هموم الناس كلهم قالت : صادقه والله ياشادن محد خالي هم ..
انا حتى النوم زي الناس ماعدت انامه من الكوابيس والاحلام بالحوادث ولا العقارب والثعابين مسببة لي رعب .
بلعت سارة لقمتها بالقوة حتى ماتغص من الضحك قالت : ياقلبي قلت لك حالتك متقدمه الله يساعدك .
قاطعتهم طالبه دخلت غرفة المدرسات عليهم قالت : ابله شادن المديرة تقول خليها تجي .
نزلت قطعة الفطيرة من يدها قالت : خيراللهم اجعله خير ..!
وقفت وطلعت من الغرفه متوجهه للادارة اللي بجنب غرفتهن .. وشافت وجه ابلا سميحه الدائري بخدود مليانه ومحمرة ..
قالت : السلام عليكم ..
: وعليكم السلام .. اهلاً .. اهلاً يابلا شادن ..
: خير ياابلا سميحه قالت لي الطالبة انك تبغيني ..
تغير وجه المديرة وعدلت نظارتها وجلستها قالت بارتباك : آآه اصلووو .. مممم والله مش عارفة أأولك ايه ..؟
: خير فيه شي ياابلا سمحيه ..؟
: اصلو دالوأتِ قالي قواب من الوزارة وفيه نئلك .
فتحت عيونها وفز قلبها بمكانها
" لا لا مو وقت النقل ماابغى ارجع لجده ..
يمكن غلطانه وتقصد سارة هي اللي مفروض تنقل للرياض عشان زواجها مو انا "
تكلمت بعد ثواني فكرت فيها وتخيلت : اكيد انا ؟ مو سارة زميلتي ؟ .
: لا لا لا القرار باسم حضرتك .. مش سارة .
جلست على الكرسي وقعدت تكلم نفسها : ياويلي يعني برجع لجده ... هذا وقته ..؟
نزلت ابلا سميحه اللي سمعتها نظارتها قالت : بصراحه ..
: بصراحه ايش ..؟
: المشكلة ياشادن ان نئلك مش لجدة ..
فتحت فمها وطالعتها بدقه واهتمام وقلة صبر قالت : اجل فين نقلوني ..؟
: على قرية اريبة من السبيل مش بعيد اوي .. يعني حوالي ستين كيلو بس .
شهقت شادن وحطت يدها على راسها ..
مسكت راسها وهي مو مصدقه الحين كيف تروح لمكان ابعد من هذا .. واصلاً من بيوديها اذا المدرسة هذي لمن جات لها جات مع سارة والحين سارة هنا وهي بتروح مكان ثاني وماعندها احد يوديها .. ياربي تعين بس ..
هزت راسها لأبلا سميحه اللي حاولت تهديها وتثبت ان مالها يد في نقلها وقامت راحت للبنات اللي نسوا انها طلعت وكملوا فطورهم ..
اللي تسولف ،، واللي تسمع ،، واللي تراقب المكان مثل نادية وتخاف تدخل عليها حشرة ولا فيه عقرب مندسة بأي مكان في الغرفة ..
حاولت تجلس عادي بس وين تجلس عادي وتكون طبيعيه ونقلها بالنسبة لها مصيبة .
انقذها صوت الصفارة اللي استبدلوها عن صوت الجرس للحصة الرابعه وكل وحده قامت لفصلها ..
جلست مع فاطمه قالت : شادن خير اش فيك ..؟ اش كانت تبغى منك المديرة ..
لوت فمها قالت : جاني نقل لقرية قريبة منها .
: اش قلتي ..؟ ياربي مالقوا الا انتي .؟ الحين كيف بنسكن انا ونادية هنا لازم نكون اربعه على الاقل ...
حست انها ضايقت زميلتها بتفكيرها بنفسها .. كملت بلهجه مختلفه تدل على انها حست فيها
: بعدين ياقلبي عليك كيف بتروحين وسارة هنا .
وقفت على حيلها مالها خلق تتكلم مع احد ..
هي اصلاً مخنوقه وكلام فاطمة يخنقها اكثر ..
طلعت من الغرفة تمشت بالساحة المشمسة والجو الحار دقايق طويلة عليها ..
دموعها تنزل غصب ..
وحيده ومالها سند ..
مالها اهل ولا عزوة ..
لو اللي نقل سارة كان الموضوع بيصير اهون على سارة ..
عندها ابو واخو واهل ..
بس هي ..
من بيوديها ولا من بيساندها غير امها اللي تحتاج من يساندها ويوقف معاها بوجه صالح والزمن ..!
توجهت لسارة وهي تشرح في فصل خامس ومركزة مع البنات والشرح ولا انتبهت لشادن اللي وقفت عند الباب .
التفتت عليها سارة بالصدفه قالت : بسم الله فجعتيني من متى وانتي هنا ؟
: مطولة ؟
: مممم دقايق واجي ... فيك شي .؟
: كملي شرح وتعالي ..!
لاحظت سارة ان في عيون شادن دموع وحزن ونزلت الطبشورة بجنب اللوح الخشب المعلق في الفصل . وتوجهت لصاحبتها وبقلبها يالله عساه خير ..
التفتت للبنات قبل ماتطلع قالت : سلمى قومي وقفي على البنات لااسمع صوت لحد ماارجع .. انتم اكتبوا اللي على السبورة وراجعة لكم .
طلعت بسرعه لشادن اللي بعدت عن الباب حتى ماينتبهون الطالبات لدموعها ..
: شادن اش فيك .؟
: جاني نقل لقرية ثانية .
: اييييش .؟ اش قاعده تقولين انتي .؟ وكيف يجيك نقل من دون ماتطلبين ..؟
: ماادري الحين بلغتني المديرة وتقول ان جاها خطاب من الوزارة فيه نقلي لمدرسة تبعد عن هنا حوالي ستين كيلو .
: وانا طيب ؟
: انتي شو ؟
: ماجاني نقل ؟
: لا بس انا ..!
: اش معنى انتي واحنا متعينات مع بعض وواسطتنا وحده . و
قاطعتها شادن : انا المنحوسة كل شي في حياتي نحس بنحس واصلاً التعيين كله نحس علي وشكلي ببطل تدريس ماجاني من وراه الا القلق . بس المشكله فين اجلس والمدرسة تمثل لي الأمان من شر صالح .. طالعت بالسما وعيونها غرقانه دموع .. قالت بضعف وقلة حيلة : ياربي افرجها من عندك ..!
سكتت سارة بعدين قالت : ماعليك بخلي ابوي يرجعك انا مو متخيله اني اجلس لوحدي بدونك .. غير كذا انتي من بيوديك للمدرسة الثانية اذا اخوك في السجن وخالك مو داري عنك وصالح لايمكن ينفعك .
: ياليت ياسارة تكلمينه .. اقل شي انتي عندك احد يساعدك ويهتم فيك ويشملني اهتمامهم فيك .
: احنا اخوات ياشادن ماعليك ولاتفكرين بكرة ابوي يشوف موضوعك بس لاتشيلين هم .
: الله يكتب اللي فيه خير
: اللهم آمين .
|
|
|
11-18-2016, 03:29 PM
|
#8
|
رد: ملامح الحزن العتيق الجزء الاول
***
يمشي بسيارته في شوارع جده ..
كيف يرجع للبيت بعد كلام احمد اليوم عنه ..
وبأي وجه يطالع في اخته وهو اللي سأل عن خالد وقال لابوه ان ماعليه كلام .. ويمدحونه بالشغل والجيران واصحابه ماقالوا عنه شي شين ..
حتى اهله يعرفهم من صغره وناس محترمين وطيبين ..
الغلط منه ولا من الناس ولا من خالد نفسه ..
دق عليها مرتين وشافه انتظار ..
تنهد من قلبه ..
خايف على سارة لاتعيش بصدمه مثل اللي عاشها ..
هند ..!
اخخ ياهند هي اكبر عقبه في حياته ..
وهي اللي قلبت موازين تفكيره ..
خلته يروح ويخطب ريهام بنت خالته ويملك عليها بدون أي تردد ..
ولولا ان ريهام انسانه طيبه وهاديه وتحبه كان ماطلع من ازمة هند لليوم واغلق ابواب قلبه عن شي اسمه احاسيس ومشاعر ..
هند اللي كانت تبتزه في بطاقات الشحن والفلوس بحجة احتياجها هي واهلها ووعودها له بالحب وانتظارها بلهفة وشوق لمن يتأخر عليها ..
تفاجأ بها تكلم ثلاثه من اصحابه .. وتعرفت عليهم عن طريقه وهو مايدري ..
هند بنت الجيران اللي حبها واخلص لها واعطاها كل مشاعره بدون مايطلب أي مقابل الا الوفاء والاخلاص اللي تصنعتهم ثم خدعته بأشر الطرق وابشعها ..
تذكر سامي وهو يكلمها بحب ولمن سمعه يقول هند سأله وعلمه عنها ومن هي بنته ..!
ماينسى شياكة سامي والهدية اللي في يده وهو رايح يقابلها ومقرر انه ياخذها لشقته ..!
كيف تسمح لنفسها تخونه وهو اللي حافظ عليها حتى من نفسه ..!
الخيانه صعبه ..
وانك تصير بصورة الغبي ويستغلك الشخص اللي بمثابة شريك الروح ونصفها شي صعب ..
ضرب بقبضته على الطارة بقوة وذاكرته تسترجع الأحداث البشعه والصدمه اللي مر فيها ..
اخذ جواله مرة ثانية ودق على سارة ..
فتحت الخط على طول قالت بملل : هلا مشمش ..
: اجل مشمش ياسويرة .
: عمى عمى اش سويرة هذي .
ابتسم نص ابتسامه مريرة قال بهدوء : هذي اخت مشمش .
: طيب اجل خلاص آسفين .. اهلين سيد مشاري .
: هلا بك ..! ساعه انتظار ..؟
: ممممم تدري من اكلم .
: ايييييه ادري .. اسمعي انا برجع للبيت بعد ربع ساعه ابغاك تنزلين لي في الحديقه ابي اكلمك في موضوع مهم .
اصطنعت التثاوب وفتحت فمها قالت بصوت يبي النوم : ماعليه مشاري خلها مرة ثانية الحين فيني نوم .
قفل منها من دون مايرد عليها .. وهي تقبلت الامر عادي ..!
طالعتها امها وهي جالسه تفتش في ملابسها وتطلع القديم بتوديه للجمعيه الخيريه مع بقية الملابس اللي جمعتها ..
قالت : بنت اخوك يبغاك بشي مهم ليه تتهربين منه ؟.
تمددت على سريرها قالت : مواضيعه الايام هذي بصراحه مرة بااايخه وانا بصراحه ماابغى اوجع راسي .
: ليه ..؟
: طالع لي بكلام من راسه يقول ان خالد ماراح ياخذك وانه مو كويس .
شهقت امها قالت بلوم : وانتي ماتبغين تسمعينه يمكن يكون صادق .
: لامو صادق .. بينه وبين خالد خلاف وهو يهدده انه ماياخذني ويبغى يشوه سمعة خالد عندي عشان اكرهه .
: سارة يابنتي شوفي اخوك اكيد خايف عليك من شي .. لأنه مو معقوله يكون تفكير مشاري سخيف ويفكر انه يضيع مستقبلك عشان خلافه مع خالد .
: يمه الله يخليك .. فكيني من خرابيط مشاري لأن راسي بينفجر منه خلقه .. تجين انتي تكملين عليه .
طلعت امها من عندها وهي معزمة ومقررة انها تعرف وش اللي في راس مشاري بالضبط ..!
***
عدى اليوم وهمها اكثر وخوفها اكثر وبكاها اكثر ..
اليوم تحديداً بكت ابوها اكثر من أي يوم راح ..
بكت نايف لدرجة ان امها سمعت بكاها وهي برا الغرفه ..
دخلت عليها تجري ..
: يمه شادن وش فيك ..
: مافيه شي يمه ..
: وليه هالدموع كلها ؟
: ابكي حالنا يمه .
: دوبك شفتي حالنا ... ولا يعني عشان جيتي الليلة تنامين عندي بتقلبينها علي نكد ..
قربت من بنتها ومسحت على راسها
قالت بحنية ممزوجة بوجع : لاتزيدين علي ياشادن فيني اللي يكفي انتي بكرة بتتزوجين وتروحين لحياة ثانية وتشوفين دنيا غير .. تفاءلي خير يمه ولا تنكدين على نفسك .
مسحت دموعها وعدلت ظهرها اللي كانت مسندته على السرير قالت : يمه اليوم جاني نقل لقريه بعيد عن اللي ادرس فيها الحين .
طالعتها امها بنظرات مليانه خوف وصدمة ماكانت على البال ولا الخاطر قالت : ايش ..؟ من متى هالكلام ..؟
: اقول لك اليوم يمه ..!
: لاحول ولاقوة الا بالله .. طيب سارة معاك ..؟
: لا يمه .. المصيبة انه انا لوحدي وماادري ايش السبب المديرة تقول تفاجأت بالقرار .
شهقت وكملت كلامها : القرية مو بعيد عن السبيل مرة قريبة يعني حوالي ستين خمسة وستين كيلو بالكثير .
وقفت ام نايف .. وبمرارة وقلة حيلة عقبت : ياربي على هالمصيبة والله مو ناقصين .. الحين من بيوديك هناك .. ؟
: هذا اللي كاسر ظهري يمه .. ماعندي احد .. ان جلست قابلت الوسخ هذا وان بغيت اروح مافي يدي حيله ولاعندي احد يسندني ويوقف معاي . ياويلي عليك يانايف بس ..
: حسبي الله على اللي حرمنا منه .
: طيب يمه اش اسوي من بيوديني اقل شي اول اسبوع للاجواد ..؟
: ايش ..؟ الاجواد شو تعملين في الاجواد ..
: القرية اللي راح ادرس فيها اسمها الاجواد .
: الأجواد .
: ايوه الأجواد يمه . اش فيك ..؟
سكتت عزيزة وعيونها مطيرتها فيها مليون كلمة وكلمة ومستغربة ..
اش هالصدف والاقدار اللي رمت بنتها للاجواد بالذات .
قالت ونبضها يزيد وتحس ان دمها يغلي اكثر واكثر قالت : لا ياشادن اتركي عنك التدريس والمشاكل وخليك عندي قريبه ولا اقولك قدمي على مدرسة اهليه قريبه مني اقل شي انام اذا رحتي لمدرستك مو زي الحين ..
قاطعتها : يمه اترك وظيفه براتب اربعه الاف ريال وبكرة يزيد الين يوصل سته سبعه واقدم على اهليه زين ان اعطوني الف وخمسية .. وكيف نصرف ان شاء الله ؟ .. من راتب ابوي التقاعدي اللي مايوصلك منه ريال ويروح كله على سكر صالح وشرابه وسهراته .
يمه الشقا فيني فيني خليني اكمل طريقي وانا مستعينه بالله ..
: وش تسوين الف وخمسمية تعيشنا وبالي مرتاح .. احسن من عشرة الاف وقلبي مو مرتاح لمشوارك اللي يبدا من نص الليل .
: الحين المشوار للاجواد بيفرق عن المشوار للسبيل .. حطت يدها على يد امها وضمت عليها بحب واطمئنان قالت : اصبري يمه بشوف اذا ابو مشاري سوى شي ولا امري لله والله يعيني . يمكن خيرة ..
: الله يكتب لك اللي فيه خير بس ترى ياشادن ماني مخليتك تروحين للقرية هذيك مو عايفتك انا .
: ماتفرق يايمه عن السبيل كل الفرق اللي بينهم ستين كيلو . يعني زيادة نص ساعه على مشواري للسبيل .
ناظرتها امها بنظرة غريبة وقامت وتركتها بحيرة ..
كأن امها بثت فيها القوة بضعفها ..
وكأن الدموع على الرحيل اللي تتوقعه مر بدون سارة ومساندة اهلها جفت ونشفت بفعل دموع امها وخوفها ..!!
سلمت امها وجعها واستكانت ..
غفت عينها وتراخى جسدها يطلب الراحة والهدوء بعد الجهد اللي مر فيه اليوم .!!
***
بعد اسبوع من قرار النقل والمحاولات الغير مجدية من ابو مشاري للتراجع عن النقل ..
قرر يودي شادن لمدرستها الجديدة وسارة معاها كأول يوم .
: يالله مقدر ومكتوب ياسارة الله يعطي ابوك العافيه ماادري كيف ارد له جمايله ..!
: ابوي مايبغى منك جمايل .. لاتنسين انك بنت صاحبه ويعتبرك زي بنته .
: الله يخليه لكم .. والله ماانسى وقفات ابوك معانا .. بس ربي يفك سجن نايف ونفتك من صالح وانا اشوف القرية هذي اللي ماادري اش مصيري فيها .
: ان شاء الله خير .. المهم بعدين اذا قدمتي نقل تقدرين تنقلين بسهولة ..
: ضحكتيني .. انتي انقلي الحين وانا يفرجها ربي علي متى ما نقلت نقلت ماوراي شي زيك ..
: انا بنقل ان شاء الله .. بس قولي الله يستر علي لحد مااتزوج اخاف يصير لنا شي بهالطريق .. واموت ولا يتأجل زواجي ..
: استغفر الله العظيم .. بنت تفاءلي بالخير ولاخلاص عدتك ناديه ..
: هههههههههههه لا لا خلاص ماصاير لي شي بإذن الله .. المهم خلاص قررتي الليلة كمان تنامين عند امك ..
: ايوه هالابتلاء الليلة مو هنا ..
: يالله الله يهنيكم ولايرده عليكم .. شادن خالد يدق سلمي على خالتي .
: ياذا خالد .. يالله يالله اشوفك بكرة على خير .. انتبهي لاتتأخرين ..
بعد ما قفلت سارة من شادن وفتحت الخط لخالد ..
: هلا حبيبي
: من تكلمين قبل شوي ..؟
: قول السلام .. كيفك مو على طول تسأل من يكلمني ..!
: سلام وكيفك ومن كنتي تكلمين ..؟
: لايكون تغار ..؟
: اما اغار عليك ..!
: خالد اشفيك ..؟
: مافيني شي بس اكيد مااغار عليك لأني واثق منك .. ارتحتي ..؟
: لا طبعا ماارتحت مافيه بنت بالدنيا تشوف زوجها مايغار عليها وترتاح ..!
: سارة لاتقلبينها نكد ترى ا كثر مايكرهني في البنات قلقهم الزايد .
: لاوالله .. ؟
: هههههههههههه زعلتي ..؟
: اش رايك ..
: طيب بكرة تراني عندكم في جده .
نست زعلها وكلامه وفتحت عيونها بفرح غمر اجواءها قالت بحماس
: لااااا احلف ..
: ههههههههههههههههههه لازم
: عن جد خالد ولاتكذب علي .
: لا عن جد ونص .. المهم بمر عليك بعد العشا
تأملت اظارفها بحرج وردت بهمس : الله يحييك حبيبي . اجل خلاص بقفل عشان تجي وانت مشتاق لي . مو طفشان مني .
: المهم سارة .. تكفين لايجي مشاري وانا فيه .. ولا اقول لك لايدري اني راح اجيكم ..!
: خالد اللي بينك وبين مشاري مالي دخل فيه .. ومع كذا راح اقول لمشاري مايحتك فيك ولا يقابلك اذا تبغى ..!
: ايييييييه تسوين خير والله ماابي اشوف وجهه .
: عموماً مشاري بكرة ماسك مكان ابوي في الشركه . واكيد راح يداوم كمان في الليل .
: ليه وش عند ابوك بكرة ..؟
: بيوديني انا وشادن لمدرستها الجديدة .
: نقلت .؟
: ايوه موقلت لك على نقلها .. ؟
: الا بس خلاص يعني بتودع مدرستكم .
: ايوه خلاص بكرة اول يوم لها في مدرستها الجديدة .
: الله يعين المهم اذا جيتك بكرة الاقيك مرتاحه مو تعبانه وتبغين النوم .
: كم بتاخذ في جده ؟ .
: اسبوع ان شاء الله .
: ياحبيبي ياخالد مو مصدقه انك بتجي .
: ادعي لاختي هي اللي اصرت اني اجي عشان اشوفها ومنها اشوفك .
: اخس عليك ماجيت عشاني يعني .
: هههههههههههههههه هذي من يفكنا منها الحين .. الا جاي عشانك .
: طيب حبيبي ان شاء الله اشوفك بكرة على خير .
: على خير ياعمري يالله مع السلامه .
قفلت منه وطارت تحت عند امها وبلغتها بكلام خالد ووصت الشغاله تهتم بالحلى والمعجنات وترتب المجلس ..
ورجعت لغرفتها تتأهب للنوم ..
ضروري تنام قبل ماتروح لمدرسة شادن ..
حتى اذا رجعت تكون مرتاحه وتقدر تقابله بدون تعب ..
فتحت درج الكومودينو اللي بجنبها واخذت البوم الصور حقت ملكتها هي وخالد ..
تحبه بكل مافيه ..
صحيح ان مافيه من المواصفات اللي تحبها في الرجل شي بس تحب خالد بكل مافيه ..
تأملته بدقه .. مو طويل ..
ونحيف لدرجة انها تحسه انحف منها بالرغم ان جسمها اقرب للنحافه ..
شكله عادي بس عاجبها ..
على انها كانت تتمنى عيونه واسعه وشكله وسيم بس تنازلت عن هالأماني ورمتها ورى ظهرها واكتفت بملامح خالد العادية ..!
ضمتها على صدرها وغمضت عيونها لحد ماداهمها النوم وهي بعز احلامها وخيالاتها اللي كستها باللون الوردي ورسمتها زي ماتحب وتتمنى ..
|
|
|
11-18-2016, 03:30 PM
|
#9
|
رد: ملامح الحزن العتيق الجزء الاول
يمشي بسيارته في شوارع جده ..
كيف يرجع للبيت بعد كلام احمد اليوم عنه ..
وبأي وجه يطالع في اخته وهو اللي سأل عن خالد وقال لابوه ان ماعليه كلام .. ويمدحونه بالشغل والجيران واصحابه ماقالوا عنه شي شين ..
حتى اهله يعرفهم من صغره وناس محترمين وطيبين ..
الغلط منه ولا من الناس ولا من خالد نفسه ..
دق عليها مرتين وشافه انتظار ..
تنهد من قلبه ..
خايف على سارة لاتعيش بصدمه مثل اللي عاشها ..
هند ..!
اخخ ياهند هي اكبر عقبه في حياته ..
وهي اللي قلبت موازين تفكيره ..
خلته يروح ويخطب ريهام بنت خالته ويملك عليها بدون أي تردد ..
ولولا ان ريهام انسانه طيبه وهاديه وتحبه كان ماطلع من ازمة هند لليوم واغلق ابواب قلبه عن شي اسمه احاسيس ومشاعر ..
هند اللي كانت تبتزه في بطاقات الشحن والفلوس بحجة احتياجها هي واهلها ووعودها له بالحب وانتظارها بلهفة وشوق لمن يتأخر عليها ..
تفاجأ بها تكلم ثلاثه من اصحابه .. وتعرفت عليهم عن طريقه وهو مايدري ..
هند بنت الجيران اللي حبها واخلص لها واعطاها كل مشاعره بدون مايطلب أي مقابل الا الوفاء والاخلاص اللي تصنعتهم ثم خدعته بأشر الطرق وابشعها ..
تذكر سامي وهو يكلمها بحب ولمن سمعه يقول هند سأله وعلمه عنها ومن هي بنته ..!
ماينسى شياكة سامي والهدية اللي في يده وهو رايح يقابلها ومقرر انه ياخذها لشقته ..!
كيف تسمح لنفسها تخونه وهو اللي حافظ عليها حتى من نفسه ..!
الخيانه صعبه ..
وانك تصير بصورة الغبي ويستغلك الشخص اللي بمثابة شريك الروح ونصفها شي صعب ..
ضرب بقبضته على الطارة بقوة وذاكرته تسترجع الأحداث البشعه والصدمه اللي مر فيها ..
اخذ جواله مرة ثانية ودق على سارة ..
فتحت الخط على طول قالت بملل : هلا مشمش ..
: اجل مشمش ياسويرة .
: عمى عمى اش سويرة هذي .
ابتسم نص ابتسامه مريرة قال بهدوء : هذي اخت مشمش .
: طيب اجل خلاص آسفين .. اهلين سيد مشاري .
: هلا بك ..! ساعه انتظار ..؟
: ممممم تدري من اكلم .
: ايييييه ادري .. اسمعي انا برجع للبيت بعد ربع ساعه ابغاك تنزلين لي في الحديقه ابي اكلمك في موضوع مهم .
اصطنعت التثاوب وفتحت فمها قالت بصوت يبي النوم : ماعليه مشاري خلها مرة ثانية الحين فيني نوم .
قفل منها من دون مايرد عليها .. وهي تقبلت الامر عادي ..!
طالعتها امها وهي جالسه تفتش في ملابسها وتطلع القديم بتوديه للجمعيه الخيريه مع بقية الملابس اللي جمعتها ..
قالت : بنت اخوك يبغاك بشي مهم ليه تتهربين منه ؟.
تمددت على سريرها قالت : مواضيعه الايام هذي بصراحه مرة بااايخه وانا بصراحه ماابغى اوجع راسي .
: ليه ..؟
: طالع لي بكلام من راسه يقول ان خالد ماراح ياخذك وانه مو كويس .
شهقت امها قالت بلوم : وانتي ماتبغين تسمعينه يمكن يكون صادق .
: لامو صادق .. بينه وبين خالد خلاف وهو يهدده انه ماياخذني ويبغى يشوه سمعة خالد عندي عشان اكرهه .
: سارة يابنتي شوفي اخوك اكيد خايف عليك من شي .. لأنه مو معقوله يكون تفكير مشاري سخيف ويفكر انه يضيع مستقبلك عشان خلافه مع خالد .
: يمه الله يخليك .. فكيني من خرابيط مشاري لأن راسي بينفجر منه خلقه .. تجين انتي تكملين عليه .
طلعت امها من عندها وهي معزمة ومقررة انها تعرف وش اللي في راس مشاري بالضبط ..!
***
عدى اليوم وهمها اكثر وخوفها اكثر وبكاها اكثر ..
اليوم تحديداً بكت ابوها اكثر من أي يوم راح ..
بكت نايف لدرجة ان امها سمعت بكاها وهي برا الغرفه ..
دخلت عليها تجري ..
: يمه شادن وش فيك ..
: مافيه شي يمه ..
: وليه هالدموع كلها ؟
: ابكي حالنا يمه .
: دوبك شفتي حالنا ... ولا يعني عشان جيتي الليلة تنامين عندي بتقلبينها علي نكد ..
قربت من بنتها ومسحت على راسها
قالت بحنية ممزوجة بوجع : لاتزيدين علي ياشادن فيني اللي يكفي انتي بكرة بتتزوجين وتروحين لحياة ثانية وتشوفين دنيا غير .. تفاءلي خير يمه ولا تنكدين على نفسك .
مسحت دموعها وعدلت ظهرها اللي كانت مسندته على السرير قالت : يمه اليوم جاني نقل لقريه بعيد عن اللي ادرس فيها الحين .
طالعتها امها بنظرات مليانه خوف وصدمة ماكانت على البال ولا الخاطر قالت : ايش ..؟ من متى هالكلام ..؟
: اقول لك اليوم يمه ..!
: لاحول ولاقوة الا بالله .. طيب سارة معاك ..؟
: لا يمه .. المصيبة انه انا لوحدي وماادري ايش السبب المديرة تقول تفاجأت بالقرار .
شهقت وكملت كلامها : القرية مو بعيد عن السبيل مرة قريبة يعني حوالي ستين خمسة وستين كيلو بالكثير .
وقفت ام نايف .. وبمرارة وقلة حيلة عقبت : ياربي على هالمصيبة والله مو ناقصين .. الحين من بيوديك هناك .. ؟
: هذا اللي كاسر ظهري يمه .. ماعندي احد .. ان جلست قابلت الوسخ هذا وان بغيت اروح مافي يدي حيله ولاعندي احد يسندني ويوقف معاي . ياويلي عليك يانايف بس ..
: حسبي الله على اللي حرمنا منه .
: طيب يمه اش اسوي من بيوديني اقل شي اول اسبوع للاجواد ..؟
: ايش ..؟ الاجواد شو تعملين في الاجواد ..
: القرية اللي راح ادرس فيها اسمها الاجواد .
: الأجواد .
: ايوه الأجواد يمه . اش فيك ..؟
سكتت عزيزة وعيونها مطيرتها فيها مليون كلمة وكلمة ومستغربة ..
اش هالصدف والاقدار اللي رمت بنتها للاجواد بالذات .
قالت ونبضها يزيد وتحس ان دمها يغلي اكثر واكثر قالت : لا ياشادن اتركي عنك التدريس والمشاكل وخليك عندي قريبه ولا اقولك قدمي على مدرسة اهليه قريبه مني اقل شي انام اذا رحتي لمدرستك مو زي الحين ..
قاطعتها : يمه اترك وظيفه براتب اربعه الاف ريال وبكرة يزيد الين يوصل سته سبعه واقدم على اهليه زين ان اعطوني الف وخمسية .. وكيف نصرف ان شاء الله ؟ .. من راتب ابوي التقاعدي اللي مايوصلك منه ريال ويروح كله على سكر صالح وشرابه وسهراته .
يمه الشقا فيني فيني خليني اكمل طريقي وانا مستعينه بالله ..
: وش تسوين الف وخمسمية تعيشنا وبالي مرتاح .. احسن من عشرة الاف وقلبي مو مرتاح لمشوارك اللي يبدا من نص الليل .
: الحين المشوار للاجواد بيفرق عن المشوار للسبيل .. حطت يدها على يد امها وضمت عليها بحب واطمئنان قالت : اصبري يمه بشوف اذا ابو مشاري سوى شي ولا امري لله والله يعيني . يمكن خيرة ..
: الله يكتب لك اللي فيه خير بس ترى ياشادن ماني مخليتك تروحين للقرية هذيك مو عايفتك انا .
: ماتفرق يايمه عن السبيل كل الفرق اللي بينهم ستين كيلو . يعني زيادة نص ساعه على مشواري للسبيل .
ناظرتها امها بنظرة غريبة وقامت وتركتها بحيرة ..
كأن امها بثت فيها القوة بضعفها ..
وكأن الدموع على الرحيل اللي تتوقعه مر بدون سارة ومساندة اهلها جفت ونشفت بفعل دموع امها وخوفها ..!!
سلمت امها وجعها واستكانت ..
غفت عينها وتراخى جسدها يطلب الراحة والهدوء بعد الجهد اللي مر فيه اليوم .!!
***
|
|
|
11-18-2016, 03:31 PM
|
#10
|
رد: ملامح الحزن العتيق الجزء الاول
بعد اسبوع من قرار النقل والمحاولات الغير مجدية من ابو مشاري للتراجع عن النقل ..
قرر يودي شادن لمدرستها الجديدة وسارة معاها كأول يوم .
: يالله مقدر ومكتوب ياسارة الله يعطي ابوك العافيه ماادري كيف ارد له جمايله ..!
: ابوي مايبغى منك جمايل .. لاتنسين انك بنت صاحبه ويعتبرك زي بنته .
: الله يخليه لكم .. والله ماانسى وقفات ابوك معانا .. بس ربي يفك سجن نايف ونفتك من صالح وانا اشوف القرية هذي اللي ماادري اش مصيري فيها .
: ان شاء الله خير .. المهم بعدين اذا قدمتي نقل تقدرين تنقلين بسهولة ..
: ضحكتيني .. انتي انقلي الحين وانا يفرجها ربي علي متى ما نقلت نقلت ماوراي شي زيك ..
: انا بنقل ان شاء الله .. بس قولي الله يستر علي لحد مااتزوج اخاف يصير لنا شي بهالطريق .. واموت ولا يتأجل زواجي ..
: استغفر الله العظيم .. بنت تفاءلي بالخير ولاخلاص عدتك ناديه ..
: هههههههههههه لا لا خلاص ماصاير لي شي بإذن الله .. المهم خلاص قررتي الليلة كمان تنامين عند امك ..
: ايوه هالابتلاء الليلة مو هنا ..
: يالله الله يهنيكم ولايرده عليكم .. شادن خالد يدق سلمي على خالتي .
: ياذا خالد .. يالله يالله اشوفك بكرة على خير .. انتبهي لاتتأخرين ..
بعد ما قفلت سارة من شادن وفتحت الخط لخالد ..
: هلا حبيبي
: من تكلمين قبل شوي ..؟
: قول السلام .. كيفك مو على طول تسأل من يكلمني ..!
: سلام وكيفك ومن كنتي تكلمين ..؟
: لايكون تغار ..؟
: اما اغار عليك ..!
: خالد اشفيك ..؟
: مافيني شي بس اكيد مااغار عليك لأني واثق منك .. ارتحتي ..؟
: لا طبعا ماارتحت مافيه بنت بالدنيا تشوف زوجها مايغار عليها وترتاح ..!
: سارة لاتقلبينها نكد ترى ا كثر مايكرهني في البنات قلقهم الزايد .
: لاوالله .. ؟
: هههههههههههه زعلتي ..؟
: اش رايك ..
: طيب بكرة تراني عندكم في جده .
نست زعلها وكلامه وفتحت عيونها بفرح غمر اجواءها قالت بحماس
: لااااا احلف ..
: ههههههههههههههههههه لازم
: عن جد خالد ولاتكذب علي .
: لا عن جد ونص .. المهم بمر عليك بعد العشا
تأملت اظارفها بحرج وردت بهمس : الله يحييك حبيبي . اجل خلاص بقفل عشان تجي وانت مشتاق لي . مو طفشان مني .
: المهم سارة .. تكفين لايجي مشاري وانا فيه .. ولا اقول لك لايدري اني راح اجيكم ..!
: خالد اللي بينك وبين مشاري مالي دخل فيه .. ومع كذا راح اقول لمشاري مايحتك فيك ولا يقابلك اذا تبغى ..!
: ايييييييه تسوين خير والله ماابي اشوف وجهه .
: عموماً مشاري بكرة ماسك مكان ابوي في الشركه . واكيد راح يداوم كمان في الليل .
: ليه وش عند ابوك بكرة ..؟
: بيوديني انا وشادن لمدرستها الجديدة .
: نقلت .؟
: ايوه موقلت لك على نقلها .. ؟
: الا بس خلاص يعني بتودع مدرستكم .
: ايوه خلاص بكرة اول يوم لها في مدرستها الجديدة .
: الله يعين المهم اذا جيتك بكرة الاقيك مرتاحه مو تعبانه وتبغين النوم .
: كم بتاخذ في جده ؟ .
: اسبوع ان شاء الله .
: ياحبيبي ياخالد مو مصدقه انك بتجي .
: ادعي لاختي هي اللي اصرت اني اجي عشان اشوفها ومنها اشوفك .
: اخس عليك ماجيت عشاني يعني .
: هههههههههههههههه هذي من يفكنا منها الحين .. الا جاي عشانك .
: طيب حبيبي ان شاء الله اشوفك بكرة على خير .
: على خير ياعمري يالله مع السلامه .
قفلت منه وطارت تحت عند امها وبلغتها بكلام خالد ووصت الشغاله تهتم بالحلى والمعجنات وترتب المجلس ..
ورجعت لغرفتها تتأهب للنوم ..
ضروري تنام قبل ماتروح لمدرسة شادن ..
حتى اذا رجعت تكون مرتاحه وتقدر تقابله بدون تعب ..
فتحت درج الكومودينو اللي بجنبها واخذت البوم الصور حقت ملكتها هي وخالد ..
تحبه بكل مافيه ..
صحيح ان مافيه من المواصفات اللي تحبها في الرجل شي بس تحب خالد بكل مافيه ..
تأملته بدقه .. مو طويل ..
ونحيف لدرجة انها تحسه انحف منها بالرغم ان جسمها اقرب للنحافه ..
شكله عادي بس عاجبها ..
على انها كانت تتمنى عيونه واسعه وشكله وسيم بس تنازلت عن هالأماني ورمتها ورى ظهرها واكتفت بملامح خالد العادية ..!
ضمتها على صدرها وغمضت عيونها لحد ماداهمها النوم وهي بعز احلامها وخيالاتها اللي كستها باللون الوردي ورسمتها زي ماتحب وتتمنى ..
***
: ش شش اااادن اددري انك هنننا .. اففتحي .
سمعت صوته سكران عند باب غرفتها وتمنت انها ماجات تنام الليلة عند امها ..
اخذت جوالها ودقت على امها اللي نايمه بغرفتها ..
وصلها صوت امها مرعوب : شادن فيك شي ..؟
: يمممه صالح عند باب غرفتي .
: الله لايحييه .. اش جابه هالوقت ..؟
: تعالي لي يمه اللي يخليك ..
فزت عزيزة من سريرها وراحت لبنتها ..
،،
يهتز عند الباب كل ماحاول يسند طوله اختل اكثر ..
سكران كالعاده ..
: انت اشفيك ..؟
: م م م اااالك دخخخل اصلاً انننا احببب شااادددن وابي اتززوجها علىى سنة الله ووورس رسوووووله .
شافته مامن كلامها معاه رجا ولا فايده قالت : لاحول ولاقوة الا بالله .. طيب تعال شادن مو في غرفتها شوفها في مجلس الحريم نايمه .
ضحك في وجهها : ص ص صصصددددق . ؟
: ايوه صدق تعال بس .
ضحك بخبث وقلة عقل قال : وووننعععم الززووووججه اللللي ت ت تبببحث عن راااحة زو زو زوجها ..
مسكته بيده لحد مادخل مجلس الحريم وهو يترنح ..
سحبت المفتاح وقفلت عليه ورجعت لبنتها ..
نامت مع شادن لحد ماقرب الفجر لأن اليوم مو شرط تروح على الوقت اللي تروح فيه لمدرستها الاولى .
بتروح بس تشوف مدرستها الجديدة وترجع يعني مو دوام رسمي ..
***
مع ابو مشاري في السيارة ..!
ركبت السيارة بجنب سارة في المرتبه اللي ورى قالت سارة بهمس : تدرين ان خالد بيجي اليوم عندنا ..
: لاااه وانا اقول البنت نامت بدري ماشاء الله مو عوايدها وصاحية نشيطه ورايقه ..
: ههههههههه عاد تصدقين . .! لولا انك محتاجتني اليوم كان اغيب واقعد استناه الين العشا .
: لاحول ولا قوة الا بالله والله ماادري اش عامل لك هالخالد .. جد جد مايستاهل كل هالحب .
: شادن وجع لاتقولين كذا ثم ارجع ابوي للبيت .
: لا لا تكفين محتاجتك اليوم .
كملوا سوالفهم بهمس واحياناً سارة تكلم ابوها اللي اغلب وقته يهوجس بشغله وعياله خاصة هم زواج سارة من خالد اللي مشاري رافض النقاش فيه جملة وتفصيلا ..
مر الوقت طوييل ..
الطريق هو هو الا انهم اليوم تجاوزوا قرية السبيل وتعدوها لقرية بعدها .. واحسن شي ان الطريق سيده ومافيه تفرعات الا بلوحات ارشاديه تدل على كل قريه ..
الحمد لله ان وصل هالقرى اسفلت وفيها لوحات ارشاديه .. خاصة اللي تحذر من المناطق اللي تكثر فيها الجمال ..
ماتفاجأت شادن لمن شافت قرية الاجواد تشبه قرية السبيل ..
المدرسة في قرية السبيل على الطرف يعني مااعطتهم فرصه يدخلون لداخل القرية ويعرفون عنها اكثر زي قرية الاجواد اللي دخلوا لآخرها تقريباً ومروا على اغلب البيوت ..
الاجواد ماتختلف عن السبيل كثير .. اللهم ان فيها تقريباً اربع او خمس بيوت جديده .. وبيت كبير الوانه مابين الزيتي والتفاحي هو الوحيد اللي يلفت الانظار في القرية البسيطه ..
ويعتبر غريب عليها وحرام فيها ..!
لأنه بهالجمال وهالتكلفه يكون في قرية نائية ومافيها خدمات ولو صاحبه بناه في جده او الطايف اومكه كان احسن له ..
اما باقي البيوت فهي شعبية صغار وعليها اسوار ..
بعضها اسمنت بدون الوان من برا وأبوابها حديد صغار .
تخيلت ان جدتها عايشة في بيت زي البيوت هذي ..
وتذكرت كلام ابوها عن بيوتهم ..
شعبية ولها سقف من خشب . ..
اذا امطرت السماء عليهم تنزل الموية من السقف وياما وياما ماقدر ينام في غرفته اللي يشاركه فيها اخوانه ناصر وفواز واحمد ..
لأن صوت الماء وهو ينقط في القدر اللي امه حطته تحت الشق اللي في السقف مزعج ومؤرق ..
تذكرت كلام ابوها عن قريتهم وبيتهم بحب وحنين ..
حبت المكان لأن طريقة ابوها وهو يتكلم عنه مشوقه ..
الحياة هنا بدون رتوش ، بدون مظاهر او تكلف ، كل شي طبيعي وعفوي والحياة بسيطه وجميلة ..
لفت نظرها الحرمه اللي عند الغنم وفي يدها طاسة كبيرة وهي لابسه ثوب احمر وبرقع ورغم هذا تحس انها متسترة ..
ثوبها واسع ومو مبين تفاصيل جسمها او شي منه وبرقعها ضيق على عيونها وطرحتها طويله ومغطيه اكتافها وصدرها وظهرها .
ضحكت سارة قالت وهي تقرب منها : الله يرحم حال اهل السبيل متطورين شوية .
: هههه ايه بقووة اقول امشي امشي مااخس من قديد غير عسفان . اش دراك عن السبيل ترى ماشفتي فيها غير المدرسة والبيوت اللي بجنبها زي هذي .. باقي القرية وناسها مانعرف عنهم شي ..
وصلوا المدرسة بعد جهد ونزلن قال ابو مشاري
: انا بجلس مع الحارس واول ماتخلصون كلموني ..
ردت سارة : ان شاء الله يبه ... اعتقد ماراح نطول .
التفتت سارة على صاحبتها قالت
: شفتي البيت اللي لونه زيتي يسوى القريه باللي فيها .
: ياحبك للمظاهر ..خلينا ندخل نشوف المديرة مثل ابلا سميحه ولا عكسها .
نزلت غطاها وردت : عاد حلاة مدرسة السبيل هي ابلا سميحه .
تكلمت شادن باحباط : بسم الله وش هالمدرسة ليه الغرف بعيده عن بعض ..!
: شكله بيت شعبي مأجر للمدرسة .
: نفس حالة السبيل بس هنا الفصول متشتته و بسم الله المكان يخوف ..
: بكرة تتعودين ولانسيتي اول يوم جينا فيه للسبيل ..
دخلوا مدرسة عبارة عن حوش كبير وفيه حوالي 9 غرف بعضها قريب من بعض وبعضها بعيده .. سألت شادن الفراشه اللي جالسه تحت وحده من الغرف ومسوية لها جلسه وعندها قهوة وشاهي وتخيط في براقع وطرح سودا عندها ..
: السلام عليكم ...
على نفس وضعها وكأنها ماتبغى احد يشغلها عن تركيزها ردت : عليكم السلام .
: فين الادارة ياخاله . ؟
رفعت راسها ثواني ورجعت تكمل شغلها وهي تقول : آخر غرفة مقابلة لوجهتس .
طالعوا البنات في بعض ومشوا على حسب وصفها .. دخلوا وشادن تشيل اوراقها قالت : السلام عليكم .
ردت بنت سعودية في العشرينات من عمرها توقعتها شادن وسارة انها مدرسة ومن جده ونفس وضعهن : عليكم السلام .
: امممم انا شادن خالد مدرسة جديدة تعينت عندكم من يومين .
ناظرتها بدقة وعقدت حواجبها قالت بلهجة استهزاء : تعينتي ولا منقولة ..؟
التفتت شادن على سارة باستغراب وابتسمت قالت : منقولة وانا اصلاً جديدة دوبني تعينت السنه هذي .
: هاتي اوراقك .
: انتي المديرة ..؟
: ايه المديرة .. مو ماليه عينك ..؟
عرفوا من لهجتها انها من القرى اللي هنا وشكلها الله يرحم حال ابلا سميحه بس ..!
اعطتها جدولها وراحت شادن وسارة معاها ماتكلمت لغرفة المدرسات القريبة من الاداره وتعرفت عليهم بنفس الطريقه اللي تعرفت فيها على مدرسات السبيل .
وعرفت على سارة انها صديقتها وجاية معاها وانها من مدرسة السبيل واللي طلعوا كلهم يعرفونها ..
تقبلوا المدرسات شادن وقعدوا يعرفون على انفسهم تكلمت خلود : انا خلود مدرسة اللغه العربية .. وهذي مريم مدرسة الدين .. والعنود مدرسة سنه اولى خريجة معهد معلمات .. ودلال مدرسة علوم .. وجواهر مدرسة رياضيات وسهام تربية فنية وتدبير منزلي . وسلمى في فصلها تدرس سنه ثالث ابتدائي وبتشوفينها ان شاء الله .
دخلت عليهم بعد شوي وحده كبيرة وجلست تعلق وتحاول تضحك شادن وتقول لها عن وضع القرية .. كيف عيشة الناس هنا .. اش احسن شي واش الأسوأ ..
خمنوا انها من القرية .. وماخلتهم خلود الا اثبتت تخمينهم ..
قالت : هذي امنا واختنا الكبيرة نوير خريجة معهد معلمات قديمه وهي اصلاً من سكان القرية .. وتدرس سنة ثاني ابتدائي ..
قلدتها العنود قالت : وتدرس سنه ثاني ابتدائي ..! احلفي بس انهم ابتدائي .. اجل فيه غير الابتدائي يوم تكلفين على نفسك وتقولين ثاني ابتدائي ؟
: هههههههههههههههههه حبيت اوضح لزميلتنا الجديده . .. يمكن تحسب ان عندنا متوسط وثانوي .
ضحكت شادن وشاركتها سارة بابتسامه وهي في بالها المديرة واسلوبها البشع ..
اخيراً تكلمت سارة قالت للعنود : الحين مديرتكم ليه مكشرة وتتكلم من غير نفس .
: بالعكس مديرتنا هادية وفي حالها يااخت سارة .. ابتسمت وكملت : بس دايما طفشانه بتتعود شادن عليهاعادي لاتشيل همها .
طالعتهم نوير بقلق قالت لشادن باهتمام : نوف تعرفك .؟
ردت عليها شادن : نوف مين ؟
: اقصد المديرة ..؟
: اسمها نوف ..؟ لا لا ماتعرفني ولا اعرفها اول مرة اشوفها .
هزت اكتافها وقالت بصوت واطي جداً كأنها تكلم نفسها : غريبة .
صبت مريم القهوة للبنات ومدت صحن الحلا على شادن وسارة قالت : ذوقوا عمايل نوير .
تكلمت نوير : عاد هذا فيه اختراعات لأن بقالة ابو فالح مافيها اغلب مكونات الحلا يعني مثلاً مكعبات الشكولاته حطيت بدالها كاكاو وقشطه .. ومشي حالك بس .
ضحكت سارة قالت : ههههههههههههههههه اهم شي ان طعمه لذيذ تسلم يدينك .
: الله يسلمك ..
في هاللحظات تايهه .. وين الراحة وهذا هو حالها تشتت من بعد ماحست انها استقرت ..
جات عند مديرة شكلها حاقدة عليها من قلبها وماتدري اش السبب .. وامها ماتدري اش حالها الحين ووش سوى لها صالح بعد ماقفلت عليه البارحه الباب وحبسته
.. وناايف آآه يانايف ...
ياترى لو كنت موجود الحين كيف بيكون وضعي اقل شي بكون متطمنه على امي ..
وصالح ماتجرأ عليّ بوقاحته وكلامه ودق باب غرفتي بنص الليل ..
ويمكن جيت اليوم معاي بدال ابو مشاري ..
اخخخخ بس ليتها الحياة على كيفنا ..
ليت القسمة والنصيب بإرادتنا ..
ليت الدنيا على مزاجنا ..
لكن ماكل مايتمنى المرء يدركه ..
ومانيل المطالب بالتمنى ...
وفعلاً ماتؤحذ الدنيا الا غلاباً ..
ايه والله غلاباً ياصالح ياانا شادن بنت خالد ولا انت ياسكير يا**** ..
دمعت عيونها غصباً عنها وانتبهت لها نوير قالت بعفوية : شادن وش فيك حبيبتي ؟ من اولها دموع .. ؟
لاحظت ان نوير مهتمه فيها ومسحت دمعتها بطرف اصبعها وابتسمت قالت : ها ..؟ لا بس عشان المكان غريب علي وسارة ماراح تجي معاي وانا متعودة عليها من صغري ..
عدلت سارة جلستها وحاولت على قد ماتقدر تغير الجو وتصير طبيعيه وتبين ان صوتها عادي رغم انها مخنوقه قالت : يابنت الحلال اسكتي والله انا اللي شكلي بقدم نقل لمدرستكم احس فيها راحة نفسيه .
فهمت عليها شادن وجارتها وابتسمت قالت : ايوه الدليل الاستقبال الحلو ولا استقبال ابلا سميحه الله يذكرها بالخير .
طالعوا المدرسات في بعض مو فاهمين شي قالت سارة : هذي مديرتنا في السبيل مرة عسل ومو معترفه بشي اسمه قوانين مخليه كل وحده على راحتها تقول يكفي انكم في القرية الغريبة هذي وطفشانين مانبي نزيد عليكم التعب خذوا راحتكم .
ضحكوا البنات على اسلوب سارة قالت العنود وهي تقوم توقف قالت : ياحظكم ليت عندي مديرة مثلها كان جبت فصلي للغرفه هذي ولا جبت لي مخدة وفراش وكل مااشتهيت النوم حطيت راسي ونمت .. يالله يالله عن اذنكم بروح لبزاريني تلاقين كل وحده ماسكه بشعر الثانية متهاوشات .
قالت شادن وهي تضحك : ههههههههههههههههههههه اشوا اني ماادرس سنه اولى مااعرف اتعامل معاهم الا بحنان اخاف بكرة اجيب لهم شكولاتات وعصاير والعاب وننسى الدروس .
: اجل امسكي الفصول العليا ودرسيهم تاريخ وبعدي عن الصغار لاتدمرينهم بالدلع .
طلعت العنود والبنات يضحكون من اسلوبها وخفة دمها ومرحها ..
التفتت شادن على سارة اللي تسولف مع نوير ومنسجمات ونوير لازالت تذكر المحاسن في قريتها مثل البساطه والكفاح وكلٍ يجري على رزقه وعلاقات الناس في بعض موطدة مو زي اهل المدن اللي مايشوفون بعض الا في السنه حسنه .
طالعت شادن بساعتها قالت : يالله ياسارة بنمشي عشان ابوك تلاقينه طفشان .
فزت نوير قالت : اصبري ياشادن خليني اروح للبيت واعلم ابو سامر يعزم ابو سارة وغداكم عندي اليوم .
طالعوا شادن وسارة في بعض باستغراب من الكرم الحاتمي اللي في نوير ويمكن في اهل القرية كلهم قالت شادن : لا اش تروحين للبيت ..؟ بعدين اعرف عمي ابومشاري ماراح يجلس .
: يابنت الحلال بيتي شوفيه بجنب المدرسه قريب خليني بس انادي ابو سامر ويشوف الرجال . ترى والله دخلتوا قلبي وحبيتكم .
تكلمت سارة وهي تقفل عبايتها : تسلمين ياام سامر ماراح يجلس ابوي اعرفه بعدين عنده اشغال وارتباطات تلاقينه الحين على جمر يبغى يرجع .
: اجل الله يستر عليكم
سلمت عليها شادن قالت : يالله مع السلامه اشوفك بكرة ان شاء الله
: على خير ياقلبي
كررت سارة مع السلامه وزادت عليها : ان كان فيه نصيب نلتقي .
: ان شاء نلتقي وعلى خير .. عاد انتي طلي علينا مع شادن كل ماحصلتي فرصه
: ان شاء الله .
***
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:39 PM
| | | | | | | | | |