03-25-2016, 07:05 PM
|
|
|
|
حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ» ثابتٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم
حسام الدين عفانه
السؤال:
قرأتُ حديثَ «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» فهل هذا الحديث ثابتٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
الإجابة:
أولاً: ورد الحديث المشار إليه بعدة روايات منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
(رواه أحمد وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد وابن حبان والطيالسي، وهو حديث صحيح صححه العلامة الألباني).
وورد في رواية الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لمْ يشْكُر النَّاسَ لَمْ يشْكُر الله»
(رواه الترمذي في كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح).
وورد في رواية الإمام أحمد عن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن أشكرَ الناس لله عز وجل أشكرُهم للناس» >
(ورواه أيضاً ابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي في السنن الكبرى. وصححه العلامة الألباني).
ثانياً: قال الإمام الخطابي في شرح الحديث: "هذا يُتأول على وجهين: أحدهما: أن من كان طبعه وعادته
كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم، كان من عادته كفران نعمة الله تعالى وترك الشكر له.
والوجه الآخر: أن الله سبحانه لا يقبل شكرَ العبد على إحسانه إليه، إذا كان العبدُ لا يشكرُ إحسان الناس
ويكفر معروفهم" (معالم السنن 4/113).
وقال الإمام الخطابي أيضاً: "هذا الحديث فيه ذم لمن لم يشكر الناس على إحسانهم. وفيه أيضا الحث على
شكر الناس على إحسانهم. وشكر الناس على إحسانهم يكون بالثناء عليهم وبالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم".
وقال ابن العربي: "روي برفع الجلالة و” الناس ” ومعناه: من لا يشكر الناسَ لا يشكر اللهَ، وبنصبهما أي:
من لا يشكر الناس بالثناء بما أولوه، لا يشكر الله، فإنه أمر بذلك عبيده، أو من لا يشكر الناس كمن
لا يشكر الله، ومن شكرهم كمن شكره، وبرفع ” الناس ” ونصب لفظ الجلالة، وبرفع لفظ الجلالة ونصب
” الناس ” ومعناه: لا يكون من الله شكر إلا لمن كان شاكراً للناس، وشكر الله: زيادة النعم وإدامة الخير والنفع
منها لدينه ودنياه" (حاشية جامع الأصول 2/559).
وقال ابن الأثير: "معناه إن الله تعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه، إذا كان العبدُ لا يشكر إحسان الناس
ويكفر أمرهم، لاتصال أحد الأمرين بالآخر. وقيل معناه أن من كان من عادته وطبعه كفران نعمة الناس وترك شكره
لهم، كان من عادته كفر نعمة الله عز وجل وترك الشكر له. وقيل إن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله عز وجل
وإن شكره ،كما تقول: لا يحبني من لا يحبك، أي: إن محبتك مقرونة بمحبتي، فمن أحبني يحبك، ومن لا يحبك،
فكأنه لم يحبني. وهذه الأقوال مبنية على رفع اسم الله عز وجل ونصبه" (النهاية في غريب الحديث 2/1200).
ثالثاً: إن شكرَ من أحسنَ إليك مبدأٌ إسلاميٌ أصيلٌ، يعتبر من مكارم الأخلاق، وإن من أحسن الشكر أن تقول لمن
أحسنَ إليك: ”جزاك الله خيراً “وقد ورد في السنة النبوية أحاديثُ كثيرةٌ تدل على ذلك منها:
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من صنعَ إليكم معروفاً فَكَافِئُوهُ، فإن لم تجدوا ما تُكَافِئُونَهُ فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه»
(رواه أحمد وأبو داود والحاكم وصححه العلامة الألباني).
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صُنع إليه معروفٌ فقال لفاعله:
جزاك الله خيراً، فقد بالغ في الثناء» (رواه الترمذي والنسائي وابن حبان وصححه العلامة الألباني).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أُتي إليه معروفٌ فليكافئ به، فإن لم يستطع
فليذكره، فمن ذكره فقد شكره» (رواه أحمد والطبراني وحسنه العلامة الألباني).
وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أُولي معروفاً، فليذكره،
فمن ذكره فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره» (رواه الطبراني، وحسنه العلامة الألباني).
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «قال من أُعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم
يجد فليثنِ، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يُعط كان كلابس ثوبي زور»
(رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب، وحسنه العلامة الألباني).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا قال الرجلُ لأخيه:جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء» (رواه عبد الرزاق في المصنف والحميدي في
المسند وصححه العلامة الألباني).
قال المباركفوري: "«جزاك الله خيراً» أي خير الجزاء أو أعطاك خيراً من خيري الدنيا والآخرة.
«فقد أبلغ في الثناء» أي بالغ في أداء شكره، وذلك أنه اعترف بالتقصير، وأنه ممن عجز عن جزائه وثنائه،
ففوض جزاءه إلى الله ليجزيه الجزاء الأوفى. قال بعضهم إذا قصرت يداك بالمكافأة، فليطل لسانك بالشكر
والدعاء" (تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي 6/156).
وقال عمر رضي الله عنه: "لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه: جزاك اللهُ خيراً، لأكثرَ منها بعضُكم لبعضٍ"
(رواه ابن أبي شيبة في المصنف).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن
أكثر أهل النار، فقلن: وبِمَ ذلك يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير» (رواه البخاري ومسلم).
وقد ترجم الإمام البخاري لهذا الحديث بقوله: ”باب كفران العشير وهو الزوج وهو الخليط من المعاشرة”
وفي هذا الحديث وعيدٌ على كفران العشير –الزوج– وهذا الوعيد يدل على أن كفران العشير كبيرةٌ من الكبائر.
انظر الآداب الشرعية 1/313، الزواجر عن اقتراف الكبائر 1/219.
رابعاً: إن الشكرَ لمن أحسن إليك يشملُ المسلم وغير المسلم أيضاً إذا صنع لك معروفاً، فاشكره بلفظٍ مناسبٍ
لحاله كقولك شكراً، أو أشكرك، أو نحو ذلك.
قيل لسعيد بن جبير رحمه الله: المجوسي يوليني خيراً فأشكره، قال:نعم. (الآداب الشرعية 1/316).
وقال العلامة العثيمين في جواب سؤالٍ حول شكر غير المسلمين: "إذا أحسن إليك أحدٌ من غير المسلمين،
فكافئه، فإن هذا من خلق الإسلام، وربما يكون في ذلك تأليفٌ لقلبه فيحب المسلمين فيسلم".
خامساً: ينبغي التنبيه على عبارةٍ شائعة بين الناس تقول: ”لا شُكرَ على وَاجِب” فهذه العبارة تفيد أن من يقوم
بواجبٍ من الأمور الواجبة عليه، فإنه لا يستحقُ شكراً، وهذه العبارة يبدو لي أنها خطأٌ شائعٌ، وهي مخالفةٌ
للحديث «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»، فكل مسلمٍ صنع لنا معروفاً، واجباً كان أو مستحباً، نشكره ونقول له:
جزاك الله خيراً.
قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز عن هذه العبارة: "هــــذه الكلمة غلط! لأن الواجب يُشكر عليه، من أدى
الواجب، الواجب الشرعي في حقوق الله، أو حقوق العباد، فإنه يُشكر على أدائه هذا الواجب، وكذلك
المستحبات يشكرُ على أدائها" (شرح فتح المجيد 3/299-300).
وخلاصة الأمر أن قولَ النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ» حديثٌ صحيحٌ.
وأن من لا يشكرُ الناس بالثناء بما قدموا له، فإنه لا يشكرُ الله، وأن من شكر الناس كان كمن شكر الله.
وأن شُكرَ من أحسنَ إليك، مبدأٌ إسلاميٌ أصيلٌ، يعتبر من مكارم الأخلاق، وإن من أحسن الشكر أن تقول
لمن أحسنَ إليك: ”جزاك الله خيراً” ومعناها أي خيرَ الجزاء أو أعطاك خيراً من خيري الدنيا والآخرة،
وقد ورد في السنة النبوية أحاديثُ كثيرةٌ تدل على ذلك.
وأن الشكرَ لمن أحسن إليك يشمل أخاك المسلم وغير المسلم أيضاً إذا صنع لك معروفاً، فاشكره بلفظٍ
مناسبٍ لحاله كقولك شكراً، أو أشكرك.
وأن عبارة ”لا شُكرَ على وَاجِب” من الأخطاء المنتشرة، فهذه العبارة تفيد أن من يقوم بواجبٍ من الواجبات
عليه فإنه لا يستحق شكراً، وهي مخالفة للحديث: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»، فكل مسلمٍ صنع لنا
معروفاً، واجباً كان أو مستحباً، نشكره ونقول له: جزاك الله خيراً. فهذا من السنة الثابتة أن ندعو لمن فعل
لنا خيراً إذا لم نجد ما نكافئه به.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
http://ar.islamway.net/fatwa/47207/-...85?ref=w-new-e
|
p]deE « gh dQaX;EvE hggQ~iQ lQkX hgkQ~hsQ» lwku hggQ~iQ hgkQ~hsQ»
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-25-2016, 07:10 PM
|
#2
|
رد: حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-25-2016, 07:43 PM
|
#3
|
رد: حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-25-2016, 09:41 PM
|
#4
|
رد: حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
جزاك الله خير
جعله في ميزان حسناتك يارب
على طرحك الرائع والمميز والراقي
انتظر جديدك بكل الشوق
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-26-2016, 11:30 AM
|
#5
|
رد: حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
بـــآرك الله فيـك عآلطرح القيم
ولا حرمك الآجر والمثوبــه
دمت برضى من الرحمن
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-26-2016, 02:11 PM
|
#6
|
رد: حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
جَزَاك الْلَّه خَيْر الْجَزَاء
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك الْهَادَف وَإِخْتِيارِك الْقَيِّم
رِزْقِك الْمَوْلَى الْجِنـــــــــــــة وَنَعِيْمَهَا
وَجَعَلـ مَا كُتِب فِي مَوَازِيّن حَســــنَاتك
وَرَفَع الْلَّه قَدْرَك فِي الْدُنَيــا
وَالْآخــــرَّة وَأَجْزَل لَك الْعَطـــاء
الْلَّه يُعْطِيـــــك الْعــافِيَّة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-27-2016, 01:44 AM
|
#7
|
رد: حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
جزاك الله خيرا
وجعله الله في ميزان حسناتك
واثابكك الله عليه بجنانه
لروحكك الورد
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-27-2016, 06:18 AM
|
#8
|
رد: حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-27-2016, 08:20 AM
|
#9
|
رد: حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
جزاك الله خير ونفع بك .‘
وجعله في موآزين حسنآتك ..
ورفع به درجآتك على هذآ الطرح القيم ..‘
لا حرمنآالله توآجدك .."
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-27-2016, 05:40 PM
|
#10
|
رد: حديثُ « لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»
جزاك الله خير الْجزاء
وجعل ما كتبت في ميزان
حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك
ورزقك برد عفوه
وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:43 PM
| | | | | | | | | |