تعتبر منطقة هيلي من أهم المناطق في مدينة العين، وترجع تلك الأهمية لوجود حضارة هيلي القديمة بها، حيث تبعد عن مركز المدينة 7 كيلو مترات تقريباً، وتضم أيضاً عدداً من الأماكن الترفيهية (مدينة ألعاب هيلي – حديقة آثار هيلي) ووجود واحة هيلي يجعلها متنفساً لزوارها ولأهلها، وكذلك تضم قلاعاً تاريخية تذكّرنا بتاريخ الأجداد مثل (قلعة هيلي- قلعة الرميلة...الخ)،
واحدة من الأمور التي تأتي في المرتبة الأولى من الأهمية في علم الحضارات هو دراسة بقايا الأموات.وجد أنّ واحدة من أهم العصور التي شهدتها المنطقة هو عصر أم النّار، فلقد تمّ اكتشاف وجود مجموعات ضخمة من القبور تقع في منطقة الهيلي على مسافة قصيرة من متحف العين.
هذه القبور عبارة عن أشكال دائريّة مصنوعة أساساً من الصخر، ومن أهم المعالم ومن أبرزها في هذه القبور هو وجود مدخلين يؤدّيان إلى حجرات داخلية دفن الأموات فيها مع بعض أشياؤهم الخاصة.
ومن خلال عمليات التنقيب تم العثور على بعض الصناعات الفخاريّة والخزفية المزخرفة. وجد المنقبون بعض الأوعية والأواني المحلية الصنع مزيّنة بشكل مموّج حول الجزء العلوي منها، هذا بالإضافة إلى بعض الأوعية والأواني الفخارية المستوردة من إيران التي كانت موجودة ضمن المكتشفات.
وبالانتقال إلى البهو رقم (4) من الجانب الأيمن تمّ العثور على خناجر برونزية، بالإضافة إلى صناعات فخارية أخرى وقلادات من العقيق الأحمر الذي كانت تستخدم في تزيين صدور النّساء والأطفال. من خلال دراسة بعض الخناجر المصنوعة من النّحاس استنتج الفريق أنّ النحاس كان يصهر ويتم تعدينه محليًّا، أمّا العقيق الأحمر فقد كان يستورد من شبه القارة التي كانت تتوافر فيها المواد الخام. واحدة من الأدلّة على تصنيع النحاس محليًّا هو وجود أراضي محتوية على النّحاس الذي كان يغطي بعض أراضي الإمارات وعمان. فكرة الاتّجاه لهذه الصناعات سالفة الذكر ظهرت في الألف الثّاني والثالث قبل الميلاد، حيث كان المعظم الأكبر منها قد جلب من قبور هيلي.
في الجانب الأيمن من هذه القبور يستطيع الزائر أن يرى تجمعات كبيرة من الأوعية الحجرية، التي صنعت من حجر الكلورايت وهو نوع من أنواع أحجار الصابون.
بالإضافة إلى حضارة أمّ النّار التي عاشت على أرض الإمارات وجد كذلك أنّ هناك حضارة أخرى سكنت أراضي الإمارات وعمان وهي حضارة ماجان، هذه الحضارة القديمة عاشت على هذه الأراضي قبل حوالي 4000 سنة مضت، وكان من الأشياء التي اشتهروا بها هي الصناعات الفخّارية.
ومن أكثر المكتشفات الموجودة في هذه الأراضي كما أسلفنا هي الفخاريات، فلقد تمّ اكتشاف عدّة أشكال منه: المصنوع عن طريق الضغط بإصبع الإبهام، والبعض عن طريق عمل لفّات وإلتواءات في الفخّار والبعض الآخر عن طريق استخدام عجلات خاصّة.
نوع آخر من الأواني الفخارية وجد أنّها صنعت من مادة الكالسيت، حيث شكّلت هذه الأوعية على أشكال دائرية ولها فتحة علوية ضيّقة جدًّا، أبرزها وضوحاً تلك التي زيّنت برسومات الطاووس، ومثل هذه الأفكار عادة ما تشير إلى المنشأ شبه القاري من الحضارات التي سكنته.
إلى اليسار من هذه المنطقة الأثرية تمّ العثور على ما يسمى بالخزف الرمادي وهذا يشير إلى الحضارات التي عاشت في الألف الثالث قبل الميلاد. تميّزت هذه الصناعات بجدرانها الرفيعة وزخرفت ببعض الأشكال منها رسومات حيوانات وأشكال هندسية أخرى