أبحث عنك

لبيت

أبحث عنك

مِثل كل يوم تعّدو الآيام !

أستيقظ ككل صباح . . أمي تُعد الإفطار
وجدتي تُسقي شجرتها المُعمّره . .
الروتين كما هو لم يتغير شهر سنه سنتين
ثم تغير كُل شيء !
تغير : ف أمي باتت ترعى أمها العاجزه
" ألبسها الله العافيه "
تغير : ف جدتي تقدمت بالعمر فقلّت قوتها
وزاد عجزها " وهذه سُنه حياه الخلق القائمة"
ف أضمحل ثمار شجرتها المعمره وأصبحت
أغصانها هشه تماماً كنجمه ضوئها أصبح
خافتاً جداً . .

وأما أنا :
أصبحت أعيش كمن هو لوحده ، وظيفة لاتوجد
كلما ذهبت لوظيفة كانت ردود الرفض غير مقنعه
لابأس !

أصدقاء كُثر ولكِنهم فالحقيقه بعيدون جداً
أنني أتفهم أعذارهم حفظهم الله من كل سوء
وأبقى الله منهم لي من كان يجود بالخير على
غيره أكثر من نفسه . .

حتى آتى ذاك اليوم
وقررت البدأ بيوم مختلف ، نتيجة لنصيحة
صديقي الذي أخبرني فقال لي :

"حتى تفهم الحياه غير من أنماط يومك كُل يوم
غير من أتجاهك ، أجعل كل يوم لك مختلف
كُن كمن يولد كل يوم ، ما أغضبك بالأمس
تناسى عنه فاليوم ، مَ أحزنك فالأمس ، إنشغل
عنه فاليوم ، وما أسعدك فالأمس ، فحاول الدوام عليه "


أخذت كلامه بعين الأعتبار
"فليذهب الأمس وأعيش اليوم وبإنتظار الغد "

فكان أول يوم : قررت الذهاب للمقهى ذالك بأني دوماً أجد سعادتي فالقهوة المُره ، فطلبت شئ مختلف هذه المره قهوة كثيره السكر !

أحضر النادل القهوة طعمها تغير كثيراً
فكنت أعتاد عليها مُره ، كانت بداية يوم مختلف

حتى سمعت رنين هاتفي وكان الرنين لرسالة
قرأتها وقمت بالنظر لزجاج المقهى فرأيت أحدهم
لي يبتسم من خلف النافذه فكانت الرسالة
" إذا كنت تأذن لي بالجلوس معك فإني أقف خارجاً "
أراه يرفع يده ليُلفت أنتباهي لكني تجاهلته
لم أعرفه فما مكث الا قليل من الوقت حتى دخل
وجلس على الطاولة التي أمامي مباشرة !
فقال للنادل : أُريد قهوة مُره أجعلها أثنتان
من فضلك ! وعندما آتى النادل يحمل القهوة
قام هذا الشخص وجلس أمامي على طاولتي
وقال للنادل : ضع واحده أمامه وواحده هُنا !

لم أتفوه بأي كلمة ، أنني مستغرب الآن فقط !
وأخيراً نطقت وقلت له " عُذراً من أنت "؟
أجاب مُبتسماً " إنك لاتعرفني " !

وبدأ يتحدث بـ أسئلة ؟
لم أره من قبل ؟ من أين له رقم هاتفي ؟
من هو ؟ ماذا يُريد ؟ أهي صدفه أن يطلب
القهوة المُره المفضله لدي ؟

ثم قال : أريد أن أتذوق القهوه معك !
قُلت وأنا أشير على الطاوله بأصبع سبابتي
على الكوب " لقد شربت منه أنت "


أبتسم وقال " كيف كان طعمه "

وأنا مذهول منه كيف له أن يحادثني
ويفعل كل هذا وهو لايعرفني حتى
كأنني شخص مقرب اليه !
لم أهتم لكل ذالك وقلت مُرّه

قال : فعلاً !
لم أتذوقها من قبل ! لماذا لم تخبرني أن
القهوة المُرّه طعمها سيء لهذه الدرجة ؟

لم أُجِبه .. وكنت أنظر اليه بأستغراب
ف إذا بهاتفه يتصل ثم أخرج هاتفه
ونظر له وألتفت الي
وقال : أنا أعتذر يجب أن أذهب
ثم خرج . .

شيء مُختلف كبير يحدث اليوم معي !!

عندها ذهبت عائداً للمنزل
وفي صباح اليوم التالي
وأنا في غرفتي وأسأل نفسي !
أردت البدء أمس بيوم مختلف ؟
كيف يمكن لكل هذه الأحداث أن تحدث ؟
من هو هذا الشخص ! كيف له أن يعرف بعض الأشياء عني ؟
لماذا يعرفني ولا أعرفه
رقم هاتفي يعرفه ! شكلي يعرفه
حتى القهوة المُرّه المفضلة لدي يعرفها

أسأله لنفسي بدت غريبة هل أنا فعلاً
في حلم !؟

جرس المنزل أصدر صوته
ذهبت لخزانة الملابس فبدلت ملابسي سريعاً
فخرجت من غرفتي مسرعاً
لـ لأرى من الطارق

أسمع صوت أبي يتحدث مع أحدهم
فأبطأت خطوات أرجلي

رأتني أمي ذاهباً لغرفه أستقبال الضيوف

فقالت تعال : خُذ هذه القهوه للضيف
أخذتها وقبل أن أدخل الغرفة
سمعت صوتاً فتوقفت !
ماهذا ! إنه يشبه صوته بالأمس !

فدخلت واذا به هو نفسه هذا الشخص
الذي حيرني بفضوله في المقهى بالأمس !

أظهرت البسمه
"وهي عاده مكتسبه لدي لمن لا أعرف "

أهلا بك : تفضل القهوه
قال ابي : أتركك الآن مع صديقك انا ذاهب

كنت أنظر الى هذا الشخص وأقول في نفسي
لماذا كل هذا يحدث ماذا يريد بعد ؟
للمره الأولى في حياتي
أُصيب بالخوف من ضيف أراه !

أنه يعرف منزلي أيضاً !

أُريد أن أسأله ولكن كيف ؟
فالضيف لايُسأل لماذا جئت وماذا تريد

وأخيراً . .
بدا ينظر في عيني انه يريد التحدث
وضع يده في جيب ثوبه وأخرج مبلغ 50 ريال

فقال : خُذ هذه !
قلت: ولِم ؟
قال : هذه قيمه حساب القهوة التي طلبتها
لنا بالأمس !
قلت: لا .. شكراً
وأناأقول في نفسي
"اللهم أكفني شره بُما شئت "

فوضع المبلغ على هاتفي
وقال : أنا ذاهب
حاولت معه أن أدعوه للعشاء لانه ضيف لكنه رفض
فذهبت ورائه حتى يخرج من المنزل من أجل أن سأله من هو
وماذا يريد ولماذا يتبعني ؟

قلت يا اخ : انا لا أعرفك
فهل تخبرني ماهي حاجتك
من وراء كل هذه التصرفات

يبتسم اثناء حديثي اليه
ثم قال : شكراً على حسن الضيافه
أراك فيما بعد .

فذهب وكنت في لحظتها أريد أن
أعلم مايجري لكن دون جدوى
هل أبدأ بالخصام ياترى معه !
سأصبر قليلاً حتماً هو أخطأ فالشخص
أنا لم أره ولم أعرفه حتى

فعدت الى المنزل وأنا في حيره من أمري
من كل هذه الاحداث

وبعد محاوله من النوم نمت طويلاً
وعند استيقاظي أخذت بهاتفي
لأرى كم الوقت الآن لأتفاجاء
بـ 76 رسالة من رقم غير مسجل في هاتفي
واذا هو رقم هذا الشخص تباً له

فكانت أولى رسالة بالتتابع سرد لنفس الاحداث
التي حدثت معي ومعه بداية من لقاء المقهى
الى فراقنا امام منزلي ،
أرسلت له : ماذا تريد مني انت!
فوصلني الرد سريعا ألم ترى رسائلي !
قلت لا ماذا تريد مني ! لم أفهم تصرفاتك هذه
رد برسالة: اريد ان اقابلك الآن !
مارأيك نفس المقهى !
انه يتجاهل سؤالي له !
قلت : حسناً سأراك في المقهى
لقد اتعبني جداً وحيرني أمره كثيراً

خرجت ذاهبا اليه وانا ادعوا ياربي
خلصني من هذا الأمر

واذا به ينتظرني ومعه شخص اخر
لا اعرفه ايضاً وبيده كيس بداخله شيء
صغير يحمله ف اقتربت منهم
وقال لي : أُعرفك على صديقي محمد
قلت : اهلاً به
فقال: لنذهب الى هذا المطعم القريب هناك
قلت: شكراً لست بجائع
قال: اهـ. ثم يضحك ليقول لصديقه
انه يريد القهوه المره ربما

ثم قال محمد : لندخل المقهى اذاً

فطلبنا 3 من القهوة المره
قلت : استمع الي أنت وصديقك يا اخ

الا حد هذه اللحظة وانا اصبر من اجل
ان تخبرني عن كل هذا ، والى هنا نقف !
اخبرني من تكون ولا ستتغير معاملتي لك
بشكل لن تتوقعه !

فقال لي : أنني آسف حقاً لما حدث معك
ولطريقه التي بدأتها معك
قلت: اذا هو مقلب من أحمد !
"احمد صديقي الذي قام بنصحي
في بداية القصة".
قال : من أحمد لا اعرفه
قلت: أكمل ما أردت أن تقوله أنني استمع
قال: فعلا اني اسف على كل هذا
لكن هو بطلب من محمد هذا
قلت : ومن انت ايضاً حتى تسمح لنفسك
ان تفعل بيّ كُل هذا !
يبتسم محمد ويخرج من الكيس الصغير
الذي يحمله شيء كأنه كتاب صغير مغلف
بورق الهدايا المزخرف بألوان الورد
قلت : الى هُنا وكفى وأخذت هذا الشيء
ورميته في سله المهملات وقلت حدثني كرجل
ولاتكن كالأبله !
فنهض واخذ الذي رميته في سله المهملات
واعاده وامسك يدي وقال افتحه وأعرف مافيه
فرميته مره اخرى الى سله المهملات
وقلت لا أأخذ هديه من غريب لا اعرفه
قال محمد : أعدك بعدما تعرف
هذا الذي رميته مرتين في سلة المهملات
سأخبرك من انا ولماذا فعلت كل هذا !
فاخذه من سلة المهملات واعاده الي
فقمت بفتحه واذا هو بألبوم صور قديم
وممزق بعض الشيء
قلت ماهذا !
قال: افتحه
فقمت بفتحه واذا باول صفحه صوره بيضاء فقط
والصفحه الثانية بيضاء ايضاً والثالثة والرابعة
حتى وصلت للسادسة وكلها صور بيضاء خاليه
قلت : هل تمزح انت معي ام ماذا !
قال: انك لم ترو الصوره الأخيرة
فقمت بفتحه الى ان وصلت الى اخر صوره
واذا بها صورتي وانا في عمر السابعه من عمري
وصديقاً قديماً كان معي في الصوره
لكنه رحل مع والدته عندما توفي والده الى مدينة اخرى حينها
قلت : من اين لك هذه الصورة !
قال: من امي نوره
فما أكمل حديثه حتى عانقته وانا أبكي بحرقه
سامحني ي صديق طفولتي حمداً لله على هذا اللقاء
لكن كيف عرفتني وعرفت كل شيء عني ؟



قال لن تصدق ما اقول لك
قلت : أخبرني كيف
قال كنت ذاهب قبل فتره لأقدم على وظيفه
في المستشفى واخذوا مني اوراقي فوجدت صدفةً
ورقه "سيره ذاتية" مكتوب عليها اسمك بالكامل
فعرفت الأسم وحفظت فوراً رقم هاتفك
لأراك وكنت اريد ان جعل هذا القاء محير لك
ليس من اجل ان أتعبك ولكن حتى يكون موقف
اللقاء لايُنسى .






كُنت أريد البدء بيوم مختلف !

فكانت بداية هذا اليوم
هو ب إعادتي لمرحلة طفولتي
حتى لا أبدأ من جديد







سبق لي تدوينه في موطن لآخر
باهت "يد الشاطئ "

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: قصص - روآيات - حكايات ▪●

---

Hfpe uk; gfdj

——
قصة رائعه اعجابي باهت
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع )...

سلمت اناملك علي الطرح الرائع
وسلم لناذوقك علي حسن الانتقاء .،
كل الود لروحك

تسلم الأيادي على الطرح ’
تحية عطرة لِـ روحك النقية
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
لك أشهى الود و أجزلْ الشكرْ.,

سلمت يدآك..على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي ألف عافيه..
بإنتظار جديدك بكل شوق.
لك مني جزيل الشكر والتقدير لاعدمناك...

كُلِ الثَنَآءِ لِ جميِلْ إِنتقائك....!
عُبقْ الوُردْ المُعتقْ بِالنَرجسِ لِروُحكْ.’

تسلم الآيــــادي
موضوع مميز وإختيــارك أجمل
كل الشكر لك على طرحك ومجهودك
تحيــــاتي لك

يعطيك الف عآفيه على الطرح الرائع..
لاحرمنا منك .

يعطيك الف عآفيه على الطرح الرائع..
لاحرمنا منك .

يعتيك العافية