يستخدم مصطلح “العنف ضد المرأة” للإشارة إلى أيّة أعمال عنف تمارس بشكل متعمّد تجاه النّساء في مختلف المراحل العمرية، وقد عرفته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه اي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس.
ومن هنا، نقلت صحيفة عكاظ آراء اخصائيين نفسيين حول الموضوع، حيث رأى المستشار النفسي وخبير تطوير الذات الدكتور علوي عطرجي أن السبب الرئيسي في عنف الرجل ضد المرأة من الناحية النفسية هو نقص يعاني منه الرجل يمكن أن يكون بدأ منذ الطفولة. وقال عطرجي، إن “الرجل يرى نقص المرأة من خلال نقصه الداخلي، وبالتالي فهو يكمل هذا النقص بإثبات الذات وذلك عن طريق ممارسة العنف على المرأة، فيتعامل معها على أنها جارية له، ليروي النقص الذي يشعر به”. وأضاف إن “الأفكار التي ترى أن الرجل هو الأساس، وهو صاحب الكلمة النافذة، والرأي السديد، هي سبب ذلك العنف”، لافتا إلى أن “الرجل في بعض الأحيان قد يعاني من ارتباك يكون بحاجة إلى تفريغه، ولا يجد سوى أضعف الموجودين حوله وهم الزوجة والأبناء”.
وأشار عطرجي إلى أن الرجل يتوارث هذا السلوك منذ مرحلة الطفولة فيصبح يتصرف كما كان والده يتصرف مع والدته، مبينا أن هذا النوع من ردات الفعل لا تكون لدى جميع الرجال.
وأوضح أن من ضمن الأسباب أيضا التي تؤدي للعنف ضد المرأة هو ارتباط الرجل بفتاة لا يرغب بها، أو تم فرضها عليه من قبل الأهل والمجتمع. وأن سبب تقبل بعض النساء للعنف لأن أمهاتهن كن يعنفنهن وهن راضيات. وكشف أيضا أن سبب رضا الزوجة بالتعنيف هو عدم استقرار اسرتها نفسيا فتتقبل تسلط الزوج بدلا من الرجوع إلى أسرتها، بالإضافة إلى عدم قدرتها على الاستقلال المادي، كما ان الأغلبية يفضلن التضحية بحياتهن لأجل أبنائها، وهو ما اعتبره خطأ استراتيجيا، لأن الأبناء سيكبرون وتبقى الأم في هذه المعاناة.
وشدد عطرجي على أن ضرب المرأة يعني كسرها وإهانتها، مما يؤثر على نفسية الأبناء، ومستواهم الدراسي، فيكون الأبناء “متنمرين” في مدارسهم، حيث يقومون بتطبيق التنمر الذي يشاهدونه لدى والدهم على بقية الناس، كما قد يدفعهم ذلك إلى طريق المخدرات والصحبة السيئة وعدم احترام الأم، بعد أن رأوا الأب يعاملها بعدم احترام. بدوره أكد المستشار الأسري الدكتور على الحانكي أن المملكة سنت أنظمة للحد من هذه الظاهرة، وأنشأت دورا لاستضافة الأطفال والنساء المعنفات ورقما موحدا للإبلاغ عن العنف.
ولفت إلى قلة الدراسات والإحصائيات التي تتناول العنف الموجه نحو المرأة، وضرورة تحديث هذه البيانات والإحصائيات بصورة دورية وموثقة للتعرف على حجم المشكلة بصورة دقيقة، وكذلك الدواعي والأسباب وهي الأمور المهمة التي تسبق الحلول والمعالجات بدلا من التخمين والارتجال. وأوضح الحناكي أن تعاطي المخدرات والكحول وما يعانيه البعض من اضطرابات في الشخصية ووجود أمراض نفسية وغياب القدوة الجيدة في الطفولة وما عاناه الرجل من قسوة وحرمان في طفولته هي من أسباب ممارسة العنف ضد المرأة، خصوصا إذا كانت من ذوات التمرد والعناد.
Hsfhf hgukt q] hglvHm hglvHm