تنومه بين الحقيقه والواقع

الحقيقه , تنومه , والواقع

تنومه بين الحقيقه والواقع

	ذات تاريخ طويل يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، والتي ورد ذكرها في الشعر الجاهلي، حيث أنشد فيها الشاعر حاجز الأزدي قائلاً: "ويوم صبحنا الحي يوم تنومة.. بملمومة يهوى الشجاع وئيدها". وأورد ذكرها المؤرخ الهمداني 28(-334هـ)، فقال: "ثم يتلو سراة عنز سراة الحجر بن الهنو من الأزد، ومدنها الجهوة، ومنها تنومة"، إلى أن قال: "وتنومة والأشجان، ونحيان، ثم الجهوة قرى لبني ربيعة بن حجر". ومن أهم ما يميز "تنومة" جبالها الشاهقة الشامخة التي أبدع الرحمن صنعها، والتي حيرت وأبهرت الجميع أساطير تتناقل وباحثون وأكاديميون يتصدون ويسعون إلى محاولة إيضاح الحقائق في ظل انتشار الأقاويل والأساطير التي سيطرت على أذهان بعض السكان والزوار، فمن جبل يخيل إلى الناظر إليه أنه على شكل رأسي ثورين، إلى جبل يطلق عليه البعض اسم "عبدالله"، وهو على شكل وجه إنسان، إلى جبل به نحت صخري ضخم لثعبان أسود وحية بنية اللون يمكن مشاهدتهما من أسفل الجبل بوضوح تام. أما سبب أو كيفية وجودهما فلا يعرف عنه شيء، اللهم إلا بعض الأساطير والخرافات القديمة التي تتناقلها الأجيال جيلاً تلو الآخر. وأمام كل هذا وذاك، قال الدكتور صالح بن علي أبو عرّاد، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد لـ"سبق": "تكثر الأقاويل والروايات التي يتناقلها الناس في المجتمع التُنومي، وما جاوره في منطقتنا حول بعض الآثار والمواضع التراثية التي تنتشر في أنحاء مختلفة من الجبال والأودية والمتنزهات وغيرها، والتي لا تخرج في مجملها عن كونها أساطير وحكايا شعبية تروى، ويتم تناقلها بين الناس جيلاً بعد جيل، دونما دليلٍ أو سندٍ تاريخيٍ معقولٍ أو مقبول". وتابع: "فالجبل المسمى عبدالله الواقع في الجهة الغربية من سوق السبت، ويطل على متنزه الشرف في الجهة الغربية من تُنومة، جبلٌ صغير نسبياً لم يثبت أن له علاقة بشخص اسمه عبدالله، أو أنه يأتي على شكل وجه الإنسان، وكل ما يروى حوله مجرد حكايات لا أساس لها من الصحة. وكل ما يمكن قوله حول هذا الجبل أنه وعر المسلك ومن الصعوبة تسلقه أو الوصول إلى قمته، كما أن له شكلاً مميزاً، فهو يُشبه شكل أُذن الحصان. وقديماً كان يعرف بجبل الأُذن". وأردف: "ما يسمى بالحنش والحيّة في أعلى جبل عُكران ليسا سوى علامتين صخريتين بارزتين يُشبهان النحت الصخري، وقد أوجدتهما عوامل التعرية على مر الزمان فيما يبدو، وهذان النحتان أحدهما أحمر اللون، وهو ما يعرف بالحنش، أي الثعبان، والآخر أسود اللون، وهو ما يسمى بالحيّة". وأضاف: "ليس هذا فحسب، فهناك بعض المواقع التي تُنسج حولها الأساطير والقصص الخرافية التي تناقلتها الأجيال من العوام، وأصبح البعض يرويها وكأنها حقائق تاريخية في حين أنها ليست سوى حكايا شعبية لا تستند إلى حقائق، وليس لها زمام أو خطام".

	0 مشاركة 1 0 مشاركة 2 3 0 مشاركة 4 0 مشاركة

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: [ السًـــيـــآَحـــہْ ▪●

---

jk,li fdk hgprdri ,hg,hru jk,li