من مستحيلٍ .. إلى مستحيلْ
في القربِ بُعْدْ
وفي البعدِ ريحٌ وبرقٌ ورعدْ
ثم أما بعدْ
سأحملُ جعبةَ حُلمي الثقيلْ
وذكرى أراها بقايا نخيل
سأعبرُ جسرَ الحياةِ وحيداً
وما بوصلةً هنا زئبقيةْ
وتلك الخرائط ها داهمتها
أيادٍ لريحِ الدبورِ القويةْ
تراني أسافرُ
إلى اللامكان .. إلى اللا زمان
فما أقسى أن يفقدَ الراحلونَ
كلَّ الأطالسِ حتى الأدلةْ
تلك النجومَ وهذي الجبالَ وكلَّ الأهلةْ
فما يبقى إلا ..
فوق الجحيمِ .. جسرٌ نحيلْ
وأطلالُ دهرٍ علينا .. بخيلْ
.....
سأعبر جسرَ الحياة لأني
مللتُ عبورَ المنى والتمني
مللتُ زماني إذا ما كساني ثيابَ التأني
سأهتكُ أغلفةَ الشرنقةْ
دموعي لنخمدْ ذي البوتقةْ
سأقطعُ غُلي وأكبحُ غِلي
ولن تحمليني أيا مشنقةْ
سأنشرُ أجنحتي للصباحْ
وأركبُ صهوةَ خيلِ الرياحْ
فليس النواحْ
طبيباً ليشفيَ تلك الجراحْ
نعم راحلٌ .. لكنني لن أسافرْ
فوطني هنا .. وروحي الوطنْ
وفيه الهوى .. ودفءُ السكنْ
أراه بعينيَّ قلبي الجمال
أراه الحقيقةَ حتى الخيالْ
غرباً وشرقاً جنوباً شمالْ
سيرحل جسدي ويبقى حنيني
روحي وقلبي
بسمة ثغري سيبقى الجميعُ المؤلفُ روحي
بدونِ ارتحالْ
وأبقى وحيداً بدربي الطويلْ
إلى اللا مكان إلى اللا زمان
تراني أسافر
.. من مستحيلٍ .. إلى مستحيلْ