اسم السلسلة: فتاوى نور على الدرب
> الشريط رقم [180]
تصنيف موضوعي: فتاوى المرأة
تصنيف فقهي: النكاح والطلاق
> الطلاق
السؤال: بارك الله فيكم شيخ محمد، هذه رسالة وصلت من المستمعة أختكم في الإسلام ب م ي كشك جمهورية مصر العربية تعمل في جدة.
الشيخ: تعمل في أيش؟
السؤال:
تعمل في جدة مدرسة، تقول: طلبت الطلاق من زوجي لعدم الوفاق في حياتنا الزوجية فرفض، فهل يجوز أن أنفصل بحياتي أولادي عنه دون الطلاق، حيث إنني لا استطيع أن أوديه حقوقه الزوجية؟
الجواب:
الشيخ: الواجب على كل من الزوجين أن يعاشر صاحبه بالمعروف؛ لقول الله تعالى: ﴿ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف﴾. ولقوله تعالى: ﴿وعاشروهن بالمعروف﴾. وهنا نقول في جواب هذه السائلة: إذا كان الخطأ من الزوج هو الذي فرط فيما يجب عليه نحوك ولم يقم به، أو اعتدى على ما لم يحل له منك أنت فانتهكه فلك الحق في أن تطلبي الطلاق إذا لم تتمكني من الصبر عليه، وإن كان الأمر بالعكس وكان الخطأ منك أنت التي فرطت في حق الزوج فلا يحل لك أن تفرطي في حقه أو أن تعتدي في حقه، ولا يحل لك أن تطلبي الطلاق أيضاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من سألت قال: «أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في أي ما بأس حرام عليها رائحة الجنة». وإما إذا كان الأمر لا منك ولا منه ولكن كان في قلبك كراهة له شديدة لا يمكن أن تبقي معه فلا حرج عليك في هذه الحال أن تطلبي الطلاق، أي أن امرأة ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس لا عيب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، أي أكره أن أكفر حقه ولا أقوم به، فتطلب رضي الله عنها الفراق، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أتردين عليه حديقته؟» قالت: نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم له أي لثابت: «اقبل الحديقة، وطلقها تطليقة». فهذا حكم طلب المرأة في الطلاق، أما بقاؤها مع زوجها ولكن لا تقوم بحقه فهذا حرام عليها، إلا إذا كان ذلك في مقابلة الزوج الذي لا يقوم بحق المرأة، إذا منع زوجها حقها أن تمعنه من حقه بقدر ما منعها من حقها؛ لقوله تعالى: ﴿فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم﴾. ولقوله تعالى: ﴿فإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به﴾. لكن صارت حال الزوجين على هذا الوصف فإن الواجب السعي في الإصلاح بينهما، بحيث يسعى رجال ذوو دين وخلق من أقارب الزوجين لينظروا في الأمر ويصلحوا بينهما، لقوله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾. نسأل الله التوفيق، وأن يجمع بين كل زوجين بخير.