تسمى أيضا لغة القرآن أو لغة الضاد و ذلك لنزول القرآن بها و لأنها تضم حرف الضاد الذي تفتقر له اللغات الأخرى و يذكر أن صوت الضاد قديما عندما اطلق المتنبي و ابن منظور على العربية بانها لغة الضاد يختلف عن صوت الضاد الان فقد كان قديما اقرب لمزيج بين الظاء و اللام و ليس كدال مفخمة كما هي الان
تعتبر اللغة العربية لغة من ضمن اللغات السامية ,, و هناك بعض دراسات تؤكد ان العربية نطق بها ادم أبو البشر_و ان كان على ذلك خلاف -
و على الرغم من شهرة العرب في الجاهلية و قبل الإسلام بالفصاحة و البلاغة الا انه اكدت الدراسات ان تلك العربية تختلف عن عربية القرآن
و يعتبر القرآن الكريم هو اقدم نص سجله التاريخ و دونه باللغة العربية و حتى المعلقات الشهيرة لشعراء الجاهلية تفتقر الى ادلة تثبت فترتها الزمنية بالتحديد و من هنا جاء ظهور العربية بالشكل المعروف الان مقرون بظهور الإسلام و انتشاره
و كلما اتسعت رقعة الأراضي الإسلامية انتشرت العربية و زاد عدد الناطقين بها و كان ذلك خلال عصر الفتوحات العباسية و الاموية و العثمانية و كان الاهتمام كبيرا في تلك الفترة بالمترجمين و الكتاب و الشعراء حيث اغدق الخلفاء عليهم بسخاء
في القرن الثالث عشر و على ايدي المغول مرت العربية بفترة قاسية حدث فيها ركود ناتج عن الفقر و الحروب و الخراب الشديد الذي شمل تدمير الكتب و توقف حركة الترجمة و الكتابة تلى ذلك محاولات و اجتهادات من الفقهاء و الكتاب لتعويض ثروتهم الضائعة على ايدي همجية المغول و بالفعل ظلت اللغة العربية لزمن محط الأنظار و لغة مهمة بفضل علماء المسلمين في شتى المجالات الأدبية و العلمية كابن باجة و البيروني و الخوارزمي و الادريسي و الرازي و ابن سينا و غيرهم كثير ممن برع في الفلك و الرياضيات و الكيمياء
بحلول أواخر القرن التاسع عشر _عصر نهضة الثقافة _شهدت العربية مزيدا من الانتعاش عندما بدأ ببلاد الشام و مصر عصر الطباعة حيث قام العديد من الكتاب بإحياء العربية و على رأسهم كان احمد شوقي و ناصيف اليازجي و جبران خليل جبران فقد أسس هؤلاء الكتاب القواميس و المعاجم مثل : دائرة المعارف و محيط المحيط و ظهرت المدارس الفكرية العربية مثل مدرسة ادب المهجر و غيرها
نلاحظ ان في تلك الفترة كان ازدهار العربية منحسرا في الميادين الأدبية اما العلمية فلم تشهد تطورا ملحوظا سوى في التراجم من اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة تصدير العلم الوحيدة
اضغطي هنا لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي
وصل عدد الناطقين بالعربية الان الى 422 مليون نسمة و هو و ان كان رقما لا يقارن اطلاقا بأي لغة أخرى الا ان لغتنا العربية و على كثرة الناطقين بها الا انها تواجه العديد من التحديات
و هنا من الجدير بالذكر انه قد قُرر ان يُحتفل باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذى أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190، ليقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته المغرب والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو
و تعد تلك خطوة مهمة في التصدي لتحدي من تحديات اللغة
أيضا من الإنجازات المهمة ان اللغة العربية دخلت في محركات البحث، وأبرزها "جوجل"، وكذلك أصبحت متاحة بجميع أجهزة المحمول الحديثة، والحواسيب، وأنظمة الاستخدام الحديثة، ومنها "أندرويد"
و لا تزال جهود المهتمين مستمرة و ستظل ان شاء الله
فلغتنا العربية ليست لغة فحسب بل هي هوية امة و كيانها هي تاريخنا و جغرافيتنا فهي لغة القرآن و السنة و هي لغة الشعر العربي و حضارتنا الإسلامية لهذا كان التمسك بها و الدفاع عنها واجبا و خصوصا في ظل تحديات عصر العولمة و هيمنة الإنجليزية على العالم بصورة تشكل غزوا ثقافي على الأجيال المقبلة
لهذا وجب علينا ان نزرع في النشء الاعتزاز بعروبتهم و ان الداعي الوحيد لتعلم أي لغة أخرى غير عربيتنا هو ملاحقة ركب العلم و لمداواة تقصيرنا في الميادين العلمية حتى تنهض العروبة من كبوتها قريبا بأمر الله على ايدي شبابها و ليس ابدا لأي سبب اخر.