02-01-2015, 06:25 PM
|
|
|
|
|
حلم رجل فقير ..!
جلس أحد الفقراء / في مجلس يستمع موعظة أحد العلماء / ويستريح قليﻼ من شدة العناء.
وكان الواعظ يتحدث عن أهل الكرم والجود / وما لهم من أعمال خير في ما مضى من عهود.
واستمع إلى قصص الكرام / وطريقة كرمهم والناس نيام.
يجوبون الشوارع واﻷحياء / ليعثروا على بيت أحد الفقراء.
ويطرقون عليه الباب وهم ملثمين / حتى ﻻ يعرفهم فيصبح من المستحين
ويجودون عليه بما تقدر عليه اليمين.
واستمع صاحبنا إلى قصة جابر عثرات الكرام / وطريقة كرمه وجوده والناس نيام.
وانتهت موعظة العالم / ونهض صاحبنا وكل ظنه أنه حالم.
فقد مرت اﻷيام والسنين / ولم يطرق بابه أحد من المحسنين /
وهو على ما أحسبه والله أعلم ممن تشمله اﻵية مائتين وثﻼثة وسبعين.
وعاد الرجل إلى بيته خالي اليدين / مفكرا بقوت يومه وكثرة الدَّين.
وأهل بيته ينتظرونه لتناول العشاء / مما يحمله معه وبما قسم الله وشاء.
ودخل بيته على غفلة من اﻷوﻻد / فلم يتمكن من تأمين ما أرادوا وأراد.
ومدد جسمه على ما يسميه فراشا / وهو يعلم بأن الفئران اتخذت منه أعشاشا.
ونام الفقير بدون عشاء / وفي أذنيه موعظة الواعظ وما تﻼها من دعاء.
وبدأ الفقير بأهل الكرم والجود يحلم / يحسب أنه في الواقع لكنه ﻻ يعلم.
حلم بجابر عثرات الكرام / يأتيه حقيقة وليس في المنام.
ويطرق عليه الباب وهو ملثم / حتى ﻻ أحد بأمره يعلم.
ويجود عليه بما طابت به النفس / من ذهب ودراهم وفلس.
وبدأ صاحبنا بالحمد والثناء / لله صاحب الملك والوﻻء.
وذهب صاحبنا إلى سوق المدينة / واشترى طعاما وشرابا وكل هدية ثمينة.
ليدخل بها الفرحة إلى قلوب اﻷوﻻد / ويحدثهم بأن أهل الخير ﻻ زالوا في البﻼد.
ولم ينسى أن يعطي كل دائن حقه / فبدأ بأكثر الدين وانتهى بدقه.
وبدأ بالعمل في التجارة / حتى ذاع صيته في الحي والحارة.
وعاش عيشة هنية رغيدة / بعد أن ذاق الفقر لسنوات عديدة.
واستيقظ الرجل على صوت زوجته تنادي / انهض فقد نام البارحة دون عشاء أوﻻدي.
انهض فهناك رجل على الباب / يطلب منك إليه الذهاب.
فنهض الرجل من نومه مسرورا / وما لبث أن تبدل حاله فأصبح مذعورا.
بعد أن علم أنه كان في حلم من اﻷحﻼم / وتمنى لو أن زوجته قد تركته يمضي بقية المنام.
وعادت زوجته تصرخ وتقول / انهض فإن في الباب رجل سؤول.(اي كثير السؤال)فعادت بوادر الفرحة إلى عينيه / فصاح بها اذهبي وانظري إليه.
هل يضع على وجهه اللثام / كما كنت قد رأيته في المنام.
وعادت زوجته تقول / انهض أيها الكسول / فالرجل ملثم كما تقول.
وهب من فراشه فرحاً بما سمع / فقد تحقق حلمه ونال ما طمع.
وانطلق مسرعا إلى باب الدار / ومن فرحته نسي أن يرتدي سروال.
ونادى أهﻼ بجابر عثرات الكرام / فقد رأيتك اليوم في المنام.
فأزاح الرجل من على وجهه اللثام / وقال بسوء أدب وقلة احترام / من جابر هذا ومن كرام / يا مخلف الوعد يا ابن الحرام*
أعطني ما استدنت مني من مال / ثم اذهب وارتدي سروال.
لو أني جئتك من دون حجاب / لما فتحت لي الباب.
فاتبعت هذه الطريقة / حتى ﻻ تعرف الحقيقة.
فلو عرفت من أنا / للبثتُ طويﻼ هنا / ولزعم أهلك بأنك لست هنا.
يا إلهي كم تبدلت اﻷحوال / يا إلهي كم تغيرت الرجال.
يا إلهي هل ما سمعنا من قصص الكرام / كانت حقيقة أم أنها كانت أضغاث أحﻼم.
pgl v[g trdv >>! vpg
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:08 PM
|