استوقفني كثيرا حين نظرت لحال الكتب والصحف
والمنتديات
اليوم والاقلام التي اصبحت تكتب فيها وكل
من كتب مقال او قصيده قيل عنه كاتب وشاعر وحين تقرأ
تلك الكلمات والاحرف تجدها فارغة وعارية من اي معنى
أورقي في الحرف لاتحمل ثقافة للكاتب ولاتجد فيها المتعة الحقيقة
التي تبحث عنها لترتقي بثقافتك وبفكرك قيل ان تستمتع
بقرائتها سواء كانت خاطرة او مقال او قصة او قصيدة
لن أطيل عليكم فقد وضعت لكم ذلك المقال الجميل
سأترككم لتستمتعوا بقرائته
في زمن مضى كان للقلم قيمة، ولعمله تعظيم، ولجهوده
إبراز، ولما يخط تقديس،
فبه نبغ كتاب، وبه خاض أدباء معاركهم.
في ذاك الزمان قُدس القلم، فكان نتاجه من القلب مقرب،
وإلى الحس أمتع، عرف أهله أن القلم ثمين، وجهده عزيز فأبوا
أن يجعلوه للسوقة والرعاع، فصانوه وحموه ودافعوا عنه، فأرتفع
به الجيل، وأحب الناس القراءة، وفرحوا بكل جديد.
لم يتجرأ أحد على أن يدخل إلى هذا المغمار إلا متسلحاً،
وسلاحه يفوق أو يوازي منافسيه،
أو كان يحول ويجول حوله، ولذا لا ترى إسماً إلا له وزنه،
ولا رسماً إلا له ثقله.كان للكلمة معنى، وللكتاب متعة،
وللقصة شوق، وللرواية حنين، وللقصيدة روعة،
كنا نفرح بالكتاب لما نراه بإسم أحد من هؤلاء العظماء،
ولأجلهم كنا إلى المجلات متابعين،
وللمقالات فارحين.
مالذي جرى ؟
أصبح القلم مبتذلاً لكل من هب ودب، والكتابة للجميع ميدان
يتسابق فيه،فأصبحت الصحف المكتبات والمنتديات والنت
تمطرنا بكل غث وسمين وما أكثر الغث،سمج الأدب فأصبح
كلاماً مرصوصاً، وعبارات جوفاء بلا حس، وأصبح الشعر مبتذلاً
لا روح فيه، وملت الأنفس من هذا الغثاء،
بالأمس زمن واليوم زمن.
شتان بين (الأيام) وبين (الكراديب)، بالأولى لغة ومعنى وأسلوب،
والثانية كلام بلا معنى مبتذل الأسلوب. وفرق بين (أسطورة الأطلال)
وبين (أتجعلني جدا)، وبين (الحرافيش) و (شارع العطايف)،
ياليت شعري مات الأدب، وذهب الكتاب، وأصبحوا
أسطورة، ولم يبقى سوى الرعاع.
أبكي زمناً مضى، أبكي عصراً إنقضى، أبكيها وأندبها لِما رأت عيني
وسمعت أذني، أبكيها وأنعيها لعل سامع لي يحيها، يحي لنا
الحس، يحي لنا العبارة، يحي لنا الكلمة.