إن الحياة صراع مع الأيام، سباق و تحدي مع الزمان و النهاية الحتمية استسلام..
و في حياة كل منا زهرة بيضاء يحاول جاهدا الوصول إليها ولكي يصل عليه أن يعاني من وخز أشواكها..
في الحياة من يعيش ليأكل ، كل يوم لديه هو نسخة عن الذي قبله والزمن يجري، يمشي، يركض، يهرول، مهما اختلفت المسميات ، فلا قيمة لهذا الذي يدعى" الزمن " ، و هناك من يـأكل ليعيش ، يعيش و قلبه كل يوم يخفق بنبض جديد ، اليوم اليوم ، و في الناهية حسرة على ساعات ولت و مضت دون أن يحسب لها الحساب ..
في الحياة من يعيشها دون أن نحس بوجوده ، يمضي فيها و حيدا و يموت وحيدا ، نبكي عليه ، نتذاكره أسبوعا ، بل أسبوعين على أكثر تقدير ، ثم ننساه! ، و لو تساءلنا ما السبب ؟! ، أفهل كان يعني شيئا بالنسبة لنا ، و ماذا فعل لنا ، بل قل ماذا ترك لنا !..
في الحياة من يدرك قدرها ، يعرف كيف يخوض غمارها ، و كيف يخلِّد اسمه ، و يبقي لنا روحه المتمثلة في ما ترك ، لا يجب ان يكون الكثير ، و لكن أن يكون شيئا يفيد أمته و الآخرين..
في الحياة من استطاعت هذه الدنيا أن تضحك عليه و تخدعه قبل أن يحاول هو خداعها ، استطاعت الحياة أن تفرض سلطتها عليه ، لم يستطع أن يفهم مصطلح" الابتسامة الكاذبة "...
لم لا نحاول أن نفكر ، و نقف و نواجه أنفسنا و لو للحظات معدودة ، و نطرح على أنفسنا سؤالا نصه" ماذا فعلنا ليخلد اسمنا التاريخ"، " ماذا فعلنا لنفيد العالم" ، " ماذا فعلنا؟!"، لماذا نحاول دومًا ان نهرب من مواجهة هذه الأسئلة ، و نعدها اسئلة مخيفة ، نتردد و نجبن عندما تصادفنا ، بل و لا نقرأ الكتب التي تتعلق بالامر ، لا نحاول حتى استدراك ما فعلنا واستدراك اخطائنا و محاولة إصلاح الأشياء التي فاتنا أن نتعلمها ، لماذا لا نضيف سؤالا آخر بعنوان" لماذا نحن هكذا"؟!..
لماذا لا نحاول أن نضع بصمتنا في هذه الحياة ، و نفيد انفسنا و غيرنا ، قبل أن نرحل عنها و نغادرها ؟!، لماذا لا نقف وقفة جادة مع أنفسنا ، فلنر صورة لانعكاس وجهنا في النهر، المرآة، و لنسائل الشخص المقابل لنا ، سائلوا من تريدون "الأنا" ، الـ "هو" ، و لكن اسألوا و صارحوا أنفسكم ، و تعلموا من الحياة و تذكروا دوما أن الهدف من أننا خلقنا هو عبادة الله المتمثلة في إعمار هذا الكون ، و كونوا صريحين مع أنفسكم ، و
أنتم أدرى بذلك"