تمديد فترة الدراسة، ولوج متأخر لسوق الشغل، زيادة عدد العائلات المختلطة، إلى غير ذلك، هي تغيرات اجتماعية تفسر سر
الإنجاب بالنسبة لعديد من النساء في وقت متأخر من حياتهن. واليوم فإن عدد حالات
الحمل بين النساء فوق سن الأربعين تزايد بشكل كبير. ولكن هل هذا يزيد من المخاطر بالنسبة للأم و الجنين؟ وما الدعم الطبي والعلاج الذي يحظى به
الحمل المتأخر؟ هذا ما سنتطرق اليه من خلال مقال اليوم.
صعوبة أكبر في حصول الحمل بعد سن الأربعين :
بعد سن الأربعين، يكون التحدي الأكبر هو فشل المرأة في
الحمل بدون مساعدة من
الإنجاب الاصطناعي. في الواقع، فإن احتمالات
الحمل تنخفض بشكل ملحوظ مع التقدم في السن، فمقابل 400 ألف بويضة التي تكون لدى الأنثى عند ولادتها، تصبح 35 ألف فقط في سن 35. يجب أن تعرفي أن احتمال
الحمل السريع لدى المرأة يكون في سن 24، مع أن الاختلافات بين النساء في هذا الشأن كبيرة، كما أن العوامل النفسية تلعب دوراً كبيراً. بالإضافة إلى ذلك، فإن حالات
الحمل الكاذب تزيد أيضاً مع التقدم في السن، لذلك فمخاطر
الإجهاض العفوي تزيد أكثر بالنسبة للنساء ما بين 40
5 سنة.
الحمل بالتوائم
بالنظر للانخفاض الطبيعي لخصوبتهن، العديد من النساء فوق 40 تلجأن للمساعدة الطبية من أجل الإنجاب تتراوح ما بين تنشيط بسيط للمبيض، إلى الإخصاب في المختبر.
النتيجة : نسب حالات
الحمل بالتوائم هي أعلى بين النساء الأكبر سناً، مما يعقد تقدم
الحمل فبعد 40 عاماً، التعب و آلام
الحمل تشتد صعوبة، لذلك فمن الضروري السهر على نظام غذائي و نمط حياة صحيين.
المخاطر التي تتعرض لها الأم عند الحمل المتأخر :
الخبراء يتحدثون على
حمل متأخر عندما يحدث بعد 38 عاماً. مع ذلك، فإن مصطلح
الحمل المحفوف بالمخاطر أصبح الآن نسبياً بسبب التقدم الطبي، الذي أصبح معه الحد من المضاعفات التي قد تنشأ كجزء من تأخر
الحمل من قبيل:
- سكري الحمل
- ارتفاع الضغط
- أمراض القلب
- اختلال وظيفي للكلى (تسمم الحمل)
- اختلال وظيفة الغدد الدرقية
- أورام
- نزيف
- عدم كفاءة عنق الرحم
المخاطر التي يتعرض لها الجنين عند الحمل المتأخر :
مخاطر شذوذ الكروموسومات يزيد مع التقدم في السن. لذلك فإن خطر ثلاثي الصبغي 21 يقدر ب 1/111 في كل حمل لدى الأربعينيات، مقابل 1/1500 لدى العشرينيات. بالإضافة إلى ذلك، فإن معدل الطرح يصبح أعلى مع اقتراب فترة نهاية
الحمل المتأخر.
احتمالات الولادة المبكرة و الولادة المتأخرة على حد سواء تتضاعف أيضًا بعد سن الأربعين. ليس من غير المألوف كذلك، أن أطفال
الحمل المتأخر يولدون إما بوزن صغير جداً أو بوزن كبير جداً.
عناية طبية ومراقبة مكثفة :
إذا كانت كل حالات
الحمل تخضع لعناية طبية خاصة،
فالحمل المتأخر يجب أن يكون أكثر رقابة نظراً لحدوث مضاعفات أكثر تعقيداً. من أجل ذلك، يقترح الأطباء على الأمهات إجراء فحص للمياه الجارية للكشف عن احتمال وجود تثلث الصبغي 21 أو أي شذوذ آخر في الكروموسومات. يسدد هذا الفحص من قبل التأمين الصحي حتى إذا كان إجراءاً اختيارياً. الأمهات الحوامل اللاتي تعانين من أمراض مصاحبة للحمل، كالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، سيتم مراقبتها عن كثب طوال فترة الحمل.
الولادة القيصرية :
اللجوء للعملية القيصرية هو أكثر شيوعاً عند
الحمل المتأخر، مما يتمثل في سوء التسليم الضعيف للمولود، أو عطل في تقلصات الرحم. مضاعفات ما بعد الولادة تكون أيضاً أكثر خطورة: عدوى الالتهاب الوريدي، النزيف، التهابات الرحم...إلخ. مع كل هذا، يمكنك الاطمئنان، فهذا النوع من المضاعفات، بالرغم من شيوع حدوثها عند
الحمل المتأخر، تبقى عموماً نادرة الحدوث مع تقدم العلمي.