علمتها ..
كيف تعرف الحياة بجمالها وحلوها ، كيف تصنع الأيام ، وتحفظ السنين ، وكيف تصنع مستقبلها الزاهي بيدها ، وتعزف حداء الطيور على شموخها ، وروعة كبرياءها .
علمتها ..
كيف تمتع عيناها بالنظر إلى الزهور ، ورائحتها البهية ،وكيف تقطف في كل صباح وردة جميلة لتهديها إلى الأيام التي احتضنت قلبها ، ورافقتها إلى مدينة الفكر والإبداع .
علمتها ..
كيف تصافح الحب ، وكيف تعرفه ، وكيف تقرأ أبجديات حروفه ،فتحفظ كلماته، لتفهم معانيه ، فتحمله بيديها بحنان نادر ، لتودعه في عاصمة ذاتها ألا وهو قلبها الزاخر بجواهر اجمال ، وعناقيد الخيال .
علمتها ..
كيف تمسك القلم ، لتكب كلمات لا يعرف معانيها سوى قلبها ،وكيف ترافق الأوراق لتحبس فيها أشواقها الحادية فوق بركان عواطفها الملتهبة ، التي باتت لغتها اليومية التي لا ترى إلا في عيونها .
علمتها ..
كيف تعرف نفسها ، وتصالح ذاتها ، كيف تبني لنفسها مجدا بعيدا عن الضجيج والإشاعات ، كيفتعرف حقيقة المعاني الجميلة التي تأسر قلب كل إنسان في هذا الوجود ، كيف تفرقالحاضر الموجود ، والقادم المنتظر .
علمتها ..
كيف تستقبل حداء الطيور في كل صباح ، كيف تعرف أن الطيور هم لغة القلوب المحببة إلى كل قلب وكيف أن الطيور تنظر إليا فترسل نغماتها ، لتبادلها الحب بالحب .
علمتها ..
كيف تنام قريرة العين ، مسافرة في خيالها ، لتضع عنوان لأحلامها ، لتكون رائعة كروعة وجودها في هذه الحياة ، لأن وجودها هو من يعرف جمال حضورها ، لأنه يدرك مدى قوة سحر تأيرها على كل وجود .
علمتها ..
كيف تكتب اسمها الغالي في دفتر الوجود ، وكيف تحفر عنفوانها ي قاموس الحياة ، كيف تكون قطرات كغيث الأمطار ، وكيف تستقبل فنون جمالها ، على ميدان كبرياءها النادر ، وشموخها الباهر .
علمتها ..
كيف تخطف الأضواء من بين الحضور ، وكيف يكون حضورها كالعنوان للكتاب ، وكيف تحتفل بأول مطلع لتحية تلاطفها ، ليكون ردهاعبارة في رشاقة ، وحلاوة في منطق ، وطلاوة في سحر ، لتكون من علمتها محفوظة في القلوب ، سائرةعلى العقول ، شاردة في الأفكار .
علمتها ..
كيف تسمو بنفسها ، وكيف تتميز عن غيرها ، وكيف تميز نفسها ، كيف تكون أعجوبة في دنيا الحياة ، وكيف تكون متفوقة في عالم الشموخ ، وكيف تكون مرهفة الإحساس أمام كل المشاعر ، لكي تكون روحها دائما متألقة .
علمتها ..
أن تدخل حياتي هكذا وبدون استئذان ، وأن تعرف معاناتي بلا مبالاة ، وان تبكي دموعا حارة لتطفئ لهيب ذاتي ، من زمن لسعني ، ومن حزن لذعني ، ومن همة تلدغني .
علمتها ..
كيف تجمع أوراق جمالها من غصون أشجار عنفوانها ، لتجمعها في باقات ورد زاهية ، فتصنع من هذه الزهور كيانها ، لتكتب هذا الكيان في كتابها ، لأسميه بعنوان حياتها ، فتهديني أشواقها ، لأحفظها في ديوان الجمال ، وقواميس العنفوان ، تحت مظلة كبرياءها ، وشمعة إبداعها .
علمتها ..
كيف تملأ فضاءها شهدا ، لتعزف أنغاما على حدائق الحياة ، فترسل ألحانها ندية عطرة عبر الرياح ، لتستقبله كل القلوب ، لتتدبر النغمت ، وتتأمل العزف ، فتهبها تلك القلوب شهادة الخلود في إبهاجها ، ورايات النبوغ لأجل إسعادها .
علمتها ..
كيف تصافح دموعها ، وكيف تعالج أحزانها ، و كيف تتعلم من المصائب ، وكيف تقتنص فرحتها ، لأحل إسعاد نفسها ، وراحة ضميرها ، كيف تتلألأ في ضيافة الابتسامة ، وكيف تعيش بلا ذلة أو مهانة ، كيف تست*** الاحترام ، وتجعله لنفسها هو الإمام .
علمتها ..
كيف تعرف غيرها ، وكيف تفرّق بين ذاتها وغيرها ، كيف تحرس العقول الرائعة ، وتأسر القلوب النظيفة ، كيف تعامل القلوب كما يريد قلبها ، لا كما يريد عقل غيرها ، لأنها ملك نفسها ، لا ملك غيرها.
.. أجل علّمتها .. ولكنها ربما نسيت أنها قد .. علمتني .. من مدارس وفنون قلبها الرائع ..
علمتني ..
كيف أدعوا لها في كل صباح ، وأنا أنظر إلى السماء الشاهقة ، تسحرها شمس مشعة بالنور الخالد . الذي يذكرني بسطوع حضورها في قلبي ، وروعة أنغامها في نفسي ، ورقة مشاعرها في كياني .
علمتني ..
كيف أجد روحها لنفسي كقطعة من الشهد ، وأقلبها كتقلب الدرة في اليد ، وكأني أمسك برايات الشموخ ، لأباري الكبرياء ، في ميدان عنفوانها ، لألتحق بها هناك في مراكب الصدارة ، وديوان الخلود .
علمتني ..
كيف أراها تقرأ شموخها ، وكيف تعتز بكبريائها ، وكيف تفتخر بعنفوانها ، وكيف تحي أشواقها في كل صباح ، كيف أقرأها عسلا صافيا على حاضرها ، وملكة على زمانها ، لأنها سيدة حضورها .
علمتني ..
أن ..... الذي أحبها لن يستطيع أن يكرهها ، لأنه لن ينسى في يوم أنها قلّدته بيدها وسام الحب ، والذي أودعته بعد رحيلها في قلب.. فكل إنسان أبدع في حبه وأخلص له ، حتى ولو خسره ، فيكفيه فخرا أنه قد أخلص له ، ومنحه الوفاء من لهيب قلبه ، وانه لا ينسى بأنه قد فاز بذاك ..... ولو للحظات .
علمتني ..
كيف أسافر مع جمالها ، وكيف أركب قوافل إبداعها ، لننشد أنا وهي فن إمتاعها على صفحات الزمن ، لتبقى ذكريات متوجة على هامة الدهر ، بعيدا عن صخب السنين ، وآلام الأيام ، فعقارب ساعاتنا قد توقفت ، ونبضات قلوبنا قد ارتعشت ، ليبقى لقاءنا المنتظر هناك .. بعد الزمان .
علمتني ..
أن أسافر مع ألامها ، وأن أرسم أمالهــا ، لأنها لاتعترف ببدعة الأمــل ، بقدر ما تعترف بسيطرة الألم على الجوارح ، علمتني أن الألام أز صديق للإنسان ، وأن السعادة مجرد أمنية كل كيان ، تنتهي فور فقدان الأحبة ، ليعيش الألم مكانها ، لأنه أقوى منها ، وأروع حضورا من عملتها ، فالفرح ثمين ، والألم دفين ، والهم قريب ، والأمل بعيد .. ولكن بقوة القلوب .. سنصنع الأمل على ميدان قلبها الكبير .