ماذا كان الهدف من الكتاب؟
ماذا كان الهدف من الكتاب؟
إن الطريقة الجديدة والقويمة في تفسير القرآن الكريم التي اصبحت اليوم موضع عناية المحققين والعلماء في هذا العصر هو رفع إبهام الآية واجمالها في موضوع معين بواسطة آية اُخرى تتحدث عن الموضوع ذاته ولكنها أوضح من الاولى دلالة ومفاداً، وبعبارة اُخرى الاستعانة في تفسير آية بآية اُخرى.
إن هذه الطريقة لاتختصُّ بتفسير آيات القرآن بل تنسحب على الأحاديث والروايات الإسلامية أيضاً إذ يمكن رفع الاجمال عن حديث بحديث مشابه، لأن القادة الكبار يتحدثون في موضوع مهمّ وخطير بصورة مؤكدة ومكررة لاتتشابه ولاتتحد في دلالتها، فقد تكون دلالتها على الآية واضحة وقد يكون بيان المقصود فيها بالاشارة والكناية حسب المقتضيات.
قلنا ان النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ طلب من اصحابه وهو في فراش المرض دواة وصحيفة يملي عليهم شيئاً لايضلّون بعده أبداً ثم تسبب التنازع الذي حدث بين الحاضرين في ان ينصرف من كتابة ما اراد.
يمكن أن يسأل سائل: ماذا كان يريدُ رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ كتابته في ذلك الكتاب ؟
إن الاجابة على هذا السؤال واضحة لأنه مع أخذ الأصل الذي ذكرناه في مطلع البحث بنظر الاعتبار يجب القول بأن هدف النبي لم يكن الاّ تعزيز الوصيّة ودعم خلافة الامام أمير المؤمنين عليّ ـ عليه السَّلام ـ وإمرته والتأكيد على لزوم اتباع أهل بيته الذي صرح به النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ في الغدير وغيره.
و هذا المطلب يستفاد من حديث الثقلين المتفق عليه بين محدثي السنة والشيعة، لأن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ قال في شأن الكتاب الذي نوى كتابته: انه يبتغي كتابة شيء لايضلون بعده أبداً. وقد جاءت هذه العبارة بعينها في حديث الثقلين إذ يقول رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ معتبراً عدم الضلال بعده معلولاً لاتباع الكتاب والعترة إذ قال:
«إنّي تاركٌ فيكمُ الثقلين ما إن تمسكْتُمْ بهما لن تضِلّوا: كتابَ الله وعترتي أهلَ بيتي»
ألا يمكن بعد ملاحظة هذين الحديثين والتشابه الموجود بينهما الحدسُ ـ بصورة قطعية ـ بان ما كان يهدفه رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ من طلب الدواة والصحيفة هو مفاد كتابة حديث الثقلين، أو ماهو أعلى ممّا يفيده حديث الثقلين وهو تعزيز ودعم ولاية الامام علي ـ عليه السَّلام ـ وخليفته مباشرة وبلافصل وهو الذي عيّنه للإمارة والخلافة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة عند مفترق طرق الحجاج المدنيين والعراقيين والمصريين والحجازيين وأعلن عن ذلك بصورة شفاهية.
هذا مضافاً إلى أن مخالفة من شكّل شورى الخلافة في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ ورشح رفيقه القديم للخلافة بصورة خاصة بعد رحيل رسول الله إلى ربّه، وحصل هو بدوره على اُجرته عند موت الأوّل بصورة نقديّة وعيّنه للخلافة خلافاً لجميع القواعد والاصول، خير شاهد على أن القرائن الّتي كانت في مجلس النبي وكلامه كانت تكشف عن أن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ كان يريد أن يملي على كاتبه امراً يتعلق بخلافة المسلمين والامارة والقيادة الّتي اثبتها لعلي وأهل بيته الطاهرين في احاديثه وخطبه.
ولهذا خالف القوم الحضور هذا المطلب بشدة وحالوا دون الاتيان بالقلم والقرطاس بوقاحة، وخالفوا كتابة شيء، وإلاّ فلماذا أصرّوا على المخالفة... وارتكبوا ما ارتكبوا.
سيد المرسلين _ صلى الله عليه وآله وسلم _/ج2
lh`h ;hk hgi]t lk hg;jhf? hgi]t hg;jhf?
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|