هو جعل الشيء في باطن شيء آخر، وإيداعه إياه، ويقال: ضمن فلان ماله خزانته، فتضمنته هي، والخزانة مضمن فيها، وهـي أيضًا متضمنة والمال متضمن .
• التضميـن في اللغة:
للتضمين مجموعة من التعريفات أهمها:" أن يـؤدي (أو يتوسع) في
استعمال لفظ توسعًا يجعله مؤديًا معنى لفظ آخر مناسب له، فيعطي الأول حكم الثاني في التعدي واللزوم"، وهو عند بعضهم: "إشراب لفظ معنى لفظ آخر، وإعطاؤه حكمه؛ لتصير الكلمة تؤدي معنى الكلمتين".
و"إن الغرض من
التضمين إعطاء مجموع معنيين وذلك أقوى من إعطاء معنى واحد".
•
التضمين في الاصطـلاح:
وعن كيفية وقوع
التضمين يحدثنا ابن جني حيث يقول:
" اعلم أن الفعل إذا كان بمعنى فعل آخر وكان أحدهما يتعدى بحرف والآخر بحرف آخر؛ فإن العرب قد تتوسع فتوقع أحد الحرفين موقع صاحبه، إيذانًا بأن هذا الفعل في معنى ذلك الآخر؛ فلذلك جيء بالحرف المعتاد مع ما هو في معناه؛ وذلك كقوله تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ [البقرة: 187]، وأنت لا تقول: (رفثت المرأة)، ولكن تقول: (رفثت بها أو معها)، لكنه لما كان الرفث هنا في معنى الإفضاء، وكنت تعدي (أفضيت) بإلى؛ كقولك: أفضيت إلى المرأة؛ جئت بـ (إلى) مع الرفث إيذانًا وإشعارًا أنه بمعناه.
وعن ذلك يقول ابن الأنباري:
"لأنهم يجرون الشيء مجرى الشيء إذا شابهه"، وقد امتدح ابن جني
التضمين قائلاً:" وهذا من أسد وأدمث مذاهب العربية، وذلك أنه موضع يملك فيه المعنى عنان الكلام، فأخـذه إليه ويصرفه بحسب ما يؤثره عليه"، فمن المؤكد أن
التضمين جاء لتحسين المعنى والعناية به؛ لأن
التضمين فـي الدرس النحوي ما هو إلا دراسة في المعنى، ويؤدي فيه المعنى دورًا بارزًا؛ لأنه الاعتماد على اللفظ المنطوق.
فعن كثرة
التضمين يقول ابن جني:
"إنه وُجِد في
اللغة من هذا الفن شيء كثير يخاطب به، ولعله لو جمع أكثره لا جميعه لجاء كتابًا ضخمًا، وقد عرفت طريقه، فإذا مر بك فتقبله وأنَسْ به، فإنـه فصل في
اللغة لطيف حسن يدعو إلى الأنس بها".
ومما سبق يتضح أن
التضمين أحد مظاهر الاختصار ووسائله ويرتبطان بعلاقة عضوية.