لا إله إلا الله فضاضة الصخر الصلاب
أحمد المُختار للخُلد يسبق نابها
لا إله إلا الله الريح تشهد والسحاب
والجبال الراسية كُلها وهضابها
لا إله إلا الله أكبر سؤال أعظم جواب
الرعود أصواتها والبروق أثوابها
لا إله إلا الله القاهر الفرد المُهاب
جابر العثرات مُعطي الكنوز أصحابها
لا إله إلا الله أول كلام أصدق متاب
الحُكَم في سِرها والهدى بأهدابها
لا إله إلا الله تخضع لها كل الرقاب
حظ والله من حملها وجاء يسعى بها
لا إله إلا الله ترجح بميزان الثواب
بالسماء والأرض بحجارها وأترابها
لا إله إلا الله حِصنٍ من الشرك الكُذاب
ما تِمس النار من جاه في جلبابها
لا إله إلا الله ذَخر الولي يوم الحساب
يوم تدنو الشمس والكرب بعض أسبابها
لا إله إلا الله أجمل خبر وأكمل نصاب
تشرح الخاطر وهي مفزع ٍ لـ أذنابها
ولا إله إلا الله ننسج بها حسن الثياب
هي نشيد المجد والنور من محرابها
لا إله إلا الله فكّ الرهن عِتق الرقاب
طُهرةٍ للخلق بحسابها وأسبابها
لا إله إلا الله يفتح لها سبعين باب
كل بابٍ فاح من عودها وأطيابها
لا إله إلا الله لو نُزّلت فـي الصخر ذاب
هي سلاح الجُند وسيوفها وأحرابها
لا إله إلا الله خذها معك وقت الذهاب
جنة الفردوس وين اَنت يا طلابها
يا الله يا غفار سهّل لنا كل الصِعاب
فُكّنا من كُربةٍ مُظلمٍ سِردابها
مالنا غيرك ملاذٍ ولا دونك حجاب
يرتجيك الخلق عِدوانها وأحبابها
فالق الإصباح باني السماء مُرسي الهضاب
عالم الأسرار هازم جميع أحزابها
مُحييَ الميت مُبيد الجيوش أهل الخراب
كاسر الجبار جابر كسير أطنابها
مغنيَ المحتاج مشبع أهل المخلب وناب
مروي الضامي مُفرج جميع أكرابها
حيِّ يا قيوم أنا بأسألك بـ اُم الكتاب
حاجةٍ في كامن القلب واَنتَ أدرىَ بها
اِعفو عنا يا مُجير النبي من العذاب
واِعفو عن اُمة محمد فهو وصّى بها
أنا عبدك وأنتَ بالخير تبدأ والثواب
رحمتك تِسبق عذابك تِبشرنا بها
أسألك بإسمك ووجهي لِمجدك في التُراب
الملوك بجُندها سلمت بأرقابها
أنت يا رحمَن من رَحمتك كَشف العذاب
إلتجينا بك وغيرك نصّب حجّابها
السلاطين المُهابة هبابٍ في هباب
كُلهم في قبضتك لو علت بـ أشنابها
ما عليه من البشر لو بنت فوق السحاب
دود فقرٍ يحطم الموت رُكن أقبابها
نسألك بـ أسمائك الغُر والوصف المهاب
بالفواتح والخواتيم كم نقرأ بها
نسألك بـ أحرُف كتابٍ إي والله من كتاب
بالسور إجازها بأهل واِسهابها
بالطوال السبع في شرحها فصل الخِطاب
وسورة الإخلاص يا ربنا عُذنا بها
ونسألك بالاسم الأعظم وبه كشف المُصاب
وآية الكُرسي وكم قلب أتهجا بها
تغفر الزلة وتفتح لنا للخُلد باب
وإحمنا من نارك الموقدة وعقابها
والله إني بالخجل مثل محموحٍ مُصاب
جيت بالتقصير والذنب نفسي عابها
لكن إن العبد لا ما رجع بعد الغياب
يغتفر له شردته بعد طول غيابها
من أنا حتى أمدحه من ترابٍ في تراب
جوده الواسع رفعني على مِرقابها
أتوسل بالشهادة وهي رأس الزهاب
وأعترف بذنوب عبدٍ وأنا قصابها
من شكر وإلا كفر ما يزيد المُلك ناب
الله مستغني عن الكل هو وهابها
الخليقة في موازينه تقديره ذُباب
والله ما تنقص من المُلك وزن ذُبابها
كُلهم ريشة بعوضة على نِسمة هباب
الله كم من جُمجُمة حُنطت بـ ترابها
دمر الأملاك وكنوزها صارت مَهاب
زلزل الباغين حط الفنى قصابها
الله كم فرعون حطه على رأس الحراب
الله كم جبار دق الوتد بأطنابها
الله كم من واسطه موت جرته الكلاب
الله كم من دولةٍ جت ولا يُدرى بها
الله كم من قائدٍ في البرايا ما يُهاب
صار زاد الدود سلاّبها وهابها
لا تقُل هذا عظيمٍ وذا حضرة جناب
العظيم الله يكفي البشر ما صابها
كلما تبصر من البشوات أهل القباب
مثل دود القز سُم الفنى بثيابها
من غباهم علّم الدفن قابيل الغراب
وانتزل هُدهُد لبلقيس في محرابها
وسَد مأرب في سبأ جاد فاره في الخراب
ونامسه في رأس نمرود سال لعابها
شُف ثمود البغي ماتوا بناقة في شراب
وغار ثورٍ بالحمامة يرد أعرابها
وقوم نوحٍ كالضفادع بطوفانٍ عُباب
وصار قوم شعيب مثل الجيف بشعابها
كُلهم عبد الطمع يا ذئابٍ في ثياب
كشرّت بأنيابها واحتمى بإخلابها
لا تِرجاهم تراهُم سرابٍ في سراب
فوّض أمرك للمُهيمن يفتّح بابها
وش بقي من مال قارون وأصحاب العياب
زُر مقابرهُم ترى البُوم قد غنّىَ بها