معركة المصير
معركة المصير
المعركةُ الكبرى التي يخوضُ العبدُ غمارَها مدى الحياة وبلا هوادَة هي معركتُه داخل كينوته مع نفسه التي بين جنبيه، وكلُّ ما سوى ذلك من المعارك تبعٌ لها.
فالنفسُ البشريةُ يتجاذبها نزعتان إلى طرفين متعاكسين؛ نزعة خير وصلاح، ونزعة شر وفساد، قد غرَسَها في جذور النفس مَن سواها وألهَمَها فجورها وتقواها، فقابليةُ الفجور والتقوى في النفس قد تبلغُ آماداً بعيدة.
فمن كانت نزعتُه نحو "التقوى" هي الغالبةَ فيمكنه أن يرقى في مدارج كمالاتها صعوداً حتى يفضُلَ على الملائكة!!
ومن كانت نزعتُه نحو "الفجور" هي الغالبةَ فيمكنه أن يهبط في دركات انحطاطها سفولاً حتى يصيرَ شيطاناً مريداً.
والناسُ بين هذين الطرفين يتفاوتون ويراوحون، ومنزلةُ المرء بحسب قرب منزله من هذا الطرف أو ذاك، ومقامُه بحسب موضع إقامته.
على المُحارِبِ أن يعلمَ أنَّ هذه المعركةَ الكبرى ليس من أهدافها أن يقتلعَ العبدُ الهوى من جَذر نفسه، فذاك هو المُحال، ولم يأمر به ذو الجلال، بل المأمورُ به هو نهي النفس عن الهوى وترويضها ومجاهدتها لتنضبط بميزان الشرع، وإطلاق شهواتها في حدود المأذون به، وليس الكبت بمُطلَق المنع.
ميدانُ الصراع في هذه الدائرة هو الأضيقُ لكنَّه الأخطر، فالمنتصرُ على ذاته سينتصرُ في كل الميادين لا محالة، والمنهزم فيه سينهزم في كل الميادين لا محالة.
فمن اتقى ارتقى، ومن اتبع الهوى هوى.
luv;m hglwdv
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|