12-12-2016, 05:57 PM
|
|
|
|
|
آمالي في زوجي لا حدود لها
كتبتْ:
ترتيب الرَّغَبات.
كأيِّ أنثى أحبُّ الثناءَ، أَطرَب له، أطير مع العصافير إن أحببت.
أجوب الجبال، ولا تمنعني إمكانيَّاتي الضعيفة؛ بل تتحوَّل قوَّتي لقوة الطبيعة التي تتربَّع في قلبي إن كان حيًّا بالحب أخذًا ثمَّ عطاء، حتى يسبق العطاء الأخذ، ثمَّ يغلِّفه ويكسوه.
طموحاتي كبيرة.
آمالي في زوجي لا حدود لها.
رأيتُه مرةً ابن تيمية، ومرة خالدًا، وثالثةً (شوقي)، وعمر، و...
حتى أتاني ذلك الخطيب، الذي لمعتْ عيناي وخالتي تعرِّفني عليه:
• شاعر.
• له ديوان وهو في مقتبل عُمُره.
• حروفه تذيب الحجَر.
• طالب علم.
• يقرأ في الموسوعات والمجلَّدات.
يا ألله!
إنها الجنَّة، سأسكن قلبه وبيدي مصحفي لا أكثر.
هو كفايتي، من أحتاج وهذا حال زوجي؟!
بادرتُ بالموافقة...
دامت حياتنا كما رسمتُها، ولكن ترتيب الرغبات أخذ يتغيَّر كل فترة.
كانت رغبات الجسد؛ كالطعام والاستقرار، والسكن إليَّ، وسرد أحداث الطفولة والمراهقة، والآمال والهمَّة في الطلب - هي المقدمة في بداية زواجنا، واعتبرتُ ذلك طبيعيًّا؛ فنحن ما زلنا في مرحلة تعميق المعرفة ببعضنا البعض.
انتظرتُ أشعارَه فتأخَّرتْ، فأصبحتُ أحتال لاستفزاز قريحته لأحظى بأبيات يقولها فيَّ، وكانت كأعظم كنز أحتفظ به وأتقلَّده في صدري من حين لآخر.
وربما كانت قصائده هجاء يزعجني قليلًا، ثمَّ يحرص كلانا على تحويله لمادة طرافة وضحك.
تهتزُّ أركاني إن سمعتُ نغمتَه على الهاتف الخاصَّة به قبيل قدومه.
فأركض وألبس أجملَ ما عندي، وقبل أن أفتح الباب أتعطَّر بأريج الحبِّ قبل أن أمس عطري.
أستقبله بعينين لامعتين تتدفَّقان حياة وبشرًا وأملًا:
• "حضرتْ جنَّتي التي تؤويني".
هكذا أردِّد بصوتٍ مَسموع وأنا أجهِّز السفرة سريعًا.
ثمَّ يأخذنا الحديث والطعام، والضحك والعتاب... حتى يبرد الطعام، فنتركه ونشبع بحبِّنا.
ثمَّ - وآهٍ منك يا ثمَّ! - تبدَّل ترتيب الرغبات؛ إذ تمَّ التعارف الكامل بيننا.
سرد كلانا كلَّ ذاكرته وكأننا وُلدنا معًا.
بدأ الحوار يقل ويَقتصر على أهمِّ الأحداث اليومية البارزة.
بل قد يقوم أحدنا من الطعام قبل الآخر.
فكرتُ وقرَّرتُ تنشيط السعادة؛ هذه مسؤوليتي.
أخذتُ أتفقَّد كتبَه وأعرف أحبها إليه، وأجهِّز منها مادَّةَ حوار ونقاش، وأحيانًا أتعمَّد إظهارَ الفَهم المغلوط لتأخذه شَهوة العلم ويصحِّح لي، ويتحدَّث وينفعل، ويراهن أنَّني فهمت خطأ.
وأنا أروي صدى قلبي بهذه اللحظات، ويزيدها أنَّها صناعتي، وأنها تضيف لسعادتي به سعادتي بالنَّجاح فيما أردت.
ثم - وآهٍ من ثم! - تبدَّل ترتيب الرغبات.
كلَّما أعددتُ موضوعًا وتعمدتُ استفزازه قال:
• أعيدي قراءتَه؛ واكتفى!
كنا رُزقنا طفلًا، فأصبح لدينا سعادة جديدة.
سعادة تأخذ عَقلي وقلبي... فعندما ينامان وأراهما نفس الشكل وكأنَّ طريقة النوم وراثية، أو أراه ملهوفًا عليه، فأكتفي وأتقوَّت من حبه لابني، وأستشعره حُبًّا لي...
استعدتُ قلاداتي من شِعره بأشعاره في ابني.
ثم - وآهٍ من ثم! - تبدَّل ترتيب الرغبات، وثبتت الشهوة الأصليَّة فيه، وظلَّت في المقدمة!
شهوة الحرف، وما أقبحها من شهوة عندما تَمتلك الحياة على صاحبها!
لا تصلح لصاحبها زوجة إنسانة! بل حتمًا تكون حجرًا.
حتى لا تنتظر حرفه الذي يحييها، ويركض هو لاستنشاق عبير كتابٍ ما والشبع من شِعر كاتبة، والطرب من جريدةِ أستاذه، والكارثة أنَّ كل ذلك في صمتٍ قاتل.
وكلما استثرتُ لسانَه مدَّ يده لي بمقال أو مجلَّة أو ديوان أو...، قائلًا:
• اقرئي هذا، ستنتشين!
كنتُ ساخطة على هذا، لكني اكتفيتُ بحِضن ابني وكلماتِه ناقصة الأحرف عظيمة الدلالة.
ثمَّ أردفتُه بآخر.
أستنشق منهما رائحة الحياة، وما زلتُ أحلم بيوم يكون فيه قلبه جدراني، ومعي مصحفي مثلما تخيَّلتُ يوم جاءني خاطبًا.
لكني كنتُ أهتف لأصبِّر نفسي:
- كوني له معينًا، أنتِ مأجورة، غيره يقضي أوقاتَه في المقاهي والمباريات...
فرِفعتُه رِفعتك.
علمه ميراث وسلطان أولادك.
ثمَّ - وآهٍ من ثمَّ! - تبدَّلت الرغبات وبدأ...!
أكملي أنت..
يا من تريدين زوجًا غير عادي.
|
Nlhgd td .,[d gh p],] gih Nghld p],] .,[n
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ فاتن على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:24 AM
|