لايخفى على المسلم العاقل أن هذه الإضاءات يجب أن تؤخذ في ضوء كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
فإنه لا يضل من استمسك بهما،
وما عدا ذلك من كلام البشر فلا عصمة له من الخطأ والقصور والعجز والنسيان.
وهذا الإضاءات على النحو التالي :ـ
1-عامل الناس بمثل مَا تحب أن يعاملوك به كما في الحديث الصحيح "وليأت إلى الناس الذي يحبّ يُؤتى إليه"رواه مسلم والنسائي وابن ماجه.
2- أحِب للناس ما تحب لنفسك واكره لهم ما تَكْرهُ لها.
3- لا يَسُوغُ لك أن تتخذ ظروفك سبباً أو عُذراً لك في الإساءة للآخرين مهما كنت معذوراً عندنفسك.
4- إذا أردت تهذيب نفسك فيُمكنُك مخالطة الناس : فما كرهت منهم من أَخلاق فابتعد عنه؛ فإنهم يَكْرهون منك ما تَكرهُ منهم.
5- لا تَكْتفِ بنقْدِ أَخلاق الآخرين وتنسَ نفسك، بل اشتغل بنقد نفسك أولاً، لأنك مكلفٌ بها أولاً، ثم اشتغل في إِصلاح الآخرين.
6- لا تقبل لنفسك ما تذم به الآخرين .
7- لا يكنْ همّك الاشتغالَ بإصلاح أعمالك الظاهرة فقط، بل اعتن أيضاً بإصلاح نفسك ودوافعها في القيام بالأعمال الصالحة.
8- لا تغتر وأنت تعمل لله تعالى بما تلقاه في الطريق من مدح الناس؛ فما أكثر من خُدِعَ بذلك، وما أكثر من شغلته الوسيلة عن الغاية أو صرفته عنها.
9- لا تغتر ببعض الطرق الخادعة التي يُظن أنها سبيلٌ لتهذيب النفس وإصلاحها، ولكن انظر إلى طريق الرسول وأصحابه رضوان الله عليهم وأتباعهم من العلماء المحققين، قال محمد بن سلام البيكندي
"كل طريق لم يمش فيه رسول الله فهي ظلام وسالكها لا يأمن العطب".
10- تذكّرْ أنّ عليك واجباتٍ؛ كما أن لك حقوقاً، وليكن همّك البحث عمّا عليك من واجباتٍ وأداءَها؛ فذلك شرط لتحصيل حقوقك.
11- إذا أَساءَ إليك أحدٌ، فلا تتخذ ذلك سبباً للإساءة إليه، وإذا أخطأ أحد في حقّك فلا يكن ذلك سبباً في أن تخطئ في حقه.
12- لا تُضَحِّ بأدبِك في سبيل تأديب ولدِك، أو لا تُفْسِد أدبَك في سبيل تأديب ولدك.
وذلك يحصل غالباً بسبب الإخلاص وشدة الحماسة للإصلاح؛
ومظاهر هذا التصرف ربما تنحصر في أمرين :
إما أن يكون ذلك باستخدام وسيلة أو أسلوب في التأديب غير مشروعة،
وإما أن يكون ذلك بمجاوزة الحدّ في استخدام المشروع سواء في المقدار أو الكيفية أو في وضْع المشروع من ذلك في غير موضعه!.
13- ينبغي أَن تَعْلَم أَن أَقلَّ ما عليك أن تُعَامِل الناس به، العدلُ والإنصافُ من نفسك. وإذا احتاج الناس إلى قاضٍ يأخذ لهم الحق منك؛ فأعلم بأنك رجل سوء.
14- إذا أردتَ الاجتهاد في تحصيل الأخلاق الحميدة؛ فعليك أن تَعْلم فضلها وفوائدها في الدنيا والآخرة؛ لتعرف عن أيِّ شيءٍ تطلب.
15- تكاد نفسُك تكون كالمرآة، يَظهر فيها أخلاقُ مَن تُصَاحِبُ وأفكارُ ما تقرأُ؛ فاختر الطيبَ من ذلك دائماً.
16- بإمكانك التعرفُ على حقيقةِ أخلاقِك بالنظر إليها في الحالات الآتية :
ـ إذا خلوتَ
ـ وإذا غضبتَ
ـ وإذا احتجتَ
ـ وإذا استغنيتَ
ـ وإذا قَدِرتَ