إن من أعظم الأسباب لشرح الصدر وطرد الغم،
قوة التوحيد وتفويض الأمر إلى الله تعالى
أن الله عز وجل وحده الذي يجلب النفع ويدفع الضر،
وأنه تعالى لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه،
عدل في قضائه، يعطي من يشاء بعدله، ولا يظلم ربك أحدا
::::
السبب الثاني: حسن الظن بالله
حسن الظن بالله تعالى، وذلك بأن تستشعر
أن الله تعالى فارجٌ لهمك كاشفٌ لغمك،
فإنه متى ما أحسن العبد ظنه بربه،
فتح الله عليه من بركاته من حيث لا يحتسب
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« قَالَ اللهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ خَيْراً فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَراً فَلَهُ»
أخرجه الإمام أحمد وابن حبان
قال تعالى: {الظَّآنِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً} [الفتح:6].
::::
السبب الثالث: كثرة الدعاء
كثرة الدعاء والإلحاح على الله بذلك
، فيا من ضاق صدره وتكدر أمره، ارفع أكف الضراعة إلى مولاك،
وبث شكواك وحزنك إليه، واذرف الدمع بين يديه، واعلم رعاك الله تعالى:
أن الله تعالى أرحم بك من أمك وأبيك وصحابتك وبنيك.
::::
السبب الرابع: المبادرة إلى ترك المعاصي
تفقد النفس والمبادرة إلى ترك المعاصي،
أتريد مخرجاً لك مما أنت فيه وأنت ترتع في بعض المعاصي؟ يا عجباً لك!
تسأل الله لنفسك حاجتها وتنسى جناياتها،
ألم تعلم هداك الله تعالى أن الذنوب باب عظيم ترد منه المصائب على العبد
:{وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30]،
{أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165].
ستسقى العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه، فقال في دعائه:
"اللهم إنه لم تنزل عقوبة إلا بذنب ولا تنكشف إلا بتوبة
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب} [الطلاق:3،2]،
أن التقوى سبب للمخرج من كل غم،
فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى
فوجدت المخرج...
" (صيد الخاطر:153) انتهى كلامه.
::::