!!
سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله, أقريب ربنا فنناجيه, أم بعيد فنناديه ؟
فنزل: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ }
لأنه تعالى, الرقيب الشهيد , المطلع على السر وأخفى , يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ,
فهو قريب أيضا من داعيه , بالإجابة ،
ولهذا قال: { أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }
والدعاء نوعان :
دعاء عبادة , ودعاء مسألة .
والقرب نوعان :
قرب بعلمه من كل خلقه , وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق .
فمن دعا ربه بقلب حاضر , ودعاء مشروع , ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء,
كأكل الحرام ونحوه, فإن الله قد وعده بالإجابة ، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء,
وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية, والإيمان به, الموجب للاستجابة،
فلهذا قال: { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
أي : يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة,
ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة.
ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره, سبب لحصول العلم .
تفسير السعدي
هذا وصلى الله وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
sHg hgkfd