قامت بلدية قنا صباح أمس السبت بإزالة عقود الزينة من أعمدة الإنارة بمركز خلال بقنا؛ وذلك بعد تسبُّب أحدها في صعق طفل الثلاثاء الماضي، وشروع البلدية بعد الحادثة في فصل التيار الكهربائي عنها قبل أن تقوم بلف "شطرطون" عليها في اليوم التالي بغية التنصل من القضية التي كادت تودي بحياة الطفل.
وكان رئيس بلدية قنا قد قام بزيارة الطفل في المستشفى قبل أن يغرِّد عبر حساب البلدية نافيًا الواقعة.
ووقفت "سبق" ميدانيًّا على عمود الإنارة الذي تسبب في صعق الطفل، ورصدت أجزاء من تلك الأسلاك المكشوفة بحضور عدد من السكان.
وقال والد الطفل محمد بن أحمد العسيري من أمام عمود الإنارة الذي شهد الواقعة: "هنا صُعق ابني". وكشف تفاصيل جديدة في القضية، أكد فيها لـ"سبق" أن رئيس بلدية قنا قام يوم الأربعاء الماضي بزيارة ابنه بمستشفى محايل، ثم غرد بعد ذلك عبر الحساب الرسمي لبلدية مركز قنا التابع لأمانة منطقة عسير على "تويتر" نافيًا صحة الخبر الذي نشرته "سبق"، بما نصه: "إشارة إلى الخبر المنشور في صحيفة سبق الإلكترونية بتاريخ 15 / 1 / 1440هـ تحت عنوان (عمود إنارة يصعق طفلاً بـ[خلال قنا])، فإن البلدية تنفي صحة ما ورد في صحيفة (سبق) بأنه حدث صعق كهربائي لطفل في مركز خلال؛ إذ إن عمليات الصيانة لأعمدة الإنارة موجودة في المركز منذ ثلاثة أيام".
وأضاف والد الطفل: "وقفت لجنة مشكَّلة من البلدية والدفاع المدني والشرطة في تمام الثالثة من عصر الأربعاء، والتقيتُها في الموقع، ولاحظتْ أن شريط العازل (الشطرطون) قد وُضع حديثًا، وتحديدًا بعد الحادثة، بعد أن قامت البلدية بفصل التيار بعد تلقيها نبأ تعرُّض ابني للصعق".
وأكد أنهم قاموا بذلك بعد وقوع الحادثة؛ إذ أرسلت فِرقة صيانة ليلاً، وأطفأت الإنارة كاملة عن العمود، وفي الصباح أكملت مهمتها بلف الشريط العازل على الأسلاك في محاولة لطمس الحقيقة. مضيفًا بأن الشرطة التي كانت في عضوية اللجنة التي حضرت إلى الموقع أكدت أن الشريط اللاصق "الشطرطون" جديد، وتم وضعه حديثًا.
وكان رئيس بلدية قنا إبراهيم بن عبدالخالق الحفظي قد قال: "عند شخوص اللجنة من قِبل البلدية والشرطة والدفاع المدني لم يتضح أن هناك تماسًا في أعمدة الإنارة و(ليات) الزينة؛ إذ إن أعمال الصيانة مستمرة في المركز للتجهيز للاحتفال باليوم الوطني".
وأمام هذا أكد المواطنون أن عقود الزينة قديمة، وتحديدًا منذ عيد الفطر العام الماضي، ولم يتم إضافة عقود عليها لليوم الوطني.
وأكد التقرير الطبي الذي حصلت عليه "سبق" أن الطفل أُدخل بناء على تعرُّضه لصعق كهربائي. وطالب والد الطفل بتدخُّل أمير منطقة عسير، الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز؛ لأخذ حق ابنه، ومعاقبة المتسبب فيما حدث له ولأسرته.. مؤكدًا أنه لن يتنازل عن حق ابنه.
وكان طفل في الثامنة من عمره قد نجا مساء الثلاثاء الماضي من الموت بأعجوبة بعد تعرُّضه لحالة صعق كهربائي من عمود إنارة بمركز خلال بقنا جنوب غرب محايل عسير. ويأتي هذا بعد ثلاثة أيام من وفاة طفلة في المجاردة في حالة مماثلة.
وأوضح والد الطفل محمد بن أحمد العسيري لـ"سبق" خلال التقائها في مستشفى محايل أن ابنه البالغ من العمر ثمانية أعوام تعرَّض لصعق كهربائي بعد ملامسته عمود إنارة تابع لبلدية قنا؛ ما استدعى نقله للمستشفى، وتم تنويمه على إثر ذلك.
وقال مواطنون في "مركز خلال" إن عقود الزينة التي زُودت بها أعمدة الإنارة خلال عيد فطر العام الماضي تُركت تلعب بها الرياح، وتهدد المارة وطلاب المدارس؛ ما دفعهم إلى تغطية بعضها بالبلوك والحجارة قبل أن تستجيب البلدية مع حالة واحدة، وتترك الباقي؛ ما نجم عنه صعق الطفل محمد الذي نجا من الموت بأعجوبة.