05-28-2021, 11:45 PM
|
|
|
|
حفظ الأنفس والأهل والأموال من الحسد
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.
إخواني، أوصيكم وإياي بتقوى الله، فتقوى الله هي النجاة في الدنيا من شرورها وأنكادها، وأمراضها وتعبها، وفي الآخرة من النار ومن غضب الجبار.
إنها تقوى الله، والابتلاءات في الدنيا تحتاج إلى تقوى ومخافة من الله؛ لأن المبتلى قد يرتكب أموراً مخالفة لشرع الله ودين الله؛ معتقداً أن في هذه الأمور المخالفةِ النجاةَ.
بعض الناس يبتلى في نفسه بالأمراض المستعصية، والهموم والغموم المتتالية؛ فلا يربح في تجارة، ولا ينجح في دراسة، ولا يتم له مشروع...
وبعضهم يبتلى بموت الأولاد في طفولتهم، أو توالي الأمراض عليهم، أو ببكائهم المستمر جاهلاً بالأسباب، وقد تعاطى سبل الشفاء والدواء فلم يفلح...
وبعض الشباب رغم فُتوَّتِهم وغناهم، أو بعضُ الفتيات رغم جمالهنَّ ومكانتهنّ، كلَّما اقتربوا من الزواج؛ فمنهم مِن الخُطّاب مَن ذهبَ ولم يرجع، ومنهنّ من رفضت أو رفض أهلها دون سبب، مع توفر الدواعي للقِران من كلا الطرفين، ومنهم يرى صورتها، أو ترى صورته؛ أقبح صورة ونحو ذلك.
فالمهموم لم يترك باباً إلا طرقه، والمديون لم يترك طريقاً إلا سلكه، والمبتلى بالأمراض لم يترك مشفى أو طبيباً إلا زاره، ومن تأخر عنهم الزواج طرقوا أبواب الشياطين من الدجالين والسحرة والعرافين.
ألا يحتمل أنَّ هناك أمرًا فوق العادة، هو المانع من أسباب السعادة! إنه ما أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ألا وهو ما يُعرَف بالعين أو النفس أو النظرة؟
فالعين قد تكونُ هي السببُ في الموتِ المجهول السبب، وقد تكون العين هي السببُ في المرض والبلاء الذي جهله الأطباء، وقد تكون العين هي السبب في تعطيل الزواج والخسارة في الصناعة وفي التجارة، والرسوب في الدراسة.
فما معنى العين؟
[يُقَالُ -في اللغة-: أصَابَت فُلاناً عَيْن؛ إِذَا نَظر إِلَيْهِ عَدُوّ أَوْ حَسُود، فأثَّرتْ فِيهِ فمَرِض بِسَببها. يُقَالُ: عَانَهُ يَعِينُه عَيْناً فَهُوَ عَائِن، -فالفاعل هو عائن، والذي فُعِل به هو المعين- إِذَا أصَابَه بالعَيْن، والمـُصاب مَعِين]. النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 332).
والعين حقٌّ ولها حقيقة، وآثارُها ظاهرة، ولا ينكرها عاقل، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("اسْتَعِيذُوا بِاللهِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ"). (جة) (3508)، (خ) (5600)، (م) (2187)، ("وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَ الْقَدَرَ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا"). (م) (2188)، (ت) (2062).
فالعين حق والإصابة بها شيء ثابت موجود، هكذا عند جميع العقلاء.
(إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ)، أَيْ: الْإِصَابَةُ بِالْعَيْنِ شَيْءٌ ثَابِتٌ مَوْجُود، قَالَ الْمَازِرِيّ: أَخَذَ الْجُمْهُورُ بِظَاهِرِ الْحَدِيث، وَأَنْكَرَهُ طَوَائِف الْمُبْتَدِعَة لِغَيْرِ مَعْنًى؛ لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَيْسَ مُحَالًا فِي نَفْسِه، وَلَا يُؤَدِّي إِلَى قَلْبِ حَقِيقَةٍ، وَلَا إِفْسَادِ دَلِيل، فَهُوَ مِنْ مُتَجَاوِزَاتِ الْعُقُول، فَإِذَا أَخْبَرَ الشَّرْعُ بِوُقُوعِهِ، لَمْ يَكُنْ لِإِنْكَارِهِ مَعْنَى، وَهَلْ مِنْ فَرْقٍ بَيْن إِنْكَارِهِمْ هَذَا، وَإِنْكَارِهِمْ مَا يُخْبَرُ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْأَخِرَة؟! (فتح الباري).
وقال في التحفة (5/ 338): أَيْ لَوْ أَمْكَنَ أَنْ يَسْبِقَ شَيْءٌ الْقَدَرَ فِي إِفْنَاءِ شَيْءٍ وَزَوَالِهِ قَبْلَ أَوَانِهِ الْمُقَدَّرِ لَهُ، -لكانت العين- لَكِنَّهَا لَا تَسْبِقُ الْقَدَرَ، فَإِنَّهُ -سبحانه و- تَعَالَى قَدَّرَ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ الْخَلْقِ.
♦ ومن أصيب بالعين وطُلِب منه الغسل أو الوضوء إذا- (اسْتُغْسِلْتُمْ)، أَيْ: إِذَا طُلِبْتُمْ لِلِاغْتِسَالِ. (فَاغْسِلُوا)، أَيْ: فَاغْسِلُوا أَطْرَافَكُمْ -وتوضئوا له، يتوضأ بهذا الماء ويوضع عليه، حتى يغتسل به المعين-، عِنْدَ طَلَبِ الْمَعْيُونِ ذَلِكَ مِنْ الْعَائِنِ، وَهَذَا كَانَ أَمْرًا مَعْلُومًا عِنْدَهُمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَمْتَنِعُوا مِنْهُ إِذَا أُرِيدَ مِنْهُمْ، وَأَدْنَى مَا فِي ذَلِكَ رَفْعُ الْوَهْمِ الْحَاصِلِ فِي ذَلِكَ، وَظَاهِرُ الْأَمْرِ الْوُجُوبُ. تحفة (5/ 338).
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله -تعالى- عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("أَكْثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِي -بَعْدَ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ- بِالْعَيْنِ"). (طل) (1760)، (مش) (4/ 77)، (صم) (ق 24/ 2)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (1206)، الصَّحِيحَة: (747).
قال المناوي رحمه الله تعالى: -في شرح قوله: (أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره)-، [وفي رواية بالنفس، وفسر بالعين، وذلك؛ لأن هذه الأمةَ فُضِّلت باليقين على سائر الأمم، فحَجَبوا أنفسهم بالشهوات، فعوقبوا بآفة العين، فإذا نظر أحدهم بعَين الغفلة، كانت عينه أعظم، والذمُّ له ألزم، ﴿ قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ﴾، فلمَّا فضَّلهم الله باليقين، لم يرض منهم أن ينظروا إلى الأشياء بعين الغفلة، وتتعطل مِنَّةُ الله عليهم وتفضيلُه لهم. ذكره الحكيم]. فيض القدير (2/ 81).
فما الذي ممكن أن تفعله العين؟
مرض الأجساد وضعفُها، وهزالها ونحافتها، فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله -تعالى- عنهما قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها -زوجة جعفر الطيار رضي الله عنه-: ("مَا شَأنُ أَجْسَامِ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً؟") -النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن أولاد جعفر الذي استشهد، فيسأل عنهم لماذا هم ضعفاء هكذا؟- ("أَتُصِيبُهُمْ حَاجَةٌ؟!") -أَيْ: أَوْلَاد جَعْفَر الطيار رضي الله عنه، فقد رأى أجسامهم نَحِيفَةً ضعيفة، فهل يجوعون؟- قَالَتْ: (لَا! وَلَكِنْ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ الْعَيْنُ، أَفَنَرْقِيهِمْ؟) قَالَ: ("وَبِمَاذَا؟") فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ("ارْقِيهِمْ")، ("فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقٌ الْقَدَرَ، لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ"). (حم) (27470)، (م) (2198)، (ت) (2059)، (جة) (3510). فالأطفال تسرع فيهم العين أكثر من غيرهم، فاتقوا الله في أطفالكم يا عباد الله.
ومما قد تسببه العين القتل والموت للإنسان والحيوان، فَـقد ثبت عَنْ جَابِر -بن عبد الله- رضي الله -تعالى عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("الْعَيْنُ تُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ، وَتُدْخِلُ الْجَمَلَ الْقِدْرَ"). (مسند الشهاب للقضاعي) (1057)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (4144)، الصَّحِيحَة: (1249).
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ الْعَيْنَ لَتُولِعُ بِالرَّجُلِ بِإِذْنِ اللهِ، حَتَّى يَصْعَدَ حَالِقًا، ثُمَّ يَتَرَدَّى مِنْهُ"). (حم) (21302)، (21471)، (طس) (5977)، صَحِيح الْجَامِع: (1681)، الصَّحِيحَة: (889)، أَيْ: لتُصيب الرجل المعين، تصيبه العين فماذا يفعل؟ وهذا يصيبه بإذن الله حتى صعد جبلاً عالياً، أو مكانا مرتفعاً فيسقط منه، من شدة العين التي أصابته، وهذا شيء لا إرادي! يصاب به الإنسان وتجدُ المعيون قد يصعد مكاناً معيناً من شدة ما فيه من الأذى، وشدة العين، جبلاً أو مكاناً مرتفعا فيتردى منه.
وربما أثرت العين القوية في الجبال، فَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("الْعَيْنُ حَقٌّ؛ تَسْتَنْزِلُ الْحَالِقَ"). (حم) (2477)، (2681)، (ك) (7498)، انظر الصَّحِيحَة: (1250). والحالق هو الجبل العالي.
فالإصابةُ بالعين ثابتةٌ موجودةٌ، ولها تأثيرٌ في النفوس، ولها تأثير حتى في الجمادات والأموال، فقد تستنزل الجبل العالي. قال الحكماء: والعائن -الذي يصيب الناس بالعين،- يَبعثُ من عينِه قوةً سُمِّيةً تتصلُ بالـمُعَانِ -هو الإنسان أو الحيوان أو المال- فيَهلِك، أو يُهلِكُ نفسَه، -فربما ترجع عينه عليه، كمن ينظر في المرآة ولا يذكر الله، ويتعجب من نفسه فترجع عينه عليه، قال:- ولا يبعدُ أن تنبعثَ جواهرُ لطيفةٌ غير مرئيةٍ من العينِ، فَتَتَّصلُ بالـمَعينِ وتتخلَّلُ مَسَامَ بدنِه، فيخلُق اللهُ الهلاكَ عندها، كما يخلقُه عند شُرْب السُّم، وهو بالحقيقة فِعْل الله. فيض القدير (4/ 520)، بتصرف.
وليس من فعل البشر، هذا فعل الله، وجعل البشر الذين يَعينون الناس أسباباً.
وأكثر من يصابون بالعين هم الأطفال والنساء، ومن هو جميلُ الخلقة، ومن هو عذبُ الكلام؛ يُعجِب من يراه أو يسمعه، وكذا كثيرو الأموال والأغنياء. حتى أولاد الأنبياء والصالحين والأصفياء، لا يَسلمون من العين والنظرة الحاسدة، لذا فقد كانوا يحصنونهم بالتعوذ والرُّقَى، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ)، -أي عند نومهما-، يَقُولُ: ("أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ")، -قِيلَ: هِيَ الْقُرْآنُ، وَقِيلَ: أَسْمَاؤُهُ وَصِفَاتُهُ. تحفة (5/ 335). (والتامة)، أَيْ: الْوَافِيَةُ فِي دَفْعِ مَا يُتَعَوَّذُ مِنْهُ. عون المعبود (10/ 257)-، (مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ")، وَيَقُولُ -عليه الصلاة والسلام-: ("إِنَّ أَبَاكُمَا") -أي إبراهيم عليه الصلاة والسلام- ("كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ"). (ت) (2060)، (خ) (3191)، (د) (4737).
أعيذكما بكلمات الله التامة، كلمات الله لا تنتهي، وكلمات الله القرآن وما فيه من آيات الشفاء، يستعيذ بها الإنسان.
و-(الهَامَّة): كُلّ -دابَّةٍ- ذَاتِ سُمّ -كالعقارب والدبابير وما شابه ذلك-. عون المعبود (10/ 257).
و(عَيْنٍ لَامَّةٍ) أَيْ: مِنْ عَيْنٍ تُصِيبُ بِسُوءٍ، و -اللامة مأخوذة من- اللَّمَمُ: طَرَفٌ مِنْ الْجُنُونِ يُلِمُّ بِالْإِنْسَانِ، أَيْ: يَقْرُبُ مِنْهُ وَيَعْتَرِيهِ. تحفة الأحوذي (5/ 335).
وللعين أسباب، فالإنسان نفسُه يَعرِض ما أنعم الله عليه من نِعَمٍ على من هبّ ودبّ، ولا يذكر الله سبحانه وتعالى، وعرْضُ المحاسنِ على الناس، وعدم التحصّنِ بالأذكار الواردة كل هذا من أسباب الإصابة بالعين، وقد يعينُ الإنسان نفسه عند استحسان صورته في المرآة، ولم يذكر الله سبحانه وتعالى، أو يَعينُ مالَ نفسه، كذاك الذي قال الله في شأنه في سورة الكهف: ﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾ [الكهف: 35، 36]، فماذا كانت النتيجة: ﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا* وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ﴾ [الكهف: 42، 43].
فمن نظرَ إلى غيره فاستسحن صورته ولم يذكر الله، أصابته عينه، والناس متباينون ومختلفون في قوة العين، فبعضهم لا يعين أبدا، وبعضهم بمجرد النظرة الأولى يحدث له عين فيمن نظر إليه، وبعضهم بين بين؛ ولكن يفسد العين ذكرُ الله، والدعاء لأخيك المسلم، وعلى نفسك بالبركة، ولو كان العائن من الصالحين، فلقد حدث مثل ذلك في عهد النبوة أن بعضَهم، أي بعض الصحابة مشهور عنه أنه يعين، مع صلاحه، وهو عامر بن ربيعة رضي الله عنه، استحسن صورة الصحابي الجليل سهل بن حنيف، رضي الله عنه، فقد ثبت عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنهما قَالَ: (مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ رضي الله عنه بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه وَهُوَ يَغْتَسِلُ)، (فَنَظَرَ إِلَيْهِ) -عامر نظر إلى سهل-، (فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ عَذْرَاءَ)، -جلد سهل يشبه جلد الفتاة الجميلة-، (-وَكَانَ سَهْلٌ رَجُلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ-)، (قَالَ: فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ)، -أصابته العين مباشرة-، (وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ)، (فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ؟! وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأسَهُ وَمَا يُفِيقُ)، -في شبه غيبوبة؛ يصحو أحيانا ويغمى عليه أحيانا-، (فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)، فَقَالَ: ("هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟") -ليس عليه آثار قتل ولا ضرب بالعصي ولا ما شابه ذلك، إذن من تتهمون أنه عانه؟ وأصابه بالعين؟- (قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ). (حم) (15980).
وفي رواية: (فَأَخْبَرَهُ سَهْلٌ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِ عَامِرٍ)، (فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ)، -حتى يعلمه درسا- وَقَالَ: ("عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟") ("إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ، أَوْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ"). (جة) (3509)، (ن) (10872)، (حب) (6105)، انظر الصحيحة تحت حديث: (2572)، (حم) (16023)، المشكاة: (4562)، وقال الأرناؤوط: حديث صحيح، (حم) (15738).
هذه الأمور تحدث من بعض الناس، فيغفُلون وينظرون بعين الغفلة عن ذكر الله عز وجل، فإذا نظرت إلى ما يعجبك من نفسك أو من مالك، أو نظرت إلى ما يعجبك من أخيك أو ماله، فاذكر الله، وادع بالبركة لنفسك ولأخيك، ولا تكن عائنا يا عبد الله.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الآخرة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
للتخلص من العين وأذاها لا بدَّ من اجتناب أسبابها، حتى لا يصاب المرء بها أصلاً، فالتحصن أمرٌ عظيم، وأن تجعل لك حصناً لن تَقربك عين حاسد ولا ما شابه ذلك، فإن حصل وأصيب إنسان بالعين، وكان قد قُدِّر له حياة، فليتوكل على الله، ويعمل بما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرقية والاستعاذة، فعندما مرض عليه الصلاة والسلام مرضاً شديداً، وأصابته الحمَّى عليه الصلاة والسلام، رقاه جبريل عليه السلام، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم)، (وَهُوَ يُوعَكُ) -أي: من الحمّى-، (فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ"). (م) (2186)، (ت) (972)، (حب) (953)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.
وأيضاً رقية عائشة رضي الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كُنْتُ أَرْقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْعَيْنِ، فَأَضَعُ يَدِي عَلَى صَدْرِهِ وَأَقُولُ: امْسَحْ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ). (حم) (25039)، انظر الصَّحِيحَة: (1526).
وأيضا قِرَاءَةُ الْمُعَوِّذَاتِ صَبَاحًا وَمَسَاءًا للتحصّن من العين وغيرها، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ، حَتَّى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا؛ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا). (ت) (2058)، (س) (5494)، صَحِيح الْجَامِع: (4902)، الكلم الطيب: (247).
يتعوذ من الجان وعين الإنسان؛ -أَيْ: يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ. و(المعوذتان)، أَيْ: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ وَ ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ التحفة (5/ 332).
وللوِقَايَةِ مِنْ الْعَيْن؛ لا بد من سَتْرِ مَحَاسِنِ مَنْ يَخَافُ عَلَيْهِ من الْعَيْن، فلو كان عند شخص أولادٌ كُثُر، خمسة ستة أو عشرة، ويخاف عليهم من عيون الحاسدين، لابد من تفرقهم في الطريق إذا مشوا، ويريدون هدفاً معيناً، ولا يكونوا جماعة، فالعين تسرع فيهم، مثلاً: يقولون أولاد من هؤلاء؟ أولاد فلان، فتدخل فيهم العين فيهلكون، فتدخل فيهم العين، وهذا كما أخبر سبحانه وتعالى عن يعقوب عليه السلام الذي قال لأبنائه الأحد عشر: ﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾، لماذا قال هذه الأشياء؟ فقدر الله نافذ، ومشيئته ماضية، ولكن من باب الأخذ بالأسباب، ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67]. ولكن ما قدره الله وقع.
فإن خشي أحد على حاجة له فخاف أن تصيبه العين فليكتمها وليخفها، ولا ينشرها ويشيعها، فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنها قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("اسْتَعِينُوا عَلَى إنْجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ"). (طس) (2455)، (مسند الشهاب) (708)، صَحِيح الْجَامِع: (943)، الصَّحِيحَة: (1453).
والناس اليوم إلا من رحم الله تعالى، ينشرون محاسن أولادهم وأهليهم وأموالهم، وحتى أطعمتهم ينشرونها، وينشرون ما أنعم الله به عليهم عَبر التصوير والنشر، ثم بعد السرور يكون الهمُّ والغمُّ، والنكد والشرور! فتصل إليهم العين عن طريق الصورة، فنسأل الله السلامة، وكونوا على حذر من ذلك.
ما أكثر من ينشرون هذه الصور والأطعمة والأموال، فاتقوا الله، وإذا نشرتم فادعوا بالبركة، وادعوا بالتحصنات يا عباد الله.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرقية من العين: فَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي جَارِيَةً) -يعني بنتاً صغيرة- (فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ)، - وهي الصفرة وتغير اللون-، فَقَالَ: ("اسْتَرْقُوا لَهَا، فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ"). (خ) (5407)، (م) (2197)، (سَفْعَةٌ)، يَعْنِي: بِوَجْهِهَا صُفْرَةً، أَيْ: أُصِيبَتْ بِالْعَيْنِ. (فتح الباري).
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة بالرقية من العين، هو يأمر كل إنسان أن يسترقي بنفسه لا يطلب الرقية من غيره؛ لأن طلب الرقية من غيره فيها توكل على الغير، أما على النفس ففيها توكل على الله، فَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنْ الْعَيْنِ). (م) (2195)، (خ) (5406).
وهناك علاجٌ شرعي للتخلُّص من العين، وذلك بالاستغسال، أي: يُطلب من العائن أن يغسل أعضاءَ وضوئه، فيغتسل منه المعين، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ). (د) (3880)، (هق) (19399)، (العائن)، أَيْ: الحَاسِد. و(الْمَعِين): الَّذِي أَصَابَهُ الْعَيْن.
ولكن ما قدره الله سبحانه وتعالى كائن لا محالة، ولو أخذ المريض كل الأدوية والرقى، وإنما هذه أسباب نحن مأمورون بالأخذ بها، ولنتوكل على الوهاب سبحانه، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ"). (ت) (2144)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (7585)، الصَّحِيحَة: (2439).
فالعبد مأمور بالإيمان بالقدر، فإن لم يؤمن بالقدر ففي إيمانه شكٌّ، عليه أن يجدِّد هذا الإيمان؛ لأن الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان.
وهذا القدر بالنسبة لنا فيه خير، وفيه شر، فنؤمن بالأمرين، لكن الإيمان لا يمنع الأخذ بالأسباب، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، كل ما أصابك يا عبد الله لم يكن ليخطئك من خير أو شر، وكذلك ما أخطأك ولم يصبك اعلم يقيناً أنه مقدر وأنه لن يصيبك.
هذا هو الإيمان بالقدر.
فما علينا إلا أن نكون عباداً للرحمن، نعمل بعمل المؤمنين الصالحين، ونؤمن بما أمرنا الله بالإيمان به، ونتوكل عليه في أن يجلب لنا الرحمة، ويجلب لنا الخير والرفاه في الدنيا والآخرة، وأن يصرف عنا السوء والشر، ونؤمن أن هذا سيقع إن شاء الله إن كنا صادقين مخلصين أن يصرف عنا الشرور والآثام في الدارين.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.
اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائباً إلا رددته إلى أهله سالماً غانماً يا رب العالمين.
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
|
|
pt/ hgHkts ,hgHig ,hgHl,hg lk hgps] hgpan ,hgHl,hg
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
6 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
05-29-2021, 12:58 AM
|
#2
|
رد: حفظ الأنفس والأهل والأموال من الحسد
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار,,~
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-29-2021, 02:17 AM
|
#3
|
رد: حفظ الأنفس والأهل والأموال من الحسد
سلمتي ع الانتقاء المفيد
جزاك الله خير
جعلها فى ميزان حسناتك يارب
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-29-2021, 02:44 AM
|
#4
|
رد: حفظ الأنفس والأهل والأموال من الحسد
بارك الله فيــــــــــك
وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك يوم القيامة .
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-29-2021, 07:40 PM
|
#5
|
رد: حفظ الأنفس والأهل والأموال من الحسد
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-29-2021, 11:15 PM
|
#6
|
رد: حفظ الأنفس والأهل والأموال من الحسد
شكراً لگ
من آلقلب علىَ هذاَ آلعطآء
بِ آنتظآر جديدگ آلعذب وآلمميز
حفظگ الباااري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-30-2021, 07:20 PM
|
#7
|
[
رد: حفظ الأنفس والأهل والأموال من الحسد
جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بطرحك
وجعلها الله في موازين حسناتك
مودتي وتقديري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-31-2021, 02:32 AM
|
#8
|
رد: حفظ الأنفس والأهل والأموال من الحسد
| | | | | | | | |