الجواب :
الحمد لله
قد يكون هذا من البلاء والأذى الذي يحصل للمسلم من
الشياطين ، فكما أنه قد يتعرض لأذى الإنسيّ وضربه وسبه ، فكذلك
يمكن أن يتعرض لمثله من الجنيّ .
وتسلط الجن على بعض بني آدم ، لسبب ، أو لغير سبب ، بأنواع من الأذى في بدنه ، أو ماله ، أو نحو ذلك : أمر معروف ومشهور ؛ وإلا فمن أي شيء كنت ترقي الناس ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" والشياطين يوالون من يفعل ما يحبونه ، من الشرك والفسوق والعصيان.
فتارة يخبرونه ببعض الأمور الغائبة ليكاشف بها.
وتارة يؤذون من يريد أذاه ؛ بقتل وتمريض ونحو ذلك.
وتارة يجلبون له من يريده من الإنس.
وتارة يسرقون له ما يسرقونه من أموال الناس ، من نقد وطعام وثياب وغير ذلك ؛
فيعتقد أنه من كرامات الأولياء وإنما يكون مسروقا .. " انتهى من "مجموع الفتاوى" (1/174) .
والواجب عليه في مثل ذلك : أن يتقي ويصبر ، ويسأل الله العون وكشف الضر ، ويتحصن بالتحصينات الشرعية من الذكر وتلاوة القرآن ، فيحافظ على أذكار الصباح والمساء ، وأذكار الصلوات ، وأذكار النوم ، وغير ذلك من الأذكار المقيدة والمطلقة .
كما يحافظ على ورد التلاوة ، ولا يترك تلاوة القرآن ، وخاصة سورة البقرة ، فإن
الشياطين تفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة .
ولا نقدر أن نقطع بأن ذلك بسبب ما كنت تباشره من الرقية ، ولكن عد إلى رقية الناس بالرقى الشرعية ، ما دمت في ذلك تنفع الناس ، وتعينهم على كشف الضر ، وتفريج الكربة ، والتزم فيها بأحكام وآداب الشريعة .
روى مسلم (2199) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللهِ قال: " لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ ، وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَرْقِي ؟ قَالَ: (مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) " .
وقد يكون ما حصل لك بسبب عضوي أو نفسي ، فتحتاج أن تعرض نفسك على الطبيب .
وهو - على الحالين - بلاء ، يجب عليك تجاهه أن تصبر وتحتسب .
ولا تشغل نفسك كثيرا بمسألة انتقام الجن وتسلطه على
الرقاة ، فإن كثرة هذه الانشغالات تجلب الوسواس ، وتجعل الإنسان عرضة للشيطان ، فيتسلط عليه بأنواع الوساوس والأذى .
والله أعلم .