وجه مناقضة القومية والوطنية المتطرفة للعقيدة والتوحيد:
وكما يحرم ترك الصف المسلم إلى صف آخر.. يحْرم كذلك ترك الراية، فلا إسلام للمسلم إلا بالتزامه
راية دينه، وهذا من
التوحيد؛ فالتزام الراية لازم لقوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا} [الأنعام:14].
فالسجود للصنم عبادة، ومحبة الصنم عبادة: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة:165] فكلاهما من الشرك الأعظم؛ فمحبة الصنم عبادة كالسجود له، ومن التوحيد أن يكون الله تعالى أحب إلى العبد من كل شيء.
ومن جعل الصنم محبوبًا كحب الله فهو الشرك، ومن جعل القوم أو الوطن محبوبًا كحب الله أو متقدمًا على حب الله كان الشرك الأعظم؛ فكان القوم أحب الى العبد من الله (القومية) ويجعل الدين تابعًا أو منبوذًا لئلا يفرق بين القومية الواحدة! بل ويجيز لنفسه موالاة الكافرين لنصرة قوميته!
ومن جعل الوطن محبوبًا كحب الله أو مقدمًا في المحبة على حب الله تعالى كان الشرك الأعظم، فكان الوطن أحب إلى العبد من الله، وكان الدين تابعًا أو منبوذًا لئلا يفرق بين الوطن الواحد!! بل ويجيز لنفسه خذلان المسلمين وموالاة الكافرين حماية لوطنه كما يزعم!
بينما حب الوطن موجود، لأنه حب فِطري، لكنه تابع لمحبة الله لأنه وطن إسلامي، لكن محبة الله هي المتقدمة، ومن خلال الوطن يعمل لأمته، لكن ولاءه لأمته هو المتقدم.
ومحبة القوم موجودة لكنها تابعة لمحبة الله لأن الانتماء الطبيعي للقومية لا يُلغى وإنما يوضع في إطاره الصحيح، ومن خلال قوميته يعمل لدينه؛ فراية قومه هي إحدى فصائل الهوية الإسلامية.
الفخر محرم والعصبية محرمة، لكن تقديم
راية على
الإسلام ورفض رابطة
الإسلام فهذا شرك وردة.. وهذا هو معنى قول الله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا} [الأنعام:14].
يجب أن ينتشر معنى الآية ومعنى هذا الأصل العظيم وتترجم للغات المسلمين جميعًا معنى الآية الكريمة: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا} [الأنعام:14].
راية
الإسلام قبل العروبة، وراية
الإسلام قبل الكردية، وراية
الإسلام قبل الفارسية، وراية
الإسلام قبل التركية، وراية
الإسلام قبل الأمازيغية وراية
الإسلام قبل كل راية، وتحتها تنضوي كل
راية وتأخذ مكانها وترتيبها.
وتحت
راية الإسلام تنتظم تلك القوميات، كما أنه تحت
راية الإسلام تنتظم الأوطان من
مصر إلى جاكارتا إلى المغرب إلى
الدنيا كلها.
إياك أن تترك الراية وتأخذ
راية أخرى فمثلها مثل عابد الصنم والساجد للوثن.. { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ} [الشورى:9] لا بد أن ننقذ الأمة بهذا المعنى قبل أن تنهار.