تعريف الصِحّة
تُعرَّف الصِحّة بِأنَّها حالة الإنسان دون أيّ مَرَض أو داء، وهي تشمِل الصِّحة العقليّة والاجتماعية والبدنية، فكما يُقال العقل السَّليم في الجسم السَّليم؛ فالإنسان السَّليم هو الّذي يَشعُر بِسلامة بدنه وجسده، أمّا اجتماعيّاً فهو إنسان ذو نَظرة واقعيّة لِلعالم ويتعامل مع أفراد المُجتمع بِشكل جيِّد، ويَشتمِل مفهوم الصِّحة على أمرين أوَّلُهُما السّلامة من جميع الأمراض والعِلَل وثانيهما ذَهاب المَرَض والشِّفاء منه بعد حلوله.[١]
عرَّف العالِم يركنز الصِّحة (بالإنجليزيَّة: Health) بِأنَّها (حالة من التَّوازُن النِّسبي لِوظائف الجسم المُختلفة، وتنتج من تَكيُّف جِسم الإنسان مع العوامِل الضَارّة الَّتي يَتعرَّض لها)، وقال أيضاً بِأنَّ تكيُّف الجسم مع تلك العوامِل هو عِبارة عن عملية إيجابيَّة تُحافِظ على توازُن الجسم، أمّا هيئة الصِّحة العالَميَّة فقد عرَّفتها على أنَّها حالة من السَّلامة العامَّة من النَّاحية البدنية والعقلية والاجتماعية وليست مُجرَّد أنْ يَخلو الجسم من الأمراض أو أنْ يَشعُر الفَرْد بِالعَجْز، ورَبَطت هيئة الصِحّة العالَميَّة جميع الجوانب النَّفسية والبدنية والاجتماعية ببعضها البعض وكأنَّها عناصر الطَّيف الضَّوئي الَّتي لا يُمكِن أنْ تَنفصِل عن بعضها، فإذا انفصل جزءٌ من هذه الجوانب سَينتُج عدم تكامُل قي صِحَّة الفَرْد.[٢]
أمّا الصِحّة العامّة (بالإنجليزية: Public Health) فلها عِدَّة تعاريف في مفهومها الحديث إلّا أنَّ أشهرها هو تَعريف العالم وينسلو (بالإنجليزيَّة: Winslow) فقد عَرّفها بأنّها علم وفن الوِقاية من الأمراض وإطالة العمر، والعمل على ترقية الصِّحة، وذلك عن طريق منظمّات المُجتمع الَّتي تهدف إلى الحِفاظ على صِحة البيئة، ومكافحة الأمراض المُعدية، وتعليم الأفراد كيفيّة المُحافظة على النَّظافة الشَّخصيَّة، بالإضافة إلى العمل على تنظيم خدمات التّمريض والطِّب بِهدف التَّشخيص المُبكِر، وتقديم العِلاج الوقائي من الأمراض المُختلفة، وتَطوير الخَدمات الاجتماعيّة والمعيشيّة وذلك لِتمكين المُواطِن من الحُصول على كامل حقوقِه في الصِحّة والعِلاج.[٢]
الصِحّة الجيِّدة
كي يُدرِك الفَرْد مَفهوم الصِحّة الجيِّدة عليه أنْ يُدرِك بِدايةً أهميّة مُشاركة الجوانب المُختلفة لِلصِّحة والَّتي تَتَواجد لديه ولدى كُلّ فرد في المُجتمع، وهَذه الجوانب هي:[١]
الجانب الجسماني: هو الجانِب الّذي يَشمِل الشَّكل الملموس لِجِسم الفَرْد وحواسه الخمسة، وهي اللمس، والشَّم، والرُّؤية، والتَّذوُق، والسَّمع، ويتطلَّب ذلك التَّغذية الجيّدة والوزن المُناسِب وتمارين رياضيَّة هادِفة وراحة كافِية.
الجانب النَّفسي: هو يُعبِّر عن العَواطف والمشاعر المُختلفة، مثل: الخَوْف، والغَضَب، والفَرَح، والحُب، ومُسامَحة الآخرين على أخطائِهم، وجميع الأحاسيس المُختلفة الّتي تَمْنَح الفَرْد السَّعادة مع نَفسِه ومع الأخرين.
الجانب العقلي: يُعبِّر عن أفكار الفَرْد وتَصرُّفاته واعتقاداته وتحليله لِلمواقِف ولِنفسه؛ بحيث يجب أنْ تكون لِلفرد آراؤه وأفكاره الخاصَّة وأنْ ينظُر لِنفسه بِطريقةٍ إيجابيَّة بعيداً عن الأفكار السَّلبية.
الجانب الرُّوحي: هو الجانب الّذي يُعبِّر عن علاقة الفَرْد بِنفسه وإبداعاته وهدفه بِالحياة وعلاقته بِخالقه، فَيحتاج الإنسان إلى هُدوء داخلي وثِقة كافية في معرفته الدَّاخلية.
إنّ جميع هذه الجوانب ترتبط ببعضها البعض ارتباطاً وثيقاً؛ فمَثلاً إذا عانى الفَرْد من آلامِ الظَّهر ولَزِم الفِراش فترة طويلة، فقد يؤدِّي ذلك به إلى الدُّخول في حالة اكتئاب أو إحباط، هذا من الناحية النَّفسية والجِسمانية، وكَمثال آخر على ارتباط الجانِب الجِسماني باِلجانب النَّفسي فإنَّه إذا تَجاهَل الفَرْد حالة الغَضَب من شيء مُعيَّن فَمِن المُمكن أنْ يُؤدِّي ذلك إلى إصابته بِالصُّداع.[١]
juvdt hgwAp~m