قد يكون الحديث الذاتي السلبي في شكل صور عديدة، يمكن أن يبدو في صور جمل متكررة مثل “أنا لست جيدًا في هذا الأمر، لذلك يجب أن أتجنب السعي لذلك من أجل سلامتي النفسية” أو قد يظهلا للبعض في صورة لوم “لا يمكنني فعل أي شيء بشكل صحيح، فلا داعي للمحاولة، أو يظهر الحديث للبعض لتقييم واقعي للموقف مثل “حصلت على درجة معينة غير جيدة بهذا الاختبار، أعتقد أنني لن أنجح أبداً فيها”، أو عبارات في الخيال قائمة على الخوف “لن أكون قادرًا على الإطلاق للذهاب إلى كلية جيدة”.
قد تكزم الكلمات الناقدة الداخلية شبيه إلى حد كبير لكلام والدك أو صديقك الناقد في الماضي، وفي الأغلب تكون هذه العبارات قائمة على التهويل واللوم وما شابه، في الحقيقة، الحديث السلبي عن الذات هو أي حوار داخلي للإنسان مع نفس قد يقلل من قدرته على تصديق نفسه وقدراته، والوصول إلى ما يطمح له، كما أنها أي فكرة تحد من قدرته على عمل تغييرات إيجابية في حياته أو يقلل من ثقته بنفسه للقيام بهذا، لذا فإن الحديث السلبي عن الذات ليس فقط مرهقًا فحسب، بل يمكن أن يحدمن تحقيق النجاح.[1]
ما هي الآثار السامة للحديث الذاتي السلبي
التحدث السلبي عن الذات يحد من تفكير الإنسان، حيث يمنع العقل من التفكير بسبب السلبية لا يجد خروج من الصندوق وعدم فهم الممارسات الحديثة، يحد من التفكير واتخاذ خطوات هادفة.
يدفع الحديث الذاتي السلبي إلى الاعتقد الخاطئ بالوصول للكمال وهو أمر غير ممكن، عندما ينتقد الشخص ذاته، تميل إلى الشعور بأنه إذا أصبح مثالي في كل الأمور فلن يصل للتكفير السلبي، لكن الكمال غير ممكن حقاً، يمكن السير قدمًا في التفكير في الأفضل فيما يمكن القيام به ولكن السعي للكمال إدمان خطير.
الحديث السلبي مع الذات يجعل الشخص مكتئابًا، مشاعر الاكتئاب هي رحلة إلى أسوأ حياة حيث ستدفع أفكارك فقط لاتخاذ خطوات خاطئة لا يمكن إصلاحها فيما بعد.
تصبح التحديات في العلاقات كبيرة عندما يكون يكثر الحديث الذاتي السلبي، وعدم الأمان نحو الذات يمنع من الاندماج والثقة بالآخرين، ولا يمكن أن يكون للشخص توازن لإدراك الآخرين ويؤثر على كل العلاقاتك على الجانبين الشخصي والمهني.
الآثار السامة للحديث الذاتي السلبي، تجلب العديد من الاضطرابات ويمكن أن تقلع الإنسان من حياته الإيجابية، يعرف الجميع، في كل مرة يمر الإنسان بالكثير من التجارب إما تحبطنا أو تعطي سببًا دافع للعيش، ولكن كل ما علينا، وهو الرغبة في إظهار أنفسنا على أننا نملك روح قتالية للإيجابية لا تنتهي أبدًا، الخاسر أمر حتمي ويجب قبولها بشكل راضي، كما في نهاية المطافيجب أن نسعى لتغيير حديث الذاتي السلبي إلى حديث كله إيجابي عن الذات وإعادة اكتشاف ذواتنا الجديدة.[2]
كيف أغير تفكيري من سلبي إلى إيجابي
لاحظ النقد: للسيطرة على النقد الداخلي عليك أن تكون على إدراك به أولاً، خلال أثناء كل لحظة واعية يوجد حوار داخلي مع أنفسنا، الكثير من التفكير يكون تلقائي ويحدث سريعاً جداً لدرجة أن بالكاد ندركه قبل أن الأنتقال إلى الفكرة التالية، لذا وجب بذل الجهد الواعي للحد واعطاء المزيد من الاهتمام للأفكر مع ملاحظة تواجد النقد، ستوجهك العواطف أيضًا مع وجود النقد، إن المشاعر السلبية كالشك والاحساس بالذنب والعار وانعدام القيمة هي دوماُ من علامات النقد الداخلي.
افصل النقد عنك: الناقد الداخلي دوماُ يكون خفي وغير مدرك بعض الأوقات، يظهر بشكل أوضح عندما تخطئ في معرفة أنه جزءًا من أصيل من الذات، ومع هذا، فأن الشخص لا يولد بالناقد داخلي، الناقد هو صوت يدركه الشخص بناءً على التأثيرات والتعلم الخارجي، كنقد الآخرين أو توقعاتهم أو معاييرهم وهكذا، وتظهر إحدى طرق الانفصال عن الناقد في مثلاً تميزه باسم، الهام هو أن يفصل عن الهوية فهذا يعني تحرير الذت من تأثير الناقد الداخلي.
تحدث بإيجابية داخلك: يعتبر التحدث مع الناقد الداخلي أمراُ هامًا للتخلص من سلطته، إن إبلاغ الناقد أنك لا ترغب في سماع ما يقوله ببساطة سيعطيك إحساسًا بالاختيار في هذا الشأن، عندما تسمع الناقد الداخلي يشرع في الكلام، أخبره أن يبقى بعيدًا، قل لها أنك ترفض سماعه، قل لها أن كل ما سيقوله كاذب، أخبره أنك تختار بدلاً من هذا أنك سترى ما هو إيجابي فيك.
استبدال الناقد: أحسن الأساليب لهزيمة الناقد هي أن يكون للشخص حليف أقوى منه، من خلال تنمية صوت داخلي إيجابي يدعم الشخص كالصديق، للقيام بهذا، على الشخص أن يشرع في ملاحظة الأمور الجيدة في ذاته، بصرف النظر عما يقوله الناقد الداخلي، لدى أ شخص سمات إيجابية، وبالرغم من أن الأمر قد يحتاج بعض من الجهد لإعادة لتدريب الذات على رؤيتها.[3]
التحدث مع النفس بإيجابية
حدد مصائد الحديث السلبي عن النفس: قد تزيد بعض الأفكار من شك الشخص في ذاته وتؤدي إلى الكثير من الحديث السلبي مع النفس، قد تكون مثلاً أحداث مزعجة بالعمل، على سبيل المثال وتكون صعبة بشكل خاص، فيمكن أن يساعد تحديد وقت الحديث الذاتي السلبية على التجهيز والاستعداد له.
تحقق من مشاعرك: الوقوف خلال الأحداث أو الأيام السيئة وتقييم الحديث مع النفسك، ومعرفة هل ستصبح سلبية وكيف يمكن قلبها لإيجابية.
ابحث عن الفكاهة: يمكن أن يساعد الضحك في تقليل الضغط والتوتر، عندما تحتاج الشخص لتعزيز الحديث الذاتي الإيجابي، يجب يسعى لإيجاد طرق للضحك مثل مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة عن الحيوانات أو ممثل كوميدي وهكذا.
احط نفسك بأناس إيجابيين: سواء لاحظت ذلك أم لا، يمكن لمن حولك من نظرات وعواطف أن تؤثر عليك بشكل أو أخر، وقد تكون تأثيرات سلبية أو إيجابية، لذا اختر دوماً الأشخاص الإيجابيين عندما تتمكن من هذا.
امنح نفسك تأكيدات إيجابية: في بعض الأوقات، قد تكون مشاهدة الكلمات الإيجابية أو الصور الإيجابية وافية لإعادة إيجابية التفكير، انشر تذكيرات إيجابية بمكتبك وبمنزلك وفي أي مكان تجلس فيه لوقتاً كبيرًا.[4]
يمكن للحديث الذاتي أن يقوي من الاداء والرفاهية العامة، على سبيل المثال توضح الأبحاث أن الحديث الذاتي يمكن أن يساعد الرياضيين في فوزهم، قد يساعد حتى يتحملوا أو للشعور بالقوة من خلال مثلا مبارايات الأوزان الثقيلة، ليس من الواضح سبب لتأثير الإيجابيات على المتفائلين والأفراد الذين يحظوا بالمزيد من الإيجابية في الحديث الذاتي، ومع هذا، تدل الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لهم حديث إيجابي مع النفس قد يكون لهم مهارات عقلية تعطي لهم حل للمشكلات والتفكير بصورة مختلفة، ويكونون بكفاءة أكثر في التعامل مع الضيقات أو التحديات، هذا يمكن أن يحد من الآثار الضارة للتوتر والقلق، بالإضافة إلى ذلك، فإن الحديث الإيجابي عن الذات والنظرة الأكثر تفاؤلاً يمكن أن يكون لهما فوائد صحية عديدة، والتي منها:
زيادة الحيوية.
المزيد من الرضا عن الحياة.
تقوية وظيفة المناعة.
الحد من الألم.
صحةأفضل للقلب والأوعية الدموية.
حصول أفضل للرفاهية جسدية.
قلة خطر الموت.
ضيق وضغط أقل.