من الأسئلة الغاضمة التي واجهت العلماء والأطباء لفترة طويلة. ومع الوقت، تمكَّن الأطباء من التوصُّل إلى حل لهذا اللغز إلى جانب تساؤلات أخرى في نفس الموضوع. فمريض
فقدان الذاكرة لا
ينسى بعض التفاصيل من حياته مثل: القراءة، الكتابة، قيادة السيارة، لغته الأم،….إلخ.
في هذا الصدد، قسَّم العلماء ذاكرة الإنسان إلى نوعيْن: ذاكرة تقريرية، وذاكرة مهارية. النوع الأول، هي التي تُخزِّن معلومات وحقائق عن الإنسان وحياته، ومسؤولٌ عنها الفص الصدغي في الدماغ. أما النوع الثاني، فهي التي تُخزِّن المهارات التي يكتسبها الإنسان مع الحياة، مثل القراءة والكتابة والكلام والقيادة، وتعتمد هذه
الذاكرة على عدة مراكز في الدماغ مثل المخيخ واللوزة الدماغية.
لذلك، فإن الإصابات التي تُصيب
الذاكرة التقريرية، لا تؤثِّر على المهارات التي يكتسبها الإنسان خلال حياته، من ضمنها الكلام واللغة التي تعلَّمها خلال حياته. بمعنى، أنه
مريض فقدان ذاكرة يكون على معرفة بطريقة ربط الحذاء، في حين أنه لا يعلم بالضبط ما هو الحذاء! إلا أن المهارة التي اكتسبها خلال حياته جعلت من طريقة ربط الحذاء مُخزَّنة في ذاكرته المهارية ولم تتعرض للزوال.
بالتأكيد، لكل قاعدة شواذ، وظهرت حالات نادرة لأشخاص فقدوا ذاكرتهم التقريرية والمهارية معًا، بحيث فقد المريض العديد من المهارات مثل القراءة والكتابة.