دمجت "العربية.نت" شريطي تسجيل في فيديو واحد عن تفجيرات بيروت، حيث يتم سماع دويّ التفجير الثاني بعد الأول بأقل من 7 دقائق. أما الفيديو الثاني، فللحظة اعتقال أحد الانتحاريين، ممن قتل اثنان منهم 43 شخصا في منطقة برج البراجنة، في تفجير مزدوج أصاب 239 آخرين بجروح وتشوهات، وتبناه "داعش" في بيان "تويتري" ووقع في شارع "الحسينية" بضاحية بيروت الجنوبية، قرب مركز للأمن العام.
المعلومات في هذا التقرير، معظمها مما جاء عن مراسلي "العربية" في بيروت، إضافة لما تم جمعه من وسائل إعلام لبنانية، والقليل من الأجنبية، وأيضا مما اطلعت عليه "العربية.نت" في ما بثته الوكالات عن التفجيرين اللذين ضربت القوى الأمنية على إثرهما طوقاً، شبيها بآخر لحزب الله. كما سمع إطلاق زخات رصاص في الهواء لتفريق المحتشدين.
الانتحاري الرابع تم اعتقاله قرب "مستشفى الرسول الأعظم" في المنطقة، بعد عملية مطاردة مجهولة التفاصيل حتى الآن، ونراه في الفيديو الذي التقطه أحدهم بكاميرا هاتفه الجوال، وقد أحاط به بعض المحتشدين، وهو بين أيدي من كانوا يقتادونه إلى مركز للأمن العام، واضطروا لإطلاق النار ليفسح المحتشدون أمامهم الطريق.
الانتحاري الثاني، فشل بصعق كل ما كان بحزامه الناسف من متفجرات، فلم يحقق كامل نواياه التفجيرية.
أما الفيديو الثاني، فنرى فيه جموعا هرعت إلى مكان التفجير الأول بعد حدوثه، وأثناء الاحتشاد وما عم في المكان من فوضى، نسمع فجأة دويّ تفجير ثان ضعيف بعض الشيء، وقام به أحد الانتحاريين، إلا أنه لم يكن تفجيرا كما أراد منفذه، فعبر صورتين لجثته، وإحداهما تنشرها "العربية.نت" الآن، تبين أن الصعق لم يشمل كل ما كان في حزامه من عبوات، لذلك نسمع دويّ الانفجار خفيفا في الفيديو.
ترمس الذي ضحى بحياته لينقذ العشرات
أما ثالث المجموعة الانتحارية، فقتل على ما يبدو بالانفجار الثاني، من دون أن ينجح بصعق ما كان في حزامه الناسف من متفجرات، وهو "داعشي" ظهرت صورة "له" تداولوها في "تويتر" ونظيره "فيسبوك" التواصليين، ونشرتها وسائل إعلام لبنانية في مواقعها اليوم الجمعة، وسعت "العربية.نت" لتتأكد من صحتها لكنها لم تتمكن، لذلك لم تنشرها على أهميتها، كونها لانتحاري لم ينجح بتنفيذ نواياه، ونجا من عبواته العشرات.
اللبناني عادل ترمس، الأب لطفلين، منع أحد الانتحاريين من تنفيذ نواياه، ودفع حياته ثمنا لينقذ العشرات
وهناك آخرون نجوا أيضا، وقد يتذكر الواحد منهم اسما لن ينساه، وهو عادل ترمس، من سكان المنطقة التي شهدت التفجير المزدوج، فالمعلومات عنه أنه منع الانتحاري الثاني من الدخول الى قاعة كانت تعج بالعشرات في تجمع ديني، ففجر انتحاري نفسه خارجها، قاتلا معه عادل ترمس الذي ضحى بنفسه لإنقاذ سواه، لذلك فتحوا صفحة "فيسبوكية" لذكراه، فيها صور له مع عائلته وطفليه وزوجته التي احتفل معها قبل شهر تقريبا بعيد زواجه منها.
شكوك بالانتحاري الثالث واعتقال الرابع
مع ذلك، فإن كل ما تم نشره عن الانتحاري الثالث القتيل، والرابع المعتقل، هو على ذمة وسائل إعلام لبنانية أجمعت على تفاصيل بشأنهما، ولم تجد "العربية.نت" أي دليل قوي عليها، ولا مصدرا موثوقا يؤكدها، سوى بيان للجيش اللبناني غير واضح تماما، فيما نجد أن البيان الذي تبنت فيه "داعش" التفجير المزدوج يتحدث عن انتحاري واحد، هو الثاني. أما الانفجار الأول فورد في البيان أنه كان دراجة مركونة فيها متفجرات، ولم يتحدث عن انتحاري كان يقودها.
وكان الجيش اللبناني أصدر بيانا قال فيه إن التفجير الأول "تلاه إقدام إرهابي آخر على تفجير نفسه بالقرب من موقع الانفجار الأول، ما أدّى إلى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المواطنين" ثم قال: ""تمّ العثور في موقع الانفجار الثاني على جثّة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه" من دون أن يأتي على اعتقال انتحاري رابع، ولا موقع تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله أكده أيضا.
السفارة الأميركية في بيروت أدانت التفجير عبر حسابها التويتري، وقدمت تعازيها لذوي القتلى
كما نشر ناشطون في مواقع التواصل 3 صور، أكدوا أنها "لثلاثة انتحاريين بعد تبني "داعش" للتفجير المزدوج، ونعيه 3 من عناصره" وقالوا إنها لفلسطينيين، الأول اسمه "ح. ب" والثاني "ع. ر" إضافة إلى السوري "خ.خ". أما الرابع المعتقل، فاسمه ما زال مجهولا كصورته، وهو ما سعت "العربية.نت" لتتأكد منه، فعادت من رحلة بحث طويلة بشكوك في أن تكون الصور والأسماء صحيحة، إلا إذا صدر بيان رسمي لبناني يؤكدها، ومعها يؤكد فيديو اعتقال الانتحاري الرابع أيضا.
معلومات يريدها التحقيق بسرعة
وأكثر ما يسعى التحقيق اللبناني لمعرفته بسرعة، هو كيف تمكن الانتحاريان من الوصول إلى الضاحية، وهذا ما سيمكن معرفته بمراجعة كاميرات موضوعة في المنطقة، خصوصا وأن وجهيهما ظلا واضحين، إلا أن الحاجة ملحة لمعرفة هويتيهما. كما أن عدم انفجار الحزام الناسف بالكامل مع أحدهما، والذي كان مدعما بأكياس نايلون مقوى، فيها مئات الكرات الحديدية، قد يساعد لإجراء مقارنات مع تفجيرات أخرى ومع أحزمة تم العثور عليها، خصوصا مع موقوف حاليا في الشمال اللبناني، وسبق أن اعترف بتفصيل وإعداد 15 حزاما ناسفا بتكليف من اثنين من المتطرفين.
كما تمكن المقارنة بين الحزام الذي لم ينفجر وآخر عثرت عليه قوى الأمن الداخلي فجر الأربعاء مع "داعشي" اسمه "ب.ج" في مدينة طرابلس بالشمال اللبناني، ووزن ما فيه 5 كيلوغرامات متفجرات، مع أرجحية عدم التطابق على حد ما قرأت "العربية.نت" فيما جمعته من وسائل اعلام لبنانية عدة، لأن التقديرات تشير الى أن زنة كل من حزامي برج البراجنة 7 كيلوغرامات تقريبا.
ولأن القنابل اليدوية يكون لها رقم تسلسلي عادة، إضافة الى "كود" محدد، لذلك قد تجري مقارنة القنبلة اليدوية التي انفجرت وتلك التي لم تنفجر بقنابل أخرى لم تنفجر أو صودرت سابقا، فضلا عن محاولة الاستفادة من دول المصدر عن الجهة التي اشترت هذه القنابل.