السؤال:
ما حكم قول الشخص للآخر
فديتك أو نفداك أو فداك ؟ وقول يا لبى قلبك أو لبيه أو لبيك يا فلان ، وقولهم عند الذهاب من المكان بدري فيرد الآخر من
عمرك ؟ وقول يا بعد قلبي أو يا بعد الدنيا أو يا بعد حيي أو شيء من هذا القبيل ، فهذه كلمات انتشرت عند العامة ، أرجو الرد للتنبيه ، و كما أرجو التنبيه على المنهيات في القول والآداب حتى لا يخالف الشرع .
الجواب :
الحمد لله
أولا:
لا حرج في قول الإنسان لغيره :
فديتك أو نفداك أو فداك ؛ لثبوت هذه التفدية في السنة ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولغيره.
فمن ذلك ما روى البخاري (4205) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ( يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ) ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ ) ، قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي . قَالَ : (لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)" .
وروى البخاري (4726) عن سعيد بن جبير قال: " إنا لعند ابن عباس فى بيته ، إذ قال : سلونى. قلت: أي أبا عباس - جعلني الله فداك - بالكوفة رجل قاص يقال له نَوْف ..." الأثر.
وبوب البخاري رحمه الله في كتاب الأدب من صحيحه: باب قول الرجل جعلنى الله فداك ، وقال أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ( فديناك بآبائنا وأمهاتنا ) .
وينظر: سؤال رقم : (176957) .
ثانيا:
لا حرج في قول الإنسان لمن ناداه : لبيك يا فلان ، أو لبيه ونحوه ؛ لثبوت ذلك في السنة.
وقد بوب البخاري في صحيحه: باب من أجاب بلبيك وسعديك، وأسند تحته حديث معاذ رضي الله عنه (6267) قال: " أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( يَا مُعَاذُ ) ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَهُ ، ثَلَاثًا : ( هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ ) ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : ( حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ : أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) ، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ، فَقَالَ : ( يَا مُعَاذُ ) ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ .، قَالَ : ( هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ؟ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ ) " .
قال النووي رحمه الله: " يستحب إجابة من ناداك بلبيك ، وأن يقول للوارد عليه مرحبا أو نحوه ، وأن يقول لمن أحسن إليه أو فعل خيرا: حفظك الله أو جزاك الله خيرا ونحوه ، ولا بأس بقوله لرجل جليل في علم أو صلاح ونحوه : جعلني الله فداك ، ودلائل هذا كله في الحديث الصحيح مشهورة " انتهى من " المجموع " (4/642).
ثالثا:
قولهم: بدري من عمرك، يراد به الدعاء بطول العمر، وهو دعاء جائز ، والأولى أن يقيد بالطاعة فيقال: أطال الله
عمرك على طاعته ، كما سبق بيانه في جواب السؤال رقم : (130694) .
رابعا:
قولهم : يا
بَعد حَيِّي ، عبارة يراد بها الإخبار عن المودة والمحبة، ومعناها: أن تبقى بعد الأحياء من أهلي ، ثم توسع الناس في ذلك فقالوا: يا بعد قلبي، ويا بعد روحي، ويا بعد الدنيا، توددا وتعطفا، وقد لا يستحضرون المعنى السابق.
وقد قيل : إن أصلها قول سفَّانة ابنة حاتم الطائي أخت عدي ابن حاتم ، وقد مرت بحائل مع أهل البيت قادمة من الشام بعد مقتل الحسين ، فلما سألت قومها عن أخيها عدي ، أخبروها أن عديا ذهب إلى العراق يقود جيشاً، فقالت: "بَعُدَ حيي" بمعنى : ذهب أهلي، وتداول الناس الكلمة وتصرفوا فيها، فحرفت إلى: "بَعدَ حيي" وكثر ورودها في الشعر النبطي.
وينظر: " معجم اللهجات السعودية " على هذا الرابط:
http://ar.mo3jam.com/term/%D9%8A%D8%...8A%D9%8A#Saudi
والله أعلم.