هطلت أمس أمطار ما بين الخفيفة إلى المتوسطة، على حاضرة الدمام وضواحيها، شملت محافظات الخبر والقطيف ورأس تنورة والجبيل والخفجي وحفر الباطن، فيما هطلت أمطار على محافظة النعيرية والمراكز التابعة لها.
وفي مطار الملك فهد الدولي بالدمام، اكد مدير العلاقات العامة بالمطار احمد العباسي عدم تأثر حركة الطيران بالمطار بتقلبات الأجواء وهطول الامطار التي تشهدها المنطقة باستثناء تأخر 4 رحلات قادمة من الخارج الى المطار، بينما لم تتأثر الرحلات المغادرة، فيما أشار تقرير الرئاسة العامة للارصاد الى تراجع الحالة الجوية غير المستقرة، بعد أيام متواصلة من هطول الامطار والرياح "المغبرة" على المنطقة الشرقية، وسيلاحظ الاختلاف تدريجيا خلال الساعات القادمة، وتستمر قوية نسبيا لليوم الرابع على التوالي في عُمان والامارات، مع احتمال بعض الامطار، وتشكّل الضباب في اجزاء من السواحل الخليجية، نتيجة زيادة الرطوبة في نهاية الاسبوع، وتكون السماء غائمة الى غائمة جزئيا على فترات، مع ارتفاع طفيف بدرجات الحرارة، فيما تخف سرعة الرياح وتكون متقلبة الاتجاه والى جنوبية في اليومين المقبلين، وقد تنشط احيانا وتعمل على إثارة الأتربة والغبار، فيما تشير توقعات خبراء الطقس، الى وتيرة متسارعة لعصف الرياح المغبرة في نهاية شهر مارس الجاري، متوافقا مع فترة الفصل الربيعي، الذي يعد موسما للحالات الجوية المضطربة، والتي تتكرر على نحوٍ متفاوت بداية من شهر مارس.
ومن جهته اوضح المختص في البيئة والمناخ البروفيسور علي عشقي، ان توقعات الفترة القادمة، تشير الى حالات من الاجواء غير المستقرة في المملكة ومنطقة الخليج العربي خاصة، تبلغ ذروتها تزامنا مع الاعتدال الربيعي بتاريخ 21 مارس، وقال انه من الطبيعي المرور بالتقلبات الجوية عند دخول فصل الربيع حيث يشتد هبوب العواصف الترابية وتستمر على فترات حتى منتصف شهر إبريل تقريبا، وليس بالضرورة ان تكون خارج المألوف، ولا مجال للمبالغة لانّ الظروف الجوية عموما ستكون بعيدة عن التطرف المناخي الذي قد يعني نوعا من الحالات الكارثية، وبالتالي فان التوصيف يمثل قراءة علمية لخرائط الطقس ومتابعة عدد من العوامل الجوية والاخذ بالبيانات الاحصائية في مراجعة مدى التطابق في مواسم فصلية مشابهة، بالإضافة الى التعاطي مع المستجدات التي تشمل حركة ومسار المنخفضات الجوية، ومن ثم تكوين رؤية عامة تحاول التنبؤ معتمدة على ما يتوافر من معطيات آنية.
واضاف انه في كل الاحوال تكون المحصلة على نحو تقريبي، لان الطقس متغير باستمرار، فيما ترتبط الظواهر المناخية ارتباطا أساسيا بكمية الحرارة الساقطة من الشمس والتي تختلف شدتها حسب الموقع، والمثال انه في الاعتدال الربيعي، تصل الشمس في رحلتها إلى منتصف الكرة الأرضية، أي إلى منطقة خط الاستواء، وحينها يتساوى طول الليل مع النهار، مما يتسبب في ارتفاع ملحوظ على درجات الحرارة خصوصا المناطق القريبة من خط الاستواء ومنها الصحراء الكبرى في افريقيا، وبالتالي ارتفاع حرارة الرمال السطحية، مؤثرا في تسخين الهواء الملامس لهذه الرمال، فيتصاعد إلى الأعلى محملا بكميات كبيرة من الأتربة، وهذا ما يطلق عليه المنخفض الجوي، وتستمر حركته في اتجاه الشمال الشرقي، تعرف برياح الخماسين في مصر، ويواصل هذا المنخفض متجها للشمال الغربي الى شرق البحر الأبيض المتوسط "بلاد الشام"، ويلتقط كمية كبيرة من بخار الماء".
واضاف "عشقي" إنّ هذه الوضعية تحتمل ان يكون للمنخفض جبهتان إحداهما محملة بالأتربة ومثيرة للغبار، والأخرى محملة ببخار الماء على ارتفاعين مختلفين، ثم يأخذ المنخفض مسارا فوق شمال شبه جزيرة العرب ولا يستطيع التعمق نتيجة للضغوط الجوية المرتفعة عادة فوق هذا الجزء، ولكنه يؤثر على صحاري الربع الخالي والنفود والدهناء، فيلتقط المزيد من أتربتها ورمالها، ويتسبب ذلك في عواصف رملية قوية تتعرض لها دول الخليج العربية، وقد يصل تأثير تلك الرياح إلى الوسطى "الرياض والقصيم"، ويشتد التأثير على العراق والكويت، كما يعبر هذا المنخفض البحر الأحمر، ليثير الغبار والأتربة على الساحل الغربي للمملكة، وهذه العواصف محدودة بيومين أو ثلاثة من كل أسبوع، وتمثل جزءاً من مناخ معتاد موسميا، وكل ما هناك هو التنبيه بضرورة وقاية المصابين بالربو وامراض الحساسية في الابتعاد عن هذه التيارات الهوائية التي تؤدي الى مخاطر ومضاعفات صحية.