يميل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، إلى البساطة الشديدة، والتلقائية المفرطة في التعامل مع أفراد شعبه.. يبتسم في وجه الصغير قبل الكبير ببشاشة تشرح الصدور، ويتكلم "قليلاً"، ويستمع "كثيرًا"، وينصت باهتمام إلى الجميع، ويومئ برأسه لمن يتحدث له، ويلبي رغبات كل من يقصده أيًّا كان الطلب، قبل أن يشير بسبابته على أنفه قائلاً لمن يتكلم معه: "على خشمي".
وتجسد أحداث هذا الأسبوع المكانة العالية التي بلغها الأمير محمد بن سلمان في نفوس أفراد الشعب.. ويشهد على ذلك جولات سموه، ولقاءاته مع المواطنين بعفوية تامة، ترفض البروتوكولات والرسميات والترتيبات الأمنية المسبقة.
هذه العفوية جعلت سموه يردد عبارة "على خشمي" مرتين خلال خمسة أيام؛ فتطايرت العبارة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها المغردون الذين أجمعوا على أنهم أمام أمير استثنائي، يعشق خدمة شعبه، ويحرص على إرضائه بأي وسيلة، وفي أي وقت.
وتداول المغردون بمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو اليوم، يظهر فيه طفل صغير، تصادف أن قابل ولي العهد، وطلب منه سيارة مرسيدس؛ فابتسم له الأمير محمد بن سلمان قائلاً له: "على خشمي".
وأوضح التقرير الصحفي الذي نشرته "سبق" أن الطفل يدعى عبد الله محمد حرب العطوي، وسلم على الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة قام بها الأمير لأحد شيوخ مدينة تبوك، ثم أبلغه بأنه يريد سيارة مرسيدس؛ فأجاب ولي العهد: "تبغى مرسيدس؟ على خشمي"، في إشارة جلية إلى تلبية الطلب لا محالة.
وكانت المرة الأخرى التي ردد فيها الأمير محمد بن سلمان عبارة "على خشمي" قبل أربعة أيام مضت، عندما التقى والد أحد الشهداء، ويدعى متعب العازمي، الذي كشف لوسائل الإعلام قصة الصورة التي أجابه فيها ولي العهد بالإشارة "على خشمي"، وحظيت بتداول واسع بين أوساط المجتمع.
ويقول "مسيفر العازمي" إنه تلقى دعوة كريمة من ولي العهد ضمن أسر شهداء الوطن، وقد ساعدته الظروف بالتشرف بالحضور، والسلام على سموه. وإيمانًا منه بتلمس ولاة الأمر حوائج أبناء شعبهم، خاصة أسر الشهداء، طلب من سموه تأمين منزل لأبناء ابنه الشهيد، ونقل ابنه الآخر لمحافظة عفيف؛ ليقوم برعاية شؤونه بعد أن تقدم به العمر؛ فما كان من ولي العهد إلا أن أجابه بالقول "على خشمي".
ويتفق مغردون على أن استخدام ولي العهد إشارة "على خشمي" يعكس شيئًا من تقاليد البيئة البدوية العربية التي تتردد فيها هذه العبارة بكثرة لتأكيد نفاذ الطلب الذي يسبق تلك الإشارة، وعدم الرجوع فيه مهما كانت الأسباب والعواقب، مؤكدين أن سمو ولي العهد يتفانى في تلبية رغبات الجميع، ويسارع في ذلك بحب وإخلاص، يدل عليه تلك الابتسامة التي تعلو وجه سموه.
بشاشة سمو ولي العهد، وابتساماته المعهودة، كانت السر وراء حرص عشرات الشباب على التقاط صور "سيلفي" مع سموه للذكرى؛ إذ يسارع الشباب بكل فخر وسعادة في نشر هذه الصور بحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنهم يؤكدون لمن يهمه الأمر أن أميرهم شاب مثلهم، يتفهم مطالبهم، ويتعامل معهم بكل تواضع.