" عملية الاسقاط " في علم النفس ..
الإسقاط هي حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد عيوبه و رغباتة المحرمة و العدوانية أو الجنسية للناس حتى يبرء نفسه و يبعد الشبهات عنها, فالكاذب يتهم معظم الناس بالكذب, و المرأة التى تحب جارها قد تتهمة بمغازلتها.
والإسقاط قد يؤدى إلى عدوان مادي في صورة جرائم, فمثلا الموظف الذى يحمل مشاعر عدوانية نحو رئيسه قد يسقط هذه المشاعر عليه و يتصور أن رئيسه يكيد له و يتربص به لكى يؤذية و من ثم يبادر بالهجوم و الاعتداء عليه, و هكذا تدفع هذه الحيلة المضربين إلى نسبة ما في أنفسهم إلى الناس و التعامل معهم على هذا الأساس, و من ثم يقومون بأرتكاب جرائم فعلية
ويقول عالم
النفس سيجموند فرويد مؤسس التحليل النفسي ،يشير
الاسقاط اولا إلى حيلة لا شعورية من حيل دفاع الانا بمقتضاها ينسب الشخص إلى غيره ميولاً وافكاراً مستمدة من خبرته الذاتية يرفض الاعتراف بها لما تسببه من الم وما تثيره من مشاعر الذنب ،فالاسقاط بهذه المثابة وسيلة للكبت اي اسلوب لاستبعاد العناصر النفسية المؤلمة عن حيز الشعور ويضيف "فرويد"ان العناصر التي يتناولها
الاسقاط يدركها الشخص ثانية بوصفها موضوعات خارجية منقطعة الصلة بالخبرة الذاتية الصادرة عنها اصلاً،فالادراك الداخلي يلغى ويصل مضمونه إلى الشعور عوضاً عنه في شكل ادراك صادر عن الخارج بعد ان يكون قد لحقه بعض التشويه.
اذن
الاسقاط Projection آلية نفسية شائعة يعزو الشخص بوساطتها او عن طريقها للاخرين احاسيس وعواطف ومشاعر يكون قد كبتها بداخله.
ونلاحظ ان هناك العديد من الامثلة في حياتنا اليومية ونعايشها وندرك من خلالها سلوك الاخرين، ومن امثلة ذلك ان الرجل الذي يخون زوجته كثيراً ما يتهم زوجته بالخيانة ويشك فيها كثيراً او الزوجة الخائنة التي دأبت على كبت ميولها إلى اقتراف الزنا،تصبح على درجة مبالغ فيها من الغيرة بحيث تتهم زوجها بالخيانة ويمكن ان تحدث اوهام الاضطهاد من خلال الشعور بالذنب الذي يحمل الشخص على تخيل الآخرين وكأنهم يتكلمون عنه ويلقون بالاتهامات عليه.
وهناك العديد من الامثلة في حياتنا اليومية ويقول علماء
النفس ان الافراد الذين يستخدمون
الاسقاط هم اشخاص على درجة السرعة في ملاحظة وتجسيم السمات الشخصية التي يرغبونها في الاخرين ولايعترفون بوجودها في انفسهم ،ويظن الكثير من الناس ان هذه الاستراتيجية او"الحيلة الدفاعية"تقلل من القلق الناتج من مواجهة سمات شخصية مهددة،وتظهر هنا مرة اخرى آلية القمع او الكبت .
وجد علماء
النفس ان الافراد العدوانيين الذين لا يدركون مدى شرههم الجنسي حيث يلاحظون ذلك في الاخرين.
ان آلية
الاسقاط هي الية نفسية لا شعورية بحتة وهي
عملية هجوم لاشعوري يحمي الفرد بها نفسه بالصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المحرمة او المستهجنة بالاخرين،كما انها
عملية لوم الاخرين على ما فشل هو فيه بسبب ما يضعونه امامه من عقبات وما يوقعونه فيه من زلات او اخطاء ،فيقول الشخص في لاشعوره : انا اكره شخص ما ولكني اقول هو يكرهني،هنا أريد ان اخفف من اثمي ومشاعري الدفينة تجاه ذلك الشخص ويقول علماء
النفس اذا ما قارنا
الاسقاط بالتبرير،وكلاهما حيل دفاعية يلجأ اليها الفرد فأننا نجد ان
الاسقاط عملية دفاع ضد الاخرين في الخارج،اما التبرير فهي
عملية كذب على
النفس ويضيف علماء
النفس ان
الاسقاط اذا كان قائماً على شعور عنيف بالذنب ادى إلى حالة اضطراب البرانويا او ما يصاحبه من هذاءات وهلاوس.
ففي المرض العقلي"الذهان"يسقط المريض رغباته ومخاوفه على العالم الخارجي وفي الهذاءات يعتقد المريض ان زوجته تريد قتله لكي تسيطر على ثروته وترثه،ويعتقد ايضاً ان جميع الناس ضده ويريدون ان ينالوا منه،وهي مشاعر اسقاطية لا اساس لها في الواقع.
ومن امثلة اسقاط المشاعر في حياتنا اليومية التي لا ندري هل تعيد التوازن إلى
النفس ام تكشف خفايا وحقيقة الشخصية،فالفرد الذي يخاف من نزعاته العدوانية والجنسية يصيب شيئاً من التخفف من قلقه حين ينسب هذه النزعات العدوانية والجنسية إلى غيره من الناس،ولاشعوره يقول انهم هم الذين يميلون إلى العدوان وهم الذين يفكرون بالاعتداء على الناس و..هم..لا انا.
كما يعتقد، وهو اسقاط مشاعر دفينة في
النفس يلصقها الفرد بالاخرين،ويرى"فرويد"ان
الاسقاط حيلة نفسية ينسب فيها الشخص سماته الذاتية وعواطفه وميوله لموضوعات بيئته من اشخاص واشياء وازاء ذلك يقول "فرويد"فالاسقاط لا يقصر على كونه حيلة دفاعية وانما يفهم بالمعنى الواسع للفظه.